الأزهر الشريف : الفرقة الناجية ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأزهر الشريف : الفرقة الناجية ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-05, 10:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تتمة ...


و نختم الكلام بذكر شيء من عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة على ما حكاه الإمام الكبير الحافظ أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في اعتقاد أهل الحديث: "اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم ، ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه ... وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام ... وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه، ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثوابًا له في الآخرة، كما قال : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وقال في الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف ...ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ولم يذكر عنهم ذنبا {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [البينة: 7- 8]، ومَن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله ، ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم، لقوله: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} [الفتح: 18].

و من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك ، ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} إلى قوله {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]... ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة، وإن عمل أي عمل، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر، كما قال الله: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} [النساء: 83]، وقال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 74]... ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل، والسعاية، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم، ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل"([20]).

والله تعالى أعلى وأعلم .


المصادر والمراجع :
- اعتقاد أهل الحديث، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، تحقيق: محمد عبد الرحمن الخميس، الرياض: دار العاصمة، ط1، 1412هـ.
- افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المملكة العربية السعودية: الرياض: دار العاصمة، تحقيق: سعد بن عبد الله بن سعد السعدان، ط1، 1415هـ.
- التحرير والتنوير، للإمام العلامة محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر.
- التفكير الفلسفي في الإسلام، الدكتور عبد الحليم محمود (الأستاذ الأكبر ، شيخ الجامع الأزهر)، القاهرة: دار المعارف، ط 2، 1989 م.
- العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، محمد بن إبراهيم الوزير اليماني، حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط3، 1415هـ- 1994م.
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، أبو محمد علي بن أحمد المعروف بـ"ابن حزم الظاهري"، تحقيق: د. محمد إبراهيم نصر، د. عبد الرحمن عميرة، بيروت: دار الجيل.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق وتعليق ودراسة: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. فتحي عبد الرحمن أحمد حجازي، الرياض: مكتبة العبيكان، ط1، 1418هـ- 1998م.
- المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت : دار الكتب العلمية، ط1 ، 1411هـ- 1990م.
- المسند، الإمام أحمد بن حنبل، القاهرة : مؤسسة قرطبة ، مصورة على ط الميمنية.
- تفسير القرآن العظيم، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق: مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل العجماوي، علي أحمد عبد الباقي، حسن عباس قطب، مصر: مؤسسة قرطبة، ومكتبة أولاد الشيخ للتراث، ط1، 1421هـ- 2000م.
- سنن ابن ماجه، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، بيروت: دار الفكر .
- سنن أبي داود، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت : دار الفكر.
- سنن الترمذي، بيروت : دار إحياء التراث العربي.
- سنن الدارمي، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، وخالد السبع العلمي، بيروت : دار الكتاب العربي، ط1 ، 1407هـ.
- صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1414هـ- 1993م.
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، بيروت: دار الفكر.

الهوامش :
([1]) أخرجه أحمد في مسنده (3/332) حديث (8377)، وأبو داود في كتاب «السنة» باب «شرح السنة» حديث (4596) واللفظ له، والترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في افتراق هذه الأمة» حديث (2640) وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «افتراق الأمم» حديث (3991)، وابن حبان في صحيحه في باب «ذكر افتراق اليهود والنصارى فرقا مختلفة» (14/140) حديث (6247)، والحاكم في مستدركه (1/47) حديث (10)، وقال: صحيح على شرط مسلم.
([2]) أخرجه أحمد (4/102)، وأبو داود في كتاب «السنة» باب «شرح السنة» حديث (4597) واللفظ له، والدارمي في باب «افتراق هذه الأمة» (2/314) حديث (2518)، والحاكم في مستدركه (1/218) حديث (443).
([3]) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الفتن» في باب «افتراق الأمم» حديث (3992).
([4]) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «افتراق الأمم» حديث (3993).
([5]) أخرجه الترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في افتراق هذه الأمة» حديث (2641) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في مستدركه (1/218) حديث (444).
([6]) أقر الحافظ ابن كثير بأن روايات الحديث لا تخلو من ضعف، مع ميله إلى أنه يتقوى بعضها ببعض فقال في تفسيره (7/489): "من طرق يشد بعضها بعضا".
([7]) انظر: الفصل في الملل والنحل (3/292).
([8]) فتح القدير (2/59).
([9]) انظر: العواصم والقواصم (1/186- 187).
([10]) انظر: العواصم والقواصم (3/170- 171).
([11]) افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، الصنعاني، ص (73) وما بعدها.
([12]) حكاه الصنعاني في رسالته "افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة"، ص (56).
([13]) انظر: تفسير الكشاف (3/74)، والتحرير والتنوير (10/165).
([14]) انظر: افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، الصنعاني، ص (68).
([15]) انظر: "افتراق الأمة"، الصنعاني، ص (91-93) باختصار ، وزيادة إيضاح بين القوسين .
([16]) التفكير الفلسفي في الإسلام ، الدكتور عبد الحليم محمود، (ص 72 - 75) باختصار .
([17]) التفكير الفلسفى فى الإسلام ، للدكتور عبد الحليم محمود ، (ص 75 - 86) باختصار .
([18]) أخرجه الترمذي في كتاب «القدر» باب «أن القلوب بين أصبعي الرحمن» حديث (2140)، والحاكم في مستدركه (1/707) حديث (1927) من حديث أنس رضي الله عنه.
([19]) التفكير الفلسفي في الإسلام، الدكتور عبد الحليم محمود، (ص 99- 106) باختصار وتصرف يسير.
([20]) انظر: رسالة "اعتقاد أهل الحديث"، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، ص (49- 51) ، (62- 79) باختصار وتصرف يسير .









 


قديم 2012-10-07, 11:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
و نختم الكلام بذكر شيء من عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة على ما حكاه الإمام الكبير الحافظ أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في اعتقاد أهل الحديث: "اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم ، ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه ... وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام ... وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه، ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثوابًا له في الآخرة، كما قال : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وقال في الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف ...ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ولم يذكر عنهم ذنبا {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [البينة: 7- 8]، ومَن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله ، ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم، لقوله: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} [الفتح: 18].

و من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك ، ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} إلى قوله {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]... ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة، وإن عمل أي عمل، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر، كما قال الله: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} [النساء: 83]، وقال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 74]... ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل، والسعاية، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم، ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل"([20]).

والله تعالى أعلى وأعلم .



([20]) انظر: رسالة "اعتقاد أهل الحديث"، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، ص (49- 51) ، (62- 79) باختصار وتصرف يسير .

هذا الذي نعتقده أخي ياسين فلماذا كثرة التشغيب لتوسيع هوة الخلاف

هدانا الله وإياكم سواء الصراط










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc