بصراحة
لا الفيس كان يريد الديمقراطية ولا النظام كان يريدها
تمت الانتخابات بشكل سلس وفاز فيها الفيس وقامت لجنة من الضباط وآخرين بتكوين لجنة الدفاع عن الجزائر التي ألغت المسار الانتخابي وأعقبتها حملة اعتقالات في صفوف الاسلاميين مما دفع ببعضهم للجوء للسلاح للدفاع عن النفس
هل الفيس عندما فاز بالانتخابات كان مؤمنا بالديمقراطية ؟ لا والدليل أنهم قالوا انها كفر ويجب إلغاء الديمقراطية والحكم مباشرة بما أنزل الله ؟
لماذا دخل الفيس إذن الديمقراطية رغم أنه لا يؤمن بها ؟
لأن الفيس من جهة كان متأكدا 100/100 من نجاحه . ومن جهة أخرى كان يريد ان يبين انه قانوني وليس فارض رأيه
كما ان الفيس كان يتكون من مجموعات منها التي كانت تكفر بالديمقراطية وتكفر النظام وكانت تنادي للجهاد وإقامة الدولة الاسلامية وجماعة الفيس الذين كانوا يريدن الديمقراطية وتجنب سفك الدماء . وكان التجاذب بين الطرفين وقد أسكت المعتدلون المتشددون لأنهم سيفوزون دون إراقة دماء . لكن بمجر أن أغليت الانتخابات واعتقال المعتدلين واحتجازهم في السجون والمحتشدات قفز الجهاديون للواجهة وبدأوا القيادة .
لماذا دخل النظام الديمقراطية ؟ لأنهم كانوا يضنون ان النصر حليفهم ولم يقدروا قدرات الفيس جيدا . ثم إن الديمقراطيين كانوا كلهم يضربون في جبهة ت الوطني باعتبارها النظام البائد وتركوا الفيس الذي حصد كل نزاعاتهم . ولا ننسى أحداث 5/10/1988 وخروج الشعب مطالبا بالديمقراطية وكانت الجزائر أول بلد ديمقراطي في العالم العربي لولا إيقاف المسار الانتخخابي .
هل كان على النظام ايقاف الانتخابات ومصادرة إرادة الشعب ؟
أنا كنت أرى أن الدولة ارتكبت خطأ فادحا بوقف المسار الانتخابي . ولكن اليوم اتضح لي أن الدولة كانت سترتكب أخطاء أفدح لو أنها تركت الفيس يحكم .
صدقوني والله العظيم أن الجماعة كانوا يعملون بالعاطفة أكثر من عملهم بالتخطيط والبرامج .
عاطفة جياشة نحو دولة اسلامية انطلقت باقامة أسواق إسلامية بأسعار رمزية وتم توزيع المواد على المستحقين ورؤساء بلديات الفيس كانوا نعم الرجال وفي المستوى لكن ذلك لم يكن ليحدث لو كانت الدولة كلها بأيديهم رئاسة وبرلمان وحكومة .
هل معناه أنني أوافق على ماحدث ؟ لا
لو تصرفت الدولة بحكمة أكبر ولو قدرت الظروف جيدا ووضعت قانون أحزاب صارم لا يسمح بوصول جهة واحدة تنفرد بالحكم . أو لو سايرت الفيس مدة كان سيسقط أمام الشعب في أقرب فرصة .
لكنها الأنانية وسوء التقدير
الفيس بمجرد الاقتراب من الكرسي ظل يهدد الدول والجنرالات بالمحاسبة وكان على هؤلاء ان يأكلوه قبل أن يأكلهم
الفيس كانوا متهورين ولم تكن لديهم تجربة سياسية بل مجرد أفكار مراهقة كل واحد فيهم كان يرى الدولة الاسلامية حسب ما يدور في رأسه
والنظام كان يقول علي وعلى أعدائي