ذاك أمير المؤمنين .... وفيه أذكر :
يحكى، في قصص السلف الصالح، عن يوم كان يسير فيه أمير المؤمنين سيدنا عمر
بن الخطاب في السوق. كان، كعادته، يتفقد أحوال رعيته ويطمئن على حال
المسلمين حينما لفتت نظره إبل مختلفة عن بقية الإبل، فقد كانت أكثر نموا
وإمتلاءا. ولا أدري هل أعجب سيدنا عمر بمنظر الإبل أم تحركت في دواخله
شكوك أمير الرعية فسأل لمن تلك الإبل التي أعجبته، وعرف إنما الإبل
مملوكة لإبنه. يقال إن سيدنا عمر إنتفض في مكانه وهتف، فيما معناه، أنه
ويح أمير المؤمنين وطالب بمصادرة الإبل. ثم كان في حضرته ابنه عبدالله
الذي كان صحابيا تقيا مصاحبا للنبي الكريم رضي الله عنه وأرضاه والذي ظل
على عهده طوال حياته.
سأل سيدنا عمر ابنه من أين له بهذه الإبل. ورد الإبن أن هذه الإبل
إبتاعها من أمواله الخاصة التي لا علاقة لها بأموال كافة المؤمنين لا من
قريب أو بعيد. وأعقب أن الإبل كانت حينما إبتاعها هزيلة ثم بعث بها إلى
المرعى لكي يتاجر فيها ويبتغي ما يبتغي المسلمون. لكن سيدنا عمر كان يدرك
أنه، ولو قليل، من نمو هذه الإبل سببه كون عبدالله هو ابن امير المؤمنين.
فقال لإبنه ان الناس حينما يرون ابله فسوف يقولون ارعوا ابل ابن امير
المؤمنين، اسقوا ابل بن امير المؤمنين وهذا هو السبب الذي جعل ابل
عبدالله بن عمر اسمن واكبر عن بقية الإبل.
لكن اليوم المسؤولين هم من سمنوا وليس الابل ... حتى صارت بطونهم كبيرة جدا وتلتهم كل شيء بدون محاسبة ...