إن العلماء صمام أمان الأمة!مسلسل الفاروق رضي الله عنه - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إن العلماء صمام أمان الأمة!مسلسل الفاروق رضي الله عنه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-29, 16:22   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحذير فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله ورعاه- من هذا المسلسل.


لقد حذر فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى ورعاه- في خطبته التي ألقاها في جامع الرضوان بالمدينة اليوم بعنوان «فضل الصحابة -رضي الله عنهم- وحقوقهم على الأمة» من مسلسل «الفاروق عمر بن الخطاب» الذي سيبث على بعض القنوات الفضائية الفاجرة خلال شهر رمضان المبارك، فقال فضيلته:
ثمة وقفة هاهنا -أيها المؤمنون- يجب التوقف عندها، ألا وهي: أنه بعد أيام يسيرة يحل علينا نحن المسلمين شهر فضيل، شهر الطاعات، شهر القربات والمسابقة إلى الخيرات، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، ومعلوم -أيها المؤمنون- أن الناس في مسابقتهم ومسارعتهم إلى الخيرات في هذا الشهر على ثلاثة أقسام: مستكثر، ومستقل، ومحروم -وإلى الله المشتكى-، وهذا الشهر يَجِدُّ فيه أهل الباطل لعرض باطلهم وصرف الناس عن المسابقة إلى الخيرات، والمسارعة بالطاعات، والبعد والابتعاد عن أسباب الشر، بل يجرونهم إلى الشر وأسبابه لحرصهم على نشر الغواية، فينشطون في ترويج الباطل والضلال والانحراف العقدي والسلوكي أشد النشاط، ولهم في ذلك صور متعددة، منها: ما تلفظه شاشات الفضائيات المسمومة المحمومة من أباطيل ومنكرات وانحرافات، حدث عنها ولا حرج، تلم عن غواية وعفر ونتن مقزز لكل شريف نبيل، تتسابق كلها في صرف الناس عن وجوه الخير، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
ومن المنكرات -أيها المؤمنون- ما يعرض في تلك الفضائيات التي لا همَّ لأصحابها إلا كسب المال والتشكيك والزعزعة في ثوابت أهل الحق، فمن ذلك: عرض الأفلام المتعلقة بشرفاء الأمة وفضلائها، ومن ذلك الصحابة الكرام -رضوان الله تعالى عليهم-، وهذه غواية وضلالة، لما يشتمل على ذلك من الكذب الصراح، وامتهان لمكانة الصحابة الأبرار، ومن ذلك إعلانهم الآثم الفاجر: إنتاج فيلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- الخليفة الراشد والإمام العادل، لقد هزلت حتى بدا من هزالها قلاها، وسامها كل مفلس، مع العلم بأنه قد صدرت فتاوى عدة عن جمع غفير كثير من علماء الأمة تحرم هذه الأفعال وتجرمها، ومنها ما صدر عن هيئة كبار العلماء، وعن اللجنة الدائمة للإفتاء في هذه البلاد المباركة، ومنها ما صدر عن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة في عام 1391هـ، وقد قرر المجلس بالإجماع: تحريم إخراج فيلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بما فيه من تمثيله -عليه الصلاة والسلام- بآلة التصوير -أي الكاميرا-، مشيرة إليه، وإلى موضعه، وإلى حركاته، وسائر شؤونه بالتحديد، وتمثيل بعض الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-، في مواقف عديدة ومشاهد مختلفة، وهذا محرم بالإجماع.
وقد قال إمام أهل السنة في هذا العصر شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز معلقاً على فتوى هيئة كبار العلماء وعلى قرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي -كما جاء في فتاويه (1 / 417)-، قال -رحمه الله-: «ولكل ما تقدم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبأصحابه -رضي الله عنهم-، وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما، يتصرفون فيها كيف شاءوا, ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك, ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- للاستهانة والسخرية, وجرح مشاعر المسلمين, فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور، وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك, كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه، وفي إبراز سيرته -صلى الله عليه وسلم- وسيرة أصحابه -رضي الله عنهم- بالطرق التي درج عليها المسلمون من عهده -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين جميعا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل, ولكل ما فيه تعظيم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام, والحذر من كل ما يفضي إلى التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك, إنه جواد كريم». اهـ
ثم اعلم -أيها المحب- { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.

ويمكنكم تحميل المادة الصوتية من موقع الشيخ الرسمي:









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-07-29, 16:25   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



تحريم مشاهدة المسلسل التاريخي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي سيعرض في شهر رمضان
الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-

تحميل المقطع الصوتي


تفريغ المقطع الصوتي:
أحسن الله إليكم يقول السائل: هل يجوز تمثيل الصحابة وهو الصحابي عمر -رضي الله عنه- في مسلسلات تاريخية ؟
الشيخ: هذا لا يجوز بالإجماع أجمع العلماء المعاصرون على تحريم ذلك وصدرت فيه قرارات قرارات هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية بتحريم تمثيل الصحابة -رضي الله عنهم- ورابطة العالم الإسلامي أجمعوا على نعم لكن (....) يحطون هذه المسلسلات يذيعونها (....) ولا عليهم من حلال ولاّ حرام نعم.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-29, 16:44   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حُكم التمثيل والأفلام الإسلامية -فتاوى لفضيلة الوالد الألبانيّ رحمه الله-
بسم الله الرحمٰن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ
فقد سُئل أبي رَحِمَهُ اللهُ وأَسْكَنَهُ الجَنَّةَ:
ما رأي فضيلتكم بمشاهدة الأفلام الإسلامية، وخصوصًا التي تَبْعَث الحماسَ الدِّينيَّ لدى بعض المسلمين، وخصوصًا منها فيلم (الرِّسالة)، لأن هٰذا الفيلم به أحداث لبداية انتشار الإسلام والدعوة، وإن كان جوابكم بعدم الجواز؛ أرجو بيانَ السببِ ورُدود الفعل.
أبي رَحِمَهُ اللهُ:
لقد أصاب السائلُ الهدفَ، حينما قال: (إذا كان جوابكم..) أيش قال؟
- إن كان جوابكم بعدم الجواز.
أبي رَحِمَهُ اللهُ:
"نعم، نقول: لا يجوز، لا يُشرَع في الإسلامِ تمثيليّات؛ لأسبابٍ كثيرة، منها:
أولًا: أن هٰذا طريقةُ الكُفّار، وطريقةُ الكُفّارِ تَلِيقُ بهم ولا تَلِيق بالمسلمين؛ ذٰلك لأنّ الكفّار يَشْعرون بأنهم بحاجةٍ إلىٰ حوافِز ودَوافِع تَدفعُهم إلى الخير، لا يَجدون عندهم شريعةً فيها ما عندنا -والحمدُ لله- مِن الخير، كما سمعتم آنفًا قولَه عَلَيْهِ السَّلامُ:
(ما تَركتُ شيئًا يُقرّبكم إلى الله)[1].
آيةٌ واحدة -فضلًا عن سُورة- تُغْني عن تمثيلياتٍ عديدة وكثيرة وكثيرة جدًا، إذا عُمِّمَتْ على المسلمين وفُسِّرَتْ لهم، فالمسلمون لَيسوا بحاجةٍ إلىٰ مِثل هٰذه الوسائل الحديثة، لا سيما وقد نَبَعَتْ مِن بلادِ الكفر الذين قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في حَقِّهم:
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، فأُمَّةٌ لا تُحرِّم ولا تُحلِّل؛ كيف نأخذ منها مناهجَها وثقافاتِها وطُرُقَها، ثم نأتي ونُطَبِّقُها علىٰ أنفسِنا؟!
لقد أَعْجَبَني مرة أنني سمعتُ محاضِرًا يقول: مَثَلُ المسلمين وتَقْليدهم لِلغَرْبيين كمَثَلِ شخصٍ بَدِينٍ يأخُذ ثَوبًا فُصِّلَ علىٰ إنسانٍ آخرَ نَحِيلٍ، فيُريد أن يَكتسيَ بهٰذا الثوب، فستكون النتيجةُ أنه لا يستطيع أن يعيش فيه، والعاقبة: أن يَتفتَّق هٰذا الثوب؛ لأنه ما فُصِّل علىٰ بدنه، والعكسُ بالعكس، فتلك الوسائل تَصْلُح لهم ولا تَصْلُح لنا؛ لأن عندنا خيرًا مِن ذٰلك، كما جاء في الحديثِ حديثِ جابر بن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: رأى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا صحيفةً في يدِ عمر بن الخطّاب، فقال له: ما هٰذه؟ قال: هٰذه صحيفةٌ مِن التوراة، كَتَبها لي رجل مِن اليهود، [فغضب] عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وقال: (أمتهوِّكُون أنتم كما تهوّكت اليهودُ والنصارى؟! والذي نفس محمدٍ بيده! لو كان موسى حيًّا لما وَسِعَه إلا اتِّباعي)[2]، لو كان موسى -وهو كليمُ الله- حيًّا؛ لَمَا وسعه إلَّا اتِّباع الرسول عَلَيْهِ السَّلامُ، فما بالكم اليوم نحن نكون أتْباعًا بل نكون أذْنابًا بكلِّ شيء يأتينا مِن زُخرُف أولٰئك الناس الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله! هٰذا سبب أنني لا أرى جوازَ التمثيليات هٰذه.
الأمر الثاني: هو أنه لا بد أن يَقعَ في هٰذه التمثيليات أمورٌ مَكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلاميّ أو في السيرة الأُولىٰ، وحينئذ؛ فهٰذا سببٌ آخر يَمْنَع مِن أن نقلِّد الأوروبيين فيما هم عليه مِن التمثيليات؛ لأنهم يعيشون علىٰ قاعدةٍ معروفة -ومع الأسف: بعضُ المسلمين يَنطلقون وارءها أيضًا! قاعدتُهم هي-: الغايةُ تُبَرِّر الوسيلة، (الغاية) هي مثلًا: أن يَكسبوا المال، أما الطريق؛ ليس مهمًّا هو حلال أو حرام! هٰذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريقَ الحلال والحرام، وقال: خُذوا ما حَلّ ودَعُوا ما حَرُم، فأولٰئك في تمثيلياتهم يُدخِلون ما لا حقيقة له إطلاقًا، فَجَرَينا نحن أيضًا علىٰ خُطاهم، مِصداقًا لقوله عَلَيْهِ السَّلامُ:
«لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا»[3] إلىٰ آخر الحديث.
ثالثًا وأخيرًا: قد يَدْخُل في التمثيليات مخالَفةٌ أخرىٰ وهي: تَشبُّه الرجالِ بالنساء، أو تشبُّه النساء بالرجال، أو اختلاط الرجال بالنساء، وكما يقال: أحلاهما مُرُّ! فكيف نَسْتجيز نحن مِثْلَ هٰذه التمثيليات؟!
مثلًا -صورة واضحة جيِّدًا بيِّنة تمامًا-:
يكون الرجلُ -سبحان الله!- يكون الرجلُ مُلْتحيًا -كما خَلَقَه الله-، لٰكنْ هو -اتِّباعًا لِعادات الكفارِ- يَحْلِق لِحْيتَه، فإذا وُضِع في دَورٍ يُمَثِّلُه، يُمَثِّل فيه مثلًا رجلًا من الصحابة؛ وضع لحيةً مستعارة، علىٰ طريقة اللوردات الإنجليز! فهو يُخادِع الناس، أوّلًا هو خِلقةً ذو لحية، فيعصي الله ويَحلقها، فإذا جاء دورُ التمثيل يتظاهر أمام الناس بأنه موفِّرٌ لِحْيَته! هٰذا أليس كذبًا؟! ومنه أن يكون هناك شاب لا لحيةَ له فتُوضَع له لحيةٌ مستعارة، وهٰكذا.
ولذٰلك إذا دُرستْ هٰذه التمثيليات؛ نَخْرُج بنتيجة: أنها لا تُشْرَع في دين الإسلام، وبخاصةٍ: إذا كانت متعلِّقةً بِرسالةِ الرسولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فهناك سيكون الكذب؛ هٰذا يُمَثِّل عمرَ بنَ الخطّاب! وهٰذه تمثِّل أختَ عمرَ بنِ الخطاب! وإلخ، كلُّ هٰذا زُورٌ في زُور، وما بُني علىٰ فاسدٍ فهو فاسد" اه.

وسئل أيضًا رَحِمَهُ اللهُ:
هل يجوز أن يمثّل أحدُ المسلمين دَورَ كافرٍ فيُقسِم باللات أو يشتم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ بحجّة التمثيل لِأحدِ مواقف السِّيرة؟
فأجاب:
"حتمًا لا يجوز هٰذا الأمرُ بأيِّ وجهٍ مِن الوجوه، بل لو كان السؤالُ: (هل يجوز التمثيل نفسُه) بدون هٰذا الكُفر؛ لَكان الجوابُ: لا يجوز، فكيف وفي السؤال أنه يَحكي الكفر؟! صحيح أنّ الأمر كما قال العلماء: إنّ ناقِلَ الكفر ليس بكافر؛ هٰذا الذي يَقُوم بوظيفة أو مهنة التمثيلِ لِكلامِ رجُلٍ كافر؛ ليس هناك ما يَضطره إلىٰ أن يَقُومَ بعمليةِ التمثيلِ هٰذه، وبالتالي ليتكلَّمَ بكلمة الكفر؛ لأن أصلَ قضيةِ التمثيل هٰذه في الواقع، ونأسف جدًا [انقطاع] تورَّط المسلمون فقلَّدوا الكفَّار الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم اللهُ ورسولُه، فتعاطَوا مهنةَ التمثيل تقليدًا منهم للكفار، دون أن يُراعُوا ما قد يترتّب مِن وراء القيام بمثل هٰذه المهنة مِن مخالَفات للشريعة الإسلامية، مِن التشبُّه بالكفار، مِن تشبُّه الرجال بالنساء، وربما مِن اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيليات، فكلُّ هٰذا لا يجوز في دِين الإسلام، أمّا أولٰئك المقلَّدون -أولٰئك الأُوربّيّون الذين نحن نقلِّدهم- فهم ليس عندهم شيءٌ اسمه حلال وحرام، ومِن هنا يظهر (داء)[4] غفلة المسلمين الذين يَلهثون ركضًا وراء الكافرين، دون أن يميّزوا الفَرْقَ بينهم -أي بين المسلمين- وبين أولٰئك الكافرين الذين يقلِّدونهم!" اه.



[1] - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلَّا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ»، رواه الحافظ الطبراني وصححه أبي رَحِمَهُمَا اللهُ؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1803).
[2] - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا؛ مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي» رواه الإمامُ أحمد في "مسنده" (3/ 387) وغيرُه، وقال الوالد رَحِمَهُ اللهُ: "فيه مُجَالِد بن سعيد، وهو ضعيف. ولٰكنّ الحديث حَسَنٌ عندي؛ لأن له طرُقًا كثيرة عند اللالكائي، والهروي، وغيرهما" اه مِن "هداية الرواة" (1/ 137)، ويُنظر "إرواء الغليل" (6/ 34 – 38).
[3] - "صحيح البخاري" (7320).
[4] - لم تتضح لي الكلمة.


سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانيةفي7/07/2012









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-29, 20:33   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه التمثيل:


شبهة المجيزين والجواب عنها

لا أعلم قائلاً بجواز ( التمثيل ) مطلقاً ، ومن أجازه حفه بشروط وضوابط ، وفي هذه الحال فللمجيز جوازاً مقيداً بشروط : شبَه أفضت به إلى القول بالجواز بشروطه .
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1- التمثيل ترفيه بريئ ، ولهو مُباح .


2- التمثيل هادف إلى : بث الوعي ، ومعالجة القضايا الأخلاقية ، والمشاكل الإجتماعية ، ، فهو : وسيلة تربوية .

3- التمثيل وسيلة إظهار لعظمة الإسلام ، ومجد عظمائه .

4- التمثيل من باب ضرب الأمثال بالمحسوسات وتقرير الحقائق ، والدلالة عليها . وفي القرآن والسنة من هذا شيئ كثير ، والله تعالى يقول : } وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{ الحشر/21 . قالوا : فهكذا التمثيل ، لإيضاح وتجسيد للغاية التي يُـقام من أجلها ، فحسنه حسن ، وقبيحه قبيح بحسب غايته .

5- قياسه على تمثيل جبريل - عليه السلام - لمريم في صورة بشر ، وكذا في مواضع أخر ، ولنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .

6- مادرج عليه جماعة من المؤلفين مثل الحريري في مقاماته ، وابن المقفع في كليلة ودمنة .

7- مزاولته لدى بعض المتقديم باسم ( خيال الظل ) .

والجواب عنها على ما يلي :

( 1) أما أن التمثيل ترفيه بريئ ولهو مباح ، فهذا لا يمكن قبوله ، لما رأيت في توجيه التحريم لذاته وموضوعه ، وآثاره ، فأنـّى له البراءة ، فضلاً عن الإباحة .

( 2) أما أنه وسيلة دينية لإظهار مجد الإسلام ، فإن ما يُؤدي إلى خدمة الدين مطلوب ، بشرط عدم الإحداث والإبتداع }وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً{ مريم / 64 ، والدعوة إلى الله توقيفية في وسيلتها ، وغايتها ، والوسيلة لا تبررها الغاية ، وهذه وسيلة تعبدية محدثة ، فسبيلها الرد ابتداء .
إضافة إلى ما يُحيط بها في موضوعها ونتائجها مما تقدم لك بيانه ، ينتج من هذا أنها وسيلة محدثة فهي رد ، والله أعلم .

( 3 ) وأما أنها وسيلة تربوية وهادفة .. فهذا مقدوح بما تقدم لك من علة التشـبه ، وما يمازجها من محاذير شرعية ، وكما أن قاعدة الشريعة منع التشبه ، فقاعدة الشريعة أيضاً دفع المفاسد وتقليلها ، وجلب المصالح وتكثيرها ، وقد علمت ما ينطوي عليه التمثيل هنا من مضامين يرفضها الشرع ، فسبيل هذه الوسيلة المنع ، والله أعلم .

( 4 ) وأما قياسه على ضرب الأمثال في الكتاب والسنة ، فهذا قياس مقدوح فيه بقيام الفارق بين المقيس والمقيس عليه ، إذ الأمثال قولية ، أما ( التمثيليات ) فهي فعليه تمارس بالذوات ، فكيف يُقاس هذا ، على هذا مع عدم تطابقهما ، فثبت فساد القياس ...
ثم إن ضرب الأمثال في القرآن الكريم قد تنوعت ، فضرب المثل بالأعمى والأصم ، وبالعنكبوت ، ورؤوس الشياطين ، والكلب ، والحمار ، والأنعام ، والعبد المملوك ، وهكذا .
فهل يقول المستدل على جواز التمثيل بضرب الأمثال ، بجواز تمثيل المسلم بدور الشياطين ، والكلاب ، والحمير ، والأنعام .
وهذا إلزام وارد ، على سبيل التنزل ، وإلا فأصل القياس غير سليم ، والله أعلم .

( 5 ) أما تمثيل جبريل - عليه السلام - في صورة دحية الكلبي وغيره ، فقياس فاسد لما يلي :
وهو أن القدرة على التشكل من خصائص عالم الغيب عن عالم الشهادة ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم تشكلاً حقيقياً ، كما في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية .
ففي القرآن ، أرسل الله تعالى جبريل إلى مريم في صورة بشـر }فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{ مريم / 17 .
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم في صورة بشر .
وجاء جبريل إلى نبينا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في صور وأشكال متعددة ، في صورة دحية الكلبي ، وفي صورة أعرابي ..
ومن إعطاء الله لهم القدرةعلى التشكل ما في قصة : الأقرع ، والأبرص ، والأعمى .
وقد أعطى الله الشياطين والجان القدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان .
ومنها : مجيئ الشيطان إلى المشركين يوم بدر في صورة سُراقة بن مالك .
كما تتشكل في صورة كلب .. أو حيات .
والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم .
فهذه تشكلات حقيقية أقدر الله عليها عالم الغيب من الملائكة الأبرار ، والشياطين والجن الأشرار ، واختصهم بها لعلة الإمتحان والإبتلاء والإختبار في بعضها . ولعلل وأحكام لا يعلمها إلا من قدرها . ولم تكن هذه التشكيلات الحقيقية لآدمي قط ، فهي قاصرة على محلها في ( عالم الغيب ) .
بناءاً على هذا ، فقياس ( عالم الشهادة ) على ( عالم الغيب ) في ذلك قياس فاسد ، لأنه قياس تشكل جزئي وهمي كاذب ، على تشكل كلي حقيقي صادق . ولأن العلة الجامعة قاصرة على محلها في عالم الغيب ، وتوفرها في طرفي القياس ركن في صحته ، وفقدانها هنا ظاهر ، فضلاً عن شرط تساويهما في الفرع والأصل ، لو وجدت ، فهي مفقودة أصلاً في النوع المقيس .
ولو اشتركا في العلة فشرطها أن تكون بوصف ظاهر ، وليست في عالم الغيب كذلك .
فنخلص من هذا أنه قياس فاسد لاختلال ركنه وشرطه ، والله أعلم .

5 – أما ما درج عليه بعض الأدباء في تأليف غريب اللغة بمقامات على لسان شخصيات وهمية متخيلة مثل ( مقامات الحريري ) وغيرها ، فهذا أيضاً من القياس الباطل ، الفاقد لشروطه ، المختل ركنه . إذ أنه مقدوح فيه ، وذلك بالفرقان بين المقيس والمقيس عليه . حيث أن الحريري في سياقته لمقاماته ، لم يتقمص شخصية معيّـنه ولا وهمية ، بخلاف التمثيل .
ثم هذا من باب القول لا من باب الفعل ، ثم هو من باب المحاورة والتعليم لا من باب التمثيل والتشبيه ، كالشأن فيما هو أبعد من ذلك ، كحديث تعليم جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام والإيمان والإحسان . وهكذا .
ثم أرونا أثراً واحداً مرفوضاً شرعاً يترتب على هذا .
وأما كليلة ودمنة ، فهو ليس من تأليف ابن المقفع المتوفي سنة 145هـ ، وإنما هو من ترجمته ، وحسبك أنه ابن المقفع الذي ليس له رواية في الإسلام مع تقادم عهده في صدر عصر الرواية .

وعلى كل حال فهذه الكتب :
مقامات الحريري ، وألف ليلة وليلة ، وسيرة عنترة ، جميعها من باب ضرب الأمثال ، لا من باب التمثيل . وقد ألمح إلى ذلك ابن حجر الهيثمي في " فتاويه " ونقله عنه الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 226 – 227 ) .

6 - وأما ما تقدم في تاريخ التمثيل من وجود لعب وحكايات في هذا كانت معروفة باسم ( خيال الظل ) ، فهذه وإن وُجدت في عصور متأخرة ، فهي منقطعة الإتصال بصدر هذه الأمة . ثم وجودها في طبقة الصعاليك والمترفـين ، وهؤلاء ليسوا بحجة على الدين .
ثم وجد من أنكرها من العلماء ، فاستجاب له الأمراء . والله أعلم .










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-29, 20:41   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاجتهاد لا يهدم القران والسنة
لا اجتهاد مع النص
الكذب حرام
مجي فاسق ليمثل دور صحابي لا يرضاه مسلم لنفسه
فكيف يرضاه للجيل القدوة
هل يرضى رجل أن يقوم ممثل بتمثيل شخصيته بغير إذنه
وهل تجيز أنظمة المسلمين والكفرة أن تمثل رجلا بغير إذنه
كيف والممثلون يقومون بحركات وكلام وسلوك لم يفعله الصحابي
[]
[]
وليس ممن يجيزون هذه الأعمال عالما واحدا
معروف باشتغاله بتعليم مصطلح الحديث
ومعروف باشتغاله بتصحيح وتضعيف الروايات
[]
فكيف إذا عرفت أن منهم من هو معروف بالفتوى بالرأي
ورد الدليل الصريح
بدعوى أن العمل بالدليل يفوت مصالح
!!
وأحيانا يرد النص الصحيح الصريح
باسم المقاصد الشرعية
!!!
[]
تسأل أحدهم
لماذا أفتيت بجواز نكص الحاجب
؟
يقول نمص الحاجب تزين من المرأة لزوجها
وهذه مصلحة
وقد جاء الدين بتحقيق المصالح
تسأله
اثبت لنا أن هذا جاء في الدين
أين النص الذي في الدين بما تقول
!؟!؟!
بل النص
لعن الله النامصات
يرد عليك بدليل عام
##<><><><><>##
تسأل اخر
لماذا أبحت القليل من الربا
؟!؟!؟
يقول
من مقاصد الشريعة تقوية المسلمين
وتقوية الاقتصاد تقوية للمسلمين
ولا يمكن العمل الاقتصادي اليوم بدون ربا
فندخل الربا ثم نطهر مالنا من الربا
#
وقول هذا مثل من يقول
أزني ثم أتوب
[]
[]
الذين يفتون بمصادمة الأدلة سماهم الصحابة أهل الرأي
يردون الأدلة بالرأي











رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 12:25   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
من هناك
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة

قال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه التمثيل:

شبهة المجيزين والجواب عنها

لا أعلم قائلاً بجواز ( التمثيل ) مطلقاً ، ومن أجازه حفه بشروط وضوابط ، وفي هذه الحال فللمجيز جوازاً مقيداً بشروط : شبَه أفضت به إلى القول بالجواز بشروطه .
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1- التمثيل ترفيه بريئ ، ولهو مُباح .


2- التمثيل هادف إلى : بث الوعي ، ومعالجة القضايا الأخلاقية ، والمشاكل الإجتماعية ، ، فهو : وسيلة تربوية .

3- التمثيل وسيلة إظهار لعظمة الإسلام ، ومجد عظمائه .

4- التمثيل من باب ضرب الأمثال بالمحسوسات وتقرير الحقائق ، والدلالة عليها . وفي القرآن والسنة من هذا شيئ كثير ، والله تعالى يقول : } وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{ الحشر/21 . قالوا : فهكذا التمثيل ، لإيضاح وتجسيد للغاية التي يُـقام من أجلها ، فحسنه حسن ، وقبيحه قبيح بحسب غايته .

5- قياسه على تمثيل جبريل - عليه السلام - لمريم في صورة بشر ، وكذا في مواضع أخر ، ولنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .

6- مادرج عليه جماعة من المؤلفين مثل الحريري في مقاماته ، وابن المقفع في كليلة ودمنة .

7- مزاولته لدى بعض المتقديم باسم ( خيال الظل ) .

والجواب عنها على ما يلي :

( 1) أما أن التمثيل ترفيه بريئ ولهو مباح ، فهذا لا يمكن قبوله ، لما رأيت في توجيه التحريم لذاته وموضوعه ، وآثاره ، فأنـّى له البراءة ، فضلاً عن الإباحة .

( 2) أما أنه وسيلة دينية لإظهار مجد الإسلام ، فإن ما يُؤدي إلى خدمة الدين مطلوب ، بشرط عدم الإحداث والإبتداع }وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً{ مريم / 64 ، والدعوة إلى الله توقيفية في وسيلتها ، وغايتها ، والوسيلة لا تبررها الغاية ، وهذه وسيلة تعبدية محدثة ، فسبيلها الرد ابتداء .
إضافة إلى ما يُحيط بها في موضوعها ونتائجها مما تقدم لك بيانه ، ينتج من هذا أنها وسيلة محدثة فهي رد ، والله أعلم .

( 3 ) وأما أنها وسيلة تربوية وهادفة .. فهذا مقدوح بما تقدم لك من علة التشـبه ، وما يمازجها من محاذير شرعية ، وكما أن قاعدة الشريعة منع التشبه ، فقاعدة الشريعة أيضاً دفع المفاسد وتقليلها ، وجلب المصالح وتكثيرها ، وقد علمت ما ينطوي عليه التمثيل هنا من مضامين يرفضها الشرع ، فسبيل هذه الوسيلة المنع ، والله أعلم .

( 4 ) وأما قياسه على ضرب الأمثال في الكتاب والسنة ، فهذا قياس مقدوح فيه بقيام الفارق بين المقيس والمقيس عليه ، إذ الأمثال قولية ، أما ( التمثيليات ) فهي فعليه تمارس بالذوات ، فكيف يُقاس هذا ، على هذا مع عدم تطابقهما ، فثبت فساد القياس ...
ثم إن ضرب الأمثال في القرآن الكريم قد تنوعت ، فضرب المثل بالأعمى والأصم ، وبالعنكبوت ، ورؤوس الشياطين ، والكلب ، والحمار ، والأنعام ، والعبد المملوك ، وهكذا .
فهل يقول المستدل على جواز التمثيل بضرب الأمثال ، بجواز تمثيل المسلم بدور الشياطين ، والكلاب ، والحمير ، والأنعام .
وهذا إلزام وارد ، على سبيل التنزل ، وإلا فأصل القياس غير سليم ، والله أعلم .

( 5 ) أما تمثيل جبريل - عليه السلام - في صورة دحية الكلبي وغيره ، فقياس فاسد لما يلي :
وهو أن القدرة على التشكل من خصائص عالم الغيب عن عالم الشهادة ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم تشكلاً حقيقياً ، كما في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية .
ففي القرآن ، أرسل الله تعالى جبريل إلى مريم في صورة بشـر }فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{ مريم / 17 .
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم في صورة بشر .
وجاء جبريل إلى نبينا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في صور وأشكال متعددة ، في صورة دحية الكلبي ، وفي صورة أعرابي ..
ومن إعطاء الله لهم القدرةعلى التشكل ما في قصة : الأقرع ، والأبرص ، والأعمى .
وقد أعطى الله الشياطين والجان القدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان .
ومنها : مجيئ الشيطان إلى المشركين يوم بدر في صورة سُراقة بن مالك .
كما تتشكل في صورة كلب .. أو حيات .
والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم .
فهذه تشكلات حقيقية أقدر الله عليها عالم الغيب من الملائكة الأبرار ، والشياطين والجن الأشرار ، واختصهم بها لعلة الإمتحان والإبتلاء والإختبار في بعضها . ولعلل وأحكام لا يعلمها إلا من قدرها . ولم تكن هذه التشكيلات الحقيقية لآدمي قط ، فهي قاصرة على محلها في ( عالم الغيب ) .
بناءاً على هذا ، فقياس ( عالم الشهادة ) على ( عالم الغيب ) في ذلك قياس فاسد ، لأنه قياس تشكل جزئي وهمي كاذب ، على تشكل كلي حقيقي صادق . ولأن العلة الجامعة قاصرة على محلها في عالم الغيب ، وتوفرها في طرفي القياس ركن في صحته ، وفقدانها هنا ظاهر ، فضلاً عن شرط تساويهما في الفرع والأصل ، لو وجدت ، فهي مفقودة أصلاً في النوع المقيس .
ولو اشتركا في العلة فشرطها أن تكون بوصف ظاهر ، وليست في عالم الغيب كذلك .
فنخلص من هذا أنه قياس فاسد لاختلال ركنه وشرطه ، والله أعلم .

5 – أما ما درج عليه بعض الأدباء في تأليف غريب اللغة بمقامات على لسان شخصيات وهمية متخيلة مثل ( مقامات الحريري ) وغيرها ، فهذا أيضاً من القياس الباطل ، الفاقد لشروطه ، المختل ركنه . إذ أنه مقدوح فيه ، وذلك بالفرقان بين المقيس والمقيس عليه . حيث أن الحريري في سياقته لمقاماته ، لم يتقمص شخصية معيّـنه ولا وهمية ، بخلاف التمثيل .
ثم هذا من باب القول لا من باب الفعل ، ثم هو من باب المحاورة والتعليم لا من باب التمثيل والتشبيه ، كالشأن فيما هو أبعد من ذلك ، كحديث تعليم جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام والإيمان والإحسان . وهكذا .
ثم أرونا أثراً واحداً مرفوضاً شرعاً يترتب على هذا .
وأما كليلة ودمنة ، فهو ليس من تأليف ابن المقفع المتوفي سنة 145هـ ، وإنما هو من ترجمته ، وحسبك أنه ابن المقفع الذي ليس له رواية في الإسلام مع تقادم عهده في صدر عصر الرواية .

وعلى كل حال فهذه الكتب :
مقامات الحريري ، وألف ليلة وليلة ، وسيرة عنترة ، جميعها من باب ضرب الأمثال ، لا من باب التمثيل . وقد ألمح إلى ذلك ابن حجر الهيثمي في " فتاويه " ونقله عنه الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 226 – 227 ) .

6 - وأما ما تقدم في تاريخ التمثيل من وجود لعب وحكايات في هذا كانت معروفة باسم ( خيال الظل ) ، فهذه وإن وُجدت في عصور متأخرة ، فهي منقطعة الإتصال بصدر هذه الأمة . ثم وجودها في طبقة الصعاليك والمترفـين ، وهؤلاء ليسوا بحجة على الدين .
ثم وجد من أنكرها من العلماء ، فاستجاب له الأمراء . والله أعلم .


اجتهادات فقط .....لا تعني ان من قال بعكس راي صاحبها ........حلال عرضه و يجب على الاخرين ان يضربوا برايه عرض الحائط


-----------

ومناقشة الامر لا يكون بهاته الطريقة (السلفية )


اذا ان التمثيل ....اضحى صناعة ..و السينما ...سلاح عالمي ..

و يجب ان يناقش على هذا الاساس ..و ليس كما جاء في الفتاوي و المواضيع ..من قياس التشكل و الترفيه و كليلة و دمنة !!









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 16:37   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عندي مداخلة بسيطة
انا لست ضد او مع هذا المسلسل
فكما نعلم هناك من اجازه وهناك من حرمه
لكن عندي سؤال ان كانت الفائدة فيه اكبر فلماذا لا يكون حلال
فمثلا فلم الرسالة حرم وشنت عليه حرب كبيرة وبعدما عرض اسلم اكثر من 30 الف شخص
كما ان الدراما و السينما وسيلة من وسائل العلم الحديث وانتشارها كبير جدا
وتحريمها واقصائها ليس حلا بل يجب استغلالها
فكما نعلم ان كثير من العلماء حرم التلفزيون في بدايته لكنهم سرعان ما ادركوا قوته وحجم تاثيره فاجازوه
فلماذا لا نستغل نحن السينما وننتج افلام وثائقية ليست شرط ان تكون دراما بل افلام وثائقية بظوابط وبلغات مختلفة لنعرف الناس بنا










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 17:16   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
عندي مداخلة بسيطة
انا لست ضد او مع هذا المسلسل
فكما نعلم هناك من اجازه وهناك من حرمه
لكن عندي سؤال ان كانت الفائدة فيه اكبر فلماذا لا يكون حلال
فمثلا فلم الرسالة حرم وشنت عليه حرب كبيرة وبعدما عرض اسلم اكثر من 30 الف شخص
كما ان الدراما و السينما وسيلة من وسائل العلم الحديث وانتشارها كبير جدا
وتحريمها واقصائها ليس حلا بل يجب استغلالها
فكما نعلم ان كثير من العلماء حرم التلفزيون في بدايته لكنهم سرعان ما ادركوا قوته وحجم تاثيره فاجازوه
فلماذا لا نستغل نحن السينما وننتج افلام وثائقية ليست شرط ان تكون دراما بل افلام وثائقية بظوابط وبلغات مختلفة لنعرف الناس بنا

اخي الكريم هناك من حلل؟ ومن هناك حرم ؟
انظر .. وفتاويهم ..اتقصد هؤلاء المشايخ .. اكبر دليل هؤلاء مشيخه تتبع ارضاء الناس وليس رب الناس .. يارجل تعب نفسك شوي وابحث عن فتاويهم المخجله الذي خالفو فيها الاجماع المسلمين .. ويطلعو علينا ويقول اختلاف واجتهاد ليس إلا ...
لايوجد عالم رباني أجاز المسلسل غير هؤلاء دائما يجيزون كل ما هو محرم كالغناء والموسيقى والخروج المحرم وتهييج الناس .. وووو..لاداعي لذكرها لاننا ذكرناها في عدة مناسبات ..هناك بين يدي الله تجتمع الخصوم ..
القاعده الشرعيه افتى في المسألة جمع غفير من جل علماء الربانيين في تحريم تجسيد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فلابد من يريد الحق ان يلتزم السمع والطاعه لأن الحكم الشرعي صدر في المسلسل وغيره من العبث..ان نغطي الشمس بالغربال هناك طرق كثيرة لايصال الحق لناس وسير هؤلاء وهي معروفة الكتب والمحاضرات ..وحتى القصاصين هناك بقصص موثوقة ورويات صادقة .. نصيحه لاخواني المسلمين لابد من كبح النفس وهواها خاصه في رمضان شهر القران والعباده..يا اخي لقد نقلت لك جل فتاوي العلماء الربانيين في التحريم ..لماذا الانسان يأخذ المسألة حسب هواه ومزاجه حينما تكون الفتوى لصالحه يكون مع العالم الرباني في مسائل عدة كما رأيت هنا في المنتدى حينما يشتد البلاء عن المرء او تضيق عليه ضائقة يلجأ لهؤلاء في المسائل المعقدة ..لم ارى هنا منذ عهدي في المنتدى ان سأل احدهم وأجابه ان العالم الفلاني قصدي الشيخ القرضاوي او سلمان عودة أو لجؤ لفتواهم في فتواهم لا تقلي هنا تعتيم على هؤلاء فكل المواضيع هنا لجل اقوال المشايخ من كل الطرفين الا المواضيع التهييجية والخالية من الردود العلمية بل جل الاعضاء بحاجة لهؤلاء العلماء الربانيين وفي فتاويهم الصادقة والنيرة التي مستمدة من الكتاب والسنة لايحيدون عن ذلك ..وقل ماتجد لهم هفوات مثل هؤلاء من طوام وزلات ...ولماذا عندما كان الجدل عن المسلسل ..البعض حاول ان يستميل الكفة لطرف الآخر مع أن قول العلماء الربانين واضح لا جدال فيه فمن أنا أجادلك في امر فصل فيه العلماء ليس بعد كلامهم وحججهم وادلتهم في تحريمه من شئ
لذا نقلت هذه الفتاوى ارجو ان تبحثو جيدا وتتتمعنوا فيها ولا تجعلوا التعصب نصب اعينكم ..الاسلام انتشر عبر الفتوحات وعبر الدعاة حينما كان شرع الله قائم وحينما كانت الشعوب لاتتقيد بالغرب وبمخلفاته بل بالتوحيد لاغيره لكن الان وللاسف هل فيلم الرسالة يجعل الاسلام عزيزا مكرما ويجعل الشعوب تحترمنا كما أسلافنا؟

الي راضي ومستمتع ومتلذذ برؤيته نحن لا نغصبه لكن الله يراه وربي هو حسيبه وهو عاصي ..

لكن عل الأقل لا تجهروووون بالمعصية يا جماعة الخير فالغيرة على صحابة واعراضهم رضوان الله عليهم من واجب المسلم

اما عن فيلم الرسالة والتمثيل اداور دينية ساعيد لك فتوى العلامة الالباني رحمه الله
حُكم التمثيل والأفلام الإسلامية -فتاوى لفضيلة الوالد الألبانيّ رحمه الله-
بسم الله الرحمٰن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ

فقد سُئل أبي رَحِمَهُ اللهُ وأَسْكَنَهُ الجَنَّةَ:

ما رأي فضيلتكم بمشاهدة الأفلام الإسلامية، وخصوصًا التي تَبْعَث الحماسَ الدِّينيَّ لدى بعض المسلمين، وخصوصًا منها فيلم (الرِّسالة)، لأن هٰذا الفيلم به أحداث لبداية انتشار الإسلام والدعوة، وإن كان جوابكم بعدم الجواز؛ أرجو بيانَ السببِ ورُدود الفعل.
أبي رَحِمَهُ اللهُ:

لقد أصاب السائلُ الهدفَ، حينما قال: (إذا كان جوابكم..) أيش قال؟

- إن كان جوابكم بعدم الجواز.

أبي رَحِمَهُ اللهُ:

"نعم، نقول: لا يجوز، لا يُشرَع في الإسلامِ تمثيليّات؛ لأسبابٍ كثيرة، منها:

أولًا: أن هٰذا طريقةُ الكُفّار، وطريقةُ الكُفّارِ تَلِيقُ بهم ولا تَلِيق بالمسلمين؛ ذٰلك لأنّ الكفّار يَشْعرون بأنهم بحاجةٍ إلىٰ حوافِز ودَوافِع تَدفعُهم إلى الخير، لا يَجدون عندهم شريعةً فيها ما عندنا -والحمدُ لله- مِن الخير، كما سمعتم آنفًا قولَه عَلَيْهِ السَّلامُ:

(ما تَركتُ شيئًا يُقرّبكم إلى الله)[1].

آيةٌ واحدة -فضلًا عن سُورة- تُغْني عن تمثيلياتٍ عديدة وكثيرة وكثيرة جدًا، إذا عُمِّمَتْ على المسلمين وفُسِّرَتْ لهم، فالمسلمون لَيسوا بحاجةٍ إلىٰ مِثل هٰذه الوسائل الحديثة، لا سيما وقد نَبَعَتْ مِن بلادِ الكفر الذين قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في حَقِّهم:

{قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، فأُمَّةٌ لا تُحرِّم ولا تُحلِّل؛ كيف نأخذ منها مناهجَها وثقافاتِها وطُرُقَها، ثم نأتي ونُطَبِّقُها علىٰ أنفسِنا؟!

لقد أَعْجَبَني مرة أنني سمعتُ محاضِرًا يقول: مَثَلُ المسلمين وتَقْليدهم لِلغَرْبيين كمَثَلِ شخصٍ بَدِينٍ يأخُذ ثَوبًا فُصِّلَ علىٰ إنسانٍ آخرَ نَحِيلٍ، فيُريد أن يَكتسيَ بهٰذا الثوب، فستكون النتيجةُ أنه لا يستطيع أن يعيش فيه، والعاقبة: أن يَتفتَّق هٰذا الثوب؛ لأنه ما فُصِّل علىٰ بدنه، والعكسُ بالعكس، فتلك الوسائل تَصْلُح لهم ولا تَصْلُح لنا؛ لأن عندنا خيرًا مِن ذٰلك، كما جاء في الحديثِ حديثِ جابر بن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: رأى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا صحيفةً في يدِ عمر بن الخطّاب، فقال له: ما هٰذه؟ قال: هٰذه صحيفةٌ مِن التوراة، كَتَبها لي رجل مِن اليهود، [فغضب] عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وقال: (أمتهوِّكُون أنتم كما تهوّكت اليهودُ والنصارى؟! والذي نفس محمدٍ بيده! لو كان موسى حيًّا لما وَسِعَه إلا اتِّباعي)[2]، لو كان موسى -وهو كليمُ الله- حيًّا؛ لَمَا وسعه إلَّا اتِّباع الرسول عَلَيْهِ السَّلامُ، فما بالكم اليوم نحن نكون أتْباعًا بل نكون أذْنابًا بكلِّ شيء يأتينا مِن زُخرُف أولٰئك الناس الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله! هٰذا سبب أنني لا أرى جوازَ التمثيليات هٰذه.

الأمر الثاني: هو أنه لا بد أن يَقعَ في هٰذه التمثيليات أمورٌ مَكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلاميّ أو في السيرة الأُولىٰ، وحينئذ؛ فهٰذا سببٌ آخر يَمْنَع مِن أن نقلِّد الأوروبيين فيما هم عليه مِن التمثيليات؛ لأنهم يعيشون علىٰ قاعدةٍ معروفة -ومع الأسف: بعضُ المسلمين يَنطلقون وارءها أيضًا! قاعدتُهم هي-: الغايةُ تُبَرِّر الوسيلة، (الغاية) هي مثلًا: أن يَكسبوا المال، أما الطريق؛ ليس مهمًّا هو حلال أو حرام! هٰذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريقَ الحلال والحرام، وقال: خُذوا ما حَلّ ودَعُوا ما حَرُم، فأولٰئك في تمثيلياتهم يُدخِلون ما لا حقيقة له إطلاقًا، فَجَرَينا نحن أيضًا علىٰ خُطاهم، مِصداقًا لقوله عَلَيْهِ السَّلامُ:

«لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا»[3] إلىٰ آخر الحديث.

ثالثًا وأخيرًا: قد يَدْخُل في التمثيليات مخالَفةٌ أخرىٰ وهي: تَشبُّه الرجالِ بالنساء، أو تشبُّه النساء بالرجال، أو اختلاط الرجال بالنساء، وكما يقال: أحلاهما مُرُّ! فكيف نَسْتجيز نحن مِثْلَ هٰذه التمثيليات؟!

مثلًا -صورة واضحة جيِّدًا بيِّنة تمامًا-:

يكون الرجلُ -سبحان الله!- يكون الرجلُ مُلْتحيًا -كما خَلَقَه الله-، لٰكنْ هو -اتِّباعًا لِعادات الكفارِ- يَحْلِق لِحْيتَه، فإذا وُضِع في دَورٍ يُمَثِّلُه، يُمَثِّل فيه مثلًا رجلًا من الصحابة؛ وضع لحيةً مستعارة، علىٰ طريقة اللوردات الإنجليز! فهو يُخادِع الناس، أوّلًا هو خِلقةً ذو لحية، فيعصي الله ويَحلقها، فإذا جاء دورُ التمثيل يتظاهر أمام الناس بأنه موفِّرٌ لِحْيَته! هٰذا أليس كذبًا؟! ومنه أن يكون هناك شاب لا لحيةَ له فتُوضَع له لحيةٌ مستعارة، وهٰكذا.

ولذٰلك إذا دُرستْ هٰذه التمثيليات؛ نَخْرُج بنتيجة: أنها لا تُشْرَع في دين الإسلام، وبخاصةٍ: إذا كانت متعلِّقةً بِرسالةِ الرسولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فهناك سيكون الكذب؛ هٰذا يُمَثِّل عمرَ بنَ الخطّاب! وهٰذه تمثِّل أختَ عمرَ بنِ الخطاب! وإلخ، كلُّ هٰذا زُورٌ في زُور، وما بُني علىٰ فاسدٍ فهو فاسد" اه.


وسئل أيضًا رَحِمَهُ اللهُ:

هل يجوز أن يمثّل أحدُ المسلمين دَورَ كافرٍ فيُقسِم باللات أو يشتم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ بحجّة التمثيل لِأحدِ مواقف السِّيرة؟

فأجاب:

"حتمًا لا يجوز هٰذا الأمرُ بأيِّ وجهٍ مِن الوجوه، بل لو كان السؤالُ: (هل يجوز التمثيل نفسُه) بدون هٰذا الكُفر؛ لَكان الجوابُ: لا يجوز، فكيف وفي السؤال أنه يَحكي الكفر؟! صحيح أنّ الأمر كما قال العلماء: إنّ ناقِلَ الكفر ليس بكافر؛ هٰذا الذي يَقُوم بوظيفة أو مهنة التمثيلِ لِكلامِ رجُلٍ كافر؛ ليس هناك ما يَضطره إلىٰ أن يَقُومَ بعمليةِ التمثيلِ هٰذه، وبالتالي ليتكلَّمَ بكلمة الكفر؛ لأن أصلَ قضيةِ التمثيل هٰذه في الواقع، ونأسف جدًا [انقطاع] تورَّط المسلمون فقلَّدوا الكفَّار الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم اللهُ ورسولُه، فتعاطَوا مهنةَ التمثيل تقليدًا منهم للكفار، دون أن يُراعُوا ما قد يترتّب مِن وراء القيام بمثل هٰذه المهنة مِن مخالَفات للشريعة الإسلامية، مِن التشبُّه بالكفار، مِن تشبُّه الرجال بالنساء، وربما مِن اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيليات، فكلُّ هٰذا لا يجوز في دِين الإسلام، أمّا أولٰئك المقلَّدون -أولٰئك الأُوربّيّون الذين نحن نقلِّدهم- فهم ليس عندهم شيءٌ اسمه حلال وحرام، ومِن هنا يظهر (داء)[4] غفلة المسلمين الذين يَلهثون ركضًا وراء الكافرين، دون أن يميّزوا الفَرْقَ بينهم -أي بين المسلمين- وبين أولٰئك الكافرين الذين يقلِّدونهم!" اه.




[1] - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلَّا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ»، رواه الحافظ الطبراني وصححه أبي رَحِمَهُمَا اللهُ؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1803).

[2] - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا؛ مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي» رواه الإمامُ أحمد في "مسنده" (3/ 387) وغيرُه، وقال الوالد رَحِمَهُ اللهُ: "فيه مُجَالِد بن سعيد، وهو ضعيف. ولٰكنّ الحديث حَسَنٌ عندي؛ لأن له طرُقًا كثيرة عند اللالكائي، والهروي، وغيرهما" اه مِن "هداية الرواة" (1/ 137)، ويُنظر "إرواء الغليل" (6/ 34 – 38).

[3] - "صحيح البخاري" (7320).

[4] - لم تتضح لي الكلمة.

سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانيةفي7/07/2012












رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 17:45   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فيديو جديد.العلامة/الفوزان.في حكم مسلسل عمرالفاروق

https://www.youtube.com/watch?v=XIVn_dVObuQ










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 17:50   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم كريم
رايك وراي ثلة من العلماء لا نملك الا احترامــــــــــــــه
ولكن هناك ثلة اخرى من العلماء اجازت ولها راي ويحترم
انت قلت انهم بفتاويهم يرضون الناس
وانا اقول لك
هناك من يفتي لارضاء العامـــــــــــة
وهناك من يفتي ليرضي الحكــــــــــام
وهناك من يفتي ليرضي الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 18:08   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[/quote]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
اخي الكريم كريم
رايك وراي ثلة من العلماء لا نملك الا احترامــــــــــــــه
ولكن هناك ثلة اخرى من العلماء اجازت ولها راي ويحترم
انت قلت انهم بفتاويهم يرضون الناس
وانا اقول لك
هناك من يفتي لارضاء العامـــــــــــة
وهناك من يفتي ليرضي الحكــــــــــام
وهناك من يفتي ليرضي الله

هنا قاعدة السلفي الذي لا يحيد عنها اخي الكريم

الحق لا يعرف بالرجال ولكن يعرف الرجال بالحق :
وهذه قاعدة عظيمة ، فلا تقل : هذا حق لأن فلانًا قاله ،
بل قل : لأن فلانًا على الحق الموافق للكتاب والسنة ،
فما قاله حق ، فاعرف الرجال بما يحملونه ويعتقدونه
من الحق ولا تعكس الأمر ، وما ظهر التعصب للأشخاص
إلا لمخالفة هذه القاعدة ، فمن الناس من يعتمد شيخًا
أو عالمًا فيتلقف منه كل أقواله معتقدًا أنها الحق الذي
لا يجوز تعديه وتحرم مخالفته ، فالحق ما وافق الدليل
من غير التفاتٍ إلى كثيرة المقبلين أو قلة المعارضين ،
ولو لم يكن على موافقة الدليل إلا أنت وحدك فأنت
على الحق ، فلا تغتر بكثرة القائلين ولا بكثرة النافرين
عن الحق فالحق لا يعرف بالكثرة ولا يعرف بالأعيان

الشبهات هي ما تعارضت فيها النصوص، فلا يُدرى هل هي حلال أو حرام؟ أو التي لم يرد نص فيها، فلا يعلم الإنسان هل هي حلال أو

حرام؟ فإذا اشتبهت على المسلم ولم يعرف فيها نصا، ولم يفته فيها عالم ، فالورع كل الورع أن يتركها؛ ليتقي ويستبرئ لعرضه ودينه.

والاستبراء للعرض والدين مأخوذ من البراءة أي: تتنظف من سمعة السوء ومن أن يُقدح في عرضك ودينك؛ لأن من قرب من حمى الله يوشك

أن يقع فيه.









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 18:16   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
سيرتا12
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

نسمع انه لكل مجتهد نصيب فهل يجزم احدنا ان مجتهد يؤخذ برايه والاخر هو اكيد غير صحيح ولايؤخذ برايه وهل عندنا ادوات التفريق بين العلماء ام نحن انفسنا علماء










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 18:37   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرتا12 مشاهدة المشاركة
نسمع انه لكل مجتهد نصيب فهل يجزم احدنا ان مجتهد يؤخذ برايه والاخر هو اكيد غير صحيح ولايؤخذ برايه وهل عندنا ادوات التفريق بين العلماء ام نحن انفسنا علماء
اخي الكريم

وأعجب من ذاك من يقلد عالما ظروفه تختلف في قلة الاشياخ ويجتهد في مسائل لايجرؤ عليها الا الافذاذليس الاجدر ان يرى نفسه بعين التقصير وان يتواضع لله تعالى فيضع نفسه موضعها ويحصل العلم على العلماء والاشياخ بدل الاكتفاء بشبهات والمحرمات وان كانت من مشايخ على شهرتهم و كثرتهم
.

ا









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 18:42   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
سيرتا12
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اذن المانعون على صواب والمجيزون على صواب فلم الخلاف في قضية خلافية بامتياز










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-30, 18:53   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرتا12 مشاهدة المشاركة
اذن المانعون على صواب والمجيزون على صواب فلم الخلاف في قضية خلافية بامتياز

جزى الله العلماء كل خير على ما بينوه لنا من الحق او ما يعتقدون انه الحق فهذا واجبهم اما واجبنا فهو التقليد لهم واتباعهم اذا لم نمتلك ادوات الفرز والتفضيل ولا نفرق بينهم حسب اهوائنا فكل يرى العالم من وجهة هو يعتقدها والاغلب يعتقد ان العالم خصوصا والمتدين عموما هو من يحرم كثيرا وينهى كثيرا وليس الدين التحريم مطلقا او التحليل مطلقا انما هو السير وراء الحق حيثما كان ومساحة العفو توجد بين اجتهاد هذا وذاك ولا احد يملك الحقيقة المطلقة ولا الرؤية الصائبة ولا النظرة الثاقبة فقد انتهى زمن الوحي منذ امد بعيد









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أمان, الأمة!مسلسل, الله, العملاء, الفاروق, سلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc