![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ◘الشبهة الثانية عشر: قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة: يقولون: نحن دخلنا في "الانتخابات" من باب أنها مصلحة من المصالح المرسلة!. الجواب: 1- المصلحة المرسلة ليست أصلاً من أصول الدين التي يُعمل بها, وإنما هي وسيلة متى توفرت شروطها, عُمِل بها, ومتى لم تتوفر, لم يُعمَل بها. 2- تعريف المصلحة المرسلة هي: ما لم يأت نص فيه بعينه بتحريم ولا وجوب, مع اندراجها تحت أصل عام. وتعريف آخر يذكره الأصوليون وهو: الوصف الذي لم يثبت اعتباره ولا إلغاؤه مِنْ قِبَلِ الشارع. قال الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه (الموافقات4/210): "فإن الإقدام على جلب المصالح صحيح, بشرط التحفظ بحسب الاستطاعة من غير حرج" أهـ. فالمصالح المرسلة هي التي ليس هناك دليل باعتمادها أو إلغائها, ومنها: مصلحة عامة أو خاصة, أما ما نحن فيه, ففيه من المفاسد السابقة الذكر التي لا يشك عاقل أنها كافية في إخراج محل النزاع من باب المصالح المرسلة, إلى المفاسد المحرمة, والله أعلم. 3-ما من صاحب بدعة وإلا ويتحجج بأن بدعته من المصالح المرسلة ؟ فما ضابط التفريق بين البدعة والمصلحة المرسلة؟ يجيبك شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول: ((والضابط فِي هذا -والله أعلم-: أن يُقال: إن الناس لا يُحدثون شيئًا إلا لأنَّهم يرونه مصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مفسدةً لَمْ يُحدثوه, فإنه لا يدعو إليه عقلٌ ولا دينٌ, فما رآه الناس مصلحةً نظر فِي السبب الْمُحوج إليه, فإن كان السبب الْمُحوج أمرًا حدث بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا، فهنا قد يَجوز إحداث ما تدعو الْحَاجة إليه, وكذلك إن كان الْمُقتضي لفعله قائمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن تركه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِمعارضٍ زال بِموته. وأما ما لَمْ يَحدث سببٌ يُحوج إليه، أو كان السبب الْمُحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يَجوز الإحداث؛ فكل أمرٍ يكون الْمُقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودًا لو كان مصلحةً، ولم يُفعل يُعلم أنه ليس بِمصلحةٍ, وأما ما حدث الْمُقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق, فقد يكون مصلحة – ثم قال: فأما ما كان الْمُقتضي لفعله موجودًا لو كان مصلحةً, وهو مع هذا لَمْ يشرعه, فوضعه تغييرٌ لدين الله, وإنَّما دخل فيه من نسب إلَى تغيير الدِّين من الْمُلوك والعلماء والعباد، أو من زلَّ منهم باجتهاد, كما روي عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وغير واحدٍ من الصحابة:" إن أخوف ما أخاف عليكم: زلَّة عالِم, وجدال منافقٍ بالقرآن, وأئمةٌ مضلُّون ". فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين, فإن هذا لَمَّا أحدثه بعض الأمراء, أنكره الْمُسلمون؛ لأنه بدعةٌ, فلو لَمْ يكن كونه بدعةً دليلاً على كراهيته, وإلا لقيل: هذا ذكرٌ لله ودعاءٌ للخلق إلَى عبادة الله, فيدخل في العمومات, كقوله: (اذكروا الله ذكرًا كثيرًا) وقوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلَى الله وعمل صالِحًا)...الخ ا.هـ . وبعد هذا التحرير الدقيق من شيخ الإسلام ابن تيمية لظابط التفريق بين المصلحة المرسلة والبدعة يحق لنا أن نسأل: ما هو السب المحوج للدخول في الانتخابات؟ إن قلتم: هو وجود حكام ظلمة؟ فنقول لكم : لقد وُجِد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حكام كفرة, ومع هذا لم يقم بانتخابات,ولا دخل معهم في ندوات أو اجتماعات بل لقد عرضوا عليه الملك فرفض. فتبين بهذا أن الانتخابات بدعة منكرة وليست من المصالح المرسلة في شيء لأن السبب المحوج إليها كان موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أخذ الصحابة بالمصالح المرسلة, وهكذا التابعون وأتباعهم, فتأليف الكتب الفقهية, وكتب اللغة العربية, وكتب علوم الحديث, وجمع القرآن والاقتصار على النُّسَخِ التي اختارها عثمان وإلغاء ما عداها.. إلى غير ذلك من المصالح, وكما ذكرنا سابقا أنها ليست من الأصول, وإنما هي مسألة اجتهادية يصيب فيها الرأي ويخطئ, والشريعة كلها جاءت لتحقق مصالح الناس, كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة 2/23), ورفع المشقّة والعسر والحرج.. إلخ, كلها من لوازم المصالح للناس. ومن خلال هذا العرض السريع نستفيد أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد. فعلى هذا فالمصلحة المرسلة لها شروط يجب أن تراعى, فإذا توافرت شروط المصلحة عُمِل بها, فهل تقيّد المخالفون بهذه الشروط؟. ◄شروط المصلحة المرسلة : 1- أن تكون المصلحة المرجوة حقيقية لا وهمية, فلا نرتكب المفسدة المحققة, لجلب مصلحة وهمية, ولو كان نظام الانتخابات خادما للإسلام وشريعته خدمة حقيقية, لنجحت في مصر أو الشام أو الجزائر أو الباكستان أو تركيا أو أي بلد في الدنيا من ستين عاماً. 2- أن تكن المصلحة المرجوة أكبر من المفسدة المرتكبة, بفهم العلماء الراسخين في العلم, لا بفهم المولعين بالحزبية أو الحركيين أو المنظِّرين للأحزاب. ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات" الكثيرة: نسخ شريعة الإسلام, والاستغناء عن الرسل عليهم السلام, لأن الحلال والحرام يدرك بما تراه الأغلبية, لا بما تخبر به الرسل عليهم السلام. ومن عَلِم أن من مفاسد "الانتخابات": ضياع مبدأ الولاء والبراء من أجل الدين, وتمييع الوضوح العقائدي, لكسب القلوب, ومن ثَمّ الأصوات, ومن ثَم المقاعد البرلمانية, من عَلِم هذا؛ فما كان له أن يقول: إن دخول هذه المواضع أخف الضررين, بل العكس هو الصواب, ولو سلّمنا بالتساوي هنا, فدرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح. 3- ألا يكون هناك سبيل آخر لجلب هذه المصلحة, إلا بارتكاب هذه المفسدة؟. وهنا لو قلنا: بذلك فقد حكمنا على نهج محمد صلى الله عليه وسلم بأنه غير صالح لإقامة حكم الله في الأرض مرة أخرى. أما أهل الحق فيعلمون أن سبيل"الديموقراطية والتعددية الحزبية" ما تزيد الأمة إلا وهناً, ولذا حرص عليها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم, وقاموا بحراسة هذا الوثن طيلة هذا الوقت.. والله من ورائهم محيط.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ◘الشبهة الثالثة عشر:قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير": ويريدون أن يقولوا: ليس علينا إثم لحسن نياتنا, وصلاح مقصدنا, لأننا لا نريد إلا نصرة الإسلام. ولكن نقول لهم: كم من مريد للخير لا يصل إليه, ولا يوفّق له بسبب اقتصاره على النية الطيبة, وإهماله للبحث عن الحق, ومن المعلوم قطعاً أن كل عمل لا يقبل عند الله إلا بشرطين: 1- أن يكون العمل خالصاً لله. 2- أن يكون موافقاً لهدي محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا افتقد أحد الشرطين, فلا يُقبَل العمل عند الله. فنحن من باب التسليم الجدلي أنكم جميعاً قصدتم الخير: فهل هذا يكفي في أن يكون العمل صحيحاً, وهو مخالف للشرع؟ أم لابد من الموافقة الشرعية كمّاً وكيفاً وصفةً وهيئةً, بدايةً ونهايةً, في الأصل والفرع, في المكان والزمان؟؟؟. ولا شك أن الثاني هو الجواب. وإليك بعض الأدلة على ذلك: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه من حديث عائشة, وفي (صحيح مسلم): ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)). و"مَنْ" مِنْ ألفاظ العموم, وهذا عمل, وهذا إحداث, فهو مردود. وقد رُدّت بالفعل عبادة المبتدع, فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة, حتى يدع بدعته)) رواه الطبراني والبيهقي والضياء من حديث أنس رضي الله عنه. فهذا متعبِّد, أجهد نفسه, وشمّر في عبادة ربه, ومع هذا لم يتقبل الله منه شيئا من ذلك, مع حبه للأجور عند الله, وإخلاصه العمل, لكنه لم يبحث عن شرعيته. فكلما تاب وَجَدَّ في التوبة, فهي مردودة عليه, مهما حسنت النية, وعظم المقصد, فلا يخرج صاحبه من أخطائه أبداً. وفي (الصحيحين) من حديث أسامة أنه قال: "تبعت ومعي رجل من الأنصار رجلاً من المشركين, فلما وجد أننا سنقتله قال: "لا إله إلا الله" فتأخر صاحبي, وضربته حتى برد, أي: مات, فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ((أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)), قلت: يا رسول الله, إنما كان متعوِّذاً, فقال: (( أشققت على قلبه؟ فكيف تصنع بـ" لا إله إلا الله" إذا جاءت يوم القيامة؟)). قال: فلم يزل يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ". انظر: فهذا أسامة ما أراد إلا نصرة الإسلام, وهل أراد بذلك شراً؟ بلا شك: لا, لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لامه على فعله, ولم يعذره بحسن قصده. ولأهمية هذا القصد ألّف العلماء الكتب الكثيرة في التحذير من البدع وأهلها. والبدعة هي: التعبُّد لله بما لم يشرعه, ولا شرعه نبيه صلى الله عليه وسلم, وارجع إلى كتاب: "الاعتصام" للشاطبي, فقد أجاد وأفاد رحمه الله في الكلام على خطورة البدع, وبيّن أقسامها وشُعَبَها. ولو فُتِح المجال لأصحابِ هذا القول: "أنا نيتي طيبة, ومقصدي حسن". لأدى إلى أن يقتل القاتل, ويقول: أنا نيتي طيبة, ويشرب الخمرَ الشاربُ, ويقول: أنا نيتي طيبة. وهذا عمل قلبي ليس لنا قدرة على إثباته ولا نفيه إلا بدليل خارجي. فالله عز وجل قد أرشدنا إلى الأخذ بظاهر الأمور, وهو يتولى السرائر, ولهذا قال عمر كما في "البخاري" وغيره: "إن الوحي قد انقطع, وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم, فمن أظهر لنا خيراً؛ أمناه, وقربناه, وليس إلينا من سريرته شيء, الله يحاسبه على سريرته, ومن أظهر لنا سوءاً؛ لم نأمنه, ولم نصدقه, وإن قال: إنّ سريرته حسنة". فليس عندنا استعداد أن نقبل من يدعي صلاح قلبه, وعندنا أدلة واضحة على أن صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن, وفساد الظاهر دليل على فساد الباطن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه, وإذا فسدت فسد الجسد كله)) متفق عليه من حديث النعمان. ومن عُلِم منه الصلاح, فحصل أن زلّ بكلمةٍ أو فعلٍ, فهذا يحمل على حسن مقصده, ويبقى عليه تبعة العمل الذي زلّ فيه. أما من عُلِم بالمخالفات الشرعية ولم يقبل الحق, فهذا لا يحمل هذا المحمل. والذي يظهر أن قيادات الحركات الإسلامية يعرفون أن "الانتخابات" حرام, ولكنهم سائرون على ذلك مهما كانت الظروف. ونحن نحسن الظن بكثير منهم, أنهم أرادوا بذلك نصرة الإسلام, لكن كم من طالب للحق لا يدركه, ولا يعني ذلك أننا نتألى على الله, وندعي أن الله عز وجل يحرم فلانا الأجر أم لا, إنما الذي يهمنا بيان الحكم الشرعي فيما نحن بصدده, أما الآخرة فالناس فيها عند حَكَمٍ عدل, لا يظلم الناس شيئا. لكن إذا أردنا حقا أن ننصر الإسلام, فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها, والله المستعان. ملاحظة: قول المكفراتيون سابقا المبرراتيون حاضرا : "ما قصدنا إلا الخير" فيه نوع من الإرجاء لأنهم يحصرون قبول العمل فقط في القصد والنية بدون النظر إلى العمل, وهذا إرجاء مع أن هؤلاء بالأمس القريب كانوا يرموننا بالإرجاء بلا دليل ولا برهان فانظر كيف سقطوا فيما كان يتهمون به أهل السنة , وهذه حال من خالف نهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نهج الاعتدال والوسطية فتراهم يتقلبون بين عشية وضحاها فينكرون ما كان يعرفون ويعرفون ماكانوا ينكرون, والله المستعان. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الحــــــــــــزبية -بداية محنة عقيدتها إلى تمييع ، و نهاية تجميعها إلى تفريق و تبديع و بأسهم بينهم شديد و تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى - إتخذ الجمع من السياسة جارحة صيد يجمعون بها الرغوة
و اتخذها أعداؤهم آلة كيد يجهضون بها الدعوة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() ◘الشبهة الخامسة عشر: قولهم"دخولنا الانتخابات ضرورة": والجواب: قلت: هناك فرق بين الضرورة والمصلحة, حيث أن المصلحة أعم, والضرورة أخص, فالضرورة تكون عند حالة شديدة وخشية ضرر, كما رأيت. القرآن يبين الضرورة: قال الله تعالى: [حُرِّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذُبح على النُّصُب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثمٍ فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ ]المائدة. فهذه المحرمات اُبيح أكلها عند اشتداد جوع الذي يخشى على نفسه الهلاك, وقد جعل الله شريعته قائمة على اليُسْر, ورفع الحرج في مجالات كثيرة, لا يتسع الوقت لذكرها. فما هي الضرورة التي جعلت أصحاب "الانتخابات" يختارون هذا الطريق؟. هم يقولون: نحن مضطرون, وإن لم نفعل فسيسحبونا بلحانا, ويمنعونا من إقامة الإسلام, حتى من الصلاة في المساجد, وتعليم القرآن, وعدم السماح بالخطب والمحاضرات.. إلى آخر ما يقولونه. ومن جهة ثانية: أن الضرورة شرعت لإزالة الضرر, فهل سيزول الضرر الذي بالمسلمين, بدخولكم في المجالس البرلمانية؟ فإن قالوا: نعم, فهذا غير صحيح, وخذ مثالاً على ذلك, وهو: أن الرئيس أنور السادات في آخر حكمه اعتقل عشرات الآلاف من الإسلاميين, وكان يوجد في مجلس الشعب المصري كتلة برلمانية لهم, فلم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً, وكذلك في السودان عندما اعتقل النميري الإسلاميين, وكان من الإسلاميين مستشارون له في أعلى قمة السلطة, فلم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً, إذ أن أحوال المسلمين هي هي, ولم يحصل إلا زيادة شر في أماكن, وقلة شر في أماكن أخرى. إذاً هذا الأمر الأول يبطل الاحتجاج بأنها ضرورة, وذلك أن الضرورة شرعت لإزالة الضرر, وهنا لم يحصل, وها هي ستون سنةً قد مضت على هذه الأقوال, ونحن نجد الأمور كل يوم تزداد سوءاً, حتى في سلوك القائلين بذلك. والظاهر أن إخواننا سامحهم الله, وقفوا في عدة خنادق, فإن أحيط بهم في خندق, صاحوا من آخر, فأول ذلك أنها شورى, ثم مصلحة مرسلة, ثم أخف الضررين, ثم ضرورة وإكراه. فإن لم ينفع هذا كله, فالجواب منهم: ماذا تريدون أن نفعل؟!. أنترك الأمور لأعداء الإسلام؟!. واستطردوا من الأمثلة العقلية غير الصحيحة, وإلا فالعقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح, كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن لم تنفعه الأدلة, ولم ينفعه واقع المسلمين في هذه المجالس النيابية منذ أكثر من نصف قرن, وهم ينحدرون فيها إلى الأسفل, فلا يبالي بالأدلة المذكورة هنا, إلا أن يشاء الله عز وجل, وإلى الله المشتكى. ◄وأما قولهم: "وإن لم نفعل فسيسحبونا بلحانا..." إلخ. فجوابه: من المعلوم أن الله جعل العداوة بين أهل الحق وأهل الباطل, وقد يسلّط الله أهل الباطل على أهل الحق. فالواجب على أهل الحق الصبر كما كانت دعوة الأنبياء, ولا يجوز لهم أن يسلكوا طرقاً غير مشروعة, من أجل مقاومة الأعداء. قال الله تعالى:[ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ(13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(14)] سورة إبراهيم. فلما امتثل الأنبياء-وأيضا ورثة الأنبياء من العلماء والمصلحين في كل عصر ومصر- للمنشور الرباني الشرعي تجاه الظالمين (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ) جاءتهم البشرى القدرية بالوعد الرباني (الكوني) : "لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ" و قال الله تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] فهذ سنة ربانية جعلها الله تعالى في الكون لن تتغير ولن تتبدل (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر:43] قال الحسن البصري: ( والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليه ووالله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الآية .الأعراف 137 وقال: (يا عجباً لمن يخاف ملكاً أو يتقي ظلماً بعد أيمانه بهذه الآية أما والله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأمر ربهم لفرج الله عنهم كربهم ولكنهم جزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء) (الشريعة ج1 ص158 ط قرطبه، وكتاب أصول السنة لإمام أحمد ص 64-65 ) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() ◘الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين. يقولون: نحن نشارك في "الانتخابات" وهي شرٌّ, ولكننا نرتكب أخف الضررين, لتحقيق مصلحة كبرى! ومن المعلوم أن المفسدة إذا كانت أقل من المصلحة جاز الفعل. فنقول: ◄أولا : أخف الضررين عندكم المشاركة في المجالس النيابية. وإليك بيان هذا الضرر الخفيف عندهم:سؤال1: من الحاكم في مجلس النواب: الله أم البشر؟. الجواب: البشر. سؤال2: إذا كان حكم البشر هو السائد في المجالس النيابية, فهل هذا شرك أكبر أم أصغر؟. الجواب: شرك أكبر. سؤال3: ولماذا كان شركاً أكبر؟. الجواب: لأن حكم الله معطّل, وهناك من لم يقرّ بحاكمية الله عز وجل, وإنما الحكم للأغلبية. وقد تقدم أن المجالس البرلمانية الحاكم فيها هو البشر, بل يُردّ حكم الله ويُعترض عليه, فهذا شرك أكبر بلا شك. وإذا كان شركاً تصادر فيه شريعة الله, فهل بقي ذنب أكبر من الشرك الأكبر أو الكفر الأكبر الذي يقول الله تعالى فيه: [إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً] النساء. فلما كان الشرك -وهو أعظم الذنوب- لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه, والرسول صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله نِدّاً وهو خلقك)) قيل: ثم أي؟ قال: ((أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك..)) الحديث متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود. فاتضح لنا أنهم في بعض الحالات قد يفعلون شركاً أكبر, وليس هو بأخف الضررين, وقد قال الله سبحانه وتعالى: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم] فهذا حكم الله فيمن والى اليهود والنصارى. وقال الله: [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا] النساء. لم يقل سبحانه: ما عليكم من شيء, ولم يقل: إلا الأحزاب الإسلامية فإن ذلك مشروع لهم. ◄ثانيا : قد ذكرت فيما سبق جملة من المفاسد المترتبة على الانتخابات والديمقراطية و الأحزاب,فأي مصلحة يمكن أن تزيد أهميتها على تلك المفاسد؟ وأي ضرر أعظم من تلك الأضرار التي تم ذكرها؟ ! ومن المعلوم أن هذه المفاسد متحققة في الواقع بلا أدنى جدال, وأما المصلحة التي يزعمها هؤلاء فهي مصلحة موهومة,إذ يمكن أن يصل إلى الحكم نصراني أو علماني أو شيوعي كما يمكن أن يصل هؤلاء الحزبيون الإسلاميون , فكل هذه أمور محتملة لا يجزم أحد بشيء من النتائج إلا بعد الخوض في الانتخابات , فكيف يقال , والحالة هكذا,إن جلبت هذه المصلحة الموهومة –أو بالأحرى إن الجري وراء هذه المصلحة الموهومة- مقدم على درء المفاسد الكثيرة الظاهرة المتحققة؟؟ !! ومن المقرر عند أهل العلم أن درء المفسدة(لا سيما المتحققة فعلا) مقدم على جلب المصلحة (خصوصا إذا كانت محتملة). فكيف تقرون بوجود هذه المفاسد العظيمة في الانتخابات-وما لم يذكر كثير- , مما قد لا يجتمع في غيرها من الضلالات , ثم تجيزونها لضرورة وهمية !!! قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- ردا على عبد الرحمن عبد الخالق : ( ولا أظن باطلا على وجه الأرض ينطوي على هذا الكم الهائل من المفاسد ولا نعرف مكابرا مثل مكابرة من يجيز هذا العمل بعد عمله بهذه المفاسد !! ونحن نطالب عبد الرحمن بالمصالح العظيمة الراجحة على هذه المفاسد ، ثم إن الداخل معهم لا يستطيع تغيير شئ أو إصلاحه ولو حاول لقضوا عليه أو أزاحوه فالمصلحة التي ادعاها معدومة أو متعذرة .) فما هي المصلحة الكبرى على حد زعمهم التي حققوها؟ فقد عرفنا الشر الذي وقعوا فيه, فنريد أن نعرف المصلحة لأنهم قالوا: سيحققون مصلحة كبرى. الجواب: أن الواقع من مدة ستين عاماً, يثبت لنا أنهم ما حققوا مصلحةً كبرى للإسلام كما زعموا. ◄ثالثا : لو كانت الانتخابات نفعها أكبر من ضررها لجاء بها الإسلام قبل الديمقراطية لأنه ما من خير إلا وجاء به الإسلام , فإهمال الشريعة الإسلامية للانتخابات الغوغائية-خاصة وأن الكثير من الحزبيين يرونها السبيل الأمثل للخروج من الأزمة !- لأقوى دليل على أن ضررها أكبر من نفعها إذ كيف يُهمل الإسلام الحل الأمثل للخروج من الأزمة كما يدعي الكثير من الحزبيين !! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله, ولم يشرعه الله ورسوله, فإنه لا بد أن يكون ضرره أكثر من نفعه, وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع , فإنه –صلى الله عليه وسلم- حكيم , لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين) مجموع الفتاوى (11/623) ◄رابعا :أما قولهم: إنهم دخلوا في "الانتخابات", وارتكبوا أخف الضررين, من أجل أن يقيموا دولة الإسلام, ويحكموا بالشريعة الإسلامية, وذلك على حد زعمهم. فهل تقام الشريعة مع أن المجتمع ليس عنده أهلية لذلك؟. جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما, في قصة هرقل عند أن أخبره أبو سفيان عن أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق عظيم بُصْرى, فلما قرأ هرقل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ أي هرقل ـ : "يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد, وأن يثبت ملككم, فتبايعوا هذا النبي؟". فحاصوا حيصة الحمر إلى الأبواب, فوجدوها قد غلقت, فدعاهم هرقل, وقال: "أنا أريد أن أعرف شدتكم على دينكم, فسجدوا له", الحديث في (الصحيحين). والشاهد في الحديث أن هرقل مع كونه ملكاً, لم يستطع أن يرغم قومه على الدخول في الإسلام, باعتبار أنه ملك وبيده السلطة, وهكذا النجاشي أسلم, ونزلت فيه آيات, منها قوله تعالى: [وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق...] المائدة. كما في (الصحيح المسند من أسباب النزول) للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله, ولمّا مات ما وُجِد من يُصلي عليه, وإنما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, والنجاشي ملك النصارى في الحبشة. فليس من صعد على الكرسي أقام الإسلام ولابد, هذه قضية فيها مجازفة وعدم فقهٍ للواقع. فلا بد من إصلاح المجتمع قبل الوصول إلى الحكم. وقد قيل للأحزاب الإسلامية: تعلموا العلوم الشرعية, فما وُفِّقوا لهذا الخير. وقيل لهم: علّموا الناس الدين, ولا تعلّموهم الأطماع, فما وُفِّقوا لهذا الخير. لقد رأينا كثيراً من الإسلاميين عند أن تمكنوا من بعض الوزارات, يلتزمون بالنظام والقانون الوضعي أشد من غيرهم, وإذا قيل لهم: هل أمر الله بهذا؟ قالوا: "هذا النظام"!. فأين تغييركم للفساد الذي أرهقتم أسماع الناس به, واستنزفتم به أموالهم, وصرفتموهم عما هو أنفع من الاعتصام بنشر السنة والتحذير من البدع؟ [والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون]. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() ◘الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة. والجواب على هذا بما يلي :أولا : إن الفتنة كل الفتنة في مخالفة نهج النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى : [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] سورة النور. قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (قوله : [ فليحذر الذين يخالفون عن أمره ] أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك . ))تفسير ابن كثير. ولا يوجد فتنة أكبر من الشرك الأكبر الموجود في هذه الانتخابات كما سبق وبينت. ثانيا : قولكم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة مجرد تخمين وتكهن لا يغني من الحق شيئا ,فلا الدليل الشرعي يثبت ذلك, ولا الواقع أثبت ذلك .والله تعالى يقول: [وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ] فلا يجوز مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم بناءا على الظن . ثالثا : هذا الكلام فيه من المغالطة ما فيه بل هو من قلب الحقائق فإن الناظر إلى واقع المسلمين مع الانتخابات ليجد أن الانتخابات غالبا ما أدت إلى الفتن بين المسلمين بسبب تربيتهم على حب الرياسة والإمارة والسيادة بدلا من تربيتهم على حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فغالبا ما تنتهي هذه الانتخابات بالاتهامات والتقاتل فيما بين الأحزاب, وإلا فمن أين جاءتنا الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية و المحاكمات الجنائية والأخلاقية أليس من الحرص على الرياسة والإمارة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم !. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (قال الملهب-رحمه الله- : "الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال الناس عليها حتى سفكت الدماء , واستبيحت الأموال والفروج, وعظم الفساد في الأرض بذلك, ووجه الندم أنه يقتل أو يعزل أو يموت,فيندم على الدخول فيها , لأنه يطالب بالتبعات التي ارتكبها, وقد فاته ما حرص عليه بمفارقته")فتح الباري 13/126 فالأولى لكم أن تقولوا "الانتخابات هي التي تؤدي إلى الفتن" بدلا من قولكم "مقاطعة الانتخابات تؤدي إلى الفتن "فكفاكم مغالطة وقلبا للحقائق, متى كانت مقاطعة الفتنة فتنة؟ ! رابعا : لقد خالف الإمام أحمد رحمه الله الحاكم في الكفر الذي قال به وألزم به كل الناس ألا وهو "القول بخلق القرآن" فاستعمل هذا الحاكم كل القوة لإجبار الناس على ذلك , وبقي الإمام أحمد صابر شامخا يحذر من هذا القول ويقاطعه في مجالسه ,ولا ينزع يد من طاعة لهذا السلطان ولا يكفره رغم ما تعرض له من أذى وتعذيب وجلد ثم مالبث حتى جاء الفرج وعاد العز للإسلام والمسلمين ,وهذه نتيجة ربانية لكل من صبر وثبت أمام الفتن. أقول : و لم نسمع أي أحد من علماء عصره, ولا الذين من بعده قالوا عن مقاطعة الإمام أحمد للكفر فتنة؟ ! فكيف بالانتخابات التي قد تكون أشد جرما من القول بخلق القرآن لأن هذه الانتخابات لا تقول بخلق القرآن فحسب بل لا تعترف بأحكام القرآن أصلا إذا خالفت رأي الأغلبية ! خامسا :سنجاري تخميناتكم ونقول : ما هي هذه الفتن المزعومة التي قد تحصل إذا قاطعنا الانتخابات؟ ! إن قلتم : سيقتتل المسلمون ويتفرقون ما بين مقاطع للانتخابات ومؤيد لها؟ فنقول : 1-المسلمون متفرقون سواء انتخبوا كلهم أو قاطع أكثرهم ففي كلا الحالتين هم متفرقون إذ لا يمكن أن تجمعهم الانتخابات على حزب واحد ولا على رجل واحد , فكل واحد سينتخب على حزب معين أو مترشح معين فما تزعمونه في حالة مقاطعة الانتخابات يُلْزِمُكُم أن تزعموه في حالة عدم المقاطعة فالتفرق حاصل في كلا الحالتين لا محال. 2-لا زال المسلمون وغيرهم بعضهم ينتخب والبعض الآخر لا ينتخب ومع هذا لم نرى تقاتلا بين الذي ينتخب وبين الذي يقاطع؟ ! فلا توجد انتخابات على وجه الأرض شارك فيها كل المسلمين بل لا بد من وجود مقاطع كما هو معلوم على أرض الواقع؟ ! 3- إننا حين ندعوا إلى مقاطعة الكفر والشرك والمعاصي بمختلف أنواعها ودرجاتها فإننا نفعل ذلك على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم من دون إجبار ولا إكراه إنما بالحكمة والموعظة الحسنة فمن قبل فذاك ومن لم يقبل فلست عليهم بوكيل ولست عليهم بمسطير فندعوا الناس إلى الخير ونهاهم عن الشر دون فتن ولا قلاقل كما هو واقع أهل السنة قديما وحديثا فما هي الفتنة التي تحصل مادام الحال كذلك؟ ! وإن قلتم : إنما الفتنة تأتي من طرف الحاكم حيث أنه سيستعمل القوة لضرب كل من قاطع الانتخابات؟ فنقول : 1- كيف عرفتم ذلك أطلعتم على الغيب أم اتخذتم عند الله عهدا؟ نحن مطالبون بالاستقامة أما النتائج فمن الله تعالى وحده ولسنا مطالبون بالنتائج, ونحن حين نقوم بمقاطعة الانتخابات ليس طمعا في النتائج إنما طمعا في رضا الله سبحانه وتعالى حتى نبرأ ذمتنا عند الله تعالى يوم القيامة. 2- من تناقضاتكم أنكم تنادون بمقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ولا تقولون أن هذا يؤدي إلى فتنة لكن إذا نادى أهل السنة بمقاطعتها لأنها مخالفة لتعاليم الإسلام قلتم : فتنة ! فيا سبحان الله ! مقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ليس بفتنة ,ومقاطعتها لأنها ليست من هدي محمد صلى الله عليه وسلم فتنة مع أن الله تعالى يقول(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة)) ! 3-كلامكم التخميني يكذبه الطاغوت الديمقراطي الذي تنادون به فإن مقاطعة الانتخابات حق حتى عند طاغوت الديمقراطية فلا يوجد قانون يوجب على المواطنين أن ينتخبوا بل هو خيار فقط من شاء فلينتخب ومن شاء فليقاطع فلماذا تخالفون الديمقراطية الآن؟ ! إذ لو قدر الله أن هذا الحاكم سيعذب كل من قاطع الانتخابات فالفتنة إنما جاءت عن طريقه لأنه هو من خالف الشرع بل خالف الطاغوت الديمقراطي فالفتنة فتنته فلا تلزمونا بها أما نحن لو قدر الله وحصل ذلك فإننا نعمل بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فنحن نتعبد ربنا بالأسباب الشرعية لا بالنتائج, فقبل الانتخابات نعمل بالنصوص القرآنية والنبوية التي تحذر من البدع التي منها الانتخابات قطعا ,وبعد الانتخابات نعمل بالنصوص التي تتطابق مع الواقع الذي حصل-مهما كان هذا الواقع- ..وهكذا فلسنا إلا مسلمون مستسلمون لله تعالى بالوحدانية وللرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع . 4-إن مقاطعة الانتخابات لها حالتان لا ثالث لهما : الحالة الأولى : أن يُقاطِع الناس الانتخابات بحجة أنها مزورة ففي هذه الحالة ستقولون أنها ليست فتنة وتتناقضون فتردون على أنفسكم بأنفسكم. الحالة الثانية : أن يُقاطِع الناس الانتخابات تَدَيُنًا منهم بدين الإسلام وكفرا بالطاغوت الديمقراطي فهذه الحالة تعني أحد أمرين : الأمر الأول : أن الناس متدينون يفهمون الإسلام على حقيقته ,وبالتالي مثلما التزموا بمقاطعة الانتخابات تدينا فإنهم سيطيعون هذا الحاكم المسلم في المعروف تدينا ويرضون بولايته ولا يخرجون عليه ,وذلك للأحاديث النبوية المتواترة التي تأمر بطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف حتى لو كان ظالما فاجرا فاسقا, ومعلوم أن الحاكم إذا علم هذا فلن يقتل أحدا ولن يعذب أحدا لأن مقاطعتهم في هذه الحالة للانتخابات (تدينا)) دليل على رضاهم بولاية هذا الحاكم(تدينا) فلماذا إذا يلجأ الحاكم إلى القوة مادام أنه يعلم أنه سيقى في الحكم؟ ! الأمر الثاني : أنه لا وجود لشيء اسمه الانتخابات أصلا لأن مقاطعة الناس للانتخابات تَدَيُنًا يعني أنهم أناس يعرفون دينهم ويعملون به ,وهذا يعني أن حاكمهم صالح لأن سنة الله الكونية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) ومادام حاكهم صالح وهم صالحون فهذا يعني أن الزمن هو زمن خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم بداهة عدم وجود الانتخابات الطاغوتية إذ لا تجتمع الانتخابات الطاغوتية مع الخلافة على نهج النبوة ! وحتى لو قلنا بتخميناتكم السياسية وسلمنا جدلا أن هذا الحاكم لن يكون صالحا وسيستعمل القوة وتحدث فتنة فإن هذه الفتنة ليست فتنة معصية بل فتنة تمييز وبلاء واختبار للمؤمنين على إيمانهم وصدقهم فقد قال الله تعالى:[الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)] . قال العلامة السعدي في تفسيره: (يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن) و سرعان ما تذهب هذه الفتنة بالصبر والتقوى لقوله تعالى((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) وقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثال في ذلك كما أشرت فيما سبق. فقبل أن تتكهنوا واقعا عليكم أن تدركوا كل تفاصيله فمقاطعة الناس للانتخابات تدينا يستلزم صلاحهم ,وصلاحهم يستلزم صلاح حاكمهم –حاضرا أم عاجلا- ,وصالح حاكمهم يستلزم خلافة على نهج النبوة وهذا يستلزم عدم وجود شيء اسمه انتخابات, فمقاطعة الانتخابات تدينا ليست فتنة بل رحمة وقوة وعزة. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
أذكرك أن هذا منتدى للنقاش و ليس Blog |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
المصلحة المرسلة دليل من أدلة الفقه الاجمالية و ليست مصدرا فهي كغيرها من الأدلة ( مثل الاستحسان و الاستصحاب و عمل أهل المدينة ...الخ ) العمل بها راجع - في الحقيقة - الى العمل بالكتاب و السنة . و المصلحة المرسلة هي المصلحة التي لم يدل دليل على اعتبارها و لا على الغائها و اندرجت تحت أصل عام ، و حتى يعمل بها لا بد من شروط : و هي بالاضافة الى ما سبق : أن لا يكون المقتضي قائما و المانع زائلا زمن النبوة و مع ذلك لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه و سلم - و أن لا تكون نتيجة تفريط المسلمين و أضاف هذا الشرط شيخ الاسلام في ( الاقتضاء ) و عليه فاعتبار عمل الانتخابات و الأحزاب مصلحة مرسلة بعيد جدا بل باطل ، لأن الشروط المشترطة في الاستصلاح مختلة فيه . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() بارك الله فيك أخي الحبيب"أبو زيد الجزائري" على الإضافة والإثراء, وقد لفت انتباهي هذه الفائدة: |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() ◘الشبهة الرابعة عشر: قولهم: هل نترك الساحة للعلمانيين والنصارى وغيرهم ليحكموا فينا؟ وقبل الجواب على هذا السؤال فلنجب على السؤال التالي: جمعية تنصيرية مهمتها نشر النصرانية وسط المسلمين ونريد أن ننهي عن منكرهم ونحولها لجمعية لنشر الإسلام بطريقة شرعية فاختر الحل الأمثل من الآتي: 1-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية ونمارس التنصير ونحاول أن ننصحهم وننهاهم عن منكرهم ونحن معهم. 2-نشارك معهم كأعضاء في الجمعية وندعوا الناس للمشاركة في الجمعية وممارسة التنصير حتى نصبح الأغلبية ثم نغير مجلس إدارتها إلى مسلمين ثم نحاول تغيير برامج الجمعية , وإما أن نستطيع التغيير أم لا( لأن تغيير نشاط الجمعية لا بد من موافقة أغلبية الأعضاء عليه). 3-نتركهم وشأنهم ولا نحذر منهم ولكن نوضح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن والناس يستطيعون بين الجيد والرديئ. 4-نحذر الناس منهم ونفضح شرهم وخطورتهم مع توضيح معالم الدين الإسلامي وجماله وما فيه من محاسن. الجواب: لا شك أن الطرح الأول غير جائز لأن فيه فتنة للنفس وفتنة للمسلمين ولن يأتي بخير . والطرح الثاني هو أشد الأطروحات سواء لما فيه من دعوة الناس للمشاركة في الكفر وهو التنصير (وهو في ذاته مفسدة محققة) ثم إن المصلحة المرجوة محتملة فقد تحدث وقد لا تحدث بالإضافة إلى ما في الوجه الأول من مفاسد.. والطرح الثالث فيه الأمر بالمعروف دون النهي عن المنكر( وهو التحذير من هذا المنهج المعوج) فهو تربية بلا تصفية... ولا شك أن الطرح الرابع هو منهج المسلم في التأصيل والتحزير في التصفية والتربية,في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فلا شك أن الديمقراطية هي دين جديد الحاكم فيه ليس الله بل الحاكم فيه هي الأغلبية وهذا لا يماري فيه منصف. وللأسف أن دخولنا لساحة الديمقراطية ليس فقط كما فعل من اختار الطرح الأول بل بدعوتنا للمشاركات الانتخابية صرنا كمن اختار الاختيار الثاني وهو المشاركة في الكفر ودعوة الناس إليه وهو ما لا يجوز لعاقل من المسلمين. ◄الرد العلمي على الشبهة: فهذا المدخل مردود عليه من وجوه كثيرة:◄الوجه الأول: هل تركُ الباطل مما تُؤاخذ عليه؟!! إذا وجدتَ باطلاً؛ فهل تَرْكُ الباطل وعدم المشاركة فيه، وبيان أنه باطل، ودعوة الناس إلى تركه، هل هذا تُؤاخذ عليه؟!! قال الله تعالى: ( وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) [الأنعام:68]. وقال الله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140]. هل قال الله عز وجل: وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فشاركهم!! ولا تترك لهم الساحة!! بل قال: فلا تجالسوهم (حتى يخوضوا في حديث غيره) ، إلا إذا دخلتَ؛ فأنكرتَ على رؤوسهم بالبيان والحُجة. وهذا يكونُ بغير مشاركة: تكونُ بالبيان؛ فحينما تحذّر من سبيل الملحدين، أو العلمانيين، أو الليبراليين أو الشيوعيين أو... فأنتَ ما تركتهم؛ إنما أنتَ بيَّنتَ للأمة خطرَهم؛ فكيف تكونُ تاركًا لهم؟!! ◄الوجه الثاني:الذين دخلوا وقالوا ما نترك لهم الساحة!ماذا صنعوا؟! هل أصلحوا الساحة!! أم شاركوا الساحة بمذهب الساحة، وبقاعدة الساحة، وبقوانين الساحة؟!! كلّ ما صنعوا أنهم صبغوا الساحةِ (العَلمانية) و(الليبرالية) و(الديمقراطية).. الصبغةَ الإسلامية!! فصار هناك حزب إسلامي !! و ديمقراطية إسلامية!! و برلمانات إسلامية!! و قانون وضعي إسلامي!! ودولة مدنية إسلامية!! ودولة عصرية إسلامية!! وهكذا.. فهؤلاء الذين دخلوا الساحة بصبغة إسلامية خطرهم أشد بل اشك, لأن كل ما كان ينادي به العلمانين وغيرهم أصبح الداخلين الجدد ينادون به تحت الصبغة الإسلامية فهذا خطر أعظم, لأن نسبت الأمر إلى الشريعة وهو ليس منها أخطر من أن يفعله الإنسان وهو يعلم بحرمته. أما أهل السنة فلا يحبون أن يتولى أحد إلا الصالح, فإن لم يوجد صالح, ولم يتيسر, صبوا على حكامنا الموجودين, ونصحوهم بالكتاب والسنة, فإن أمروا بمعصية؛ لم يطيعوهم, وذكروهم بأيام الله في الأمم السابقة, عندما أعلنوا بالمعصية, وحاربوا الله بالانحراف عن نهجه, كيف نقض الله بنيانهم, وأذهب ملكهم, وسلّط عليهم الأعداء, فأخذوا ما بأيديهم, وساموهم سوء العذاب, فلسنا أصحاب حماس فارغ, ولا ثورة تضر أكثر مما تنفع, ولسنا ممن يدق أبواب السلاطين, ولا ممن يمد يديه إليهم, ولا نبرر انحرافهم عن الصراط المستقيم, وهل كان منهج سلف الأمة إلا هذا؟! ◄الوجه الثالث:إن قلتَم: إن ترك أهل الباطل، والرد عليهم مع عدم مشاركتهم، والتحذير منهم، وإصلاح الأمة من غير مشاركة والتمييع لأهل الباطل، إن قلتَم: أن هذه سلبية!! فأنا أدعوكم إلى أن تتهمَوا نبينا صلى الله عليه وسلم على كلامكم أو هذا لازم كلامكم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قريشًا، ولم يشارك قريشًا فيما كانوا عليه، ولو بدعوى التدرج؛ وإنما ترك المجال وصار يسفِّهُ الآلهةَ والأنداد، ويسب الأصنام والأوثان، وانشغل بما يجب عليه من بناء الدولة الإسلامية، وتنشئة الرجال، وقد عرضوا عليه المُلكَ، فقالوا: إنْ أردتَ مُلكًا، ملَّكناكَ، فلماذا لم يأخذ النبي المُلكَ؟ ولم يشاركهم ثم يتدرج في.. وفي.. وفي.. وفي؟! إذا كان كذلك، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان سلبيًا بل أول السلبيين!! بل وجميع الأنبياء والمرسلين كذلك!!؛ لأن جميع الأنبياء إنما ركزوا على تربية الأمة على التوحيد أولاً، وعلى تصفية الأمة من شوائب الشرك، وعدم المخالطة لهؤلاء. قال اللـــه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة:4]. ◄الوجه الرابع: نقول لكم: لا زالت الجزائر واليمن ومصر وغيرها من بلاد المسلمين تُحكم بالسياسات الفاسدة الجاهلية من علمانية وشيوعية ورأسمالية و..., ومع هذا لا يزال الدين ظاهرا بل ويحصل له ازدهار , ولا يستطيع أحد بفضل الله جل وعلا أن يعطل الدعوة إلى الله أبدا, وهذا أمر معلوم, وواقع مشاهد في سائر العصور تحت حكم أئمة الجور والظلم, وهذا دين الله الذي تكفل بحفظه , وحمايته كما أخبر سبحانه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" , فالواجب على الدعاة أن يستقيموا على طريق الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح, وأن لا يسيروا على الطرق والوسائل المحرمة, وأن لا يبحثوا عن أنصاف الحلول مع العلمانيين والنصارى والأحزاب المنحرفة, فإن الإنحراف الأكبر لا يأتي إلا من جهة الدعاة الذين إما يبحثون عن السلطة والرياسة كالإخوان, وإما لا يفهمون الدين فهما صحيحا فيستخدمون العنف والإرهاب في تغيير المنكرات ويكفرون الحكام كالجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير و الهجرة و القطبيين......, وإما يجهلون أحكام ومنهج السلف, فيضيعون الأحكام الشرعية بجهلهم, وطلبهم للتصدر كالحزبيين(أدعياء السلفية) المتصدرين على الفضائيات, فما أحوج الناس اليوم إلى تعلم الدين وفهمه بعيدا عن هذا الانحراف ثم تطبيقه والعمل بأحكامه بدل الزج بهم في الحزبية البغيضة التي تفسد ولا تصلح وتمزق ولا تجمع. ◄الوجه الخامس: الساحة ساحتان , ساحة حق وساحة باطل, فساحة الحق هي ساحة الدعوة إلى الله على بصيرة وهي الساحة التي ما تركها الأنبياء يوما ما ولم يتركها العلماء من أهل السنة بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام بل اجتهدوا فيها وبذلوا وسعهم فمكن الله لهم وكتب لهم القبول.وهذه الساحة أعم وأشمل من ساحتكم الضيقة ؛ فإن هذه الساحة تخاطب الساسة والعظماء والأمراء والكبير والصغير ؛ والغني والفقير ؛ والنساء والولدان ؛ والشباب والشيبة ؛ وتنظم جميع شؤون الحياة لأنها ليست من صنع البشر ؛ إذ الصناعة البشرية مهما تطورت فهي قاصرة وضيقة ؛ أما شريعة رب البرية فلا تضاهيها القوانين البشرية والتي هي زُبالة أفكار حثالة الناس وأسافلهم وأراذلهم . هذه الساحة ؛ ساحة واسعة تخاطب جميع الناس على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ؛ وعلى اختلاف بلدانهم ولغاتهم ؛ وترفع من تمسك بها وعض عليها ؛ وتكتب له الغلبة والتمكين والنصر والظفر . أما ساحة الباطل فقد أمرنا الله باجتنابها حيث قال: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:140]. وهذه الساحة هي ساحة عذاب كما قال تعالى((فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ) الصافات177 قال الإمام ابن كثير في تفسيره للآية: ((قال الله - تبارك وتعالى - : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَإِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ بِمَحِلَّتِهِمْ فَبِئْسَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُهُمْ بِإِهْلَاكِهِمْ وَدَمَارِهِمْ ؛ وقال السُّدِّيُّ : فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ ؛ يَعْنِي : بِدَارِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ أَيْ : فَبِئْسَ مَا يُصْبِحُونَ ؛ أَيْ : بِئْسَ الصَّبَاحُ صَبَاحُهُمْ .وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث اسماعيل بن عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ فَلَمَّا خرجوا بفئوسهم وَمَسَاحِيهِمْ وَرَأَوُا الْجَيْشَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ خَرِبَتْ خَيْبَرُ ؛ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ » وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - . فالغاية لا تبرر الوسيلة وما عند الله لا ينال بمعصيته فغايتنا رفع راية الإسلام,ووسيلتنا الدعوة بالكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة. فلا بارك الله في هذه الساحة ؛ ولا بارك فيمن يدعو لها ؛ لا بارك الله فيمن يشنّع على من بيّن عوارها وأوارها ؛ فإن لم تكن هذه الساحة هي ساحة كفر ( !! ) فلا أدري ما الكفر ؟! وأقول استنانًا بقول نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - : الله اكبر .. الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ؛ فلن تستطيعوا أن تقهروا هذه الأدلة البيّنات ؛ والبراهين الواضحات ؛ والأقوال الصريحات ؛ ولو كان بعضكم لبعض ظهيرًا ؛ فإن أهل السُنة منتصرون ؛ وبالحق ظاهرون ومستمسكون ؛ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ؛ وحتى يقاتل آخرهم الدجال ؛ فاللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك يا رحيم يا رحمن . ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
لم ترد على مشاركاتي |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||||
|
![]() اقتباس:
وماذا تريد إستدلال أكثر من هذا؟؟؟
أم أنك تريد الاخ أن يستدل كما تستدلوا انتم أي طرح الاسئلة فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
أريد منه أن يكون علميا في إستدلاله ١ أن يأتي بالبينة على كل إدعاء قبل أن يرد عليه و لا يمكن أن نتهم المخالفين بأمور دون أن نأتي بالبينة ٢ لا يجوز تحريف أ قوال المخالفين ثم الرد عليها ٣ لا يجوز التلاعب على معاني الكلمات ٤ لا يجوز إستعمال أيات و أحاديث في غير محلها ٥ قوة الأدلة لا تقاس بالأمتار قد بينت ذالك في ردودي طريقة إستدلاله تذكرني في طريقة اللائكيين و الإلحادين في هجومهم على الإسلام ملاحظة: 1- أطرح أسئلة عندما أرى أنها أجدى طريقة لإيصال فكرتي 2-نحن في منتدي أي نقاش بين الأعضاء و ليس كما يفعل البعض يلقي ما في جعبته غير آبه بأراء الآخرين |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الانتخابات, شبهات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc