اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم
ماذا يا أميرة الليالي البيضاء هل أنت وحدك فقط من يرى ويسمع ما في الواقع ؟؟
هل تحسبيننا عميا صما لا نرى ولا نسمع شيئا ؟ ألسنا مثلك نرى ونسمع ما في الواقع أيضا ؟ بل لعل كثيرا منا رأى وسمع أكثر مما رأيت وسمعت بل لعلنا رأينا وسمعنا ما لا يخطر لك على بال...
لكن رغم كل ما رأينا وسمعنا فلم نعط الحق لأنفسنا بتعميم الحكم على الناس بالفساد أو اتهامهم في نياتهم أو إساءة الظن بهم جميعا لأننا مثلما رأينا أهل الفساد فقد رأينا وعرفنا أهل الصلاح والحمد لله.
في الجامعة كنت أقيم في حي جامعي مختلط، وكل الأحياء الجامعية في بجاية مختلطة إلا واحدا كان للذكور فقط..
ليس الإختلاط في الدراسة فقط بل حتى في الإقامة الجامعية، يعني الذكور والبنات يبيتون جميعا في مكان واحد...
ولك أن تتخيلي ماذا يحدث عندما يجتمع الذكور والبنات وكلهم في سن المراهقة أو الزواج في مكان واحد وتنعدم الرقابة وينعدم الوازع الديني، ماذا تتوقعين أن يحدث وأي واقع تتخيلين أنه سينتج ؟؟؟
كل شيء كان مباحا ولا أحدا يحق له أن يتدخل في الحرية الشخصية للآخرين، لذلك أي طالب كان بإمكانه إن شاء أن يأخذ صديقته إلى غرفته ليقضي الليل معها، فقط عليه أن لا يزعج زملائه في الغرفة وعليه أن يستغل الفرصة عندما يكونون غائبين ليفعل ما يريد...
لكن في الحقيقة لم يكن أي واحد مضطرا لانتظار غياب زملائه كي يأخذ خليلته إلى غرفته وهو ليس بحاجة أصلا لأخذها للغرفة لأن الأجواء في الخارج كانت مهيئة لكل شيء...
المباني التي يقيم فيها الطلبة كانت لا تغلق أبدا، أما المباني التي تقيم فيها الطالبات فتغلق في حدود منتصف الليل..
رغم أن المطعم يفتح في المساء على السادسة ويغلق على الثامنة والنصف أو التاسعة على أكثر تقدير إلا أن مبنى الطالبات لا يغلق إلا عند منتصف الليل!!! لذلك فالطلبة والطالبات أمامهم متسع كاف من الوقت للإستمتاع بأمسياتهم....
ومن أراد أن يعبث مع خليلته عليه فقط أن يسرع ليحجز مكانا له تحت إحدى الأشجار أو خلف أحد الأحجار المنتشرة على طول محيط الإقامة من الداخل، ومن يتأخر قليلا فلن يجد له موطأ قدم لأن الأماكن يبدأ حجزها إبتداء من الرابعة مساء، والحقيقة أن هذه الأماكن يبدأ شغلها والتنواب عليها من الساعة السابعة صباحا (وقت فتح مبنى الطالبات) إلى غاية منتصف الليل (وقت إغلاق المبنى) أي أن هذه الأماكن لا تخلوا أبدا من زوارها لكن إبتداء من الرابعة مساء تبدأ كثافة العابثين والعابثات وتكثر أعدادهم لذلك من يتأخر قليلا فلن يجد لنفسه ولصاحبته مكانا ليعبثا فيه وعليهما إما :
أن ينتظرا مغادرة من فرغا من شغلهما لينوبا عنها في مكانهما...
أو عليهما أن ينزلا إللى الجامعة وهي قريبة من الإقامة لا تبعد عنها سوى ثلاثين أو أربعين مترا على أكثر تقدير وهي لا تغلق أبوابها إلا عند الحادية عشر ليلا من أجل طلاب التكوين المتواصل وكذلك من أجل الطلاب الذين يقصدون مركز الحساب من أجل الأنترنت أو قاعة المطالعة من أجل المراجعة، و هناك بإمكانها وبكل سهولة إيجاد مكان ليقضيا أمسيتهما فيه في ظلمة الليل تحت الأشجار أو خلف زوايا المباني والأسوار ..
وهناك من لا يأبه لكل هذا إطلاقا فبإمكانه أن يعبث مع صديقته في مكان يراه في الناس دون أي حرج (لا حيا في الدين !!)... يستحي ممن ؟؟
هناك شيء فقط على كل طالب أن لا يغفل عنه وهو أن يفرغ من شغله مع صديقته قبل منتصف الليل فكم من مرة رأيت أحدهم يتشاجر مع حارس المبنى ويطلب منه أن يفتح الباب كي ترجع صديقته إلى غرفتها فقد نسيا نفسهما إلى أن تجاوزت الساعة منتصف الليل وأغلق باب المبنى...
في الجامعة والإقامات الجامعية المختلطة رأيت كل أنواع المنكرات.. رأيت حتى من يعبث مع صديقته وصاحبه يصوره بكاميرا فوتوغرافية وكان هذا في وضح النهار... طالبات جزائريات يبعن أنفسهن بثمن بخس دراهم معدودة ..لمن ؟؟ للطلبة الأفارقة السود وما أكثرهم، جاؤوا من مالي، النيجر، التشاد، السنيغال، كوديفوار، وحتى من مدغشقر وجزر القمر وغيرها... وأنا على يقين تام بأن ولا أحد منهم كان يحلم بأنه سيجد بنات الجزائر على طبق من ذهب ليستمتع بهن وبدراهم معدودة فقط، لم يخطر هذا على بال أحدهم ولا في الأحلام لكنهم فعلوها واستمتعوا بالجزائريات كما يستمتع بهن العمال الصينيون الآن في مختلف مناطق الوطن...
الخلاصة يا أختي رأيت وسمعت أكثر وأعظم مما رأيت وسمعت أنت.. لكن مع هذا لم أسمح لنفسي أبدا بتعميم الحكم على الناس لأن أهل الخير والصلاح موجودين في كل مكان..
في نفس الجامعة والإقامة الجامعية رأيت أفضل الناس دينا وأخلاقا ذكورا وإناثا.. طلبة وطالبات ماشاء الله لم يسقطوا في فتن الشهوات ولم يدنوسوا أعراضم بقبيح الأفعال والموبقات، حافظوا على أخلاقهم وتمسكوا بدينهم وكانوا سببا في هداية الكثير من الناس، طلبة كنت أراهم ينتهكون حرمة رمضان جهارا نهارا فكدت لا أصدق عيناي لما رأيتهم في الصف الأول في المصلى وفي صلاة الفجر..
لقد من الله عليهم بتوبة والله يتوب على من يشاء...
طلبة عرفتم في المصلى لأنهم من رواده وهم من أهل الصلاح حدثني عنهم من يعرفهم بأنهم كانوا من مدمني الخمر لكن من الله عليهم بتوبة وهداهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ما عرفت الدين جيدا والمنهج السليم إلا في الجامعة لما تعرفت على المتدينين وكانوا أناسا طيبين جدا جدا...
كان في الحي الجامعي مصلى صغير جدا لا يتسع للمصلين فتطوع الطلبة من جهدهم ووقتهم وجمعوا الإعانات والمساعدات من هنا وهناك وبنوا مصلى أكبر من السابق بثلاث مرات لكنه للأسف لا يسع المصلين أيضا بسبب كثرتهم... فهل نقول عن هؤلاء الطلبة إن نواياهم سيئة وما بنوا المصلى إلى ليلتقوا بالطالبات فيه من أجل الزواج و...
طالبات كثيرات رغم صعوبة الموقف إلا أنهن حافظن على أخلاقهن وتمسكن بدينهن ولم ينحرفن مثلما انحرفت باقي الفتيات...
والخلاصة يا أختي لا يحق لنا على الإطلاق أن نعمم الحكم على الناس لأنه مثلما يوجد الفساد وأهله فيوجد الصلاح وأهله كذلك.. وتذكري دائما :
- ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)
- (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).
|
بارك الله فيك أخي عبد الرحيم على ردك الطيب والرائع والف شكر على كل كلمة
ومن اليوم وصاعدا سأكون متفائلة وأقول مازال في أمتي الخير والصلاح ....
إلا أنني سأتفاءل ليس من جنس التفاؤل الذي يقعد بصاحبه عن العمل بحجة أن لهذا الدين رباً يحميه،
كحال عبد المطلب يوم قال: للبيت رب يحميه! فللدين رب يحميه وهو ناصر دينه لا محالة، هذا صحيح،
لكنه عز وجل مبتلينا لينظر كيف نعمل لنصرة هذا الدين .
من اليوم وصاعدا ساقول ان لا توجد أمة مثل أمتي
فيها الخير
ارى التبرج واقول مازال يوجد الخير
أرى الفساد واقول مزال الخير في أمتي
لكن ياأخي عبد الرحيم ان وصل الداء لي ( أعوذ بالله ) فهناك قل :
مزال الخير في أميرة الليالي البيضاء
جزاك الله خيرا وألف شكر على ردودك الطيبة
وأحسن الله اليك ودمت في حفظ الرحمن
شكراااااااااااااااااا