اقتباس:
ما زلت اذكرهم أولئك الذين تعودنا بعد ذلك أن نتحدث عنهم بالجملة. وكأنَّ الجمع في هذه الحالة بالذات، ليس اختصارا للذاكرة , وإنما لحقهم علينا .
لم يكونوا شهداء.. كان كل واحد منهم شهيدا على حده. كان هناك من استشهد في أول معركة, وكأنه جاء خصيصا للشهادة .
وهناك من سقط قبل زيارته المسروقة إلى أهله بيوم واحد, بعدما قضى عدة أسابيع في دراسة تفاصيلها, والإعداد لها .
وهناك من تزوج وعاد .. ليموت متزوجا .
وهناك من كان يحلم أن يعود يوما لكي يتزوج ... ولم يعد.
في الحروب, ليس الذين يموتون هم التعساء دائما, إنّ الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى, يتامى, ومعطوبي أحلام .
اكتشفت هذه الحقيقة باكراً، شهيداً بعد آخر، وقصة بعد أخرى..
واكتشفت في المناسبة نفسها، أنني ربما كنت الوحيد الذي لم يترك خلفه سوى قبر طريّ لأم ماتت مرضاً وقهراً، وأخٍ فريد يصغرني بسنوات، وأب مشغول بمطالب عروسه الصغيرة...
أحلام مستغانمي :ذاكرة الجسد
|
قال احد الحكماء:" إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم."
أما أنا فعجبت لرجل لا يقدر على صياغة جملة عربية صحيحة ,كيف يجرؤ و يتطاول على قامة من قامات الأدب العربي الحديث بشهادة جميع النقاد والأدباء.
ولتوضيح اللأمر أقول:
أولا: من المعروف اليوم أن الكاتبة أحلام مستغانمي قد سجّلت نفسها مع الأسماء الكبيرة في تاريخ الأدب, كيف لا وقد فاقت مبيعات ثلاثيتها المشهورة مبيعات نجيب محفوظ نفسه, وهو مالم يحدث مع أي أديب آخر لغاية يومنا هذا ,و لن تتأثر مكانتها الأدبية هذه بكلام حتى لوكان رزينا صادرا عن ناقد لامع ومن اهل الإختصاص فما بالك بكلمات لا تستقيم حروفها صادرة عن شخص نكرة هنا أو هناك.
ثانيا: وهو الأهم ,ان الإنسان العاقل عندما يعارض شخصا مثله فمن الديموقراطية أن يبدي رأيه بكل حرية موضحا موقفه بالدليل والبرهان وليس بكلمات مقتضبة مسروقة من عناوين الجرائد أو مجرد كليشيهات رسخت في ذهن فارغ على أساس انها حقائق من قبيل عبارة "اتجاه تغريبي " التي أصبحت الكلمة الـّسحرية على لسان من هب ودب لتشويه صورة المخالف في حالة العجز على نقد رأيه بالأدلة العلمية,أما ان عارض شخصا أعلى شأنا منه في تخصص معين ,فالموضوعية التي تعني عدم التسرع في اصدار الأحكام على المخالف و التحليل الجدّي والمتعمّق لنصوصه وأرائه قبل تقييمها كل هذا يقتضي منه الا يتخذ أي موقف والرجوع الى دراسات وأقوال اهل الميدان ...والا كان موقفه فارغا بل ومثيرا للضحك خاصة وان هناك اجماع كلي من النقاد على علو كعب كاتبتنا احلام مستغانمي في مجال الأدب, و الاجماع نادرا ما يحدث بينهم في هذا الشأن.
بامكانكم الرجوع الى بعض المقالات النقدية لنصوص أحلام مستغانمي على الروابط أدناه
https://kharabiesh.blogspot.com/2006/...g-post_03.html
https://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...E1%E3%E6%CA%29
https://afaitouri.maktoobblog.com/313...-%D8%A7%D9%84/
وفي الأخير أكرر ما قاله الروائي الجزائري البارز الطاهر وطار في شان كاتبتنا العظيمة
".. إنما الجزائر كلّها حُسدت في أحلام, كما تُحسد في خريطتها وفي شهدائها, وفي كلّ ما لديها حتى من أحزان.
إنّما المدرسة الجزائرية كلّها استهدفت.
إنما التعريب والكتابة الجيّدة باللغة العربيّة بالذات استهدفا.
يا قنّاصيّ البهجة من صدور أمّتكم, ومغتالي البسمة على شفاه إخوانكم, أكبروا قليلاً. فقط بعض الشيء".
الطاهر وطار –التبيين