اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboubilal
الكثير يردد التوحيد أولا لكن لم نر له ثانيا ولا ثالثا
بل إتخذ هذا شعارا لضرب كل حركة إصلاحية تريد إلى مضي قدما و الانتقال إلى ثانيا وثالثا
بعبارة أخرى نسي أن الاسلام دين شمولي يهتم بجميع مكونات الفرد والمجتمع و الفرد
ثم لو كان التوحيد أولا لماذا هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة و التوحيد دخل كل بيت فيها
كان أولى به حسب مبدأ"التوحيد أولا" أن يبقي في مكة فأهلها محتاجون لتوحيد أولا و كذلك كل القبائل العربية
الأخ المحترم ربما عليك قراءة السيرة النبوية
فقد هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة من مكة البلد الأوَّل للوحي وأحبّ البلاد إلى الله و إليه بإذن من الله سبحانه وتعالى
خرجَ صلى الله عليه وسلم بعد أن أقام بمكة ثلاث عشرة سنة يبلِّغ رسالةَ ربه ويدعو إليه على بصيرة فلم يجد من أكثر قريش وأكابرهم سوى الرفض
لدعوته والإعراض عنها والإيذاء الشديد له ولمَن آمن به
وهو مع ذلك صابرٌ محتسبٌ لأمر الله مؤمن بأنَّ العاقبة له
و أرادوا قتله صلى الله عليه وسلم .
بل كل معا
العلماء و الدعاةالذين لهم قدرة في ترسيخ العقائد و محاربة البدع فليعملوا لهذا الهدف
العلماء و الدعاةالذين لها قدرة في ترغيب الناس للعبادة فليعملوا لهذا الهدف
والعلماء و الدعاة الذين لهم قدرة في اقامة فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لو صدر من حاكم فليعملوا لهذا الهدف
و يجوالعلماء و الدعاة الذين لهم قدرة في تهذيب سلوك الناس و تربيتهم روحيا فليعملوا لهذا الهدف
و يجمعهم هدف أسمى واحد هو اصلاح المجتمع رعية و راعيا
أما لماذا العقيدة و بالأخص التوحيد أولا
لأن التوحيد هو أصل العقيدة الإسلامية ، وأساسها ، وشرط صحتها
ذلك بأنَّ التوحيد هو الذي أمر الله به الرسل جميعاًَ ؛ من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم
فقد قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
وقال سبحانه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاَّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون )
وما من نبي يبعث إلى قومه إلاَّ وهو يقول : ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٌ غـيره )
فعكس التوحيد الشرك
كمن يرى غريقا ينادي و يصيح و يستغيث النجدة
و أنت تطلب منه أن ينزع اولا خاتم الذهب الذي في يده لكون الذهب حرام
فذلك كمثل الذي يتخبط في الشرك والبدع و يدعوا اصحاب القبور ويذبح لهم
و انت تحدثه عن الأدب والاخلاق
فأكبر أدب وأكبر خلق هو التأدب والتخلق مع الله بتوحيده وعدم الشرك به أولا .
|
وكما سبق أن قلت لك
أن الإسلام كُل لا يتجزأ ، فوجوب الاهتمام بالعقيدة
لا يعني إهمال باقي الشرع من عبادات وسلوك ومعاملات وأخلاق
لكن يجب التركيز على الأهم ثم المهم دون إهمال باقي الشرع
و الامور والعلوم التي تنفع الناس في دنياهم و الموافقة للشرع