۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-01, 15:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما معنى قوله تعالى
(( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) )) النحل









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-03, 16:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
(( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) )) النحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/46]
((
أو يأخذهم في تقلبهم )) في أسفارهم للتجارة (( فما هم بمعجزين )) بفائتي العذاب .

[النحل/47]
(( أو يأخذهم على تخوف )) تنقص شيئاً فشيئاً حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول (( فإن ربكم لرءُوف رحيم )) حيث لم يعاجلهم بالعقوبة
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-07, 07:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

تفسير وبيان كلمات سورة النحل
الجزء الأول


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة النحل
مكية، وهي مائة وثمان وعشرون آية.
تسميتها:
سميت سورة النحل، لاشتمالها في الآيتين [68- 69]: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ على قصة النحل التي ألهمها اللّه امتصاص الأزهار والثمار، وتكوين العسل الذي فيه شفاء للناس، وتلك قصة عجيبة مثيرة للتفكير والتأمل في عجيب صنع اللّه تعالى، والاستدلال بهذا الصنع على وجود اللّه سبحانه.
وسميت أيضا سورة «النّعم» لتعداد نعم اللّه الكثيرة فيها على العباد «1».
ارتباطها بالسورة التي قبلها:
إن آخر سورة الحجر شديد الارتباط بأول هذه السورة، فإن قوله تعالى في آخر السورة السابقة: فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ يدل على إثبات الحشر يوم القيامة وسؤالهم عما فعلوه في الدنيا، وكذلك قوله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يدل على ذكر الموت، وكل من هاتين الآيتين ظاهر المناسبة لقوله هنا في أول السورة: أَتى أَمْرُ اللَّهِ إلا أنه في الحجر أتى بقوله:
يَأْتِيَكَ بلفظ المضارع، وهنا أَتى بلفظ الماضي لأن المراد بالماضي هنا: أنه بمنزلة الآتي الواقع، وإن كان منتظرا، لقرب وقوعه وتحقق مجيئه.
وكذلك ترتبط هذه السورة بسورة إبراهيم لأنه تعالى ذكر هناك فتنة الميت، وما يحصل عندها من الثبات أو الإضلال، وذكر هنا الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ [28، 32] وما يحصل عقب ذلك من النعيم أو العذاب. وذكر أيضا النعيم في سورة إبراهيم، وقال بعده: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [34] وكررت الآية نفسها هنا [18] وذكر هنا أنواع النّعم المختلفة.
ما اشتملت عليه السورة:
تضمنت هذه السورة الكلام على أصول العقيدة وهي الألوهية والوحدانية، والبعث والحشر والنشور، فبدأت بإثبات الحشر والبعث واقتراب الساعة ودنوها، معبرا تعالى بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع قطعا، مثل قوله تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ، وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [الأنبياء 21/ 1] وقوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر 54/ 1] وكل ذلك يدل على أن إخبار اللّه تعالى في الماضي والمستقبل سواء لأنه آت لا محالة.
ثم أثبتت الوحي الذي كان ينكره المشركون كما أنكروا البعث، وأنهم كانوا يستعجلون الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأتيهم العذاب الذي هددهم به.
ثم تحدثت السورة عن أدلة القدرة الإلهية في هذا الكون الدالة على وحدانية اللّه من خلق السموات والأرض، وما فيهما من كواكب ونجوم، وجبال وبحار، وسهول ووديان، ومياه وأنهار، ونباتات وحيوانات، وأسماك ولآلئ بحرية وبواخر تجري في البحر، ورياح لواقح ومسيرة للفلك، ودعت إلى التأمل في منافع المطر والأنعام وثمرات النخيل والأعناب، ومهمة النحل، وخلق الإنسان ثم إماتته، والمفاضلة بين الناس في الرزق، وطيران الطيور، وتهيئة المساكن، وغير ذلك.
وأوضحت السورة نعم اللّه تعالى الكثيرة المتتابعة، وذكّرت الناس بنتيجة الكفر بها، وعدم القيام بشكرها، وإعداد أبواب جهنم للكفار خالدين فيها، وإعداد جنات عدن للمتقين الذين أحسنوا العمل في الدنيا. وأبانت فضل اللّه سبحانه بإرسال الرسل في كل الأمم، وحصرت مهمتهم الموحدة بالأمر بعبادة اللّه واجتناب الطاغوت.
وأبانت السورة مهمة خطيرة للأنبياء في عالم القيامة وهي الشهادة على الأمم بإبلاغهم الدعوة الحقة إلى دين اللّه، وعدم الإذن للكافرين في الكلام، ورفض قبول أعذارهم.
ثم ذكر تعالى أجمع آية في القرآن وهي قوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ .. [90] وأعقبها بالأمر بالوفاء بالعهود والوعود، وتحريم نقضها، وتعظيم شروطها وبنودها، وعدم اتخاذ الأيمان الداخلة في العهود والمواثيق وسيلة للخداع والمكر.
ثم أمر اللّه تعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن، والتصريح بانعدام سلطانه وتأثيره على المؤمنين المتقين المتوكلين على ربهم، وبيان أن سلطانه على المشركين.
وأوضح سبحانه أن هذا القرآن نزل به روح القدس على قلب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فهو كلام اللّه، لا كلام بشر عربي أو أعجمي.
وفي السورة ضرب الأمثال لإثبات التوحيد ودحض الشرك والأنداد من دون اللّه والكفر بأنعم اللّه، ورفع الحرج عمن نطق بالكفر كرها، وقلبه مطمئن بالإيمان، وإعطاء كل نفس حق الدفاع عن نفسها يوم القيامة، وجزاء كل إنسان بما عمل.
وفي أواخر السورة عقب الحديث عن الأنعام بيان ما حرمه اللّه منها، وزجر العلماء عن الإفتاء بالتحريم أو بالتحليل دون دليل، ومقارنة ذلك بما حرمه تعالى على اليهود بسبب ظلمهم.
ثم ختمت السورة بمدح إبراهيم بسبب ثباته على التوحيد الخالص، وأمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم باتباع ملته، ثم أمره بالدعوة إلى اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وقصره العقاب على المثل دون تجاوز ذلك، والأمر بالصبر على المصائب والأحزان، والاعتماد على عون اللّه للمتقين المحسنين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[النحل/01]
لما استبطأ المشركون العذاب نزل: (( أتى أمر الله )) أي الساعة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب (( فلا تستعجلوه )) تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة (( سبحانه )) تنزيهاً له (( وتعالى عما يشركون )) به غيره
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/05]
((
لكم فيها دفء)) . وفي الحديث "لنا من دفئهم ما سلموا بالميثاق". والدفء أيضا السخونة، تقول منه : دفئ الرجل دفاءة مثل كره كراهة. وكذلك دفئ دفأ مثل ظمئ ظمأ. والاسم الدفء بالكسر وهو الشيء الذي يدفئك، والجمع الأدفاء. تقول : ما عليه دفء؛ لأنه اسم. ولا تقول : ما عليك دفاءة؛ لأنه مصدر. وتقول : اقعد في دفء هذا الحائط أي ركنه. ورجل دفئ على فعل إذا لبس ما يدفئه. وكذلك رجل دفآن وامرأة دفأى. وقد أدفأه الثوب وتدفأ هو بالثوب واستدفأ به، وأدفأ به وهو افتعل؛ أي ما لبس ما يدفئه. ودفؤت ليلتنا، ويوم دفيء على فعيل وليلة دفيئة، وكذلك الثوب والبيت. والمدفئة الإبل الكثيرة؛ لأن بعضها يدفئ بعضا بأنفاسها.
[النحل/06]
.
الجمال ما يتجمل به ويتزين. والجمال : الحسن. وقد جمُل الرجل - بالضم - جمالا فهو جميل، والمرأة جميلة، وجملاء أيضا؛ عن الكسائي. وأنشد : فهي جملاء كبدر طالع ** بذَّت الخلق جميعا بالجمال وقول أبي ذؤيب : جمالَك أيها القلب القريح يريد : الزم تجملك وحياءك ولا تجزع جزعا قبيحا. قال علماؤنا : فالجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة، ويكون في الأفعال. فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر ويلقيه إلى القلب متلائما، فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا نسبته لأحد من البشر. وأما جمال الأخلاق فكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة والعدل والعفة، وكظم الغيظ وإرادة الخير لكل أحد. وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لمصالح الخلق وقاضية لجلب المنافع فيهم وصرف الشر عنهم. وجمال الأنعام والدواب من جمال الخلقة، وهو مرئي بالأبصار موافق للبصائر. ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها هذه نعم فلان؛ قاله السدي. ولأنها إذا راحت توفر حسنها وعظم شأنها وتعلقت القلوب بها؛ لأنها إذ ذاك أعظم ما تكون أسمنة وضروعا؛ قاله قتادة. ولهذا المعنى قدم الرواح على السراح لتكامل درها وسرور النفس بها إذ ذاك. والله أعلم. وروى أشهب عن مالك قال : يقول الله عز وجل (( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون)) وذلك في المواشي حين تروح إلى المرعى وتسرح عليه. والرواح رجوعها بالعشي من المرعى، والسراح بالغداة؛ تقول : سرحت الإبل أسرحها سرحا وسروحا إذا غدوت بها إلى المرعى فخليتها، وسرحت هي. المتعدي واللازم واحد.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/08]
((
وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))
وجعل الحق سبحانه البُراق خادماً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل بساط الريح خادماً لسليمان عليه السلام، وإذا كانت مثل تلك المُعْجزات قد حدثتْ لأنبياء؛ فقد هدى البشر إلى أنْ يبتكروا من وسائل المواصلات الكثير من عربات تجرُّها الجِيَاد إلى سيارات وقطارات وطائرات.وما زال العلم يُطوِّر من تلك الوسائل، ورغم ذلك فهناك مَنْ يقتني الخيْل ويُربّيها ويُروِّضها ويجريّها لجمال منظرها.

وإذا كانت تلك الوسائلُ من المواصلات التي كانت تحمل عنَّا الأثقال؛ وتلك المُخْترعات التي هدانا الله إياها؛ فما بالُنَا بالمواصلات في الآخرة؟ لا بد أن هناك وسائلَ تناسب في رفاهيتها ما في الآخرة من متاعٍ غير موجود في الدنيا؛ ولذلك يقول في الآية التالية: (( وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ السبيل))
خواطر الإمام الشعراوي رحمه الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/09]
.
قوله تعالى (( وعلى الله قصد السبيل)) أي على الله بيان قصد السبيل، فحذف المضاف وهو البيان. والسبيل : السلام، أي على الله بيانه بالرسل والحجج والبراهين. وقصد السبيل : استعانة الطريق؛ يقال : طريق قاصد أي يؤدي إلى المطلوب. (( ومنها جائر)) أي ومن السبيل جائر؛ أي عادل عن الحق فلا يهتدى به؛ ومنه قول امرئ القيس :
ومن الطريقة جائر وهدى *** قصد السبيل ومنه ذو دخل
وقال طرفة :
عدولية أو من سفين ابن يامن *** يجور بها الملاح طورا ويهتدي العدولية: سفينة منسوبة إلى عَدَوْلَي قرية بالبحرين. والعدولي : الملاح؛ قاله في الصحاح. وفي التنزيل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل)) [الأنعام : 153]. وقيل : المعنى ومنهم جائر عن سبيل الحق، أي عادل عنه فلا يهتدى إليه. وفيهم قولان : أحدهما : أنهم أهل الأهواء المختلفة؛ قاله ابن عباس. الثاني : ملل الكفر من اليهودية والمجوسية والنصرانية. وفي مصحف عبدالله (( ومنكم جائر)) وكذا قرأ علي (( ومنكم)) بالكاف. وقيل : المعنى وعنها جائر؛ أي عن السبيل. فـ ((من)) بمعنى عن. وقال ابن عباس : أي من أراد الله أن يهديه سهل له طريق الإيمان، ومن أراد أن يضله ثقل عليه الإيمان وفروعه. وقيل : معنى (( قصد السبيل)) مسيركم ورجوعكم. والسبيل واحدة بمعنى الجمع، ولذلك أنث الكناية فقال (( ومنها)) والسبيل مؤنثة في لغة أهل الحجاز. قوله تعالى (( ولو شاء لهداكم أجمعين)) بين أن المشيئة لله تعالى، وهو يصحح ما ذهب إليه ابن عباس في تأويل الآية، ويرد على القدرية ومن وافقها كما تقدم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/10]
الشراب ما يشرب، والشجر معروف. أي ينبت من الأمطار أشجارا وعروشا ونباتا. و (( تسيمون)) ترعون إبلكم؛ يقال : سامت السائمة تسوم سوما أي رعت، فهي سائمة. والسوام والسائم بمعنى، وهو المال الراعي. وجمع السائم والسائمة سوائم. وأسمتها أنا أي أخرجتها إلى الرعي، فأنا مسيم وهي مسامة وسائمة. قال : أولى لك ابن مسيمة الأجمال وأصل السوم الإبعاد في المرعى. وقال الزجاج : أخذ من السومة وهي العلامة؛ أي أنها تؤثر في الأرض علامات برعيها، أو لأنها تعلم للإرسال في المرعى. قلت : والخيل المسومة تكون المرعية. وتكون المعلمة. وقوله(( مسومين)) [آل عمران : 125] قال الأخفش تكون معلمين وتكون مرسلين؛ من قولك : سوم فيها الخيل أي أرسلها، ومنه السائمة، وإنما جاء بالياء والنون لأن الخيل سومت وعليها ركبانها.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/11]
.
قوله تعالى (( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات)) قرأ أبو بكر عن عاصم (( ننبت)) بالنون على التعظيم. العامة بالياء على معنى ينبت الله لكم؛ يقال : ينبت الأرض وأنبتت بمعنى، ونبت البقل وأنبت بمعنى. وأنشد الفراء :
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم *** قَطِينا بها حتى إذا أنبت البقل
أي نبت. وأنبته الله فهو منبوت، على غير قياس. وأنبت الغلام نبتت عانته. ونبت الشجر غرسه؛ يقال : نبت أجلك بين عينيك. ونبت الصبي تنبيتا ربيته. والمنبت موضع النبات؛ يقال : ما أحسن نابتة بني فلان؛ أي ما ينت عليه أموالهم وأولادهم. ونبتت لهم نابتة إذا نشأ لهم نشء صغار. وإن بني فلان لنابتة شر. والنوابت من الأحادث الأغمار. والنبيت حي من اليمن. والينبوت شجر؛ كله عن الجوهري. (( والزيتون)) جمع زيتونة. ويقال للشجرة نفسها : زيتونة، وللثمرة زيتونة. (( إن في ذلك)) أي الإنزال والإنبات. ((لآية)) أي دلالة (( لقوم يتفكرون))

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/12]
قوله تعالى (( وسخر لكم الليل والنهار)) أي للسكون والأعمال؛ كما قال (( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)) [القصص : 73]. (( والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)) أي مذللات لمعرفة الأوقات ونضج الثمار والزرع والاهتداء بالنجوم في الظلمات. وقرأ ابن عامر وأهل الشام (( والشمس والقمر والنجوم مسخرات)) بالرفع على الابتداء والخبر. الباقون بالنصب عطفا على ما قبله. وقرأ حفص عن عاصم برفع (( والنجوم)) ، (( مسخرات)) خبره. وقرئ ((والشمس والقمر والنجوم)) بالنصب. (( مسخرات)) بالرفع، وهو خبر ابتداء محذوف أي في مسخرات، وهي في قراءة من نصبها حال مؤكدة؛ كقوله (( وهو الحق مصدقا)) [البقرة : 91]. (( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)) أي يعقلون عن الله ما نبههم عليه ووفقهم له.

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[النحل/13]
(( و )) سخر لكم (( ما ذرَأ )) خلق (( لكم في الأرض )) من الحيوان والنبات وغير ذلك (( مختلفاً ألوانه )) كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها (( إن في ذلك لآية لقوم يذكَّرون )) يتعظون .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله

[النحل/14]
(( وهو الذي سخَّر البحر )) ذلله لركوبه والغوص فيه (( لتأكلوا منه لحماً طرياً )) هو السمك (( وتستخرجوا منه حليه تلبسونها )) هي اللؤلؤ والمرجان (( وترى )) تبصر (( الفلك )) السفن (( مواخر فيه )) تمخر الماء، أي تشقه يجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة (( ولتبتغوا )) عطف على لتأكلوا، تطلبوا (( من فضله )) تعالى بالتجارة (( ولعلكم تشكرون )) الله على ذلك.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/15]..[النحل/16]
.
يخبر تعالى عن تسخيره البحر المتلاطم الأمواج، ويمتن على عباده بتذليله لهم وتيسيرهم للركوب فيه، وما يخلقه فيه من اللالئ والجواهر النفيسة، وتسهيله للعباد استخراجهم من قراره حلية يلبسونها، وتسخيره البحر لحمل السفن التي تمخره أي تشقه، وقيل: تمخر الرياح وكلاهما صحيح، الذي أرشد العباد إلى صنعتها، وهداهم إلى ذلك إرثا عن نوح عليه السلام، فإنه أول من ركب السفن، وله كان تعليم صنعتها، ثم أخذها الناس عنه قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، يسيرون من قطر إلى قطر، ومن بلد إلى بلد، لجلب ما هناك من الأرزاق، ولهذا قال تعالى: (( ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)) أي نعمه وإحسانه؛ ثم ذكر تعالى وما ألقى فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات لتقر الأرض ولا تميد، أي تضطرب بما عليها من الحيوانات، فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك، ولهذا قال: (( والجبال أرساها)) وقال الحسن: لما خلقت الأرض كانت تميد فقالوا: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا، فأصبحوا وقد خلقت الجبال، فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال؟ وقال سعيد، عن قيس بن عبادة: إن اللّه لما خلق الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا، فأصحبت صبحا وفيها رواسيها وفي رواية ابن جرير عن علي قال: لما خلق اللّه الأرض فمضت وقالت: أي ربّ تجعل عليَّ بني آدم يعملون الخطايا ويجعلون عليَّ الخبث؟ قال: فأرسى اللّه فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون . وقوله: (( وأنهارا وسبلا)) أي جعل فيها أنهارا تجري من مكان إلى آخر رزقا للعباد ينبع في موضع، وهو رزق لأهل موضع آخر، فيقطع البقاع والبراري والقفار، ويخترق الجبال والآكان، فيصل إلى البلد الذي سخر لأهله، وهي سائرة في الأرض يمنة ويسرة وجنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ما بين صغار وكبار، وأودية تجري حينا وتنقطع في وقت، وما بين نبع وجمع، وقوي السير وبطيئه بحسب ما أراد وقدّر وسخّر ويسر، فلا إله إلا هو ولا رب سواه، وكذلك جعل فيها { سبلا} أي طرقا يسلك فيها من بلاد إلى بلاد حتى إنه تعالى ليقطع الجبل حتى يكون ما بينهما ممراً ومسلكاً، كما قال تعالى: (( وجعلنا فيها فجاجا سبلا)) الآية. وقوله: (( وعلامات)) أي دلائل من جبال كبار وآكام صغار ونحو ذلك يستدل بها المسافرون براً وبحراً إذا ضلوا الطرق. (( وبالنجم هم يهتدون)) أي في ظلام الليل، قاله ابن عباس، ثم نبّه تعالى على عظمته وأنه لا تنبغي العبادة إلا له دون ما سواه من الأوثان التي لا تخلق شيئاً بل هم يخلقون، ولهذا قال: (( أفمن يخلق كمن لا يخلق؟ أفلا تذكرون)) ثم نبههم على كثرة نعمه عليهم وإحسانه إليهم فقال: (( وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم)) أي يتجاوز عنكم ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم يغفر الكثير ويجازي على اليسير. وقال ابن جرير: يقول: إن اللّه لغفور لما كان منكم من تقصير في شكر بعض ذلك إذا تبتم وأنبتم إلى طاعته واتباع مرضاته، رحيم بكم لا يعذبكم بعد الإنابة والتوبة.

تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/18]
(( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا )) لَا تُطِيقُوا أَدَاء شُكْرهَا
(( إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم )) يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ اللَّه لَغَفُور لِمَا كَانَ مِنْكُمْ مِنْ تَقْصِير فِي شُكْر بَعْض ذَلِكَ إِذَا تُبْتُمْ وَأَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَته وَاتِّبَاع مَرْضَاته , رَحِيم بِكُمْ أَنْ يُعَذِّبكُمْ عَلَيْهِ بَعْد الْإِنَابَة إِلَيْهِ وَالتَّوْبَة .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/25]
قوله تعالى ((ليحملوا أوزارهم)) قيل : هي لام كي، وهي متعلقة بما قبلها. وقيل : لام العاقبة، كقوله (( ليكون لهم عدوا وحزنا)) [القصص : 8]. أي قولهم في القرآن والنبي أدّاهم إلى أن حملوا أوزارهم؛ أي ذنوبهم. وقيل : هي لام الأمر، والمعنى التهدد. (( كاملة)) لم يتركوا منها شيئا لنكبة أصابتهم في الدنيا بكفرهم. ((ومن أوزار الذين يضلونهم)) قال مجاهد : يحملون وزر من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء. وفي الخبر (أيما داع دعا إلى ضلالة فاتُبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وأيما داع دعا إلى هدى فاتُبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء) خرجه مسلم بمعناه. و (( من)) للجنس لا للتبعيض؛ فدعاة الضلالة عليهم مثل أوزار من اتبعهم. وقوله (( بغير علم)) أي يضلون الخلق جهلا منهم بما يلزمهم من الآثام؛ إذ لو علموا لما أضلوا. (( ألا ساء ما يزرون)) أي بئس الوزر الذي يحملونه. ونظير هذه الآية (( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم)) [العنكبوت : 13] وقد تقدم.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/26]
قوله تعالى (( قد مكر الذين من قبلهم)) أي سبقهم بالكفر أقوام مع الرسل المتقدمين فكانت العاقبة الجميلة للرسل (( فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم)) قال ابن عباس وزيد بن أسلم وغيرهما : إنه النمرود بن كنعان وقومه، أرادوا صعود السماء وقتال أهله؛ فبنوا الصرح ليصعدوا منه بعد أن صنع بالنسور ما صنع، فخر. كما تقدم بيانه في آخر سورة [إبراهيم]. ومعنى (( فأتى الله بنيانهم)) أي أتى أمره البنيان، إما زلزلة أو ريحا فخربته. قال ابن عباس ووهب : كان طول الصرح في السماء خمسة آلاف ذراع، وعرضه ثلاثة آلاف. وقال كعب ومقاتل : كان طول فرسخين، فهبت ريح فألقت رأسه في البحر وخر عليهم الباقي. ولما سقط الصرح تبلبلت ألسن الناس من الفزع يومئذ، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا، فلذلك سمي بابل، وما كان لسان قبل ذلك إلا السريانية. وقرأ ابن هرمز وابن محيصن (( السقف)) بضم السين والقاف جميعا. وضم مجاهد السين وأسكن القاف تخفيفا؛ كما تقدم في (( وبالنجم)) في الوجهين. والأشبه أن يكون جمع سقف. والقواعد : أصول البناء، وإذا اختلت القواعد سقط البناء. وقوله (( من فوقهم)) قال ابن الأعرابي : وُكِد ليعلمك أنهم كانوا حالين تحته. والعرب تقول : خر علينا سقف ووقع علينا حائط إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه. فجاء بقوله ((من فوقهم)) ليخرج هذا الشك الذي في كلام العرب فقال (( من فوقهم)) أي عليهم وقع وكانوا تحته فهلكوا وما أفلتوا. وقيل : إن المراد بالسقف السماء؛ أي إن العذاب أتاهم من السماء التي هي فوقهم؛ قال ابن عباس. وقيل : إن قوله (( فأتى الله بنيانهم من القواعد)) تمثيل، والمعنى : أهلكهم فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه. وقيل : المعنى أحبط الله أعمالهم فكانوا بمنزلة من سقط بنيانه. وقيل : المعنى أبطل مكرهم وتدبيرهم فهلكوا كما هلك من نزل عليه السقف من فوقه. وعلى هذا اختلف في الذين خر عليهم السقف؛ فقال ابن عباس وابن زيد ما تقدم. وقيل : إنه بختنصر وأصحابه؛ قاله بعض المفسرين. وقيل : المراد المقتسمون الذين ذكرهم الله في سورة الحجر؛ قال الكلبي. وعلى هذا التأويل يخرج وجه التمثيل، والله أعلم. ((وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون)) أي من حيث ظنوا أنهم في أمان. وقال ابن عباس : يعني البعوضة التي أهلك الله بها نمرودا.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/28]
قوله تعالى (( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم))هذا من صفة الكافرين. و (( ظالمي أنفسهم)) نصب على الحال؛ أي وهم ظالمون أنفسهم إذ أوردوها موارد الهلاك. (( فألقوا السلم)) أي الاستسلام. أي أقروا لله بالربوبية وانقادوا عند الموت وقالوا (( ما كنا نعمل من سوء)) أي من شرك. فقالت لهم الملائكة (( بلى)) قد كنتم تعملون الأسواء. (( إن الله عليم بما كنتم تعملون)) وقال عكرمة. نزلت هذه الآية بالمدينة في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا، فأخرجتهم قريش إلى بدر كرها فقتلوا بها؛ فقال (( الذين تتوفاهم الملائكة)) بقبض أرواحهم. (( ظالمي أنفسهم)) في مقامهم بمكة وتركهم الهجرة. (( فألقوا السلم)) يعني في خروجهم معهم. وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الصلح؛ قال الأخفش. الثاني : الاستسلام؛ قال قطرب. الثالث : الخضوع؛ قاله مقاتل. (( ما كنا نعمل من سوء)) يعني من كفر. (( بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون)) يعني أن أعمالهم أعمال الكفار. وقيل : إن بعض المسلمين لما رأوا قلة المؤمنين رجعوا إلى المشركين؛ فنزلت فيهم. وعلى القول الأول فلا يخرج كافر ولا منافق من الدنيا حتى ينقاد ويستسلم، ويخضع ويذل، ولا تنفعهم حينئذ توبة ولا إيمان؛ كما قال (( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا)) [غافر : 85] وقد تقدم هذا المعنى. وتقدم في الأنفال إن الكفار يتوفون بالضرب والهوان، وكذلك في الأنعام وقد ذكرناه في كتاب التذكرة.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/43]
.
قوله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم)) قراءة العامة (( يوحى)) بالياء وفتح الحاء. وقرأ حفص عن عاصم (( نوحي إليهم)) بنون العظمة وكسر الحاء. نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، فهلا بعث إلينا ملكا؛ فرد الله تعالى عليهم بقوله (( وما أرسلنا من قبلك)) إلى الأمم الماضية يا محمد (( إلا رجالا)) آدميين. (( فاسألوا أهل الذكر)) قال سفيان : يعني مؤمني أهل الكتاب. وقيل : المعنى فاسألوا أهل الكتاب فإن لم يؤمنوا فهم معترفون بأن الرسل كانوا من البشر. روي معناه عن ابن عباس ومجاهد. وقال ابن عباس : أهل الذكر أهل القرآن. وقيل : أهل العلم، والمعنى متقارب. (( إن كنتم لا تعلمون)) يخبرونكم أن جميع الأنبياء كانوا بشرا. (( بالبينات والزبر)) قيل بالبينات، متعلق بـ((أرسلنا)) . وفي الكلام تقديم وتأخير، أي ما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر إلا رجالا - أي غير رجال، (( فإلا)) بمعنى غير؛ كقوله : لا إله إلا الله، وهذا قول الكلبي - نوحي إليهم. وقيل : في الكلام حذف دل عليه (( أرسلنا)) أي أرسلناهم بالبينات والزبر. ولا يتعلق ((بالبينات)) بـ (( أرسلنا)) الأول على هذا القول؛ لأن ما قبل (( إلا)) لا يعمل فيما بعدها، وإنما يتعلق بأرسلنا المقدرة، أي أرسلناهم بالبينات. وقيل : مفعول بـ (( تعلمون)) والباء زائدة، أو نصب بإضمار أعني؛ كما قال الأعشى : وليس مجيرا إن أتى الحي خائف ** ولا قائلا إلا هو المتعيبا أي أعني المتعيب. والبينات : الحجج والبراهين. والزبر : الكتب. وقد تقدم. (( وأنزلنا إليك الذكر)) يعني القرآن. (( لتبين للناس ما نزل إليهم)) في هذا الكتاب من الأحكام والوعد والوعيد بقولك وفعلك؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم مبين عن الله عز وجل مراده مما أجمله في كتابه من أحكام الصلاة والزكاة، وغير ذلك مما لم يفصله. (( ولعلهم يتفكرون)) فيتعظون.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/46]
((
أو يأخذهم في تقلبهم )) في أسفارهم للتجارة (( فما هم بمعجزين )) بفائتي العذاب .

[النحل/47]
(( أو يأخذهم على تخوف )) تنقص شيئاً فشيئاً حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول (( فإن ربكم لرءُوف رحيم )) حيث لم يعاجلهم بالعقوبة
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc