فوائد وأسرار الصيام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > أرشيف قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فوائد وأسرار الصيام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-07, 13:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










New1 تتمـــة لموضــوع فوائـد و أسرار الصيــام

4) التذكير بالغاية من خلق الإنسان :
في زحمة الحياة وملذاتها ؛ واستمتاعه بزينتها ؛ من مأكل وشرب ومنكح ..؛ يغفل الإنسان عن غاية وجوده وسر حياته ، وتتحول هذه الملذات والشهوات إلى إلف يألفه ، لا يكاد يستغني عنه ، " وهذا الإلف متى طال أمده فإنه يُعبِّد الإنسان لهواه وشهوته ، وينسيه الغاية من خلقه ، والتي من أجلها أوجد الله له الطعام والشراب والزوج كي يستعين بها على طاعة ربه وخالقه .
فإذا أصبحت الأمور؛ الوسائل ؛ هما للإنسان وغاية ، يعيش لها ، وينام عليها ، ويصحو يفكر فيها ، عند ذلك تأسره هذه الملذات ، ويصير عبدا لها ، وبذلك يتحقق فيه قول النبي.. : " تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس .." .
وما أحسن ما قاله المناوي موضحا هذه الحكمة ، قال : إنما شُرع الصوم كسرا لشهوات النفوس ، وقطعا لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء ، فإنهم لو داوموا على أغراضهم لاستعبدتهم الأشياء ، وقطعتهم عن الله ، والصوم يقطع أسباب التعبد لغير الله ، ويورث الحرية من الرق للمشتهَيات ، لأن المراد من الحرية : أن يملك الأشياء ولا تملكه ، فإذا ملكته فقد قلب الحكمة ، وصير الفاضل مفضولا ، والأعلى أسفلا : { قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِين } ( الأعراف 140) والهوى إله معبود ، والصوم يورث قطع أسباب التعبد لغير الله . إهـ ( الأشقر 9)
لذلك ينبغي على المسلم أنه يستشعر في كل لحظة أنه عبد لله وحده ، عبدا لله في رمضان وفي غيره ، عبدا لله في عمله وفي بيته ، عبد لله في مسجده أو في سوقه ، فالعبودية لا تنفك عن الإنسان ، فهو عبد لله في حياته كلها ، حتى فيما يترك ويدع : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (16الأنعام ) ، فالمسلم يستشعر أنه عبد لله في كل أحيانه ؛ لأنه ما خلقه الله ؛ وخلق الجن والإنس إلا لعبادته سبحانه ، فانظر كم من الوقت أنت عبد لله ؟ كم من الوقت أنت مطيع له ؟ إذا حددت الوقت الذي هو لله في حياتك ؛ تعلم ما لك عند الله من المنزلة والكرامة ، ولا تُظلم نفس شيئا !
اسمع لقول النبي .." من أراد أن يعلم ما له عند الله ؛ فلينظر ما لله عنده " ( حسن / أخرجه الدارقطني )

ما حظُّ الله من سمعك ؟ وما حظ الهوى و الشيطان ؟
ما حظ الله من بصرك ؟ ما حظ الله من مالك ؟
ما حظ الله من قلبك ؟ هل لله في قلبك مكان ؟ فإن القلب لا يقبل المزاحمة ؟
.." من أراد أن يعلم ما له عند الله ؛ فلينظر ما لله عنده " ، اجعل هذا الحديث بين عينيك .

(5) إمكانية التغيير :
هذا الدرس من أهم الدروس المستفادة من هذا الشهر ، فنحن لو تأملنا واقع المسلمين الآن لقال الكثير منا : إن هذا الواقع السيء لا يصعب تغييره ، فالشوارع مليئة بالمنكرات ، والصحف وامجلات ، التلفاز والفضائائيات سمومها تبث ليل نهار ، فأنى للناس أن يتغير حالهم ؟ هذا أمر صعب ، لا يصلحه إلا مجدد !!هكذا يقول البعض .
ولكن لنا في رمضان خير شاهد ، فتقول : كيف ؟
أولا : لو نظرنا إلى المساجد في غيررمضان ، وخاصة في صلاة الفجر ، نجدها خاوية إلا من رحم الله ، وعندما يقبل علينا هذا الشهر تمتلىء المساجد بالراكعين الساجدين ، ويتغير واقع الناس إلى الأحسن .
ثانيا : سهولة تغير الإلف والعادة ، وقد تلاحظ شخصا يدخن فتنهاه عن المنكر ..؛ ولكنه تراه يتذرع بالحجج ..، أما إذا دخل رمضان تراه يمتنع عن التدخين أكثر اليوم ، ويصبر ويتحمل ، ولكن ضعف النفس والهوى وتسلط الشيطان والأصحاب :ل ذلك يدفعه للعودة إلى التدخين .
هذه الأمثلة تعطينا الأمل في تغيير الواقع السيء إلى واقع أفضل ، وأن لا نيأس من حال الناس أو حالنا ؛ فلا تيأس من تغيير حالك ، أسألك سؤال : متى آخر مرة ختمت القرآن ؟ الجواب ربما يكون: رمضان الماضي !! وإذا جاء رمضان انظر كم مرة تختم ؟ انظر إلى أخلاقك قبل رمضان ، وإذا جاء رمضان ؟ لاحظ محافظتك على الصف الأول ؟ وهكذا ، إذاً هناك إمكان لتغيُّر للأحسن وترك السيء أو الأسوء .
الأمر فقط يحتاج منا لمجاهدة وإرادة قوية ، والله وعد بالعون والهداية فقال سبحانه : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (69 العنكبوت( العمر بتصرف 39)
رمضان حقا فرصة للتغيير ؛ ولكن من يستمر حتى في رمضان على هذه الإرادة ؟!
إنه جدير بالصائم ان لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه الإرادة ؛ فيهدم في ليلة ما بناه في نهاره من قوة الإرادة والقدرة على التغيير .

ومن لم يتأثر بما يقوله وما يعمله من أركان الإسلام وشعائره تأثرا روحيا ومعنويا تتغير به أخلاقه وطبائعه ، هذا ما استفاد شيئا من العبادات إلا سقوط الفرض عنه !! إنما هي حركات أدّاها ثم انتهت !
فهل الصلاة أمرنا الله بها لمجرد حركات ..! لا أثر لها في حياتنا ؟
هل الحج..؟ أحقاً ما شرع الله العبادات إلا لذلك ( حركات وطقوس ) ؟ أم شرعها الله لأمور عظيمة .
والمسلمون ما قست قلوبهم وتقاعسوا عن واجباتهم فكانوا عرضة لغزو أعدائهم سياسيا وثقافيا إلا بسبب عدم تأثرهم بما يكررون قوله وفعله واعتقاده من أركان الإسلام وشرائعه . ولو أنهم تأثروا بما يقولونه ويفعلونه ؛ لأجج ذلك في قلبهم نار الغيرة لله والانتصار لدينه .ولكن ياللأسف أصبحت عبادات المسلمين اليوم صور بلا روح ، مجرد طقوس وحركات لا أثر لها على سلوك المسلم . (الدوسري بتصرف 25)
إذا رمضان فرصة للتغيير ، وكثير من الناس أسرى لما تعودوه ، وكلما حاولوا ترك العوائد تعثروا ، وبعضهم يحقق نجاحا لمدة معينة ثم يتراجع ، ولكن في رمضان فرصة عظيمة للتغيير ، فالصوم علاج نافع لكثير من هذه العادات المألوفة ، وتمرين على التخلص من سلطانها ، وتذكير للإنسان بأن هذه العادات ليست أمورا لا زمة لا يمكن الخلاص منها ، وإنما هي أشياء فرضها على نفسه ، أو فرضتها عليه ظروف حياته ، وأنه يستطيع بالعزيمة والتصميم أن يتركها .( بادحدح39
وهذا يقودنا لفائدة أخرى من فوائد الصوم

(6) التربية على الصبر وقوة الإرادة :
ما أحوجنا إلى الصبر والمصابرة والتحمل وقوة الإرادة ، وبخاصة في هذا الزمان الذي قل فيه الصبر ، وضعفت فيه الإرادة ، وقل فيه التحمل ، عصر السرعة والإنترنت ؛ نريد كل شيء بغطة زرّ !!
لنكن صرحاء مع أنفسنا ؛ فلوتعطلت علينا المكيفات في بيوتنا أو سياراتنا أو مساجدنا فكيف سيكون حالنا ؟
وكيف يكون حالنا لو هجم علينا عدونا ؟ هل نجد فينا القدرة الصبر للصمود أمامه
لقد قل الصبر ، وعندما يأتي رمضان نتعلم تلك الخصلة الحميدة ؛ فنصبر على الجوع والعطش ، ونصبرعلى الصلاة وقيام الليل ، ونبذل من أموالنا للفقراء ، ونتحمل أذى الناس وجهل الجاهلين ، ولا شك أن في ذلك تعويد لنا على الصبر والتحمل .
فما أحوجنا إلى الصبر في ميادين كثيرة ، في ميدان طلب العلم ، فالعلم يحتاج إلى سهر وبحث وطول مطالعة ، وكل ذلك لا بد له من صبر .
وفي ميدان الدعوة وتوجيه الناس نحتاج إلى الصبر وسعة الصدر ، فالأخذ بأيدي الناس إلى الحق ، وانتزاعهم من الشهوات والملذات المحرمة أمر شاق وصعب ، فلا بد من التحمل . (العمر 29)
قال لقمان لابنه كما حكى الله عنه :{ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } (17لقمان ) فعند دعوة الناس ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لابد من الصبر عليهم ؛ لأنك تصادمهم في شهواتهم ومألوفاتهم .
أيضا ترك العوائد السيئة والمحرمات المألوفة التي تعود عليها الإنسان سنين تركها يحتاج إلى صبر ، وفي الصوم خير تربية على الصبر ، بل الصوم هو الصبر ، " لأن الصوم تجتمع فيه أنواع الصبر الثلاثة ، فإن فيه صبرا على طاعة الله ، وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش ، وضعف البدن " (ابن رجب284)
يتربى الصائم في رمضان على الصبر عن الحلال لأنه من محظورات الصيام ، وهذا فيه تربية لنا حتى نصبر عن ما حرم الله علينا ، الله سبحانه حرم علينا مؤقتا الحلال في النهار ؛ وأباحه في الليل ؛ حتى تقوى نفوسنا على ترك الحرام طوال العمر ؛ فإذا أفطر الصائم حفظ سمعه عن الحرام ، وحفظ بصره من النظر والمشاهدة للحرام ، وحفظ بطنه من أكل الربا والرشاوي .
فليس من العقل أن يمتثل الإنسان عند الصبر على الحلال ولا يمتثل عند الصبر على الحرام ،
" فالتقرب إلى الله بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات ، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب بترك المباحات كان كمن يترك الفرض ويتقرب بالنوافل .
ولهذا المعنى والله أعلم ورد في القرآن بعد تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل ؛ فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان ، بخلاف الطعام والشراب ، فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه ، فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل ؛ فإنه محرم بكل حال . ( ابن رجب 292)
والصبر من أدل الدلائل على المحبة ، فمن أحب الله صبر به ، وصبر له ، وصبرمعه ،
صبر به : استعانةً ، فهو المصّبر سبحانه .
وصبر له : إخلاصا ومحبّة .
وصبر معه : وهو دوران العبد مع أمر الله وأحكامه ، يسير معها حيث سارت ، ويقف حيث وقفت . فهو قد جعل نفسه وقفا على أوامر الله ، وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها ، وهو صبر الصّدّيقين . ( صلاح الأمة ج4ص384)
والمتأمل في الناس وما هم فيه من الذنوب ؛ يجد أن سببه الشهوة ( شهوة المال / الفرج/ الجاه ) ، ولا علاج لها إلا بالصبر ..، وطريق الصبر العبادة ، بل القوة في العبادة .
وقد مدح الله أنبياءه بهذه الخصلة ؛ القوة في العبادة فقال : اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ( 17ص) ، وقال عز وجل : وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ( 45ص )
قال ابن عباس : أولي القوة في طاعة الله ، المعرفة بالله .
وقال الكلبي : أولي القوة في العبادة ، والصبر فيها .
وقال سعيد بن جبير : الأيدي : القوة في العمل ، والأبصار : بصرهم بما هم فيه من دينهم .
فطريق الصبر العبادة ، والقوة في العبادة ؛ باغتنام مواسم الخير ، والإخلاص والمتابعة .

(7) تهذيب الأخلاق :
الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم ، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان ، ويضعف سلطانه على الصائم ، لذلك ترى الصائم يبعد عن الكذب والفحش في القول والفعل ، ويتحلى بالصبر والصدق والرحمة ، وتنمو في الإنسان نوازع الخير ،

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع........... ...










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc