قوانين تطبق على عامة الناس ،الذين لا حول لهم ولا قوة ، مساكين ، هم مثل فئران التجارب ، تسحب رخصهم ويدفعون الغرامة ، ولا أحد يستطيع أن يحاجج .
في حين نرى ونسمع عن التجاوزات التي يرتكبها بعض أبناء المسؤولين . ويغض عنها الطرف .فلا غرامة ولا سحب للرخص . إنما تحية وابتسامة من طرف رجل الأمن .
وحتى تتأكدوا مما أقول يمكنكم حضور لجنة الاستماع أو قل لجنة التأديب التي تجتمع مرتين في الشهر .و في كل يوم الخميس . وتنظرون إلى من سحبت رخصهم ،شعثا غبرا ، كأنهم خشب مسندة ، ترهقهم ذلة .في حين تنظر إلى أعضاء اللجنة في أحسن هيئة يجتمعون لتأديب من إنطفأ مصباح سيارته فجأة ، من انعدم عنده ماء الزجاج ، من تجاوز علامة التوقف في طريق صحراوي خال .ومن ومن ومن .ترى هل مثل هؤلاء يحاسبون ابن المسؤول الفلاني أو ابن رئيس المصلحة الفلانية ؟ ابن أحدهم ؟ ابن .........
يمكن ولما لا - كل شيء ممكن - شعار يؤمن به الجزائريون ، ويجعلونه منفذ لتحقيق الأمنيات والأحلام .
والكارثة لا تنتهي هنا ، بل تتجاوز هذا الحد إلى وقوف وزير النقل المعــيـــن - - أدام الله بقاءه - ضد البرلمان المنتخب -المشرع للقوانين - الأسبوع الماضي عندما دعا هذا الأخير إلى عدم سحب الرخصة وتعويضها بالنقاط .ويقول الوزير -لن نعدل القانون حتى يشيخ - وأقول له لن يشيخ حتى يرغم الناس على بيع سياراتهم .و إخلاء جيوبهم . وعند ذاك يمكن للوزير أن يرتاح وينام مطمئن البال. لأنه استطاع أن يقلل من حوادث المرور .
قانون في غاية العجب ، يهين الناس ويدفعهم إلى دفع الرشوة وإلى التذلل وإلى الوساطة وإلى .... ومع ذلك - ومن سخرية القدر- أنه لن يعدل حتى يشيخ .
.