السّلام النفسي

[السجنجل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسيمツ

هل هذا السلام يولد مع الإنسان ؟

" بل هو التّصالح مع الذات، والتحلي بأنبلِ الصّفات، وكذا التحكم بالعواطف، والثبات عند حلول العواصف، والتّـعامل مع الآخرين بتسامحٍ ورحمة"


كيف يتم التحكم بالعواطف ؟

إنّ السلام النفسي ليس محطة نصل إليها ثم نمكث فيها، بل هو مشروع مستمر يتغذّى بالمعرفة، وبالروح، وبالبيئة، وبالخبرة اليومية. إنه قرار يتجدّد كل صباح بأن نحيا بوعي، وأن نصغي لصوت الفطرة، وأن نختار ما يقرّبنا من السكينة ويُبعدنا عن التشويش
وحين ندرك أنّ الطريق إلى هذا السلام يبدأ منّا، وأن كل خطوة صغيرة نحو الوعي والتهذيب تترك أثرًا عميقًا في حياتنا، يصبح الوصول إلى الطمأنينة أكثر سهولة وقربًا...



لو أخبرت شخصا لقال أنه يخطط للتحكم، ثم فجأة يجد أنه قام بنفس الأمر، التعامل مع الآخرين بتسامح و رحمة ثم ما ان يمر الأمر أن يكتشف أنه تخبطته صفاته و وجد نفسه بغير تسامح و رحمة، مجددا

هل يكتسبه الانسان؟ إن كان نعم كيف ؟

السّلام النفسي هو بذرةُ الفطرة التي جُبل عليها الإنسان، تنمو وتكتمل بالاكتساب، سواء كان ذلك اكتسابًا ذاتيًّا يتجلّى في التأملات الفكرية، واليقظة الرّوحية، والقيم الإيمانية، أو اكتسابًا تأثيريّـًا تمنحه البيئة الأسرية والمجتمعية، بما تبثّه من دعم ومحبة واستقرار. فكلما تفاعلت هذه العوامل وتآزرت، اتّسع وعي الإنسان بذاته واشتدّ رسوخ قلبه، فتخفّ وطأة الأحداث من حوله ويزداد يقينه بأن الطمأنينة لا تُستجلب من الخارج بقدر ما تُبنى في الداخل...
وعندما يتذوّق المرء هذا السّلام العميق، تنعكسُ آثاره على أفكاره وتصرّفاته وعلاقاته، فيصبح أكثر قدرة على فهم ذاته وتقبّل الآخرين، وأكثر حكمة في التعامل مع تحديات الحياة، ولا يعود السلام النفسي حينها حالة مؤقتة تتأثر بتقلّبات الأيام، بل يتحول إلى منهج حياة، وإلى طاقة داخلية متجدّدة تدفع الإنسان نحو الاتزان، وتفتح أمامه أبواب الرضا والاتساق مع فطرته الأصيلة...