تأملوا في التصويب الصحيح للحديث الشريف الذي أُشكل عليكم :
هذا الحديث "لا يمل الله حتي تملوا " فيه مسلكان فيما أعلم
الأول :أن هذا ورد علي سبيل المشاكلة كقوله تعالي :" ويمكرون ويمكر الله" وقوله:" يخادعون الله وهو خادعهم " وقوله :" إنما نحن مستهزءون الله يستهزئ بهم " وقوله :" إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا" وقوله " نسوا الله فنسيهم"
وعليه يكون المعني أن الله يجازي من مل وترك ما اعتاد عليه من العبادات بأن يقطع عنه الثواب
الثاني: أن حتي هنا بمعني الواو فيكون الحديث لا يمل الله وتملون
والمعني لا يمل الله أبدا مللتم أم لم تملوا ولهذا المسلك شاهد من كلام العرب وهو قولهم "هذا الفرس لا يفتر حتي تفتر الخيل" فالمعني أن هذا الفرس لا يفتر إذا فترت الخيل وليس المعني أنه يفتر إذا فترت الخيل وإلا لم يكن له فضل عليها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الأنبياء والمرسلين