اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09
ما معنى قوله تعالى
((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) )) النحل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[النحل/25]
قوله تعالى ((ليحملوا أوزارهم)) قيل : هي لام كي، وهي متعلقة بما قبلها. وقيل : لام العاقبة، كقوله (( ليكون لهم عدوا وحزنا)) [القصص : 8]. أي قولهم في القرآن والنبي أدّاهم إلى أن حملوا أوزارهم؛ أي ذنوبهم. وقيل : هي لام الأمر، والمعنى التهدد. (( كاملة)) لم يتركوا منها شيئا لنكبة أصابتهم في الدنيا بكفرهم. ((ومن أوزار الذين يضلونهم)) قال مجاهد : يحملون وزر من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء. وفي الخبر (أيما داع دعا إلى ضلالة فاتُبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وأيما داع دعا إلى هدى فاتُبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء) خرجه مسلم بمعناه. و (( من)) للجنس لا للتبعيض؛ فدعاة الضلالة عليهم مثل أوزار من اتبعهم. وقوله (( بغير علم)) أي يضلون الخلق جهلا منهم بما يلزمهم من الآثام؛ إذ لو علموا لما أضلوا. (( ألا ساء ما يزرون)) أي بئس الوزر الذي يحملونه. ونظير هذه الآية (( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم)) [العنكبوت : 13] وقد تقدم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.