في عالمٍ يموجُ بالضّغوط والتحديات اليومية، تليها التمثيليات الفِجّـة الدرامية ، يبحث الكثير منا عن النّجاح والمـّال وحُب الظهور، وربّـما داخله مكسُـور مقهـُور، لكن القليل فقط يُدرك أنّ السّلام النّـفسي هو أثمن ما يمكن أن يمتلكه الإنسان، لترتاح له النفسُ والوجدان، إنه الهدوء الداخلي الذي يمنحنا القدرة على مُواجهة الحياة بثقةٍ وثبات، حتى في أصعب المواقفِ والحالات، ويوزِنُ الذات، بين كفتي الشهوات والملذات...
إن السّلام النفسي ليسَ مُجرد غياب المشاكل، التي بها يضمحِلّ الجَـلَـدُ ويتآكـل، أو خُلو الحياة من المنغصات، بل هو التّصالح مع الذات، والتحلي بأنبلِ الصّفات، وكذا التحكم بالعواطف، والثبات عند حلول العواصف، والتّـعامل مع الآخرين بتسامحٍ ورحمة، وأنْ ترتويَ من الخِصال وتأكلَ منها حتى التُّخمة، فذاكَ هو السّلام النفسي الذي يجعلكَ قادرًا على مَعرفة أولوياتكَ، ويساعدكَ على اتخاذ قراراتكَ، دون رهبةٍ منكَ أو توتـّر، والعيشُ بانسجام مع قيمكَ ومبادئكَ بلا تهتّـر، حينها لا تخشى نفسَكَ فقد مَال، ولا تتحسّر على موتٍ أوزوال، وهذا حقيقةُ تَجسُّد رَاحةُ البال....