السلام عليكم
بارك الله فيك يا أم أنفال على الموضوع الرائع..
وصلت الطابق الثالث عشر ... فلمحت من فرجة بابه فتى في عز شبابه .. رأيته يشبهني مظهرا و لبسا ... يحمل في يديه كاميرا و ينتقل فيها من مشهد إلى مشهد و يتعجب ثم يتوقف ليتفكر ثم يواصل مشاهدتها و يستغرب ..
فلم أدرك ما يفعل و لم أعرف ما يشاهد و كم تتوقت لرؤية ما يشاهد .. لكني لم أستطع فهممت بالخروج .. فإذا به يتبعني .. فتوقفت فإذا به متوقفا ..فقفلت خارجا فإذا به يتبعني من جديد .. فتملكني الفضول و الوجل .. فعدت إلى البيت لأتكد من الفتى ..فإذا به عائدا أيضا ..
ففتحت الباب فإذا بي ببيت خال من أهله .. تملأ المرايا جدرانه .. فأدركت أني كنت أرى نفسي .. لم يكن إلا أنا يملؤني الفضول .. أتفرج على حياة الناس و مشاكلهم .. قأتعجب منها ثم أتفكر هنهية ثم أواصل مشاهدتي و تلصصي لأن الفضول يدفعني دفعا .. فأفقت من حلمي .. و أدركت أن لي حظا من كل طابق مررت عليه .. لكن طبيعة الإنسان البحث في عيوب غيره و نسيان عيبه فكنت كالذي يلوم الناس على لبس الحرير وهو يتوشح بالذهب ..
فهممت خارجا من عمارة الأوهام التي كشقت لي الحقائق .. فوجدت شخصا يدخل بابها يملؤه حب الإستكشاف مثلي .. فقلت له يا أخي لقد فاتك السبق الصحفي فإني قد زرت ثلاثة عشر طابقا ..فأجابني أن هيهات أن أعود إن كنت زرت الثلاثة عشر فمازال هناك البقية و سأبدؤها من الرابع عشر..
وواصل طريقه صعودا