![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
العضو المميز [[ المهاجر الى الله السُّلمي ]] معنا تحت المجهر
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | ||||
|
![]() اقتباس:
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مرحبا بك أخي ركان شكرا على كرمك و ثناءك و بعد : فبالرغم من قِدم الإنتساب فإن انتظام المشاركة قد حصل مؤخرا فقط كما قلت . ثم ، لا شك أن رحيل ثلة صالحة من كبار العلماء أمثال : ابن باز و الألباني و ابن عثيمين ، و الذين كان لهم وزن و ثقل في العالم الإسلامي ، ترك ثغرا عظيما في جسد الأمة ، و فقدُ العالِم الذي له مثل مكانتهم و هيبتهم ليسد هذه الثغرة ، كل هذا لا ريب يؤثر على الساحة الدعوية سلبا .... لكن ... عدم وجود من هو في مثل مقامهما ، لا يعني بالضرورة خلو الساحة من أهل الأهلية و رسوخ القدم في العلم ، و قد كان وجود هؤلاء العلماء الفحول حائلا دون الكثيرين من المتسلقين إلى الفتيا و تغيير و الأحكام ، خوفا من أن يجرحهم هؤلاء الفطاحل فيسقطون عند العام و الخاص لما عرفوا من حب عموم الناس لهؤلاء المشايخ ، ثم تبقى تبعات هذا السقوط متعلقة بأذيالهم طول أعمارهم . و أنت تعلم أنه لما حصلت فتنة الخليج و أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء فتواها بجواز الإستعانة بالكفار لوقف طغيان صدام حسين ، و اتخذ بعض الدعاة ذلك مطية للطعن فيهم و اسقاطهم بل اتهموا بالعمالة و الخيانة بل بالكفر ... و ظهرت مواقف لبعض الدعاة تعكس طبائعهم و نواياهم من إسقاط العلماء و تسلقهم لمقاماتهم و تأليبهم الرأي العام على ولاة أمورهم و تنقصهم للنهج السلفي و دعوة الإمام محمد ابن عبد الوهاب و ثنائهم على بعض رموز الخوارج و البدع ، بل ظهرت منهم حتى أخطاء و طوام في العقيدة . و تكلم فيهم العلماء الكبار و جرّحوهم و أمروا بعدم الأخذ عنهم و وصل الحال إلى فصل بعضهم ، فرجعوا إلى قواقعهم و انسلوا إلى جحورهم نظرا لتأثير ذلك عليهم على المدى البعيد . فأظهروا التوبة و الرجوع ، و كتبوا كتابات فصلوا فيها رجوعهم . و لما توفي هؤلاء عادت حليمة إلى عادتها القديمة و ظهر معهم أناس على شاكلتهم لم يتبين منهجهم إلا بعد وفاة الأئمة الأعلام . و هنا يجيء دور العلماء الذين لا يزالون على السير الأول و المنهج النبوي ، و الذين من أجل و ظائفهم سد الثغور في أوجه العابثين بهذ الدين ، فقل لي بربك : أيُحسب من جملة العلماء من يدعو إلى وحدة الأديان أو يقدم أو يثني على كتاب يتضمن ذلك . أيُحسب من جملة العلماء من يقول بأن الشيعة إخواننا و هم مكذوب عليهم و إيران هي التي تمثل الإسلام الحق اليوم . أيُحسب من جملة العلماء من يدعو إلى التظاهر و الهرج و المرج و القتل و الفتن و خراب الأوطان . أيُحسب من جملة العلماء من يدعو إلى عبادة القبور و الخوف من المقبور و لو ذهبت أعد لضاق المقام و ارتفعت الأرقام و على كل ما يُشاع في الأوساط من تخليطات و أراجيف و فتن في الساحة ، جاء أصلا من عدم اتباع عامة السلفيين للسبيل الذي يجب أن يتبع في أمثال هذه الحالات ، و لا أدل على ذلك من الحال التي يوجد عليها طلبة العلم و تلاميذهم و من قرب منهم فإنهم مضرب المثل في هذا الباب ، بعكس الأباعد الذين لا يدورون في فلك طلب العلم و لا يقفون بأبواب العلماء و لم يتأدبوا بآدابهم ، فإن مجالسهم لا يذكر فيها إلا مسائل الجرح و التعديل بأسلوب الشتم و التهويل و هذا قطعا غير مراد العلماء . و قد يظن البعض مثلا أن مجالس الشيخ ربيع ليس فيها إلا الجرح و القدح ، و هذا من أبين الغلط ، فمجالسه حفظه الله مجالس علم و وعظ و فوائد و شروحاته و محاضراته و رسائله و مجالسه تنضح بذلك ، و نصائحه و مقالاته و رسائله في الحث على المودة و الإئتلاف و نبذ الفرقة و الإختلاف مما اشتهر به الشيخ عند المنصفين و العارفين ، و الشانئون يُحملونه مسؤولية الفرقة و التشرذم الحاصل . لكن الذي يُحمل تلك المسؤولية هو الذي خرج عن النهج النبوي و السبيل السوي ، ثم دُعي إليه و نُصح و صُبر عليه فلم يرجع و أبى إلى المكابرة و العناد و هذه قصة توضح أن هذا الطريق مطروق منذ القدم فلم الشناعة على سالكيه الآن : قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»: «وقال أبو القاسم النصرأباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفي، فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر. وقال البرذعى : سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، بدع وضلالات، عليك بالأثر؛ فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة! فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة.. بلغكم أن مالكا أو الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة صنفوا كتبا في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم؛ يأتونا مرة بالمحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلى، ومرة بحاتم الأصم. ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع!» اهـ. ذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» في أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين في سيرة الإمام أحمد: «وقال إسماعيل بن إسحاق السراج قال لي أحمد بن حنبل: هل تستطيع أن تريني الحارث المحاسبي إذا جاء منزلك؟ فقلت: نعم، وفرحت بذلك، ثم ذهبت إلى الحارث؛ فقلت له: إني أحب أن تحضر الليلة عندي أنت وأصحابك. فقال: إنهم كثير؛ فأحضر لهم التمر والكسب. فلما كان بين العشاءين جاءوا وكان الإمام أحمد قد سبقهم؛ فجلس في غرفة بحيث يراهم ويسمع كلامهم ولا يرونه؛ فلما صلوا العشاء الآخرة لم يصلوا بعدها شيئا، بل جاءوا بين يدي الحارث سكوتا، مطرقي الرؤس، كأنما على رؤسهم الطير، حتى إذا كان قريبا من نصف الليل سأله رجل مسألة؛ فشرع الحارث يتكلم عليها وعلى ما يتعلق بها من الزهد والورع والوعظ؛ فجعل هذا يبكي؛ وهذا يئن وهذا يزعق. قال: فصعدت إلى الإمام أحمد إلى الغرفة؛ فإذا هو يبكي، حتى كاد يغشى عليه، ثم لم يزالوا كذلك حتى الصباح فلما أرادوا الانصراف قلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبدالله؟ فقال: ما رأيت أحدا يتكلم في الزهد مثل هذا الرجل، وما رأيت مثل هؤلاء!! ومع هذا؛ فلا أرى لك أن تجتمع بهم. هذا ما حضرني في هذه العجالة . و لولا إحسان الظن بك يا أخ ركان ، لما كان ما كان ، و لما رأيت هذا الجواب في هذا المكان و الله المستعان . |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
.............. |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc