افتتاح مدارسة رسالة ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

افتتاح مدارسة رسالة ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-13, 16:06   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
ريحانة الجزائرية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

· الشرح:الخلق عاملون بسابق علمه وهذا تنبيه إلى مرتبتين من مراتب القدر :
إحداهما : الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء ما كان وما سيكون و مالم يكن لو كان كيف يكون!!!
والمرتبة الثانية : كتابة الله مقادير الخلق من ذلك كتابة أعمالهم من خير أو شر وفق علمه في اللّوح المحفوظ فالله علم أحوال العباد وأعمالهم وكتبها في اللّوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ولهذا قال ( بعلمه ) يعني ما يعمله العبد من خير أو شر فهو ليس خارجا عن عِلم الله .علِم الله على سبيل المثال : أن عبده فلان يعمل كذا وكذا وكذا من الطاعات ويعمل كذا وكذا وكذا من المعاصي وكتبها .
· المتن) ونافذون لما خلقهم له من خير وشر(.

· الشرح: يعني نفذت فيهم مشيئته العامة وهذه مرادفة للكونية القدرية - الكونية القدرية -فضابط الكونية القدرية حسب استقراء النصوص وكلام أهل العلم هي كما يأتي :
إرادة الله العامة لما يجري في الكون من حوادث وفق علمه بها وكتابته لها في اللوح المحفوظ هذه ( الإرادة القدرية ) وهي المرادفة للمشيئة فقول المزني رحمه الله ( ونافذون لما خلقهم له من خير وشر ) يعني ( المشيئة العامة ) هذه الجملة تعني المشيئة العامة فالعباد سبق في علم الله أقول من العباد من سبق في علم الله وكتابته في اللوح المحفوظ أنه على خير حتى يموت ومنهم من سبق في علم الله وكتابته أنه على شر حتى يموت ومنهم من هو تارة وتارة والمقصود أن يعلم كل مسلم ومسلمه أنه لا يقع في ملك الله شيء لا يريده ولا يشاؤوه لأنه فرغ I من علم الأشياء وكتابتها في اللوح المحفوظ .
خلق الخلق بمشيئته عن غير حاجة كانت به وخلق الملائكة جميعًا لطاعته وجبلهم على عبادته فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون وطائفة منهم حول عرشه يسبحون وآخرون بحمده يقدسون واصطفى منهم رسلاً إلى رسله وبعض مدبرون لأمره
ثم خلق آدم بيده وأسكنه جنته وقبل ذلكللأرض خلقه ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه بأكلها ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها
(
· الشرح:هذا في الوالد أبي البشر r.
أولا : أن الله خلقه بيده وهذا دليل على وجوب الإيمان بصفة اليد لله U ويرد على من أوّل اليد بالقدرة من جهتين :
إحداهما : أن إبليس عليه لعنة الله لم يحتج على الله حين وبّخه على عدم السجود لآدم كما أمره مع الملائكة فلم يقل وأنا خلقتني بيدك !!! فلو كانت اليد هي القدرة لقال إبليس هذا !!! ولكن يعلم عدو الله أن اليد غير القدرة فإبليس أعقل من هؤلاء المبتدعة في هذا الباب !!! ما نقول أنه أكمل منهم إيمانا معاذ الله لكن في هذا الباب هو أعقل منهم .
وثانيا : يلزم على قولهم أن الله له قدرتان في قوله تعالى { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } وهذا لم يقله أحد ومن أوّل اليد بالنعمة يقال له يلزم على قولك أن الله له نعمتان لأنه قال{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ }وهذا مخالف لقوله تعالى { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } فإن نعمه كثيرة .
ثانيا : أن الله تعالى أسكنه جنته وهي الجنة المعروفة لا جنة أخرى نقول اسكن الله آدم جنته التي أعدها لأوليائه لكن هل اسكنه عدن أو الفردوس أو المأوى الله علم نقف حيث وقف ربنا جل وعلا ولا نتجاوز .
ثالثا : أن الله خلقه للأرض يعني أن إهباط آدم r من الجنة إلى الأرض مع زوجه حواء عليها السلام لم يكن حادثا في علم الله بل سبق في علم الله وكتابته في اللوح المحفوظ أن آدم يهبط لما يحدث منه كما سيأتي .
رابعا : أن الله نهاه عن الشجرة فأكل منها وهذا ابتلاء وهذا كذلك قدر مقدور على الوالد r فنؤمن بذلك .

· الشرح : هذا هو إبليس سلطه الله على آدم وهذه لحكمة فإن الحكمة من خلق إبليس وكذلك الإبتلاء بالمعاصي هي ليجاهد العباد أنفسهم ويقهروها على محاب الله ومراضيه ويبعدوها عن مغاضبه ومساخطه ، فإغواء إبليس لعنه الله الوالد r لم يكن أمرا غير مراد لله يعني قدراً فهو مقدر سبق في علم الله أن آدم يدخل الجنه وأنه يأكل من الشجرة بوسوسة من إبليس وأنه يهبط إلى الأرض فكل ذلك ضمن الإرادة الكونية القدرية .
· المتن) وجعل أكله لها للهبوط إلى الأرض سببًا فما وجد إلى ترك أكلها سبيلاً ولا عنه لها مذهبًا ( .
· الشرح : هذا لماذا ؟ لأنه مقدر فالمقدّر لا يدفع .
· المتن) ثم خلقللجنة من ذريته أهلا فهم بأعمالها بمشيئته عاملون وبقدرته وبإرادتهينفذون وخلقمن ذريته للنار أهلا فخلق لهم أعينا لا يبصرون بها وآذانا لا يسمعون بها وقلوبا لايفقهون بها فهم بذلك عن الهدى محجوبون وبأعمال أهل النار بسابق قدره يعملون( .


{ المزني ناصر مذهبي }
-الإمام الشافعي رحمه الله تعالى -

شرح السنة
للإمام المُزَني
شرحه العلاّمة الوالد
عبيد بن عبد الله الجابري








 


قديم 2012-04-14, 17:25   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي أسأل الله للجميع دوام التّوفيق والسّداد....اللهمّ آمين ...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن) ،
(اعلم رحمك الله): تقدم القول فيها في الدروس الماضية.

قوله: (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة)، الوجوب هنا وجوب شرعي،
الواجب لغة هو الساقط واللازم، أما في الاصطلاح فهو ما أمر به الشارع أمراً جازماً،
أو على وجه الإلزام، هذا الواجب على الناحية الاصطلاحية.

فاعله يؤجر على فعله، وتاركه يستحق العقاب على تركه.

هذا تعريف الواجب من الناحية الشرعية الاصطلاحية.

وقد ذكرنا في الدرس الماضي أن الواجب قسمان: واجب عيني، وواجب كفائي،
وهذا الذي يتحدث عنه المصنف رحمه الله هو الوجوب العيني، يجب على كل مسلم ومسلمة،
لا فرق في الواجبات الشرعية بين المسلم والمسلمة،
الأصل أن المسلم والمسلمة يتَّحدان في الواجبات الشرعية، إلا ما نُص عليه في الشرع
أنه خاص بالرجال كالجهاد وصلاة الجماعة وصلاة الجمعة.

قال رحمه الله (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل ) ،
بعد أن انتهى من المسائل الأربع الأولى بدأ بمسائل جديدة، وهذه المسائل ثلاث
مسائل يجب على المسلمين تعلُّمها، قال:

" ( الأولى: أن الله خلقنا ) " أي أن الله سبحانه وتعالى أوجدنا من العدم،
قال سبحانه { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ } [ الأنعام/2]
وقال{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة/21]،
الذي خلقكم،وقال سبحانه{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } [ الزمر/62]،
فالله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدنا من العدم.

"( ورزقنا) " أي الله سبحانه وتعالى هو الذي تكفل برزقنا وهو الذي يقوم على رزقنا،
قال سبحانه { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ غافر/64]،
وقال { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات/58]،
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

ثم قال المصنف رحمه الله: ( ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا
ولم يتركنا: أي خلقنا الله سبحانه وتعالى ورزقنا ولم يتركنا هملا،
الهمل: هو المهمَل المتروك بلا رعاية ولا عناية، أي لم يتركنا الله بلا أمر ولا نهي
ولا بيان لمِا نحتاجة في ديننا ودنيانا، بل أمرنا ونهانا وبيَّن لنا طريق الخير
وطريق الهداية، فلم يخلقنا الله سبحانه وتعالى عبثاً وسُدًى،
قال سبحانه:{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } [ المؤمنون/116/115]،
وقوله: "وقال { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى *ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى }"،
فالله سبحانه وتعالى خلقنا ورزقنا لحكمة عظيمة، وهي أن نعبده سبحانه، قال جل في علاه
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات/58/57/56]،
ولم يخلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا أو لهذه الدنيا كي نرتع ونعيش ونتمتع بها،
بل خلقنا الله سبحانه وتعالى وأوجدنا في هذه الدنيا كي نعمل ونطيع ونَجِدّ ونجتهد
في طاعة الله تبارك وتعالى، كي نحصل على ما وعدنا الله تبارك وتعالى به من خيرا ت الآخرة ونعيمها


شبكة الدّين القيّم...









قديم 2012-04-14, 18:05   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجي الصّمدِ مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شبكة الدّين القيّم...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
فقط توضيح بخصوص ما قدمتم من شرح، فالشارح هو الشيخ: أبو الحسن علي بن مختار الرملي -حفظه الله- وهو أحد طلبة الشيخ مُقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- وهو المسؤول عن شبكة الدِّين القيِّم.
وفقكم الله










قديم 2012-04-14, 19:18   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
أبوعبد اللّه 16
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبوعبد اللّه 16
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تتمة لما قاله الاخ راجي الصمد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجي الصّمدِ مشاهدة المشاركة


وطريق الهداية، فلم يخلقنا الله سبحانه وتعالى عبثاً وسُدًى،
قال سبحانه:{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } [ المؤمنون/116/115]،
وقوله: "وقال { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى *ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى }"،


فالعبث ينافي الحكمة، و الله سبحانه تعالى ان يعبث، و من اسمائه الحسنى، الحكيم، فهو صاحب الحكمة البالغة،
قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } (30, 31، 32) سورة البقرة



اقتباس:
فالله سبحانه وتعالى خلقنا ورزقنا لحكمة عظيمة، وهي أن نعبده سبحانه، قال جل في علاه
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات/58/57/56]،
ولم يخلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا أو لهذه الدنيا كي نرتع ونعيش ونتمتع بها،
بل خلقنا الله سبحانه وتعالى وأوجدنا في هذه الدنيا كي نعمل ونطيع ونَجِدّ ونجتهد

و هو غني عن عبادة خلقه فهو سبحانه، الغني بذاته عن غيره، انما هو اختبار و ابتلاء لعباده، ليمحص المؤمن من الكافر، قال تعالى {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك، و قد سبق علم الله ذلك، فهو قد احاط بكل شيء علما.










قديم 2012-04-16, 22:08   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 .....وَلَمْ يَتْرُكَنَا هَمَلاً, بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا...


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فنواصل مع ماتيسر من رسالة ثلاثة الاصول ومع الجزئية التالية:

* .....وَلَمْ يَتْرُكَنَا هَمَلاً, بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا, فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ, وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً*فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾[المزمل:15-16].
*
وَلَمْ يَتْرُكَنَا هَمَلاً
هذا هو الواقع الذي تدل عليه الأدلة السمعية والعقلية.
أما السمعية: فمنها قوله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [المؤمنون: 115-116]، وقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى*ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى* أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ [القيامة:36-40].
وأما العقل: فلأنّ وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل بل هو عبث محض، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.

بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا
أي أنّ الله عز وجل أرسل إلينا معشر هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم رسولًا يتلو علينا آيات ربنا، ويزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، كما أرسل إلى من قبلنا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾[فاطر:الآية24]، ولا بد أن يرسل الله الرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً *وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[النساء:163-165].
ولا يمكن أن نعبد الله بما يرضاه إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ لأنهم هم الذين بيَّنوا لنا ما يحبه الله ويرضاه، وما يقربنا إليه عز وجل، فبذلك كان مِن حكمة الله أن أرسل إلى الخلق رسلًا مبشرين ومنذرين، الدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً*فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾[المزمل:15-16].

فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ
هذا حق مستفاد من قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران:132-133]، ومن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[النساء:الآية13]، ومن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور:52]، وقوله :﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾[النساء:69]، وقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [لأحزاب:الآية71]، والآيات في ذلك كثيرة. ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) فقيل : ومَن يأبى يا رسول الله؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار)).

وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً*فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾[المزمل:15-16].
هذا أيضًا حق مستفاد من قوله تعالى : ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء:14] وقوله: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً﴾[الأحزاب: الآية36]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً﴾[الجـن: الآية23]، ومِن قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن عصاني دخل النار)) .









قديم 2012-04-16, 22:20   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

قال المصنّف -رحمه الله-: (وَلَمْ يَتْرُكَنَا هَمَلاً):
أي لم يتركنا عبثَا
قوله رحمه الله: (بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا)
* الإنسان كي يصل إلى الغاية العظيمة التي خلقه الله لأجلها هو بحاجة لمن يُبصّره ويُرشده ويُعلّمه كيف يعبد ربّه على الوجه الصحيح، لذلك أرسل الله -سبحانه وتعالى- الرُسل.
* والرسول هو من بُعِث بالرسالة، وقد اختارهم الله من بني آدم (من البشر) حتى لا يستوحش النّاس منهم.
* وللرسول أربع مهمّات: - شاهد على الخلق.
- البشارة والنذارة.
- الحُكم والفصل بين النّاس.
- تعليم النّاس شرع الله.
قوله -رحمه الله-: (فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ, وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ)
* والطاعة شرعًا: هي موافقة المُراد اِمتثالاً للمأمور واِجتنابًا للمحظور.
* وفي هذه الفقرة دلالـة على وجوب طاعة النبِّي -صلى الله عليه وسلم- في كلِّ ما شرعه، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث روى عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كلّ أمتي يدخل الجنّة إلاّ من أبى). قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى).
قوله -رحمه الله-: (وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً*فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾[المزمل:15-16])
* كعادة الشيخ -رحمه الله- يضبط المسائل بدليلها كي يُعود طالب العلم على الرجوع دومًا للكتاب والسنة.
* اِستدل الشيخ رحمه الله بهذه الآية على وجوب طاعة النبِّي -صلى الله عليه وسلم-، ووجه الدلالة على ذلك ذِكر ما ناله فرعون على معصيته لموسى -عليه السلام-.

والله أعلى وأعلم بالصواب
_____
المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ والشيخ عُبيد الجابري -حفظهما الله-

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح










قديم 2012-04-21, 10:14   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لَا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فنواصل مع ماتيسر من رسالة ثلاثة الاصول ومع الجزئية التالية:

* الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لَا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ .*



أي المسألة الثانية مما يجب علينا: أنّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يُشرَكَ معه في عبادته أحد بل هو المستحق للعبادة، ودليل ذلك ما ذكره المؤلِّف –رحمه الله-في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ [الجـن:18]، فنهى الله تعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحدًا، والله لا ينهى عن شيء إلا وهو لا يرضاه سبحانه وتعالى، وقال الله عز وجل: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر: الآية7]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة:الآية96]، فالكفر والشرك لا يرضاه الله سبحانه وتعالى، بل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لمحاربة الكفر والشرك والقضاء عليهما، قال الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾[الأنفال:الآية39]، وإذا كان الله لا يرضى بالكفر والشرك فإنّ الواجب على المؤمن أن لا يرضى بهما؛ لأنّ المؤمن رضاه وغضبه تبع رضا الله وغضبه، فيغضب لما يغضِب الله، ويرضى بما يرضاه الله عز وجل، وكذلك إذا كان الله لا يرضى الكفر ولا الشرك فإنه لا يليق بمؤمن أن يرضى بهما.
والشرك أمره خطير قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[النساء:الآية48]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾[المائدة:الآية72]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومَن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار).









قديم 2012-04-21, 18:18   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم

قال المصنف رحمه الله: (الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لَا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ)

*الشِرك: لغة: التسوية.
شرعًا: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
والشِرك أعظم الذنوب ومن الكبائر وينقسم إلى:
- شِرك أكبر: مُخرج من الملّة ويجعل صاحبه حلال الدم والمال مخلّد في النار. وهو أنواع: شرك الطاعة، شرك المحبّة، شرك الدعاء، شرك النيّات.
- وشرك أصغر: وينقسم إلى شرك ظاهر وخفي؛ والشرك الظاهر ينقسم إلى: شرك في الأقوال: كقول ماشاء الله وشئت والحلف بغير الله.
وشرك في الأفعال: كتعليق التمائم والتولة.
أما الشرك الخفي: فهو الرياء.
والشرك الأصغر وسيلة للشرك الأكبر ولا يُخلّد صاحبه في النار ولا يكون حلال الدم والمال.
* العبادة: لغة: التذلل والخضوع.
شرعًا: اِسم جامع لكلِّ ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، ولا تُسّى عبادة إلاّ إذا اجتمع فيها أمرين: الإخلاص والمتابعة.
* قوله: (أحد): أتت نكرة، والنكرة إذا وقعت في سياق النهي أو النفي أو الاِستفهام فإنها تُفيد العموم.

قال -رحمه الله-: ( لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ)
* ملك: واحد الملائكة: وهي مأخوذة من الألوكة وهي الرسالة، والملائكة عباد الله المُكرّمين، لا يسبقونه بقول وبأمره يعملون، خلقهم من نور، وهم مُقرّبون من الله مكانًا ومكانة.
* والنبي سبق تعريفه والفرق بينه وبين الرسول
* وقد ضرب المصنف -رحمه الله- المثل بالملائكة والرُسل لأنهم أشرف مخلوقات الله، فإذا كان لا يجوز عبادتهم من دون الله فكذلك من هم دونهم.
قوله -رحمه الله-: (وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾)
* المساجد: قال فيها العُلماء ثلاثة أقوال:
- المساجد التي تُبنى ليُعبد الله فيها.
- أعضاء السجود.
- الأرض، قال -صلى الله عليه وسلم-: (جُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورا).
* الدعاء: نوعان:
- دعاء مسألة: وهو الدُعاء عمومًا، كأن يطلب العبد من ربه مسألة ما.
وهنا فائدة تُذكر: يجوز طلب العون من العبد ولكن بشروط: أن يكون حي، حاضر، قادر وأن يعتقد أنه سبب.
- دعاء العبادة: وهو العبادة نفسها، كالصلاة والزكاة وغيرها.

وخلاصة هذه الفقرة: فيها إثبات الألوهيّة لله وحده لا شريك له، فأي عبادة لم تكن خالصة لله كانت مردودة على صاحبها، وصرفها لغير الله شرك، مهما كان شرف ومقام هذا المعبود.
والله أعلى وأعلم بالصواب
_________
المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ عبيد الجابري والشيخ هيثم سرحان حفهم الله.
والتعريفات مأخوذة مما قرأته سابقًا من بعض الكتب.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح











قديم 2012-04-21, 18:26   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء..

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما هذه الثانية فقال المؤلف رحمه الله:
( أن الله لا يرضى أن يُشرَك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل
الله أمرنا بالعبادة، أمرنا بطاعته، أمرنا بالخضوع والتذلل له، ونهانا أيضاً أن نعبد معه غيره،
أراد هذه العبادة أن تكون خالصةً له سبحانه،
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [ البينة/5]،
{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } [ النساء/36]
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } [ الإسراء/23]،
إذاً نحن مأمورون بعبادة الله.

هذه الأولى.

الثانية: مأمورون ألا نعبد غيره.

هذه الثانية.

الثالثة: مأمورون أن نعبد الله كما يريد سبحانه لا بأهوائنا ولا بطرقنا المخترعة.

هذه ثلاث نقاط مهمة جداً ويلخصها العلماء بنقطتين:

الأولى: يقولون: الواجب علينا أن نعبد الله وحده وألا نشرك به غيره،
إخلاص العمل لله تبارك وتعالى.

الثانية: متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل، إذاً العمل لا يكون مقبولاً عند الله
إلا بالإخلاص وبمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال: "الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته"،
فأي عبادة تتقرب بها إلى الله يحرم أن تتقرب بها إلى غيره، ولا يجوز لك
أن تتقرب وتخضع وتتذلل لغير الله سبحانه وتعالى، العبادات يجب أن تكون خالصة
لله سبحانه وتعالى،قال: "لا ملك مقرب ولا نبي مرسل"، لماذا اختار هذين الوصفين ؟
وصف الملك المقرب والنبي المرسل ؟ هؤلاء أفضل الخلق، هؤلاء أفضل خلق الله تبارك وتعالى،
الملائكة المقربون: كجبريل عليه السلام، والأنبياء المرسلون: كمحمد صلى الله عليه وسلم،
هؤلاء الخلق لا يقبل الله سبحانه وتعالى أن يكونوا له شركاء في عبادته، فغيرهم من باب أولى.

وقال: ( والدليل قوله تعالى{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }[ الجن/18])
المساجد سواء كانت مواضع السجود وهذه تشمل جميع البقاع،
أو كانت المساجد تلك البيوت التي تبنى لإقامة الصلاة،
فهي كلها لله تبارك وتعالى مختصة به{ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً
أي هذه المساجد وهذه البقاع لعبادة الله تبارك وتعالى فلا يجوز أن تعبدوا غيره معه،
لا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة، لا يجوز لكم أن تعبدوا غير الله معه، لذلك قال:
{ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وأحدا هنا نكرة، في سياق النهي، فهي تعُمّ، تشمل كل أحد،
لا يجوز لكم أن تدعوا مع الله أحدا، والواجب أن تدعوا الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

شرح الشّيخ أبي الحسن الرّملي الأردني حفظه الله
المجلس الثّالث
شبكة الدّين القيّم
.....................









قديم 2012-04-21, 18:49   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم

قال المصنف رحمه الله: (الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لَا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي عِبَادَتِهِ)

*الشِرك: لغة: التسوية.
شرعًا: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
والشِرك أعظم الذنوب ومن الكبائر وينقسم إلى:
- شِرك أكبر: مُخرج من الملّة ويجعل صاحبه حلال الدم والمال مخلّد في النار. وهو أنواع: شرك الطاعة، شرك المحبّة، شرك الدعاء، شرك النيّات.
- وشرك أصغر: وينقسم إلى شرك في الأقوال: كقول ماشاء الله وشئت والحلف بغير الله.
وشرك في الأفعال: وينقسم إلى قسمين: ظاهر: كتعليق التمائم والتولة، وخفي: وهو الرياء.
والشرك الأصغر وسيلة للشرك الأكبر ولا يُخلّد صاحبه في النار ولا يكون حلال الدم والمال.
* العبادة: لغة: التذلل والخضوع.
شرعًا: اِسم جامع لكلِّ ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة (1)، ولا تُسّى عبادة إلاّ إذا اجتمع فيها أمرين: الإخلاص والمتابعة.
* قوله: (أحد): أتت نكرة، والنكرة إذا وقعت في سياق النهي أو النفي أو الاِستفهام (2)فإنها تُفيد العموم.

قال -رحمه الله-: ( لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ)
* ملك: واحد الملائكة: وهي مأخوذة من الألوكة وهي الرسالة، والملائكة عباد الله المُكرّمين، لا يسبقونه بقول وبأمره يعملون، خلقهم من نور، وهم مُقرّبون من الله مكانًا ومكانة.
* والنبي سبق تعريفه والفرق بينه وبين الرسول (3)
* وقد ضرب المصنف -رحمه الله- المثل بالملائكة والرُسل لأنهم أشرف مخلوقات الله، فإذا كان لا يجوز عبادتهم من دون الله فكذلك من هم دونهم.
قوله -رحمه الله-: (وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾)
* المساجد: قال فيها العُلماء ثلاثة أقوال:
- المساجد التي تُبنى ليُعبد الله فيها.
- أعضاء السجود.
- الأرض، قال -صلى الله عليه وسلم-: (جُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورا).
* الدعاء: نوعان:
- دعاء مسألة: وهو الدُعاء عمومًا، كأن يطلب العبد من ربه مسألة ما.
(4)
وهنا فائدة تُذكر: يجوز طلب العون من العبد ولكن بشروط: أن يكون حي، حاضر، قادر وأن يعتقد أنه سبب (5).
- دعاء العبادة: وهو العبادة نفسها، كالصلاة والزكاة وغيرها.

وخلاصة هذه الفقرة: فيها إثبات الألوهيّة لله وحده لا شريك له، فأي عبادة لم تكن خالصة لله كانت مردودة على صاحبها، وصرفها لغير الله شرك، مهما كان شرف ومقام هذا المعبود.
والله أعلى وأعلم بالصواب
_________
المصادر: شرح الشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ عبيد الجابري والشيخ هيثم سرحان حفهم الله.
والتعريفات مأخوذة مما قرأته سابقًا من بعض الكتب.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح



و عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
(1) هذا التّعريف هو لشيخ الإسلام رحمه الله وهو أجمع التّعاريف المذكورة في هذا الباب..
(2) أو الشّرط ..
(3) النّبيّ : هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه أو أمر بتبليغه لقوم موافقين له.
الرّسول : من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم مخالفين له.
والرّسالة مرتبة أعلى من النّبوّة...
(4) قال الله تعالى " وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم "
فسّرت بمعنيين :
1 - أستجب لكم = أحبّكم
2- أستجب لكم = أعطكم ما سألتم
(5) نزيد شرطا وهو أن يكون الأمر الذي نطلب فيه الإستعانة حلال ومباح ..

- الإستعانة بحيّ حاضر غير قادر فهذا لغو لا طائل من تحته
مثل الإستعانة بمشلول وقد تكون حراما كما لو ظنّ النّاس فيه أنّه
وليّ صاحب معجزات أو ما شابه..

وسيأتي مزيد بيان في باب الإستعانة لا حقا إن شاء الله تعالى..

وأستسمحكم على التّعقيب للفائدة إن شاء الله
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
والله الموفق لا إله غيره ولا ربّ سواه..










قديم 2012-04-21, 19:15   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجي الصّمدِ مشاهدة المشاركة
و عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
(1) هذا التّعريف هو لشيخ الإسلام رحمه الله وهو أجمع التّعاريف المذكورة في هذا الباب..
(2) أو الشّرط ..
(3) النّبيّ : هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه أو أمر بتبليغه لقوم موافقين له.
الرّسول : من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم مخالفين له.
والرّسالة مرتبة أعلى من النّبوّة...
(4) قال الله تعالى " وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم "
فسّرت بمعنيين :
1 - أستجب لكم = أحبّكم
2- أستجب لكم = أعطكم ما سألتم
(5) نزيد شرطا وهو أن يكون الأمر الذي نطلب فيه الإستعانة حلال ومباح ..
- الإستعانة بحيّ حاضر غير قادر فهذا لغو لا طائل من تحته
مثل الإستعانة بمشلول وقد تكون حراما كما لو ظنّ النّاس فيه أنّه
وليّ صاحب معجزات أو ما شابه..
وسيأتي مزيد بيان في باب الإستعانة لا حقا إن شاء الله تعالى..
وأستسمحكم على التّعقيب للفائدة إن شاء الله
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
والله الموفق لا إله غيره ولا ربّ سواه..
جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم على التعقيب وعلى الفوائد الطيِّبة.
بالنسبة للفرق بين الرسول والنبي فقد كنتُ قد وضعتُ فائدة للشيخ عُبيد الجابري -حفظه الله- فيما يخص ذلك هنا: 42.
والله الموفق










قديم 2012-04-24, 17:53   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لَا يَجُوزُ لَهُ مُوَالَاةُ مَنْ حَادَ اللهَ وَرَسُولَهُ



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فنواصل مع ماتيسر من رسالة ثلاثة الاصول ومع التالي:


* الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لَا يَجُوزُ لَهُ مُوَالَاةُ مَنْ حَادَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيْبٍ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[المجادلة:22].*



أي المسألة الثالثة مما يجب علينا علمه: الولاء والبراء. والولاء والبراء أصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة،
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً﴾ [آل عمران:الآية118]،
وقال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51]،
وقال سبحانه وتعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[المائدة:57]،
وقال تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة:23-24]، وقوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [الممتحنة:4]،
ولأن موالاة من حاد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف؛ لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئاً هو عدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال ، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.










قديم 2012-04-24, 18:15   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

قال المصنّف -رحمه الله-: (الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لَا يَجُوزُ لَهُ مُوَالَاةُ مَنْ حَادَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيْبٍ، وَالدَّلِيْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[المجادلة:22])

* والطاعة هي موافقة الأمر على وجه الاختيار، وقيل: موافقة المُراد بفعل المأمورات وترك المحظورات.
* وقد بيّن المؤلف -رحمه الله- في هذه المسألة أصل من أصول الدِّين وهو: الولاء والبراء، فمن دخل في لا إله إلاّ الله وجب عليه حبّ هذه الكلمة وحب أهلها، وبُغض الشِرك وأهله وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أوثق عُرى الإيمان أن تحبَّ في الله، وأن تبغض في الله).
فالولاء معناه: الحب والمناصرة لأهل الإيمان.
والبراء معناه: البُغض والمعاداة للشرك وأهله، ويكون ذلك بالقلب واللسان والجوارح.
* ومولاة المشركين تنقسم إلى قسمين:
1- التولي: وهو محبة الشِرك وأهله أو نُصرتهم قصد ظهور الشِرك على التوحيد، والتولي كُفر أكبر مُخرج من الملّة. والدليل قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
2- الموالاة: وهي محبّة المُشركين لأجل دُنياهم دون نُصرة، وهي محرّمة فهي من كبائر الذنوب، والدليل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة .. الآية)، فقد خاطبهم الله -تعالى- بقوله: (يا أيها الذين آمنوا)، أي: لم ينفِ عنهم صفة الإيمان.
هذا والله أعلى وأعلم بالصواب

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح










قديم 2012-04-27, 17:47   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










New1 اِعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ: أَنَّ الحَنِيْفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ : أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ.......



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فنواصل مع ماتيسر من رسالة ثلاثة الاصول ومع التالي:


* اِعْلَمْ (1) أَرْشَدَكَ اللهُ (2) لِطَاعَتِهِ (3): أَنَّ الحَنِيْفِيَّةَ (4) مِلَّةَ (5) إِبْرَاهِيمَ (6): أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ (7) . . . . . . . .*


(1)تقدَّم الكلام على العلم، فلا حاجة إلى إعادته هنا.

(2)الرشد: الاستقامة على طريق الحق.
(3)الطاعة: موافقة المراد فعلًا للمأمور وتركًا للمحظور.
(4)الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك، المبنيّة على الإخلاص لله عز وجل .
(5)مِلَّة: أي طريقه الديني الذي يسير عليه، عليه الصلاة والسلام.
(6) إبراهيم: هو خليل الرحمن قال عز وجل: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾[النساء:الآية125]، هو أبو الأنبياء، وقد تكرر ذكر منهجه في مواضع كثيرة؛ للاقتداء به.
(7)قوله "أن تعبد الله" هذه خبر "أن" في قول "أنّ الحنيفية".
-والعبادة بمفهومها العام هي: التذلل لله محبة وتعظيمًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه".
-أما المفهوم الخاص للعبادة-يعني تفصيلها-، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل والصلاة والزكاة، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام.









قديم 2012-04-27, 18:03   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله

قال المصنف -رحمه الله-: (اِعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)
- قوله هذا -رحمه الله- فيه تلطف ثالث منه بالمتعلم.
- والرشد هو الاِستقامة على طريق الحق، وضده الغواية.
- والطاعة هي موافقة المُراد اِمتثالاً للمأمور واِجتنابًا للمحظور.
قوله -رحمه الله-: (: أَنَّ الحَنِيْفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ)
- والحنيفية: لغة: نسبة إلى الحنيف، وهو المائِل.
شرعًا: هي الملّة المائِلة عن الشِرك إلى التوحيد، وعن الباطل إلى الحق.
- والملّة: لغة: الطريقة.
شرعًا: الدِّين والشريعة.

قوله -رحمه الله-:
(أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ)
- والعبادة: لغة: التذلل والخضوع. يقال: عبدتُ الطريق أي: جعلته مُذللاً.
شرعًا: كما عرفها شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: (اِسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
والعبادة اِسم جنس، والأصل فيها التوقيف.
* شروطها: 1- الإخلاص: لغة: التنقية والتصفية.
شرعًا: أن يكون العبد مُبتغٍ لوجه الله بكلِّ أقواله وأعماله.
2- المتابعة: متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من دون الإحداث، وتتحقق بـ: السبب (سبب العبادة)، الزمان، الجنس، المقدار والكيفية.
* أركانها: خوف، رجاء، محبة.
* أنواعها: كونية وشرعية.
- فائدة: الطاعة تكون لله وللعبادة، أما العبادة فتكون خاصة بالله وحده ويجب لها نيّة.

- وفي هذه الفقرة أثبت الشيخ -رحمه الله- أن إبراهيم -عليه السلام- بُعِث بالتوحيد.
والله أعلى وأعلم
وفق الله الجميع للعلم النّافع والعمل الصالح

ملاحظة: قد تكون بعض الفوائد مُكررة، وأعتذر عن هذا لأنِّي أنقل من كراستي ومما دونته قبلاً.











 

الكلمات الدلالية (Tags)
مدارسة, الأصول, افتتاح, ثلاثة, رسالة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc