أنتم تتناقشون في شيء ارجعو أولا الى فتواه
من كتاب هدية الى إبنتي
وقد سبق أن ذكرنا سبب خلق حواء وفي سورة الأعراف عود إلى ذلك مع التنبيه على مايتلو سكن الرجل إلى امرأته وهو غشيانها ويتلوه الحمل والإنجاب وهو الدور الذي هيئت له المرأة قال تعالى :هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به
خروج المرأة مفتاح الفساد :
وفي سورة هود تعرضت إحدى آياتها لشيء ترتب على خروج المرأة من بيتها وتعريضها نفسها للخلوة والاختلاط بالرجال الأجانب وهو ماصدر من بائع تمر أخذ قبلة من امرأة جاءت تشتري منه فأغراها بالدخول لدكانه ليتمكن مما أراد ثم ندم على ذلك وتاب ونزل قوله سبحانه : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات وفيها دلالة أيضا على فتنة الرجل بالمرأة وضعفه أمامها
الرجل سيد المرأة :ويأتي التعبير عن الزوج بالسيد في قوله سبحانه : وألفيا سيدها لدى الباب ليبين منزلة الرجل من امرأته ومايجب عليها أن تعامله به سواء في القول والفعل ، ويأتي مزيد بيان لذلك في فصل حقوق الزوج في القرآن الكريم .
كما أن السورة تتعرض لقضية أبناء الضرائر وسوف أرجىء الحديث عنها لكتاب خاص بالضرائر والتعامل بينهن ومعهن إن شاء الله تعالى .
المرأة خلقت لتكون أما :
وفي سورة الحج جاء تصوير هول يوم القيامة بأمرين يتعلقان بالمرأة وهما الرضاعة والحمل وتعلق الأم برضيعها أمر مشاهد وبدهي وفي ذلك اليوم تذهل كل أم عن رضيعها الذي أرضعته فكل يومئذ مشغول بنفسه وأمـا إسقاط الحامل لحملها فيكون عند شدة الفزع والهلع ، والمقصود بيان عظم زلزلة الساعة ويتضمن عظم تعلق الأم بطفلها وهذا ماننبه عليه الآن ويقرر الدور الذي خلقت له المرأة وهو النسل الذي لايتم إلا بالزواج وتهيئة السكن للزوج .
الخروج من البيت وطبيعة المرأة :
روى الترمذي وغيره عن ابن مسعود عن النبي : قال : إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ماتكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها , وقال ابن كثير : إسناده جيد .
وقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث رحمه الله : كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها .
وروى مسلم عن جابر أن رسول الله قال : إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ..... الحديث .
وروى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : احبسوا النساء في البيوت فإن النساء عورة وإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وقال لها : إنك لاتمرين بأحد إلا أعجب بك.
وعن أبي برزة أنه جاء فلم يجد أم ولده في البيت وقالوا : ذهبت إلى المسجد فلما جاءت صاح بها فقال : إن الله نهى النساء أن يخرجن وأمرهن يقرن في بيوتهن ولايتبعن جنازة ولايأتين مسجدا ولايشهدن جمعة .
يعني إلا إذا أمنت الفتنة ، لثبوت الإذن عن رسول الله في المساجد بشرط أن يخرجن وهن تفلات .
وروى ابن أبي شيبة عن عمر قال : استعينوا على النساء بالعري إن إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها الخروج .
وروي عنه أنه قال : عودوا نساءكم : لا .
وقد روي عن رسول الله قوله : أعروا النساء يلزمن الحجال .
يعني إذا قلت ثياب المرأة لزمت بيتها بل سريرها ذا الحجلة . أي الستارة .
وروي أن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت : أمرني الله أن أقر في بيتي فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت , قال محمد بن سيرين : فوالله ماخرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها .
قرار البيت للمرأة يعدل منزلة الجهاد للرجل :
وروى البزار عن أنس قال : جئن النساء إلى رسول الله فقلن : يارسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين ؟ فقال : من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين .
قال ابن العربي رحمه الله : لقد دخلت نيفا على ألف قرية فمارأيت نساء أصون عيالا ، وأعف نساء من نساء نابلس ، التي رمي بها الخليل في النار ، فإني أقمت فيها ، فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة ، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتليء المسجد منهن ، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن ، لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى .
وروي عن علي أنه قال : ألا تستحيون ألا تغارون يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال تنظر إليهم وينظرون إليها . ( )
وروي عن ابن عمر أن رسول الله قال : ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة ، إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي . ( )
وقال القرطبي : الشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة .
وقال الذهبي : فإن اضطرت للخروج لزيارة والديها وأقاربها .... مما لابد لها منه فتخرج بإذن زوجها غير متبرجة ، في ملحفة وسخة ، في ثياب بيتها ، وتغض طرفها في مشيتها ، وتنظر إلى الأرض ، لايمينا ولاشمالا ، فإن لم تفعل ذلك وإلا كانت عاصية