[QUOTE=أبو هشام 75;9164518]بداية أخي
ما معنى الخطاب الديني وما تعريفه، و كذلك ما معنى تجديده و لماذا. لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
تحياتي[/QUOTE]
شكرا على المرور ،اسوق لك تعريفين للخطاب الديني نقلتهما من بحثين محكمين عن الخطاب الديني:
تعريف الخطاب الديني:
الخطاب الديني بهذا التركيب الإضافي هو مصطلح جديد، ذاع في العصر الحديث، وأول من أطلقه الغرب، ولم يُعرف هذا الاصطلاح من قبل في ثقافة المسلمين، بمعنى أنه ليس مصطلحا له وضع شرعي في الإسلام كالمصطلحات الشرعية الأخرى مثل الجهاد والخلافة والديار والخراج.... الخ، وإنما هو مصطلح جديد، اصطلح عليه أهل هذا الزمان.
وقبل أن نشرع بالتعريف الاصطلاحي لكلمة (الخطاب) سنبدأ بالتعريف اللغوي أولا، لأن مدلولات اللغة غالبا ما تؤثر في المصطلحات والمعاني التي يصطلح عليها الناس.
تعريف الخطاب لغةً:
جاء في لسان العرب أن (الخطاب هو مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا... والمخاطبة مفاعلة من الخطاب) .(ابن منظور " لسان العرب - مادة "خطب").
وجاءت مادة (خطب) في عدة مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى: ?وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ? (ص:20)، وقال جل شأنه: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً? (الفرقان:63)، وقال سبحانه وتعالى: ?وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ? (هود:37).
تعريف الخطاب اصطلاحاً:
وعرف بأنه (كل نطق أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من المتكلم أو الكاتب، وتفترض فيه التأثير على السامع أو القارئ، مع الأخذ بعين الاعتبار مجمل الظروف والممارسات التي تم فيها) .
وفي ضوء ما سبق يمكن أن نعّرف الخطاب : ( بأنه إيصال الأفكار إلى الآخرين بواسطة الكلام المفهوم، واللغة في ذلك هي أداة الخطاب يعني وعاء الأفكار ).
وعندما ننسب الخطاب إلى الدين، ونحن هنا نقصد الدين الإسلامي قطعا، وإن كان يسمى الخطاب الديني غير الإسلامي خطابا دينيا، كالخطاب الديني النصراني، واليهودي... حتى أنه حينما أطلق الغرب هذا المصطلح، قصد به خطاب الإسلام، والإسلام هو الدين الذي نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على قلب نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ليكون من المنذرين للناس كافة بلسان عربي مبين، ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم العزيز الرحيم.
تعريف الخطاب الديني :
الخطاب الديني بهذا التركيب الإضافي هو مصطلح جديد ، ذاع في العصر الحديث ، وأول من أطلقه الغرب ، ولم يُعرف هذا الاصطلاح من قبل في ثقافة المسلمين ، بمعنى أنه ليس مصطلحا له وضع شرعي في الإسلام كالمصطلحات الشرعية الأخرى مثل الصلاة والزكاة والجهاد والخلافة والديار والخراج .... الخ ، وإنما هو مصطلح جديد ، اصطلح عليه أهل هذا الزمان ، وقبل أن نشرع بالتعريف الاصطلاحي لكلمة (الخطاب) سنبدأ بالتعريف اللغوي أولا ،لأن مدلولات اللغة غالبا ما تؤثر في المصطلحات والمعاني التي يصطلح عليها الناس .
أولا – تعريف الخطاب لغةً : جاء في لسان العرب أن ( الخطاب هو مراجعة الكلام ، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا ... والمخاطبة مفاعلة من الخطاب )(2) .
وجاءت مادة (خطب) في عدة مواضع من القرآن الكريم ، قال تعالى:﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴾ (ص:20)، وقال جل شأنه :﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ﴾ (الفرقان:63) ، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴾ (هود:37).
ثانيا- تعريف الخطاب اصطلاحاً : وعرف بأنه ( كل نطق أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من المتكلم أو الكاتب ، وتفترض فيه التأثير على السامع أو القارىء ، مع الأخذ بعين الإعتبار مجمل الظروف والممارسات التي تم فيها )(3) .
وفي ضوء ما سبق يمكن أن نعرف الخطاب بأنه إيصال الأفكار إلى الآخرين بواسطة الكلام المفهوم ،
واللغة في ذلك هي أداة الخطاب يعني وعاء الأفكار .
وعندما ننسب الخطاب إلى الدين ، ونحن هنا نقصد الدين الإسلامي قطعا ، وإن كان يسمى الخطاب الديني غير الإسلامي خطابا دينيا ، كالخطاب الديني النصراني ، واليهودي ... حتى أنه حينما أطلق الغرب هذا المصطلح ، قصد به خطاب الإسلام ، والإسلام هو الدين الذي نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على قلب نبينا محمد r ليكون من المبشرين والمنذرين للناس كافة بلسان عربي مبين ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم العزيز الرحيم .
وعليه فالخطاب الإسلامي هو الرسالة التي نزلت من فوق سبع سماوات عن طريق الوحي ، لتنظيم علاقات البشر مع خالقهم وأنفسهم وغيرهم ، وهذا الخطاب هو الذي يحدد المصلحة من المفسدة ، والصالح من الطالح ، والمستقيم من المعوج ، والمؤمن من الكافر ، والصواب من الخطأ ، ويقرر السلم من الحرب ، وهو الميزان الذي يفصل في ميزان الخلق إلى الجنة أو النار ، هذا هو الخطاب
الإسلامي المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو محفوظ بحفظ الله إلى يوم القيامة قال تعالي : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9) .
وفي عرف الأصوليين فإن الخطاب الديني هو معنى الحكم الشرعي وهو (خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد بالاقتضاء أوبالوضع أوالتخيير ) (*) .
أسس الخطاب الديني:
يقوم خطاب الإسلام على أساسين بينهما ارتباط وثيق وامتزاج وتلازم إلى حد عدم الانفصال، وهما مجتمعان يشكلان الخطاب الإسلامي.
أولاً ) الوحي :
وهو المتمثل بنصوص القران الكريم ونصوص السنة النبوية ، وما ارشد إليه من إجماع صحابة وقياس, وهي المصادر الأربعة التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية ، وينتج عنها كل فكر إسلامي ، وأول هذه المصادر هو:
1-الكتاب الكريم ، ( وهو القرآن المنزل علي سيدنا محمد r، وهو ما نقل إلينا بين دفتي المصحف بالأحرف السبعة نقلا متواترا )(4) . وهو كلام الله عز وجل الأصل المقطوع به عند جميع المسلمين ، وهو المصدر الأول للتشريع كما يقول الأصوليون ، قال تعالى : ﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ﴾ (الإسراء:9) .
2- السنة النبوية ، وهي ( كل ما صدر عن الرسول r من قول أو فعل أو تقرير )(5) . والسنة هي المصدر الثاني للتشريع والاستلال بها كالاستدلال بالقران تماما لا فرق بينهما من ناحية الاحتجاج، قال الله تعالى: ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ (النساء :59) ، ويكون الرد بعد وفاة الرسول r بإتباع سنته من بعده ، قال تعالى : ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الحشر:7) ، وعن المقداد بن معد يكرب عن الرسول r قال : ( إني أوتيت الكتاب وما يعدله ، يوشك شبعان على أريكته أن يقول : بيني وبينكم هذا الكتاب فما كان فيه من حلال أحللناه ، وما كان فيه من حرام حرمناه ، إلا وانه ليس كذلك )(6) .
3-الإجماع ، وهو إجماع الصحابة رضي الله عنهم ، وهو حجة باتفاق لأنه قامت الأدلة القطعية على حجيته والخلاف وقع في حجة إجماع من بعدهم وهو الإجماع الوحيد الذي لم يختلف فيه الأصوليون وهو يكشف عن دليل لم يصل إلينا(7) .
4-القياس : (وهو إثبات مثل حكم معلوم في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت)(8) . هذه هي المصادر المتفق عليها عند جمهور العلماء ، وهي بمجموعها تشكل الأساس الأول الذي يقوم عليه الخطاب الإسلامي ، وهناك مصادر أخرى مختلف عليها بين العلماء، مثل المصالح المرسلة ، والاستحسان ، وسد الذرائع ، ومذهب الصحابي ، وهذه تبقى شبه أدلة وما تفرع عنها بصحيح النظر يعتبر من الثقافة الإسلامية أيضا ويندرج تحت الخطاب الإسلامي (&)
ثانياً ) اللغة العربية :
وهي لغة الإسلام ووعاء أفكاره ومعارفه ، وهي جزء جوهري في إعجاز القران ، والقرآن لا يكون قرآنا إلا بها ، ونحن متعبدون بلفظه ، قال الله تعالى :﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (الزخرف:3) ، ولا يمكن الاجتهاد إلا بها، وهي شرط أساسي من شروط الاجتهاد ، لأن النصوص الشرعية جاءت من عند الله بلفظها ، ولهذا كان من الواجب أن تكون اللغة العربية هي التي يقوم عليها الخطاب الديني ، ويجب مزجه باللغة العربية ، لأنه بخصائصهما المشتركة تتولد طاقة عظيمة كفيلة بإنهاض المسلمين ، فالله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية وعاء للدين لما في اللغة العربية من مزايا وخصائص تمتاز بها عن اللغات الأخرى ، والقرآن هو معجزة لرسولنا
، وهو دليل على صدق نبوته ، وبالتالي هو دليل على صدق الإسلام ، وإعجازه ليس مقصورا على العرب دون غيرهم ، بل جاء التحدي للعالمين جميعا ، قال الله تعالى :﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء:88) ، ونحن نعلم يقينا أن الإعجاز في القرآن في كيفية صياغة هذا الفكر الراقي بهذه اللغة العربية الراقية بنحو راق لا يرقى إليه ولا إلى شيء منه بشر ولا كل البشر ، لذلك كانت اللغة العربية هي الأساس الثاني للخطاب الإسلامي ، ولا يمكن أن يفهم هذا الخطاب إلا بلغته.