**واحة.....الودّ والإخــــــــاء...** الواحــــة3 :الاخ..هــــــــادي حــــــــــــامد..

[هادي حامد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمر سراب

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،،،،
،،،
،،
كم أهواها مُلهِمتي..
وفي مُقلتَيِّ حروفِها،
أعانقُ سعادتي
فأتناسى العالمَ..
وأطعنُ وِحدتي
من غيرُها حبيبتي؟
فِلَسطينُ بلدُ الأصالةِ،
أمٌّ تعتلي عرشَ الصّمود،
بِصبرٍ شامخٍ لا تُذلّه قيود،
أمٌّ أنجبت رموزَ الشّهامةِ
أرواحٌ طاهرةٌ..
تهبُنا لِواءَ الحريّةِ
بِنصرٍ مُحقّقٍ من ربِّ العزّةِ
،،،

هي هديّتي لك أخي الفاضِل،
وممّا حضرني وأنا ألجُ رُكنَكم بهذه الواحة النقيّة نقاءَ سرائركم..

فاعذر بساطة كلِماتي التي تواردت دون تكلّف،
والتي أردتُها بصمةً شفّافة ترسمُ ما يختلِج قلبا يعشقُ فِلسطين حدَّ ما لا حدودَ له !
،،،،

أمّا سؤالي فأريدُ من خِلاله مُلامسة خيالِك،
فمالذي سيختلج فكرك ياتُرى إن ذكرت لك هذه الكلمات
" الوحدة، الحزن، الحريّة"
وتمنّيت قولبتها في فِكرةٍ نِتاجُها معنى يُفصِحُ عن صرخةِ عربيٍّ مُضطهدٍ تنتظر عيناه لمح شُعاعٍ بلونِ النّصر.

وبرأيِك كيف يكون الغضب إشارة لِنهارٍ باسِم ؟
،،،،

أخي "هادي" تقبّل مروري،
ولِشخصِك النّبيل فائِق التّقدير والاحتِرام.
حفِظك الله.

سعيد بهذه الهديّة الغالية من أخت تمتلك إحساسا أغلى ، فها أنا اليوم أمام لوحة فنّية أدبيّة راقية ، رسمت صورتها بألوان الحبّ والوفاء والعزّة والكبرياء ، وأمل كبير بالنّصر الآتي من عند الله ، فلك منّي عظيم الشكر والإمتنان على هذه المشاعر الوفيّة والنبيلة تجاه قدس الأقداس وفلسطين القضيّة المركزيّة للأمّة قاطبة .
أمّا فيما يختصّ بسؤالكم الكريم فأقول :
في الوقت اللذي نرى فيه العدوّ الصهيوني المجرم يجوب الأرض بعنجهيّته وبلطجته ويملأ جهات الكون الأربعة صلفا وغرورا وإستكبار ، والشّعب الفلسطيني المظلوم يقف لوحده أمام هذه المعادلة الوقحة وهذا الخلل الفاضح لموازين العدالة الإنسانيّة اللتي سمحت لهذا العبريّ المجرم أن يستلّ سكّينه القذرة ويواصل هوايته المسخة بذبح هذا الشّعب المسكين والمضطّهد دون خجل أو حياء ، وأمام مرأى ومسمع الجميع .
في ظلّ هذه الصورة الكئيبة والمكتظّة بصنوف الألم والمعاناة والحرمان والقتل والتّشريد والتجويع ، يقف الفلسطيني أمام هذا الواقع المرير ليصرخ في جميع أرجاء الكون الأربعة ... يا وحدنا ....يا وحدنا ، نداء بلا إجابة ، نداء تخلّفت عن سماعة آذان العرب قبل العجم ، آذان القريب قبل الغريب ، نعم نصرخ يا أمّة المليار يا وحدنا ، يا أمّة العرب يا وحدنا ، يا ضمير البشر يا وحدنا .
ولكن وعلى الرّغم من هذه الصورة البائسة وهذا الواقع المرّ اللذي نعيش فيه ، فلن يفتّ ذلك كلّه في عضدنا وإرادتنا وصمودنا وبقائنا على أرضنا ، بين سهولها وتلالها ووديانها ، في برّها وبحرها ، في بيوتاتنا ومخيماتنا الفقيرة ، في شوارعنا وأزقات الطّرق ... لن يفتّ في عضدنا تتابع قوافل الشّهداء والجرحى والأرامل والثّكالى في مواصلة الجهاد والمقاومة ، وسنبقى نحمل هذا المجد وهذا اللّواء إلى أن يتحقّق النّصر بإذن الله ، رغم هذا الظلم وهذا التآمر وهذا الموت الحاصل للضّمير الإنسانيّ ، لن نفقد الأمل ولن نسقط الرّاية ولن نتنازل عن حبّة تراب من فلسطين ، فلنا القدس ولنا حيفا ويافا والمجدل وكل فلسطين ، لنا البحر ولنا السهل ولنا الوادي ، لنا التّلال ولنا الجبال ، ولا شيئ لهذا العبريّ المجرم سوى الخيبة والخسران ، مهما طال الزّمن ، فسيرحل المحتلّ كما رحل الغزاة على مرّ التاريخ ، وستظل الأرض لأهلها وناسها ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
أمّا سؤالكم عن الغضب كيف يكون إشارة لنهار باسم ، فأعتقد أن الغضب بصفته سلوك شعوري ، فهو يحدث من شخص حيّ ، وأي ردة فعل يجب أن تأتي من جانب الأحياء ، فالأموات لا يمتلكون أي نوع من الفعل وردّات الفعل تجاه ما يحيطهم من أشياء ، ولذا من يمتلك القدرة على الغضب ، فهذا مدعاة للتّمرد والإنتفاض على حالة الظلم القائمة واللتي كانت سبب غضبته وإحساسه بالظلم ، ما يستدعي في نهاية المطاف والمواجهة الإنتصار على الظلم وبزوغ الفجر اللذي يؤذن بميلاد نهار باسم وجميل .
أرجو أن أكون قد وفّقت بالإجابة اللتي رغبتيها ، فإن لم يكن كذلك فالمعذرة على سوء الإستقبال منّي لمغزى السؤال ، تحيّاتي لك ، ودمتم بودّ وسعادة .