يقول فرعون لقومه (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ...........) الآية سورة غافر(29)
هذا هو نظام الحكم أو الأسلوب الإداري الذي كان يتبعه فرعون مع قومه الذين أوردهم النار وبيس الورد المورود
وبكل أسف هناك قلة من الإداريين يتبعون هذا الأسلوب
ويريد المدير من هذا النوع من كل العاملين معهم أن يتحركوا وفق رؤيته فقط
وما يراه هو الصحيح
ومالا يراه هو الخطأ
فهذا المدير هو مدير من الطراز الفرعوني
ومن صفات هذا الطراز أو النمط
1 - أن مارياه هو الصحيح فقط وما عداه خطأ في خطأ كسلفه فرعون الذي قال لأهل مصر
( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) سورة غافر (29)
في مقابل ذلك نرى في القرآن الكريم توجيه رباني كريم
قال تعالى
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ...............) الآية سورة آل عمران (159)
(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ................) الآية سورة الشورى (38)
-------------
2 - المدير الفرعوني يذّكر العاملين معه في أخطائهم كسلفه فرعون الذي يذكّر الآخرين بأخطائهم كما فعل مع موسى عليه السلام بأخطائه السابقة
(وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) الشعراء الآية (19)
في مقابل ذلك يذكرني موقف نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عند فتح مكة
كانت قريش تتوقع أن بها محمد عليه الصلاة والسلام انتقاما لما فعلوه بالمسلمين قبل الهجرة وبعدها
ولكنه قال لهم
(اذهبوا فأنتم الطلقاء )
3 - إذا ضاقت عليه الأمور ووقف حائرا وشعر انه لم يجد حلا
حينها يطلب مشورة الفريق الذي يعمل معه ويبدأ بتشكيل اللجان لكي يحملها المسؤولية
فقد فعلها فرعون عندما قال لقومه عندما أحرجه موسى عليه السلام بالآيات والبراهين
(يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) سورة الشعراء (35)
لاحظ الفرق !!
أولا لا أريكم إلا ما أرى >>> ثم ماذا تأمرون
وفي القرآن الكريم أمر الباري عز وجل نبيه الكريم بمشاورة صحابته
قال تعالى ; (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) سورة آل عمران (159)
ووصف المسلمين بقوله
(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) سورة الشورى (38)
هذا النمط موجود بكل أسف بيننا
فالمدير من هذا النمط
رأيه دائما صحيح وعلى الجميع (التمشي بموجبه )
ودائما يذكّر المعلمين بأخطائهم وتقصيرهم (حتى لو تحسنت مستوياتهم ونظامهم ) ليشعرهم بأنهم تحت رحمته بل ويبتزّهم به وإذا شعر هذا المدير بأنه اسقط في يده لجأ إلى تشكيل اللجان ليحملهم نتيجة الرأي أو التوصية
4 - هذا المدير الفرعوني يتصف بالقسوة على غيره ممن ينافسه أو يخالفه
كسلفه فرعون الذي نراه يقتّل أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم
وأيضا قسوته على السَحَرة عندما امنوا برب العالمين
(لأقطع أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصلبنكم أَجْمَعِينَ ) الأعراف (124)
وفي القرآن الكريم نرى كيف يأمر الله جل وعلا نبيه بالرحمة وعدم الفظاظة في التعامل
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ )آل عمران الآية (159)
ولكن هذا المدير الفرعون ان شاء الله قليل في مدارسنا وبين مشرفينا
في مقابل هذا النمط الإداري الفرعوني
نجد في تعاليم ديننا الحنيف من القرآن الكريم والسنة المطهرة ما يُغنينا ويُثري خبراتنا عن كل نمط وعلم حديث في نظريات الإدارة الحديثة
أخي المدير المسلم
من تتبع ؟
فرعون ونمطه المتسلط الذي يتصف بالغطرسة والغرور والكبرياء والقسوة
أم الهدي النبوي الذي يتصف بالرحمة والعفو وحسن التوجيه والشورى والتعاون
أخي المدير
لك الخيار
ولكن اعرف النتيجة
تحياتي
أعجبني ونقلته لفائدة الجميع