الفتـــنة

[م.عبد الوهاب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله اعلم

الاخ الكريم، المهندس عبد الوهاب ..
لا ادري ان كان هناك مجال لاختلاف الراي،
ام ان ذلك .. سيفسد الود .. وقضيته؟
اخي الكريم، الثورات العربية .. دوافعها قهر الشعوب
سواء من ..
مكابدة تحصيل لقمة عيش كريمة .. في بلاد تنعم بثراء مسروق منهوب
سواء من ..
خدمات ومرافق سيئة ومتردية، في حين نظيرتها ..
في بلدان فقيرة وكافرة افضل منها لديك وبمراحل
سواء من ..
فوضى الحياة، .. وغياب الامن، .. وغياب حفظ الحقوق
وفساد المسؤولين .. وتفشي الرشوة واستغلال المناصب
سواء من ..
ظلم .. وغبن .. وضعف حيلة
هم لجاوا لشعار ديموقراطية البشر، لان ..
علماء الدين الافاضل .. ركنوا لرغد مناصبهم ومكانتهم الدنيوية
واخفقوا وقصروا في دورهم وواجباتهم الدينية
فلم يوعوا الشعوب، ولم يعملوا كانموذج للشعوب،
الى ان هناك ديموقراطية سماوية .. تفوق ديموقراطية البشر
ولم يحرص هؤلاء العلماء لاحقاق الحق ..
وهم يرون الفساد والظلم ومعاناة وقهر الضعيف
بل اكثر من ذلك، ..
اداروا ظهورهم لواقع وحال الامة .. ومصير الذلة والهوان الذي بلغ بها،
وتنطعوا على منابرهم للحديث في احكام الصلاة وفقه الحائض والنفساء
اخي الكريم،
هم لم يثوروا، تحديدا، للمطالبة بالديموقراطية
هم ثاروا لقهرهم ومعاناتهم
الديموقراطية، انما كانت الوسيلة المبرَرَة .. لبلوغ غايتهم
.. ، وإلا .. لو كانوا يعلمون، وباسهام حكومات متخلفة تعاقبت عليهم،
هم اكثر امية وجهلا .. من ان يكون خيار الديموقراطية الحل المناسب لتطبيقه عليهم
، تحياتي

أخي الكريم بارك الله فيك و نفع بكّ

إن كان فيه اختلاف بيننا فإنه لا يفسد نفسا مستيقنة بربّها عارفة لحاضرها و ماضيها تاركتاً مستقبلها بيد الله فخير المعرفة على وجه الارض هي العقيدة كما عرفها ابراهيم عليه السلام من غير كتاب و لا رسول و لا وحي يوحى إنما عرف العقيدة من تلقاء فمهمه لما يدور حوله و هو الذي استعمل عقله في فهم الامور لا قلبه و عاطفته .
أمّا الاختلاف الذي يكمن بيني و بينك أخي الكريم هو اختلاف عقائدي لنّ نتوصل الى فهم بعضنا البعض إلا إذا أنحزنا الى عقيدة واحدة و فهم واحد للسنة على فهم الصحابة رضوان الله عليهم و فهم التابعين ثمّ السلف الاخيار و العلماء الربّانيين الذين عاصرونا منهم من مات و منهم من ينتظر
لو عدّنا الى ما يقول العلماء الاكابر لوجدنا انهم متّفقين بالأجماع على عدم الخروج على ولي الامر مهما كانت صفته حتى ولو كان عبدا حبشيا مجدّع الاطراف و هذا دليل على السمع و الطاعة ، و حين يحدث هذا الامر سيكون مناقضاّ تماما لما تفضلت به اخي الفاضل فهما امران لا يستويان و هو مناقض للديمقراطية التي تساوي تجعل من الشعب هو الذي يولي الرئيس وفي نفس الوقت هو الذي يعزله ، فهذا اشبه ما يكون بقانون الغاب ، فديننا الاسلامي كامل و غير ناقص فقد اشتمل على كل الميادين و من ادّعي نقصانه فقد كفر على لسان اهل العلم جميعاً
وهذا هو دليل كلامي اعلاه و هو انني لا و لن نتوصل معك أخي إلى اتّفاق ما دمت غير مقتنع باحاديث رسول الله التي تعلن الولاء لولي الامر و هي اكثر من 100 حديث كلها تصبّ في وادي واحد و هي السمع و الطاعة

و هذا هو تلخيص كل تبعيات ما اودّ قوله اخي ، إلى ان نتّفق عقائديا حينها سنتّفق سياسياً و دينيا و اجتماعياً لانّه سيكون السبق بوضع أيدينا على موضع الجرح اولاً و هو (العقيـــدة)
بارك الله فيك اخي و جزاك الله خير