السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أما بعد
كيف حالك أخي محمد و أرجو أن تكون بخير و على خير مع كافة الطلبة و أعضاء هذا المنتدى
و الله و أنا أقرأ ما كتبه أخير الكريم حول مجانية التعليم هل هو نقمة أم نعمة
جاء في ذهني سلسلة من تواريخ علماء أسلافنا، فطرحت في نفسي سؤال، هل عندما كان هؤلاء العلماء يتعلمون، يدرسون يكتشفون و يؤلفون كتبا لا تزال إلى غاية اليوم هي لبنة العلوم و مهدها الأول هل ذكروا يوما أنهم كانوا يدفعون ثمنا لقاء العلم؟ هل تطرقوا إلى تكلفة طلب العلم؟ بمعنى آخر هل كتبوا موضوعا مفاده أنه لو كان العلم مجانيا لدرسنا و تعلمنا و اكتشفنا أكثر؟
الحقيقة و ما لي من معلومات و م اأتذكره حول ذلك. لا يوجد ذلك، و إن وجد فما هي إلا مبلغ زهيد يدفع للمعلم في سبيل إعانته على الدنيا فقط.
ثم تذكرت شيئا
حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
"أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "
" أطلبوا العلم و لو في الصين "
أنا في هذا ألاحظ أنه لم يتطرق إلى موضوع ما قد يترتب على طلب العلم من مصاريف تعيق طلبه
على عكس حديث نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم حول الزواج
"من استطاع منكم البائة فليتزوج" فالبائة هنا و في الأدب العربي تعني شيئين القدرة المادية و الجسدية.
لذا و كوننا مسلمين و من باب ديننا أرى أن التعليم و تعليم أفراد المجتمع من المفروض أن تكون تكلفته تؤول إلى الصفر.
و هذا ما حدث في حادثة أسرى الرسول عندما إشترط عليهم أن كل واحد يعلم 10 مسلمين لقاء إطلاق سبيله.
أما فيما يخص التعليم في الدول الأوربية و المعاهد الكبيرة المعروفة، فأرى أن الأمر يختلف جذريا، فالدول الأوربية أسلوب تدريسها و منهجيتها و أهدافها يختلفان تماما عن أهداف الجزائر.
نحن لازلنا ندرس لنمحو الأمية، و لازلنا نضغط على الآباء لكي يدخل بنته إلى المدرسة، و لازلنا نصارع لكي نبني الوطن.
أعطيك مثلا بسيطا. أنا عندما تحصلت على شهادة البكالوريا كنت أرغب أن أدرس في تخصص الهندسة المعمارية لكن و بعدما عرفت أن التكاليف سوف تكون كبيرة عدلت عن هذه الرغبة و حتى تخصص الطب لا أستطيع أن أدرسه، لأني لم يكن بإمكاني الحصول على نفقات النقل و الأقلام و الأوراق الخاصة بهم.
هذا كمثال. لذى أرى أخي الكريم أنه لو كان في ذلك الوقت التعليم بمقابل لكنت الآن أملك أغناما أرعى بها.
و هناك أمثالي 3/4 المجتمع.
فحتى في الولايات المتحدة الأمريكية هناك ما يعرف بقروض الطلبة و هي قروض تقدمها البنوك للطلبة لكي يستطيع دفع نفقات دراسته على أن يدفعها بعد تخرجه و حصوله على عمل بفوائد.
أما في دول الخليج فنظام توزيع مداخيل البترول يختلف عنا نحن
و نفس الشيء في ليبيا....و هكذا
أما إذا نظرنا إلى التعليم، من زاوية استثمار فأرى أن أي مستوى يبلغه الطالب هو مفيد للمجتمع
فمستوى التاسعة و الأولى ثانوي الآن أصبح ينجب لنا الشرطي (مثلا)
المستوى النهائي أنجب لنا الإداري.
البكالوريا+ باكالوريا+2 أنجب لنا صف الضباط+و الضباط
deua أنجب لنا مختصين و تقنيين.
ليسانس + مهندس+ ماجستير + دكتوراه أنجب لنا إدارة و إطارات المستقبل
و هكذا هي الدورة إلا أن نبلغ ما وصلت إليه الدول الغربية و عندها يمكن أن نتكلم على التعليم بمقابل