سِــيـَرُ أعْـلامِ السُّـفـَهـاءِ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سِــيـَرُ أعْـلامِ السُّـفـَهـاءِ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-12, 16:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو مصعب الجزائرى
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


آه آه آه أخي أبا عبد الباسط أأبكي أم اضحك أأبكي أم اضحك أم بالعيد أهنا و افرح أم أتفرج على من هو على جراح أمتي يرقص وعلى صرخاتها يعزف
اه اه أخي بشير مراد أأبكي لحالي أم حالي يبكيني أم أبكي لحال أمتي التي هي في دمائها تسبح و العدو يمكر بها و هي تمرح آه يا أمة العز و الشموخ آه على أمة كانت ترقص على صليل السيوف
ماذا دهاك ماذا دهاك
آه أخي الشاعر ذهب الذين يعاش في ظلهم و بقي الذين لا ينفعون و لا يرجى خيرهم ؛
يروى عن عروة بن الزبير انه كان يقول: كانت عائشة رضي الله عنها تنشد قول لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو من الشعراء المخضرمين: ذهب الذي يعاش في أكنافهم و بقيت في خلف كجلد الأجرب ثم تقول:
رحم الله لبيد كيف لو رأى زماننا هذا، ثم يعقب عروة قائلا :و نحن نقول: رحم الله عائشة فكيف لو رأت زماننا هذا
و نحن اليوم نقول :كيف لو أدرك هؤلاء كلهم زماننا هذا ؟
قال: أبو عمر بن العلاء ما نحن في من مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال،
هذا يقال في زمن الرجال فماذا يقال في زمن أشباه الرجال؟
و ماذا نقول نحن في زمن تباع فيه الاشباه في سوق النخاسة و يتسكع أشباه العلماء و الأقلام على أبواب السلطان؟
و رغم كل هذا الذل و الهوان و بعد كل هذا الظلام بزغ الفجر و تقشع الضباب و برز الرجال من بين ركام الخذلان و الضعف و الهوان
ليحيوا في الأمة عنفوان الكرامة التي فقدتها منذ زمان أمثال خطاب و الزرقاوي وأسامة و أبو عمر البغدادي
و منهم كثر فمنهم من قضى و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
و لا نزكيهم على الله فهو أعلم بهم منا.
فنصر الله قادم لا محالة، و سنكسر الصليب و نقتل الخنزير و ينادي الشجر و الحجر؛
فهنا يهودي ورائي تعالى يا مسلم فاقتله و نشنق آخر عميل بأمعاء آخر منافق و يعاد الحق لأهله و ينتشر العدل و تنطلق الجيوش و تفتح روميه و ينتشر العدل و الأمان:


الا كل شىء ما خلا الله باطل@وكل نعيم لا محالة زائل
وكل ابن انثى ولوتطاول عمره@الى الغاية القصوى فللقبر ايل
وكل اناس سوف تدخل بينهم@ دويهية تصفر منها الانامل

وكل امرؤ يوما سيعرف سعيه@اذا حصلت عند الاله الحصائل











 


قديم 2009-04-12, 17:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الشاعر70
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب الجزائرى مشاهدة المشاركة

آه آه آه أخي أبا عبد الباسط أأبكي أم اضحك أأبكي أم اضحك أم بالعيد أهنا و افرح أم أتفرج على من هو على جراح أمتي يرقص وعلى صرخاتها يعزف
اه اه أخي بشير مراد أأبكي لحالي أم حالي يبكيني أم أبكي لحال أمتي التي هي في دمائها تسبح و العدو يمكر بها و هي تمرح آه يا أمة العز و الشموخ آه على أمة كانت ترقص على صليل السيوف
ماذا دهاك ماذا دهاك
آه أخي الشاعر ذهب الذين يعاش في ظلهم و بقي الذين لا ينفعون و لا يرجى خيرهم ؛
يروى عن عروة بن الزبير انه كان يقول: كانت عائشة رضي الله عنها تنشد قول لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو من الشعراء المخضرمين: ذهب الذي يعاش في أكنافهم و بقيت في خلف كجلد الأجرب ثم تقول:
رحم الله لبيد كيف لو رأى زماننا هذا، ثم يعقب عروة قائلا :و نحن نقول: رحم الله عائشة فكيف لو رأت زماننا هذا
و نحن اليوم نقول :كيف لو أدرك هؤلاء كلهم زماننا هذا ؟
قال: أبو عمر بن العلاء ما نحن في من مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال،
هذا يقال في زمن الرجال فماذا يقال في زمن أشباه الرجال؟
و ماذا نقول نحن في زمن تباع فيه الاشباه في سوق النخاسة و يتسكع أشباه العلماء و الأقلام على أبواب السلطان؟
و رغم كل هذا الذل و الهوان و بعد كل هذا الظلام بزغ الفجر و تقشع الضباب و برز الرجال من بين ركام الخذلان و الضعف و الهوان
ليحيوا في الأمة عنفوان الكرامة التي فقدتها منذ زمان أمثال خطاب و الزرقاوي وأسامة و أبو عمر البغدادي
و منهم كثر فمنهم من قضى و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
و لا نزكيهم على الله فهو أعلم بهم منا.
فنصر الله قادم لا محالة، و سنكسر الصليب و نقتل الخنزير و ينادي الشجر و الحجر؛
فهنا يهودي ورائي تعالى يا مسلم فاقتله و نشنق آخر عميل بأمعاء آخر منافق و يعاد الحق لأهله و ينتشر العدل و تنطلق الجيوش و تفتح روميه و ينتشر العدل و الأمان:


الا كل شىء ما خلا الله باطل@وكل نعيم لا محالة زائل
وكل ابن انثى ولوتطاول عمره@الى الغاية القصوى فللقبر ايل
وكل اناس سوف تدخل بينهم@ دويهية تصفر منها الانامل

وكل امرؤ يوما سيعرف سعيه@اذا حصلت عند الاله الحصائل



مضى الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الاجرب

وعندي دواؤهم ..الكي والقطران .. فلا يصلح للجرب سوى هذا .. والكي بالمنجل انفع وأقطع وأشفى









قديم 2009-04-12, 17:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
امبراطور البحر1
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hourse واصل اخي مصعب

ولهذا كتب (سفيان الثوري) رسالة إلى (عباد بن عباد) وجاء فيها: "..واياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع وتدرأ عن مظلوم، أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس!!، وإنما اتخذها فجّار القراء سلّما، وكان يقال: اتقوا العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".

إن الأمة الإسلامية ابتليت ومازالت بفئتين، فئة لا هم لها إلا (التكفير) و(الخروج) ولم يسلم منهم صاحب المعصية إلا وكفروه، وسلوا سيوفهم على أهل الإسلام وتركوا أهل الكفر والأوثان، وفئة (مرجئة) جعلوا الكفر بمنزلة الإيمان، لا هم لهم إلا الدفاع عن السلطان وتبرير خطاياه وإن كانت تؤدي بالأمة إلى هلاكها وضياعها، فبئس الفريقان!!

جاء سليمان بن عبدالملك مع ابنيه إلى (عطاء) ليسألوه عن بعض مسائل الحج، فأجابهم ولم يلتفت إليهم!!، فقال سليمان لابنيه: "اجتهدا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود"!!

وهذا (العباس) أمير الكوفة أرسل ألف درهم (للأعمش) فأرجعها إليه وكتب له الفاتحة، فكتب (الأمير) له: "أبلغك أنا لا نحسن القرآن؟!"، فأجابه الأعمش: "أبلغك منا أنا نبيع العلم؟!".

ولم يكن علماء الأمة يستهينون بالعلم الذي عندهم، فهذا الإمام (ربيعة الرأي) لما دخل على الوليد بن يزيد -وهو خليفة- قال: "يا ربيعة، حدثنا..."، قال (ربيعة): "ما أحدث شيئا!!"... فلما خرج ربيعة قال: "ألا تعجبون من هذا الذي يقترح عليّ كما يقترح على المغنية!! حدثنا يا ربيعة!!".

وبعث (محمد بن ابراهيم) والي مكة إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى سفيان أن يقبلها!!، فقال: "يا أبا عبدالله، كأنك لا تراها حلالا؟"، قال: "بلى، ولكن أكره أن أذل!!".

إن مواقف العلماء الصادقين من زمن الصحابة إلى يومنا هذا مع الخلفاء والأمراء والسلاطين لا يمكن عدها ولا حصرها، ومن قرأ سيرة سعيد بن جبير وابن المسيب وعطاء وعمر بن عبدالعزيز والعز بن عبدالسلام وسفيان الثوري والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والبخاري وغيرهم الكثير والكثير لعلم حقا أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم كانوا صادقين في عهدهم مع الله، ولهذا أصابهم ما أصابهم من البلاء ولكن حفظوا للأمة دينها وعقيدتها.










قديم 2009-04-13, 16:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو مصعب الجزائرى
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطور البحر1 مشاهدة المشاركة
ولهذا كتب (سفيان الثوري) رسالة إلى (عباد بن عباد) وجاء فيها: "..واياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع وتدرأ عن مظلوم، أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس!!، وإنما اتخذها فجّار القراء سلّما، وكان يقال: اتقوا العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".

إن الأمة الإسلامية ابتليت ومازالت بفئتين، فئة لا هم لها إلا (التكفير) و(الخروج) ولم يسلم منهم صاحب المعصية إلا وكفروه، وسلوا سيوفهم على أهل الإسلام وتركوا أهل الكفر والأوثان، وفئة (مرجئة) جعلوا الكفر بمنزلة الإيمان، لا هم لهم إلا الدفاع عن السلطان وتبرير خطاياه وإن كانت تؤدي بالأمة إلى هلاكها وضياعها، فبئس الفريقان!!

جاء سليمان بن عبدالملك مع ابنيه إلى (عطاء) ليسألوه عن بعض مسائل الحج، فأجابهم ولم يلتفت إليهم!!، فقال سليمان لابنيه: "اجتهدا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود"!!

وهذا (العباس) أمير الكوفة أرسل ألف درهم (للأعمش) فأرجعها إليه وكتب له الفاتحة، فكتب (الأمير) له: "أبلغك أنا لا نحسن القرآن؟!"، فأجابه الأعمش: "أبلغك منا أنا نبيع العلم؟!".

ولم يكن علماء الأمة يستهينون بالعلم الذي عندهم، فهذا الإمام (ربيعة الرأي) لما دخل على الوليد بن يزيد -وهو خليفة- قال: "يا ربيعة، حدثنا..."، قال (ربيعة): "ما أحدث شيئا!!"... فلما خرج ربيعة قال: "ألا تعجبون من هذا الذي يقترح عليّ كما يقترح على المغنية!! حدثنا يا ربيعة!!".

وبعث (محمد بن ابراهيم) والي مكة إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى سفيان أن يقبلها!!، فقال: "يا أبا عبدالله، كأنك لا تراها حلالا؟"، قال: "بلى، ولكن أكره أن أذل!!".

إن مواقف العلماء الصادقين من زمن الصحابة إلى يومنا هذا مع الخلفاء والأمراء والسلاطين لا يمكن عدها ولا حصرها، ومن قرأ سيرة سعيد بن جبير وابن المسيب وعطاء وعمر بن عبدالعزيز والعز بن عبدالسلام وسفيان الثوري والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والبخاري وغيرهم الكثير والكثير لعلم حقا أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم كانوا صادقين في عهدهم مع الله، ولهذا أصابهم ما أصابهم من البلاء ولكن حفظوا للأمة دينها وعقيدتها.


شكر الله لك طيب الحضور والمتابعة والإضافة ورفع قدرك و شتان بين ثرى وثريا









قديم 2009-04-13, 16:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو مصعب الجزائرى
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر70 مشاهدة المشاركة
مضى الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الاجرب

وعندي دواؤهم ..الكي والقطران .. فلا يصلح للجرب سوى هذا .. والكي بالمنجل انفع وأقطع وأشفى

صدقت آخى الشاعر جزاك الله خير هؤلاء الحل الأنجع لهم هو الضرب بالجزم والصعق الكهربائي في النافوخ والكي في اللسان حتى لا يتطاولون على أسيادهم وهناك بعض الحالات يكون فيها المرض قدا استفحل و لا ينفع معه سوى البتر مثل السرطان









قديم 2009-04-13, 16:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو مصعب الجزائرى
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تكملة الموضوع:


[ ترجمة: جديد بن حديث ]


كان يحب الاطلاع على الكتب منذ صغره أيًا كان موضوعها؛ فهو يقرأ لكل الكاتبين، يقرأ للعربي وغير العربي والمسلم وغير المسلم والسني وغير السني، وياليته عندما كان يقرأ عنده الضوابط والأصول التي يقرأ وفقها، والتي تعصمه من الخطأ والزلل.

تكونت عنده ثقافة إسلامية وعرف من حوله ذلك ولاحظوه، فبدأوا يحثونه على وعظهم وعلى إقامة الندوات والظهور في التلفاز، وكانت عنده مواهب في فن الإلقاء والحوار، فاشتهر سريعًا كالنار في الهشيم، وأعرف أن القارئ سيقول هذا تشبيه غير بليغ إذ شبهت الداعية إلى الخير بالنار، ولكن سيعذرني بعد أسطر قليلة إن شاء الله.

وبعد أن بدأت شهرته لاحظ بقية من أهل العلم المتواجدين في هذا الزمان من أتباع السلف الصالح كسادَ بضاعته العلمية وضعف فهمه لنوص الوحييْن، ووجدوه حاطب ليل لا يميز بين صحيح السنة وضعيفها ولا يدري صحة أقوال العلماء من سقيمها، وجدوه مخالفًا لهدى النبي صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه، وفي منهجه وطريقته؛ فبدأوا ينصحونه ويذكرونه بالله وينبهونه على أخطائه، ولكن أبى إلا المضي في طريق الغواية وضرب بكلام أهل العلم عرض الحائط وظن أنه يحسن صنعًا.

وزاد الطينة بلة أن اتبعه طائفة عريضة من الشبيبة المسلمة المضحوك عليها، وتعصبوا لمذهبه وأقواله كأنه معصوم، وأغلب أتباعه مغيبون لا يدرون شيئًا كالمتخبطين في الظلمات وكالسكارى وما هم بسكارى.

والعجيب أن أعداء الله من الكفار والمنافقين والمبتدعة معجبون بطريقته ويصفونه بالداعية المعتدل الوسطي الغير متنطع، وهذا والله كاف لإسقاطه والتكبير عليه أربع تكبيرات؛ إذ كيف يمتدحه أعداء الله ولا يُعجب بطريقته أولياء الله وأحباب نبيه صلى الله عليه وسلم.



وكان يجيز الغناء ومخالفة الهدي الظاهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يصف بعض أحكام الله أنها ظلم، وكان ينفي عن إبليس صفة الكفر، ولكن نحمد الله أنه لم يترضَ عنه، وكان يذهب إلى كنيسة النصارى ليهنئهم وهم يحتفلون بمولد يسوع ربهم والعياذ بالله، وكان يصف النصارى بأنهم إخواننا، وغير ذلك من المعضلات.


وكان في الجملة يدعو إلى تدين جديد يلائم عصره ويناسبه، وغفل عن أن طريقة نبينا صلى الله عليه وسلم صالحة لكل مكان وزمان، ولم يضع في حسبانه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

إن الخير كل الخير في الاقتصار عل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتبرؤ من كل مذهب بدعي غير مرضي.









قديم 2009-04-15, 12:22   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو مصعب الجزائرى
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تكملة الموضوع:


[ ترجمة: حـمـار ]



هذا الشخص قد يعجب الناس من اسمه ولكن من يعرفونه جيدًا يدعون الله لمن سماه بهذا الاسم؛ بل إن من الناس من يرى أنه لا يستحق هذا الاسم، ولا تستطيع معرفة حقيقة الأمور إلا بعد سبر حياة ذلك الرجل.


والحكاية هي أن هذا الذكر كان يسافر كثيرًا ليتعلم من العلماء، ولا يصبر إذا سمع عن عالم كبير لم يتعلم منه حتى يرحل إليه متحملا المشاق والآلام، والعجيب أنه لا يشتكي البتة، وأمضى حياته في معرفة الشريعة وأحكامها، وهذا أمر محمود ولكنه مقيد بقيد هام جدًا وهو ضرورة الالتزام به والعمل بمقتضاه؛ إذ العلم وسيلة للعمل والعلم شجرة والعمل ثمرة، ويهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.


ولكن صاحبنا - وليس بصاحبنا - كان في وادٍ وعلمه في واد آخر، كان لا يعمل بما يعلم كأنه لا يعلم أصلا؛ بل كان يخالف الحلال عمدًا وقصدًا، كان إذا لجأ إليه الناس في نازلة ليعلموا حكمها تولى عنهم وأعرض، كان لا يقدِّر قيمة ما يحمله من كنوز، ولهذا فقد صدق من سماه حمارًا فهو لا يدري عما يحمله شيئًا، إن الله - تعالى - قد قال عن اليهود: "مثل الذين حُملوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا"؛ فقد شبههم الله تعالى بالحمار الذي يحمل الأسفار ولا يعرف قيمتها لأنهم علموا أحكام التوراة ولم يعملوا بها.


والحمار أفضل من هذا الرجل؛ إذ الحمار من الممكن أن يحمل شيئًا نافعًا من مكان إلى مكان آخر، أما هذا فلا يوصل ما يحمله من العلم إلى الناس ليعملوا به وينتفعوا، ولا هو أفاد نفسه؛ ولهذا رأى بعض الناس أنه لا يستحق اسم حمار.
كان متبلد الأحساس لا يأتمر بأوامر الله التي يحفظها، ولا يتحرك لجميل ترغيب في الآخرة ونعيمها هو يعلمه، ولا يروم فضلا حث الشارع عليه يعرفه، ولكن كان مشهورًا بالمفاجآت المفزعة والأقوال المخزية، وذلك أنه عندما أعرض عن الانتفاع بغزيرعلمه في دينه ودنياه رأى أعداء الله أن يستغلوه لنصب العداء لدين الله، فعرضوا عليه الأموال وأملوه بزيف الآمال وبشروه بثناء الناس عليه بأحسن الأقوال ومنوه بأن يحظى بين الناس بمكان عالٍ ومحط إجلال.


وعلى الفور، كما أن الحمار يسير بتلهف وراء حزمة من البرسيم استجاب حمارنا وبدأ معهم طريقًا لا يوصف إلا بأنه ليل بهيم، وفاجأ الناس بتحرك غير معهود لنصرة الدين بزعمه وتفقيه العالمين فحمدوا الله إذ قام الحمار من زريبته ناهقًا نافضًا روثه من على جسمه.


وإذا هم إزاء شخص يعرف الكثير ويتشدق بكلام أهل الدين، ولكنه ولي للشيطان في ثوب ولي للرحمن، فقد أدى ما تحمله من علم بإخلاص لهدم الدين وتفريق المسلمين والتحريش بين المؤمنين وإلقاء الشُّبه حول كلام رب العالمين وسُنة خاتم المرسلين صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وآل بيته أجمعين.
فانبرى أهل العلم في زمانه للرد عليه وتفنيد شبهاته وكشف عوره وسيئاته، حتى دُحض منهجه وزُهق باطله وفُضح سره، فلله درهم من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، جعلوا أنفسهم وقفًا للإسلام والمسلمين.


وانتقم الله من الحمار الذي لا يستحق اسمه بهتك الأسرار وذكره بين الأشرار والفجار، وفي الآخرة هو إلى الله إن شاء رحمه وإن شاء أدخله النار، أما إذا كان يبطن النفاق الأكبر والكراهية للإسلام والمسلمين فهو باتفاق من أهل النار.
فاللهم إنا نسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملا متقبلا.









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc