![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() السيدة الكريمة، تعقيبا على هذا المقتبس:
اقتباس:
أين تضعين أمثال قوله تعالى - على سبيل المثال لا الحصر -: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ /هود-الآية 52. وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ 60 / الأنفال خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا 93 / البقرة قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ 80 / هود قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ 95 / الكهف قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ 33 / النمل أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ï´؟39 / النمل إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ 26/ القصص وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) /ص وفي السنّة الكثير من الآثار التي تصب في نفس المعنى ولا تجعل هذا الإنسان مجرّد كائن متواكل ( في ثوب متوكّل). منها على سبيل المثال أيضا لا الحصر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ... الخ الحديث). وكان يدعو الله بأن ينصر الإسلام بأحد العُمرين ؟؟ وما ذاك إلا لما لدى كل منهما من خصائص القوة (والثقة بالنفس جزء صغير منها ) فالله لا ينصرُ إلا من ينصرونه ويُعِدّون أسباب القوة بكل صورها. هناك قوانين تسيّر هذا الكون. ورسول الله وهو من هو كان يقول لأصحابه: أشيروا عليّ أيها النّاس. وعمل بمشورة أصحابه في مواطن عدّة ليحقّق النصر على الكفّار ولم يكتفي بالدّعاء - وهو من هو - وفي القرآن آيات أخرى تحثّ المؤمنين على القتال وبذل الجهد والمال والنّفس وإعداد العدّة حتّى يستحقّوا تأييد الله بملائكته. خلاصة فكرتي: الأخذ بالأسباب يلحقه التوفيق وتأييد الله لعباده أرجو أنني في سياق فكرتك ولم أخرج منها.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() اقتباس:
نحن ركزنا على ما يلي : الاستعانة بقدرة الله على أن يقول للشيئ كن فيكون ثم [ الأخذ بالأسباب ] وأنتم ركزتم على : الثقة في النفس [ الأخذ بالأسباب ] وكيف يأتي بعدها التوفيق من الله عزوجل.. وأظن أن هناك إختلاف بين النقطتين. كما أن مجمل الآيات الكريمات التي قدمتموها تشير إلى أن التوفيق يكون مكافأة على الأخذ بالأسباب وذلك لا خلاف عليه* [ كما أن الله عزوجل في تلك الآيات يخاطب من ؟ أليس هم المؤمنين الذين من أهم صفاتهم أنهم يفتقرون إلى الله دائما وابدا ويحسنون الظن به ؟ ثم تأملوا معي كلام موسى القوي وفرعون وراءه والبحر أمامه [ كلا إن معي ربي سيهديني ] لم يقل أنا أثق في نفسي فأنا الرسول ولأني أنا من أدهشتكم بعصاي الأفعى ! بل أقر بضعفه إلى الله أولا.. بالمختصر : انتقاد فكرة الثقة بالنفس والقول بأنها فكرة غربية وافدة ليس لمجرد انها أخذ بالأسباب ومكامن القوة بل لأنها مؤخرا - ومع موجة التنمية البشرية - أصبحت تدعوا للإيمان بقوة النفس وذاك ما قد يؤدي بالبعض إلى الإستغناء عن قوة الرب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
السّلام عليكم
بالنّظر للفكرة على أنّ /الأخذ بالأسباب/ لدى المؤمنِ لا يكون إلاّ /بتوكّلهِ على الله/، هذا الأخير الذي يصِلُ الأخذ بالأسبابِ /بثقةِ المؤمنِ بربّهِ/ فسنعتبرها /صائبةً/ ولا تحتاجُ ربّما إلاّ لبعض الضّبط. --- كيف ومن يُهملُ الأسبابَ عمدا، يُعطِّلُ ما قد سخَّرَ الله له لنيْلِ غايتِه (فيكون بذلك متقاعِساً، غير مقبلٍ بثقةٍ في اللهِ، ومخالفاً لدعوته سبحانه ودعوة رسوله الكريم في الأخذِ بالأسباب) ========================= وعليه يمكن للمرء منّا أن ينتظر توفيق الله له في أمرٍ بادرَ بالعملِ والاجتهادِ من أجل نيله، إن سبِّق في ذلك (ثقته التامّة) في خالقه (أنّه إن توكّل عليه، وأخذ بالأسبابِ اجتهادا وثباتا، أكرمه الله بتوفيقه). أي/ الثقة في الخالق/ ثمّ التوكّل عليه (عن ثِقة + أخذا بالأسباب)/ فتوفيق الله بتحقيقِ مشيئته. رأيي..مع احترامي لآرائِكم آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2018-09-27 في 16:14.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() السلام عليكم سيّدة سامية. أرجو أنّ في مداخلتي هذه صلة بما سبق من مداخلات لكِ وللسيدة آمال الجزائرية. السيدة سامية قلتِ: نحنُ أشرنا إلى ضرورة تعزيز الثّقة بالنّفس بـ: الاستعانة بالله ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ردّي: هذا الكلام لا غبار عليه وأتفق معك 100% فتعزيز الثّقة بالنفس يعني أنها موجودة [ورصدنا لها كلّ مقوماتها] ثُمّ طلبنا التوفيق والسّداد والعون من الله ليتم الأمر على أحسن وأكمل وجه. ومن لم يفعل ذلك فسيكِلُهُ الله لنفسه وقد يُوفَّقُ وينجح وقد لا ينجح. فالله عز وجلّ لا يتدخّل [دائما] في كل شؤون البشر بل يكِلهم لأنفسهم وسُنن الحياة [الّتي هي سُننهُ سبحانه وتعمل عملها مع الخلق بحيادية تامّة]. ولتوضيح هذه الفكرة الأخيرة نضرب مثلا لمباراة في كُرة القدم بين فريقين [غير مسلمين أو مسلمين ؟؟]، فهل سيفرقُ الحال؟ هل سيتدخّل الله سبحانه وتعالى لترجيح كفّة الفوز لفريق ضِدّ آخر ؟ أليس من العبثيّة أن يعتقد بعضهم ذلك ؟ تجدين بعضهم يدعو بالنصر لبني وطنه ويصرخ بأعلى صوته: يا رب انصر بلادستان (حتّى لا أُشَخِّصَ ويغضب مني بعض بني أوطاننا العربية)، وبعضهم يُسارع للسّجود الجماعيّ بعد تسجيل هدف في مرمى مُنافسه المسلم مثله، يسجُد سجود الشّكر وكأنّه حقّق انتصارا على إسرائيل. أليس هذا اعتقادا فاسدا وممارسة فيها اعتداء على الله تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- قلتِ: نحن ركّزنا على الاستعانة بقدرة الله على أن يقول للشيء كُن فيكون ثُمّ [الأخذ بالأسباب] ردّي: الأمر هنا كما تتصورينه سيدتي هو وضع مقلوب للواقع ومعاكسة لسنن الكون. والوضع الصّحيح هو ما شرحته آنفا في مداخلتي ولعلّه لم يكن واضحا بما فيه الكفاية. لذلك تفضّلي هذه الآيات وتمعّني فيها: وردت كلمة (عمل) بمختلف صيغها في القرآن الكريم 358 مرّة وهذه بعضها على سبيل المثال لا الحصر: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَىاللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) /التوبة – الآية 105. ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 14 يونس وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ112 هود ومدار الآيات في عمومها هو وضع الإنسان بين قطبين: الحريّة والمسؤولية؛ فيعمل ما يشاء [بمطلق الحريّة] لكن عليه أن يستشعر مقام ( المراقبة) وبأنّه مؤاخذٌ بما يقدمه من عمل [أقوالا وأفعالا] ، فالمؤمن يعمل ثُمّ يطلب (وينتظر) التوفيق، كذلك الفلاح الذي يزرع ويحرث ثُمّ ينتظر لذلك قال تعالى: ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون ...الخ الآية ) ومثله من يطلب الولد والنسل، يتزوج ويقوم بأسباب ذلك وينتظر ولذلك قال تعالى: (أفرأيتم ما تُمنُون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون) والمجال واسع للأمثلة: نعمل ثُمّ نتوكّل = نرجو من الله العون والسّداد. والاستخارة أيضا مثال جيّد لهذه الثنائية: العمل –التوكّل. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وقلتِ: بأنّ الله إنّما يُخاطب المؤمنين في الآيات التي سُقتها في مداخلتي السابقة وضربتِ مثلا بموسى عليه السّلام وقوله: (إنّ معي ربّي سيهدين) ردّي: نعم أصبتِ فإنّ الله يُخاطب المؤمنين لأنهم هم المعنيون بحمل هذا المنهج وهم أحسن من يفقهه ويعمل به. وأمّا غير المؤمنين [النّاس أو الإنسان كما جاء في الخطاب القرآني] فللقرآن معهم شأن آخر هو شأن الدّعوة إلى التّأمّل في الكون وآيات الله وسننه في الخلق. لكن لاحظي قول موسى عليه السّلام: إن معي ربّي ؟؟؟ هو يثير هنا مسألة في غاية الأهمية وهي ( المَعِيّة الإلهية) وانتبهي جيّدا إلى دقّة القرآن وإحكامه فموسى عليه السّلام لم يقل: إنّ الله سيهديكم وسيُنجّيكم ولم يسحب نفسه من المشهد، بل له حضور قويّ وهو رسول من أولي العزم من الرّسل ولا يمكن لمثله إلا أن يكون الله معه. ولذلك صار يوم عاشوراء يوما تصومه أمّة محمّد إلى يوم الدّين لما فيه من دلالة عظيمة. والآيات التي تناولت المعيّة كثيرة ويمكنك البحث عن معانيها في السنّة أيضا لتتّضح لكِ الصّورة ؟ مع من يكون الله عزّ وجلّ ؟ والجوابُ واضح: هو يكون مع الذين أخذوا بكلّ الأسباب وعلى رأسهم أنبياؤه وأولياؤه ومن الآيات في ذلك المعنى السّامي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)/ البقرة – الآية 153. أي: إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) /البقرة – الآية 249. أي والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره, وحسن مثوبته. (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 46. أي إن الله مع الصابرين بالعونوالنصروالتأييد, ولن يخذلهم. (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) / الأنفال – الآية 66. أي بتأييده ونصره. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وقلتِ أيضا بأنّ موسى عليه السّلام لم يقل: أنا أثقُ بنفسي فأنا الرّسول ...الخ. ردّي: وهل اعتداد النّبي أو الرّسول بنفسه فيها ضير ؟ ألم يثبت في البُخاريّ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم في غزوة حنين لما تفرّق عنه أصحابه وفرّ من فرّ من هول المعركة وبقي معه نفر قليل، قال: (أنا النّبِيُّ لا كذب -- أنا ابن عبد المُطّلب... !)، واعتبره العلماء من كمال الأخلاق والنهاية في الشّجاعة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر).فللأنبياء مقام وحال غير حال عامّة النّاس، ولا عجب إن كانوا أشدّ النّاس بلاءً. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وقلتِ: بل أقرّ بضعفه (إلى الله) أوّلا. ردّي: في هذه لا أر بأساً. لا مانع من أن أُظهر ضعفي طمعا في فضل الله فمن تواضع لله رفعه. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وقلتِ بأنّ الدعوة إلى: ( قوة النفس أو الثقة بالنفس) قد تؤول إلى الاستغناء عن ( قوّة الرّب) وفق موجة التنمية البشرية. ردّي: قبل الاسترسال في الرّد أسجّل استغرابي لاستعمالك كلمة (الرّب) ولعلها هفوة منك، والأفضل لو قلتِ: ( الله)، والله أعلم. فهي أعم وأشمل. وبعدُ نقول وبالله التوفيق – بخصوص مسألة الثقة بالنفس -: نقلا عن من موقع: islamqa.info بإشراف محمد صالح المنجد / بتصرف / انطلاقا من الحديث الذي رواه مسلم (2664).عن أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَتَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ). يقول صاحب الموقع: القوة في هذا الحديث هي قوةالإيمان، والعلم، والطاعة، وقوة الرأي والنفس والإرادة، ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح. قال النووي – رحمه الله - : " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه ، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمالا لمشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك " انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 ) ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- تعليقي الشخصيّ: مما تقدّم يظهر جليّاً أن للمؤمن يدًا في كسبه الدُّنيوي والأُخروي على السّواء، وإلا فكيف يتفاضل النّاس؟ وينالون الدّرجات وقد يكون ما بين الدرجة والدّرجة كما بين السّماء والأرض أو أكثر. فقد جاء في السنّة أن بعض أهل الجنّة يرى لمعة في السّماء [مثل النّجم] فيسأل فيُقال له: هي منزلة فلان ...الخ. وكما قال العلماء هي أعمالنا تُحصى وتُعدّ عدّا وتوضع في ميزان له كفّتان (+) و (-) حسنات وسيّئات ومن أبطا به عمله لم يُسرع به نسبه كما جاء في السنّة. وكما جاء فيها أيضا: إنّما هي أعمالنا تُحصى لنا فمن وجد خيرا فليحمد الله (على توفيقه لعبده بعد أخذه بالأسباب [كل الأسباب]) ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وأتساءل هنا: لماذا كان الأنبياء والرّسلُ وهم من صفوة البشرية متفاوتين في منازلهم؟ هل لأن بعضهم أقلّ إيماناً من البعض الآخر؟ أم هي لخصائص فرديّة ؟ ومميزات شخصيّة؟ وهو ما جعل محمدا صلى الله عليه وسلّم أشدّهم عزيمة وسيّد ولد آدم، وصاحب المقام المحمود. لماذا سُمّي بعضهم وهم 05 فقط بأولي العزم؟ لذلك قال النووي في تفسير الحديث أوّل ما قال بأن القوّة المقصودة هي: (عزيمةالنّفس). ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- لذلك أعود لقولك سيدة سامية: (بأنّ المؤمن القوي ليس قوياً من نفسه ولا لمقومات شخصيّته ولا بتدريباته)، وأدعوك لمراجعة طرحك بالعودة إلى أقوال أهل العلم. فلا أدري من أين حصلتِ على هذا التفسير هنا ؟ ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ولا بأس بسَوْقِ حديث آخر هنا بخصوص (التّدريب)، حيث جاء في مسلم من حديث عقبة بن عامر ما لفظه " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ألا إنّ القوّة الرّمي ثلاثا [أي كرّرها ثلاثا]). وهو حثٌّ على التدرّب على الرّمي. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وبخصوص (النّفس) ذكر العلماء أن كلمة النفس ذُكرت في القرآن 295 مرّة ولها عدّة معانٍ منها (النّفس) بمفهومها الذي نتحدّث عنه في هذا الموضوع. ونقلا عن نفس الموقع أعلاه فإن النّفس تمرّ بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث: 1- النّفس اللّوامة: قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، القيامة/ 1-2 .وهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها، نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر . 2- النّفس الأمّارة: حيث تميل النّفس إلى السُّوء وحبّ العصيان، والغفلة عن الطاعة والعبادة، ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء. وربما تتمادى هذه النفس حتى تقع في الخسران الأبدي، قال تعالى: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الشورى/45. 3- النفس المُطمئنّة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة، لا تفعل إلا ما تبيّن لها صلاحه، نفس تحقق لها الورع والإخلاص، وسَمَتْ عن الدنيا وشهواتها، واشتغلت عنها بعمارة الآخرة الباقية الخالدة المحددة في قوله تعالى: ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة/17، نفس اِستحقّت الذكر والتمجيد في قوله تعالى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر /27-30. وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكّى نفسه والخاسر من دسّاها فقال: (الشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/1-10. والمقصود بالتزكية هنا، طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها، مخالفا للدّس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال ". ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- تعليقي: كلّ ما تقدّم لا يترك مجالا للشكّ بأن ليس للإنسان إلا ما سعى له وبذل الجُهد لنيله لذلك فاز المُشمّرون المُسارعون السّابقون ...الخ من الصّفات التي تبين بأنّ الإيمان لا يكفي وحده لتحصيل الرّفعة في الآخرة بل لا بُدّ من العمل والكثير من العمل [سواء من أعمال الجوارح أو أعمال القلوب]. وأختم بتعليق وحوصلة أخيرة: نحن المسلمون أولى بتلك العلوم النفسية ومهارات التنمية البشرية، وليكن في علمك سيدة سامية بأنّ لا تناقض بين (قوة النّفس) والتدريب على ذلك والحاجة إلى (الله)، بل تلك العلوم تدعو للإيمان مصداقا لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أفلا يعقلون). ولا بأس بأن أقول كلمة حق وهي أنّ بعض من ينتسبون إلى تلك العلوم – وهي منهم براء - قد أساؤوا إليها وبعضهم مارس الكذب والدّجل وسرقة أموال النّاس بغير وجه حق. لكن التعميم لا يجوز، وعلينا أن نتثبّت ولا نعادي كلّ ما لا نحيط به خُبرا. فحتّى القرآن والسُنّة قد انتسب لها أقوام ليتأكّلوا بها ويصدّوا عن سبيل الله، بل منهم من قال فيهم المصطفى: دُعاةٌ على أبواب جهنّم. ولعل بعض هؤلاء الأدعياء هم من جعلكِ وغيرك تعتقدون بأن علوم التنمية البشرية (والعلوم النفسية باعتبارها أساسها) تدعو للكفر أو الابتعاد عن منهج الله والذي عبّرتِ عنه بقولك: (الاستغناء عن قوة الرّب). فالعلم بالمطلق (حتّى علوم الدّين) يا سيدة سامية سلاح ذو حدّين وقد يتم توظيفه للخير أو الشر بحسب من يتصدّى له. والعلوم النفسية والتنمية البشرية لا تخرج عن هذه القاعدة. علينا أن نحتضنها ونبرع فيها ونزداد بها قوة، لا أن نتنكّر لها ونحذّر النّاس منها، ويكون ذلك سببا لتنفير الكثيرين من ديننا باعتباره دينا يعادي العلم. هم ( الغرب) برعوا في العلوم النفسية والاجتماعية وسخّروها للسيطرة على الشّعوب المتخلّفة ونحن لا زلنا نتساءل ؟ هل هي حرام أم حلال ؟ كُفرٌ أو شرك ؟ تجوز أو لا تجوز؟ والله أعلى وأعلم. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- أرجو قراءة ما أدرجته بتأني واعذروني على طوله، ولا أستعجل ردّكم فخذوا ما يكفيكم من الوقت فغايتنا جميعا هي الوصل إلى ما ينفع النّاس ليمكث في الأرض ولا نريد زبدا يذهب جُفاء. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- وشكرا لكم مجدّدا على فتح هذا المتصفّح المفيد. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
ثم لا بد من التنويه إلى أننا طرحنا الموضوع على أنه [ اقتباسات وأشرنا إلى أنها ناقدة ] بقصد أن نتبادل وجهات النظر المختلفة حول الموضوع [ عسى ان نجد معارضا لطرحنا مما يتيح للقارئ في ان تكون له نظرة واسعة بخصوص الموضوع وهذا الموضوع الثقة في النفس [ ما كان سيجذب اهتمامنا إلى تلك الدرجة التي نطرحه فيها كموضوع لو لم نرى أن فيه جانبا يستحق النظر كل ذلك بقصد تمييز النافع من الضار وليس لأننا نرفض كل ما هو غربي الصنع..[/b] لنا عودة إن شاء الله.. |
||||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc