السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد لاحظتم إخواني و أخواتي في تدخلات الأساتذة أن المشكل عام و ليس خاصا بقسم معين ، فهذه طبيعة الأطفال ، بعد مرور العطلة الصيفة ينسون أغلب المهارات المكتسبة في الموسم المنقضي .
ففي السنة الأولى يتعلمون الحروف و أصواتها و يقرؤون جملا و نصوصا قصيرة قراءة متصلة ، لكن مع الدخول في السنة الثانية يأتي أغلبهم و قد نسي وظائف الحركات و المد و هناك من ينسى الكثير من الحروف . و خلال الفصل الأول يسترجعون مكتسباتهم بعد فترة المراجعة التي يقوم بها المعلم ، ثم ينطلقون في اكتساب مهارات قرائية أخرى خلال الفصلين الثاني و الثالث كالاسترسال و القراءة التمثيلية و القراءة السرية و احترام علامات الترقيم ...
و في بداية السنة الثالثة يفقدون تلك المهارات مع الاحتفاظ بالأصوات و الحروف ، و هذا يتم معالجته بتقسيم النص إلى أجزاء و تناول كل جزء في حصة خاصة ، يتم فيها تكليف كل تلميذ بقراءة سطرين على الأكثر بداية بالمتمكنين ، مع الحرص على متابعة الجميع أثناء القراءة الفردية ، و متابعة المعلم عن قرب للمتعثرين و تعليمهم طريقة تهجئة الكلمات . بالأضافة لما أشار إليه أحد الزملاء من تحفيزات .
التلاميذ المتعثرون يكلفون بقراءة ثلاث أو أربع جمل فقط ، و سيستفيدون من قراءات زملائهم ، و طريقة التهجئة تكون كالتالي :
يقرأ كلمات الجملة كلمة كلمة ،و يقرأ كل كلمة صوتا صوتا ، و عند قراءة كل كلمات الجملة بالتهجئة يطالبه المعلم بإعادة قراءتها باسترسال "نسبيا" ، ثم يمر للجملة الثانية بنفس الطريقة و هكذا ...
أما تكليف التلاميذ بقراءة النص أو الفقرة في البيت فهذا لن يحل المشكل ، لأن الطفل فقد المهارة اللازمة ،سيقرأ بتسرع ... ينسى أصوات في كلمات ، يقدم و يؤخر الحروف، يزيد مدا لحرف غير ممدود و يحذف مدا من حرف ممدود إلى غير ذلك من الأخطاء الشائعة ، و إذا قرأ النص عدة مرات ستترسخ في ذهنه القراءة الخاطئة للكلمات يصعب تصحيحها في القسم . هذا ليس معناه لا نكلف التلاميذ بالقراءة و تحضير النص في البيت ، يجب تكليفهم بذلك من باب تعويدهم على العمل فقط ، و لا ننتظر منهم حل مشكل سوء القراءة .
و نفس الشيء يقال عن الخط ، إذا كلفنا التلاميذ بنسخ فقرات بغرض تحسين الخط فلن يحصل إلا الترسيخ للأخطاء و العادات السيئة التي يعانون منها ، لأنهم في هذه الحالة سيكتبون بالطريقة التي تعودوا عليها حسب معرفتهم لاتجهات الحروف ، و إذا كان النص المكتوب طويلا ستتعب عضلات أصابعهم الطرية و ستكون نتيجة الكتابة كارثة حقيقية ، فالخط مثل القراءة يتعلم الطفل مهاراته في القسم .
أرجو أني أتيت بالإضافة لموضوعكم الشيق ، و أتمنى أني لم أثقل عليكم بثرثرتي ، فأنا متقاعد لم تبق لي إلا الثرثرة هههههه .