![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() الإشكال:هل المعرفة في أساسها تعود إلى الذهن أم أنها نابعة منالواقع؟
بعد تحليل المعرفة الإنسانية من مختلف النواحي من أبرز المشاكلالفلسفية التي استقطبت اهتمام الفلاسفة منذ القرن السابع عشر حتى اليوم , و نظريةالمعرفة عند الفيلسوف هي رأيه في تفسير المعرفة أيا كانت الحقيقية المعروفة , و قداختلف الفلاسفة لاختلاف مناهجهم في طريقة حصولنا على هذه المعرفة و التساؤل الذييطرح نفسه: هل المعرفة ممكنة للإنسان أو مستحيلة و إذا كانت ممكنة هل يعرف الإنسانكل شيء بدون استثناء أم أن قدرته نسبية ؟ أو بعبارة أصح هل المعرفة في أساسها تعودإلى الذهن أم أنها نابعة من الواقع و التجربة؟. يرى أنصار النظرية المثالية وعلى رأسها أفلاطون أن هناك عالمين ,عالم المثل و عالم الحس المحيط بنا, أو عالم الأشباح و الظلال؛أما الأول فهو العالم المعقول( العلوي ) و هو الذي ينطوي على المعرفة الحقة, ومنهفهي غير ممكنة إلا فيه , فالتصور الذي لدينا على الخير و العدل و السعادة و الفضيلةلا تمثل حقيقتها , و الوصول إليها أمر مثالي و يرى أفلاطون أيضا أن } النفس قبل أنتحل بالبدن كانت تعلم كل شيء لكنها بحلولها في الجسم نسيت أصلها الذي هو المثل{, ولهذا و ضع برنامج في أكاديميته و غايته أن تتذكر النفس ذاتها , لكنه اشترط على كلمن يرغب في هذه المعرفة أن يكون عارفا بالهندسة , أي يملك بعض مبادئ الاستدلال , كما يرى أن النفس لا تستطيع أن تبحث عن المعرفة إلا إذا احترقت حواجز البدن و تحررتمن قيوده و هذا لا يتم إلا بالتأمل كما عبر لنا أفلاطون عن هذا قائلا: (إذا كانتالنفس التي هبطت إلى هذا العالم قد نسيت علمها القديم , فإن وظيفتها خلال اقترانهابالبدن أن تطلب المعرفة , و من الواجب عن النفس الباحثة عن الحقيقة أن تمزق حجابالبدن أو تنجو من عبوديتها و أن تطهر ذاتها من كدورة المادة بالتأمل فإن الكدورة لاتتفق مع نقاوة الحقيقة ) , و هذا يعني أن معرفة المثل تحصل بالعقل لا بالتجربةالحسية ؛ فإنه لمن التناقض أن يطلب الحقيقة الثابتة بوسائل متغيرة خاصة أن المثللها طبيعة خالدة حتى و إن كانت الأشياء الخارجية تشترك معها في بعض الجوانب , وقدذهب على شاكلة هذا الطرح الفيلسوف باركلي حيث يقول: ( إن ما نذكره من الموضوعات هوالذي نستطيع أن نقر بوجوده و نحن لا ندرك إلا تصوراتنا الذهنية فالعقل هو الحقيقةالذي نصنع به وجود الأشياء) و معنى هذا أن المعرفة عقلية فكرية خالصة و تتأسس علىمبادئ فطرية توجد في بنية العقل الذي تصدر عنه معرفتنا بجميع الأشياء و لا وجودلشيء في غياب عقل لا يدركه .- لقد أثبت علم النفس في مجال دراسته للنمو العقليللطفل أن هذا الأخير لا يملك أي معرفة فطرية و لا أي أفكار من هذا النوع و كل ماهناك أنه يولد مزودا بخاصية الاكتساب (الاستعداد) الذي من خلاله يكتسب المعرفة والتدرج مع قدراته الذهنية بالإضافة إلى أن العلوم التجريبية أثبتت إمكانية المعرفةعن طريق الحواس و العقل معا فالقانون العلمي حقيقة اختبرت بالتجربة ثم بالتنبؤ وهذا دليل على صحته . و على عكس الرأي الأول نجد أنصار النظرية الواقعية و التيجاءت لتهدم أساس التصور المثالي للمعرفة فهم يرون بأن مظهر الشيء الخارجي هو حقيقةو هي الحقيقة التي تنطبع في أذهاننا و تنقلب إلى معرفة تامة , إذن معرفتنا للأشياءالخارجية حسب هذه النظرية مباشرة و لا سبيل لتحقيقها إلا الحواس الظاهرة و هذا ماأكد عليه توماس ريد الذي دافع بشدة عن نظرة الإنسان العادي للأشياء أي عن الموقفالطبيعي الذي يعتقد اعتقادا راسخا في وجود الأشياء , و لا يناقش هذا الوجود أصلا , و كذلك نجد من ذهب على شاكلة هذا الطرح و هو جون لوك (1632-1704) الذي يقول: (إنالطفل يولد صفحة بيضاء و لا يوجد في العقل إلا ما مر في الحواس بحيث تنتقل صورالمحسوسات و العقل يشكل منها صورا ذهنية) , و يرى دافيد هيوم أن فكرة العلة مكتسبةبفضل العادة فهي انطباع حسي وارد من التجربة فالعلة شيء سابق للآخر و مقترن بهفالعقل لا يمكنه إنشاء المعارف بالاعتماد على نفسه و كل الأفكار التي هي لدينا نسخمعنوية و الحقيقة معيارية و في هذا يقول لامبير: (ليس هناك شيء يفوق إحساساتنا فيعدم قابليته للجدل و هذا يكفي لإثبات أنها مبدأ معارفنا كلها). إذن المعرفة نجدأساها في الحدوس الحسية التي تتحول إلى معان عامة يستخدمها العقل في عملياتالتفكـــــــــير. هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد : بحيث أنه لا يمكننا أنننكر قدرة العقل في إنشاء المعارف ففي الرياضيات مثلا قفز العقل إلى المجموعاتالخالية و اللانهائية في الفلسفة و الموضوعات الميتافيزيقية و كل هذا لا يوجد مقابلله في الواقع ضف إلى ذلك أن الحقيقة ليست نسخة أو مطابقة للواقع بل الفكرة هي إنشاءجديد يقوم به الفكر , ضف أيضا إلى ذلك أن الحواس عاجزة عن الوصول إلى الخصائصالمكونة لجوهر الشيء بدليل أنها تخدعنا حتى في معرفة المظاهر كرؤية السراب … , كذابعد الأشياء و قربها عن العين (الرؤية) كرؤية الشمس , خدعة البصر مثلا نجدها قريبةجدا لكنها تبعد عنا بملايين الكيلومترات العقل مضاء التجربة و العكسصحيح. |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مساعدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc