![]() |
|
قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كتاب المواقف والأمير عبد القادر الجزائري
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() *وكما ترون أيها الأخوة الكرام فالأمير لم يكن شخصية عادية، إذ كان بالتأكيد مسؤولاً عن عائلة كبيرة، عشرة أولاد ذكور وستة إناث وآلاف من المهاجرين الجزائريين بالإضافة إلى مسؤولياته الاجتماعية والخيرية والثقافية، فهو الذي كان يساعد الشيخ طاهر الجزائري الشهير على النهضة باللغة العربية في بلاد الشام، الذي أسس المكتبة الظاهرية بدمشق، والمكتبة الخالدية في فلسطين بأموال كان يدفعها الأمير لهذه المشاريع، وسار في هذا الطريق ابنه علي باشا بعد وفاته. وما أذكره موثق تاريخياً، ومما ذكرته السيدة فادية طرشون في أطروحتها للماجستير في دمشق والتي أهدتني نسخة عنها فور استلامها. ومما سمعته أيضاً أن الأمير كان يتمنى أن تسمح له الظروف والوقت لتأليف كتاب يرد فيه على كتب قديمة يسميه (الأعلام بأغاليط الإعلام)([1]) لأن التأليف يحتاج إلى تفرغ، وهذا التفرغ كان بعيد المنال ومستحيل في حياة الأمير التي كان يحياها في دمشق. هذه المعلومات عن الأمير حُفرت في ذاكرتي، لذلك لم أصدق عندما قرأت في كتاب تشرشل الجاسوس البريطاني الحاقد المغرض في الصفحات التي كتبها في لندن أن الأمير كان منتمياً إلى الجمعية الماسونية. هذا الخبر المزعوم من غير أي دليل، الذي نقله عنه جرجي زيدان لم أصدقه، بالإضافة إلى غيره، ولكن لم تكن قناعاتي كافية لنفي كل ما قيل من أكاذيب عن الأمير. كنت بحاجة إلى أدلة ووثائق، وهذا عمل لم يكن سهلاً، مثلاً لو كان لديكم صديق تعرفونه كما تعرفون أنفسكم ملازمين له بحكم الجوار والقرابة العائلية والعمل أيضاً، تعرفون عنه أنه كان ملتزماً بدينه الإسلامي، لا يقرب المحرمات، بل كان من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، شجاعاً، مهذباً، محباً للجميع، وبعد وفاته كتب عنه أنه كان منتسباً إلى نادي قمار، مدمناً على الكحول، جباناً ومغروراً، هل تصدقون عنه هذه الأوصاف؟ ولكن نفيها ليس سهلاً ولا تكفي قناعاتكم، ومن الصعوبة نفي معلومة مر أو مضى عليها أكثر من قرن من الزمان كالتي نحن بصددها وهي نسبة كتاب (المواقف)، ومثال من تاريخنا الإسلامي وهو حرق مكتبة الإسكندرية، ذلك العمل الشنيع الذي نسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مدة خمس قرون ظلت أقلام المؤرخين تتناقله من الخلف إلى السلف، ذكرها وأكدها المؤرخ أبو الحسن القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء)، ونقلها عنه المؤرخ أبو الفرج بن العبري وغيرهم. ولعل المهارة في أسلوب روايتها سهلت تصديقها خمس قرون فتحت أبواباً للطعن أمام المغرضين من أعداء الإسلام والمسلمين إلى أن كشف الحقيقة أحد المستشرقين الباحث (بتلر)([2]) في القرن التاسع عشر. خمس قرون وليس قرن واحد من الزمان، كنسب كتاب ((المواقف)) للأمير عبد القادر. وزيارة الدكتور عمار الطالبي لداري برفقة مجموعة من الأساتذة الأكاديميين قبل شهر رمضان المبارك دليل على أهمية هذا الموضوع، وهذا البحث الذي طرحته، أي براءة الأمير من هذا الكتاب وأبدى هؤلاء الأساتذة اهتماماً كبيراً بنفي نسبة ((المواقف)) للأمير عبد القادر ورحبوا بما قدمته من أدلة، والحقيقة أني كنت أملك من الأدلة أكثر مما ذكرته في كتابي (فكر الأمير عبد القادر)، ولكن كما أسلفت كنت أتحاشى ذكر الأسماء، ولذلك لم أذكر فيه كتاب (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) لأنني لو ذكرته لا بد لي من ذكر أسم مؤلفه، وهذا ما لا كنت أريده لأسباب كثيرة. وهنا لا بد لي من تقديم الشكر الجزيل من الأعماق للأخ الكريم الدكتور بوصفصاف والدكتور إسماعيل زروخي من الجزائر جامعة قسنطينة الدكتور أمين يوسف من الأردن. ودليل آخر، معتبر جداًأرويه لكم، ذكره السيد جواد المرابط([3]) (وهو أن في أحد مجالس الأمير طلب منه ثلاثة من الزوار السماح لهم وتدوين أحاديثه في مجالسه، فكان ذلك نواة الكتاب الذي عرف فيما بعد بالمواقف)، وهذه شهادة أن الكتاب تألف من (نوطات) كان دوّنها أصحابه بإذنه للاحتفاظ بها ولكنهم تجاوزوا ذلك فألفوا منها كتاباً، أضافوا فيه أخدان وأقران ونصوص لغيره. وكلمة (نواة) لي وقفة عندها، فالنواة تخرج منها النبتة التي يمكن تطعيمها بنوع آخر مختلف، ولذلك نجد أنواعاً من الفاكهة طُعمت بغير أصلها فجاءت مختلفة في الطعم والشكل، ونجد مثلاً خوخاً بطعم الموز، وأخرى بطعم تفاح وشكل بندورة، وفواكه أخرى إذا لم تُطعم بنوعها تخرج مرّة الطعم لا تؤكل. واسمحوا لي بتقديم هذا المثال الصغير، مهندس أراد تأسيس مشروع ما، طلب من مهندس آخر تصاميم هندسية، كان معجباً بها وأخذها بإذنه، لم يسرقها وألحقها بتصاميم كانت لديه من أقران وأخدان فهل يجوز وضع اسم المهندس الآخر على هذا المشروع لمجرد أن فيها بعض من تصاميمه وبعد وفاته؟ وفي ظرف لا يستطيع فيه الاحتجاج. هذه الأدلة لا ريب فيها كما ترون. [1]- الدكتور عمار الطالبي، مجلة (الثقافة الجزائرية، العدد 75، عام 1998م، الصفحة 261، بحث مطول بعنوان الأمير عبد القادر والتصوف) [2]- حسين هيكل، كتاب (الفاروق عمر)، الصفحات 169، 173 [3]- جواد المرابط، كتاب (التصوف والأمير عبد القادر)، 1966م، دار اليقظة العربية، دمشق
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() والخلاصة: ثبت بشهادة الشيخ عبد المجيد الخاني رحمه الله في كتابه (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) ص 430-431. والشهادة الثانية للشيخ فراج بخيت السيد الذي ذكرت شهادته في كتاب (المواقف) الذي نسب للأمير في الصفحة 464 الذي قال بهذه الشهادة (تم الجزء الثاني وانتهاؤه في يوم السبت 27 جمادى أول سنة 1328 هجرية). هذه الشهادات معتبرة جداً، ومما يزيدها توثيقاً شهادة ثالثة هي شهادة الأستاذ المرحوم جواد المرابط. وذكر هذه المعلومة الدكتور فؤاد صالح السيد([1]) في بحث له في مجلة الثقافة الجزائرية. هذه الشهادات الثلاث تثبت أن الأمير لم يؤلف كتاب (المواقف)، ولم يذكر أحد من المؤرخين أن الأمير طلب من أحد تدوين أحاديثه، وإنما الآخرين هم من طلب تدوينها للانتفاع منها وإثراء معلوماتهم على ما يبدو. رابعاً شهادتي: وهي أنني لم أسمع من أهلي الذي كانوا مقيمين معه أنه ألف كتاباً باسم (المواقف) ولا غيره، وإنما كان في نيته تأليف كتاب يرد به على أفكار خاطئة في كتب كانت ترد إليه هدايا، كما أسلفت، تحت عنوان (الأعلام بأغاليط الإعلام)([2]). أما جدي فكان الكتاب الذي يهدى إليه ولا يعجبه يحرقه، كما ذكرت لي عمتي، وكتاب (المواقف) الذي اختفى، كما أسلفت كان هذا مصيره عام 1944م والله أعلم. وبعد تقديم هذه الأدلة من شهادات وغيرها لا أريد اتهام أحد بتأليف كتاب (المواقف)، ولا أدعي أنني قمت بدراسة كاملة لهذا الكتاب، وما ذكرته في هذا البحث هو من باب تقديم الأدلة والأمثلة وشهادات الشهود والإشارة إلى التناقضات، منها مثلاً ما جاء في الموقف 30 من قول في آخر الموقف (لا أنت حق ولا أنا حق، ولا أنت خلق ولا أنا خلق، فأجابه ربه حسبك عرفتني فاسترني)، وبين ما جاء في كتابه (المقراض) من أن معرفة الله تعالى هي عن طريق الأنبياء، وهاجم الفلاسفة وأصحاب علم الكلام الذين كفّر بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً كما ذكر، وقال لا سبيل إلى معرفة الله إلا طريق الأنبياء وقول الأمير هنا يتعارض كلياً مع ما ذكره الكاتب في الموقف الثلاثين وذلك الحوار، أستغفر الله العظيم. الذي سماه الدكتور الركبي في الكتاب الذي أصدرته مؤسسة الأمير عبد القادر في الجزائر سماه (بالحوار الشقي) بصفته دبلوماسياً لا عالماً دينياً! ولكن اعتقاد الأمير أن لا سبيل لمعرفة الله إلا عن طريق الأنبياء، هذا الموضوع ذكره في كتابه (المقراض الحاد)ولكن في كتاب ((المواقف)) ذُكرت فقرات من كلام الأمير عن معرفة الله عن طريق الأنبياء، ولكن الكاتب، أو مصمم كتاب (المواقف) لم يترك هذه الفقرة تمر بسلام، بل عمد إلى تذييلها بالكلام عن التصوف وعلم الأذواق، وكأن هذا الكاتب كان شغوفاً بقراءة كتب الإشراقية حتى صار عنده ملكة في هذه المذاهب، ويريد نشر أفكاره بأي طريقة. ولا أعتقد بأن من كتب (المواقف) هو شخص واحد، مع العلم أن الأمير لم يكلف أحد بكتابة أحاديثه، وهذا بشهادة الشهود الذين شهدوا بأنهم هم من طلب وهم من قيّد، وهم من جمع وضمّ. وهنا نقطة مهمة أيضاً وهي أن الأمير عندما سمح بتدوين أحاديثه في جلساته يبدو أنه خشي أن تحرّف أحاديثه أو يُفهم منها ما لا يقصده أو تبدّل فحذّر بقوله (احذر أن ترميني بحلول أو اتحاد أو امتزاج أو غيره، وإياك إياك أن تتوهم فيما أذكره من تفسير لأقوال الشيخ فيه تشبيهاً عقلياً أو تمثيلاً أو حلولاً واتحاداً أو اتصالاً أو مقابلة أو مقارنة أو تقديماً أو تأخيراً، فمن توهم شيئاً من هذا كله سقط في مهواة من التلف على قمة رأسه)، من الجزء الثاني ص 568 من كتاب (المواقف)([3]). وأترك التعليق على هذا النص لكم أيها القراء الكرام. ودليل آخر هو من الأهمية بمكان (الوصية) التي حصلت عليها من المحكمة الشرعية بدمشق رقم 756، ورقم الوثيقة 256. هذه الوصية فُتحت بتاريخ الثاني عشر من شعبان 1300 هجرية، حسب الأصول، أي بعد وفاة الأمير في التاسع عشر من رجب 1300 هجرية. في هذه الوصية يلاحظ الباحث عدم ذكر كاتبها وهو الأمير عبد القادر، أي ذكر لكتاب (المواقف)، أو أي شيء ما دي أو عملي يتعلق بكتاب اسمه (المواقف)، فالمتوفي الأمير أوصى بمبالغ كبيرة للفقراء ولنسائه وغيرهم، فهل من المعقول أن لا يوصي بشيء لطباعة كتاب ألفه فيما لو ترك أعمالاً تحتاج إلى تكاليف مادية من نسخ وطباعة؟ هذه الوصية هي دليل آخر أن الأمير لم يكن له أي علاقة بكتاب صوفي اسمه (المواقف). وإلى القارئ الكريم هذا الموقف 265 من كتاب (المواقف) الذي نُسب للأمير، ذكره الأستاذ جواد المرابط وهو أحد أعيان دمشق المعروفين في كتابه (التصوف والأمير عبد القادر الحسني الجزائري)، فكتب في الصفحة 131، ولا أرى مانع من تكراره هذه الصفحة: "قال الأمير عبد القادر في الموقف 265 من كتابه (المواقف): سألت من الحق تعالى إشارة بسعادتي، وقد فعل مراراً، وقد ألقى عليّ قوله (لتكون لمن خلفك آية، وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون)، وبعد رجوعي إلى الحس، قلت يا رب هذا خطابك لفرعون، فألهمني في الحال بالطريقة التي عوّدني إياها أن فرعون عاش سعيداً سيداً، بل إلهاً يُعبد، ولمّا حضرت وفاته قبضه الله بعد توبته، وإيمانه، طاهراً، مطهّراً، شهيداً، وهو في الآخرة ملك من ملوك الجنة، وأكثر الناس يأبون عليه ذلك، وأنت سعيد في الدنيا والآخرة، وأكثر الناس يأبون عليك ذلك بما يرون حولك من النعم" هذا الكلام من أهم وأخطر ما جاء في هذه المواقف التي ذكرتها كنماذج. والغريب في هذا الموضوع الذي نحن بشأنه أن مؤلف الكتاب الأستاذ جواد لم يعلّق على هذا الموقف سوى بالقول: أقول أن الأمير عليه رحمة الله، تكلم هنا بلسان صاحب الحقيقة حينما غاب عن الخلق بشهود فعل الملك الحق، وغني عن السباب بشهود مسبب الأسباب، وهذه الحال من أروع ما يكون عليه الإنسان من حال، إذ بها يزداد سعادة إل سعادة، ويتحسس بما وراء الظاهر، والرسوم إلى نعم لا تكون إلا من الحي القيوم، وكم من سعيد ليس بسعيد لأنه لا يدرس أنه سعيد، ومن هنا كان الصوفي هانئ الحس والنفس والروح بالقليل من عطايا الله...إلخ من الكلام المفهوم والغامض أحياناً، والباقي جيد لا غبار عليه، ولكن لم يعلّق بكلمة واحدة عن مخالفة الآيات القرآنية التي لم يذكر سبحانه وتعالى بأنه غفر لفرعون وجعله ملك من ملوك الجنة وشهيداً طاهراً! وهل يمكن لمسلم الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى يوحي لإنسان مهما بلغ من عظمة ما لم يوحي به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أليس هذا تضليل مريع؟ وقوله سبحانه وتعالى في سورة يونس، آية 90 (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية)، لم يذكر الله أنه غفر له، وإنما قال تعالى في سورة النساء، آية 17 (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن، ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً). وكلام الله سبحانه وتعالى بغاية السداد والدقة والوضوح. وقال تعالى في سورة يونس ذاتها (ما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة)ن وفي الآية 70 قال (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)، فهل يوجد فريّة أكبر من هذه وقول أكذب من هذا؟ ألا تستحق من مؤلف هذا الكتاب تعليقاً أو ملاحظة لدرء الضلال والنهي عن المنكر؟ وهل الكلام الجيد والمقبول الذي ذكره الأستاذ جواد ممكن أن يستر أو يحجب هذا الضلال بمخالفة قول الله تعالى في هذه الآيات البينات؟ والدليل التاريخي الموثق في كتاب (تحفة الزائر) الذي ألّفه ابنه وذكر فيه أن من مؤلفات والده كتاب (المواقف) وامتدحه، هذه المعلومات الغير صحيحة كانت السبب في سرقة أخوته لكتاب (تحفة الزائر) بعد اطلاعهم عليه، ولم يكتفوا بسرقته بل حرقوه وكانوا يرددون فيما بينهم (أن هذا الكتاب بدو حرق) قبل أن يصل إلى المطبعة، واعترف محمد باشا بسرقة الكتاب في مقدمته، ولكن لم يقل أنه حرق لغاية في نفسه واكتفى بالقول (ذهب منه الكثير ولم يبقى إلى القليل فشمّرت عن ساعد الاجتهاد وأعدت ما فُقد من الكتاب) وهذا دليل آخر أن أخوة الأمير لم يشاهدوا والدهم يكتب أو يقوم بكتابة كتاب (المواقف)، لذلك أخذوه خلسة وحرقوه بما وجدوا فيه من أكاذيب عن والدهم، منها (وألقى السلاح إلى الفرنسيين)، وغيرها من الاتهامات. والدليل الأخير أن الأمير ظل متوازن العقل والشخصية حتى آخر يوم في حياته. الدليل الأول: هو رفضه للمشروع الفرنسي والعربي بتنصيبه حاكماً في بلاد الشام. هذا العرض رفضه رفضاً باتاً. هذه المعلومة هي موثقة تاريخياً، فلو كان مهزوز الشخصية أو تنتابه الأخذات والردات والحالات التي ذكرت في (المواقف)، لما فكّر أحد بعرض هذا المنصب عليه. لقد تجنب الأمير ذلك الفخ المغري بذكاء وحكمة، ولم يجعل من نفسه مطية للدول الغربية، إذ لم يكن من المغامرين، وكان يحسب لكل أمر ألف حساب. والدليل الثاني: هو مراسلاته مع الشيخ المفكر الكبير محمد عبدو، ومشروع الجامعة الإسلامية قبل وفاته بوقت قصير جداً. ذكر هذه المعلومة الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي)([4]). حفيدة الأمير عبد القادر بديعة الحسني الجزائري عضو اتحاد المؤرخين الجزائريين عضو شرف في مؤسسة الأمير عبد القادر ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- [1]- الدكتور فؤاد الصالح السيد، مجلة (الثقافة الجزائرية)، صفحة 266، عام 1963م. [2]- الدكتور عمار الطالبي، (الأعلام بأعغاليط الإعلام)، مجلة (الثقافة الجزائرية). [3]- (المواقف)، الجزء الثاني، الصفحة 56. [4]- الدكتور أبو القاسم سعد الله، موسوعة (تاريخ الجزائر الثقافي)، الجزء الخامس، الصفحات 542 و 543، دار المغرب الإسلامي، 1998م، الطبعة الأولى.
|
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للأمير, مفخرة, الأمير, الأميرة بديعة, المواقف, الجزائر, دمشق, صحيح البخاري, عبد القادر الجزائري, كتاب, كتاب المواقف |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc