اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * أم محمد يوسف *
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أوّلا دعونا نكن حياديّين ولنحاول معالجة الموضوع والتطرّق له من جميع جوانبه
نعم المرأة غزت واكتسحت ميادين العمل بكثرة ، وهذا راجع لعدّة أسباب ، ومن المجحف بحقّها أن نجعلها شمّاعة نعلّق عليها لوحدها مشاكل البلاد والعباد .
كلّنا نعرف أنّ المرأة نشيطة وتقبل بأيّ وظيفة وإن كان مرتّبها زهيدا ، عكس الرّجل تراه بلا مستوى يذكر ومع ذلك يتشرَّط في الخدمة
النّساء مطلوبات بكثرة في الوظائف عكس الرّجال ، ومن البديهيّ لمن تبحث عن العمل وتجده أن تتمسّك به خصوصا إن كانت تحتاجه وراغبة فيه .
تقاعس بعض أشباه الرّجال عن قوامتهنّ إتّجاه المرأة ، للأسف البعض لا يستقبل حتّى أخته الأرملة أو المطلّقة ويرضى لها عيشة الذلّ والمهانة مع رجل زاني وسكّير ولا يخاف الله فيها ، فقط كي لا يتحمّل أعبائها هي وأبنائها حسب رأيه ، والأدهى والأمرّ حتّى بعض الآباء ولهم نفس التّفكير .
وحتّى أخته غير المتزوّجة لا يتذكّرها ولو بدينار واحد وتظهر قوامته عليها فقط في الأمر والنهي ولا يتذكّرها إلّا عندما يحتاج أمرا ما ، وهذا راجع للتّربية الخاطئة للذّكر عند بعض العائلات، تفضيل واضح للذّكر على حساب الأنثى في كلّ شيء ، بدءا من المعاملة إلى الإنفاق ، فيتولّد في نفس هاته الفتاة الرّغبة في الخروج عن سيطرة هذا المجتمع الذّكوريّ متى سنحت لها الفرصة ، فتتوجّه للعمل كي تصرف على نفسها في غياب تامّ لدور الأب والأخ في حياتها ، وحتّى الزّوج في حالات عدّة
طبعا هذا ليس مبرّرا لها لرفض الزّواج والتمسّك بالعمل ولكن يبقى القرار قرارها ، فالكثيرات لا يمثّل لهنّ العمل المرتّب فقط ، بقدر ما يمثّل كيانها وشخصيّتها ، فهو جزء منها لا تستطيع التخلّي عنه ، حتّى وإن كان قرارها خاطئا
وتبقى أسمى وظيفة للمرأة هي عملها في بيتها وتربيّة أولادها ، ولكن للأسف الواقع تغيّروأصبحت تحكمه عدّة ضروف ومعطيات بعضها يخدم المرأة والبعض لا .
كثيرات أعرفهنّ قارّات في بيوتهنّ لا عمل ولا دراسة ، ومع ذلك لا يُطْرَقُ بابهنّ ، في حين أخريات يعملن ويدرسن ويُطْرَقُ بابهنّ كثيرا
أمّا من عملت واشترت سيّارة وسكنا براتبها فهنيئا لها ، من الجيّد أن تكون للمرأة ذمّة ماليّة تنفعها مستقبلا ، ولا ضير في ذلك ، قريبتاي يعملان ويشترون الذّهب ومستلزماتهنّ ، ويساهمن مع أخوهم في ترميم البيت ، ويصرفن أحيانا من راتبهنّ على البيت ، في حين البعض من الشّباب ، يخبّأ راتبه ولا يصرفه إلّا على ثيابه وعطوره ، وهواتفه ، ويشتري لنفسه فقط الأكل ، وتطبخه له أخته ويأكل لوحده ، والبيت كلّه على عاتق الأب المريض .
صراحة هذا الموضوع شائك ومتشعّب وما أراه أنا صائبا قد لا يراه غيري كذلك وما أقبله أنا قد لا تقبله غيري .
الشّيء الذّي لا يختلف فيه إثنان ولا يتناطح فيه عنزان ، أنّ الزّواج راحة وسكينة واستقرار وستر وأمان للفتاة ، ولكن متى ما وجدت الشّخص الذّي يوفّر لها هاته الأمور ، ومع كثرة المشاكل والقصص التّي صارت تحدث ، صار الكلّ يتوجّس خيفة ويتوقّع الشرّ قبل حدوثه رجلا كان أو إمرأة ، رغم أنّنا يجب أن نتفائل ونحسن الظنّ بربّ العباد ، فاللّه تعالى يقول أنا عند ظنّ عبدي بي ، فليظنّ عبدي بي مايشاء
للأسف الفرق شاسع بين ماهو كائن ومايجب أن يكون ، لذا فالأولى أن يبدأ كلّ فرد بإصلاح نفسه وأهل بيته ، فالله تعالى لا يغيّر مابقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ، فأمور كهذه لا تحلّ برمشة عين ، أو بين ليلة وضحاها
أعتذر عن الإطالة فالموضوع كما ذكرت آنفا حساس ومتشعّب ويطول الحديث فيه ، وأقولها للمرّة الثّانية المرأة ليست الملامة الوحيدة ، رغم أني لست عاملة ولم أحلم يوما بالعمل ، كان هدفي دراسة الأدب العربيّ ولم يتسنّى لي ذلك لأسباب ، ولكنّ هذا لا يُخَوّلني صلاحيّة الحكم على العاملات فاللّه وحده أدرى بضروفهنّ ودواخلهنّ ، والرّجل أيضا ملام في كثير من الحالات ، لذا فلنعطي كلّ ذي حقّ حقّه كي لا يكون ما نخطّه هنا من حروف علينا يوما ما ، ونتحمّل وزرها ، والعياذ بالله
|
بارك الله فيك ام يوسف

رد كااااااااااامل كيما قالك الاخ أمير من كل الجوانب