عشت غريبا في وطني،فكيف الحال بمن يعيش في بلاد الغربة أصلا.

[الأصيــل]

موضوعك ليس بهاته السهولة كما تحاول أن تظهرها فالقضية ليست مشكلة العمل فحسب .. وإنما في الجو العام السائد
الحقرة بمعناها الشامل لا يقتصر على اانعدام الشغل ولو أنني أتتحفظ على اتهامك للشباب الجزائري بأنه يبحث عن عمل مريح
أسألك أين هو هذا العمل المتوفر مريح أو غير مريح حتى يشتغل الشباب ؟؟
ألا ترى مسابقات التوظيف تعلن عن 10 أو 20 او حتى 100 منصب شغل مقابل 10000 أو ما يفوق بالألاف من البطالين والمتقدمين للإمتحان
أالا تسمع عن المحسوبية " المعريفة " و..و..و.. ؟
ألا تسمع عن عدد المتخرجين من الجامعة وحتى منصب موظف في إطار تشغيل الشباب هو محروم منها لأنها لم تتجدد بعد هذا عدا عن الشباب المتخرج من التكوين المهني والمنقطعين عن الدراسة وغيرهم من الشباب الذي لم يكمل دراسته سواء متوسط او ثانوي ...
وحتى التجارة يلزمها ملف معقد يطالبونك بمحل وسجل تجاري يعجز اماامه معظم الشباب ..
وإذا ما اشتغلت عند الخواص فستتعرض حتما للإهانات المتكررة وإهدار للكرامة ولن تستطيع الإعتراض وإلا فمكانك الشارع هذا إن استطعت أن تظفر بالشغل .....
ردي هذا ليس إلا مقدمة لما أريد التعبير عنه كرأي شخصي ... ولا ألزم به أحدا
إحساسك بالغربة اقتصر على بعد المسافة والتي هي قريبة من مكان إقامتك الجديدة .. وزيارتك اسبوعيا .. للكن الغربة الحقيقية التي تدفع هؤلاء الناس لل "الحرقة " هي غربة وطن وانت بين أحضانه ... غربة أسرة كاملة داخل المجتمع .. غربة لها أسبابها المفتعلة.. غربة موحشة وأنت لا تسعد بمن حولك حتى لو كانت عائلتك وأصدقاؤك لأن الظروف مزقت أواصر الترابط الإجتماعي خاصة للذين يعانون العوز ...
إذن لا تلقي اللوم على من يبحث عن عالم يصون كرامته بالقانون قبل البحث عن لقمة العيش فحتى لو عمل هناك ممرضا فهو يعلم انه سيحيا على الأقل في جو يحترم إمكانيته ويأخذ أجره الذي يستحقه وقانونا يحميه أفضل من طبيب هنا مهضوم حقه .. وما إضرابهم في الأيام الفائتةة إلا دليل على ما أقوله .

.