۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-29, 10:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى
قوله تعالى
((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )) الإسراء (72)
ما معنى
قوله تعالى
((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )) الإسراء (72)
وقوله تعالى : { وَمَن كَانَ فِي هذه أعمى } أي في الحياة الدنيا { أعمى } أي عن حجة الله وآياته وبيناته ، { فَهُوَ فِي الآخرة أعمى } أي كذلك يكون { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } أي وأضل منه كما كان في الدنيا ، عياذاً بالله من ذلك .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-01, 08:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح وبيان كلمات سورة الإسراء
الجزء الثالث

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52) وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) )) الإسراء
وقوله تعالى : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } أي الرب تبارك وتعالى ، { إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأرض إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [ الروم : 25 ] : أي إذا أمركم بالخروج منها فإنه لا يخالف ولا يمانع ، بل كما قال تعالى : { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بالبصر } [ القمر : 50 ] { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ النحل : 40 ] . وقوله : { فَإِذَا هُم بالساهرة } [ النازعات : 14 ] : أي إنما هو أمر واحد بانتهار ، فإذا الناس قد خرجوا من باطن الأرض إلى ظاهرها ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } : أي تقومون كلكم إجابة لأمره وطاعة لإرادته ، قال ابن عباس { فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } : أي بأمره ، وقال قتادة : بمعرفته وطاعته ، وقال بعضهم { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } : أي وله الحمد في كل حال ، وقد جاء في الحديث :« ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم » ، كأني بأهل لا إله إلا الله يقومون من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم يقولون لا إله إلا الله « . وفي رواية يقولون : » الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن « ، وقوله تعالى : { وَتَظُنُّونَ } أي يوم تقومون من قبوركم ، { إِن لَّبِثْتُمْ } أي في الدار الدنيا ، { إِلاَّ قَلِيلاً } كقوله تعالى : { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [ النازعات : 46 ] . وقال تعالى : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } [ طه : 104 ] ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُقْسِمُ المجرمون مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } [ الروم : 55 ] .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) )) الإسراء
يقول تعالى : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } أيها الناس ، أي أعلم بمن يستحق منكم الهداية ومن لا يستحق ، { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } بأن يوفقكم لطاعته والإنابة إليه ، { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي إنما أرسلناك نذيراً ، فمن أطاعك دخل الجنة ، ومن عصاك دخل النار .
: تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57))) الإسراء
يقول تعالى : { قُلِ } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله { ادعوا الذين زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } من الأصنام والأنداد فارغبوا إليهم ، فإنهم { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضر عَنْكُمْ } أي بالكلية ، { وَلاَ تَحْوِيلاً } أي بأن يحولوه إلى غيركم ، والمعنى أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له الذي له الخلق والأمر ، قال ابن عباس : كان أهل الشرك يقولون : نعبد الملائكة والمسيح وعزيراً ، وهم الذين يدعون ، يعني الملائكة ، والمسيح وعزيراً ، وروى البخاري عن عبد الله بن مسعود في قوله : { أولئك الذين يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوسيلة } قال ناس من الجن كانوا يعبدون فأسلموا ، وفي رواية قال : كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم ، وقال قتادة ، عن ابن مسعود في قوله : { أولئك الذين يَدْعُونَ } الآية قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن فأسلم الجنيون . والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم ، فنزلت هذه الآية ، وفي رواية عن ابن مسعود : كانوا يعبدون صنفاً من الملائكة يقال لهم الجن فذكره ، وقال ابن عباس : هم عيسى وعزير والشمس والقمر ، وقال مجاهد : عيسى والعزير والملائكة ، واختار ابن جرير قول ابن مسعود لقوله : { يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوسيلة } وهذا لا يعبر به عن الماضي ، فلا يدخل فيه عيسى والعزير والملائكة ، وقال : والوسيلة هي القربة ، كما قال قتادة ، ولهذا قال : { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } ، وقوله تعالى : { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } لا تتم العبادة إلاّ بالخوف والرجاء ، فبالخوف ينكف عن المناهي ، وبالرجاء يكثر من الطاعات ، وقوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } أي ينبغي أن يحذر منه ويخاف من وقوعه وحصوله عياذاً بالله منه .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
(( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) )) الإسراء
هذا إخبار من الله عزَّ وجلَّ بأنه قد حتم وقضى بما قد كتب عنده في اللوح المحفوظ ، أنه ما من قرية إلاّ سيهلكها ، بأن يبيد أهلها جميعهم أو يعذبهم { عَذَاباً شَدِيداً } إما بقتل أو ابتلاء بما يشاء ، وإنما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم ، كما قال تعالى عن الأمم الماضين : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن ظلموا أَنفُسَهُمْ } [ هود : 101 ] ، وقال تعالى : { فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً } [ الطلاق : 9 ] ، وقال : { وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ } [ الطلاق : 8 ] الآيات .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) )) الإسراء
عن ابن عباس قال : « سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا ، فقيل له : إن شئت أن نستأني بهم ، وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا ، فإن كفروا هلكوا . كما هلكت من كان قبلهم من الأمم . قال : » الإبل استأن بهم « ، وأنزل الله تعالى : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بالآيات إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأولون } الآية . وعن ابن عباس قال ، » قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ، ونؤمن بك ، قال : « وتفعلون؟ » قالوا : نعم ، قال ، فدعا فأتاه جبريلن فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً ، فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة ، فقال : « بل باب التوبة والرحمة » « .
وقال الحافظ أبو يعلى في » مسنده « : » لما نزلت { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين } [ الشعراء : 214 ] صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس : « يا آل عبد مناف إني نذير » فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم ، فقالوا : تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان سخر له الريح والجبال ، وإن موسى سخر له البحر ، وإن عيسى كان يحيى الموتى ، فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ، ويفجر لنا الأرض أنهاراً فتتخذ محارث فنزرع ونأكل ، وإلاّ فادع الله أن يحيي لنا موتانا لنكلمهم ويكلمونا ، وإلاّ فادع الله أن يصير لنا هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم . قال : فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال : « والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فلا يؤمن منكم أحد . فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين » ، ونزلت : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بالآيات إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأولون } ، وقرأ ثلاث آيات ، ولهذا قال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بالآيات } أي نبعث الآيات ونأتي بها على ما سأل قومك منك ، فإنه سهل علينا يسير لدينا ، إلاّ أنه قد كذب بها الأولون بعد ما سألوها ، وجرت سنتنا فيهم وفي أمثالهم أنهم لا يؤخرون إن كذبوا بها بعد نزولها ، كما قال تعالى في المائدة : { قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فإني أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العالمين }.[ الآية : 115 ] ، وقال تعالى عن ثمود حين سألوا الناقة : { فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذلك وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [ هود : 65 ] ، ولهذا قال تعالى : { وَآتَيْنَا ثَمُودَ الناقة مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا } : أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله { فَظَلَمُواْ بِهَا } أي كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها ، فأبادهم الله عن آخرهم ، وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر .
وقوله تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ بالآيات إِلاَّ تَخْوِيفاً } قال قتادة : إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ، ويذكرون ويرجعون ، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه ، فقال : يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ، وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات ، فقال عمر أحدثتم والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن ، وفي الحديث المتفق عليه : « إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكن الله عزَّ وجلَّ يخوف بهما عباده؛ فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره - ثم قال - يا أمة محمد والله ما أحد أغيرَ من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً » .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) )) الإسراء
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضاً له على إبلاغ رسالته ، ومخبراً له بأنه قد صعمه من الناس فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهرة وغلبته . قال مجاهد والحسن وقتادة في قوله : { إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بالناس } أي عصمك منهم . قال البخاري ، عن ابن عباس : { وَمَا جَعَلْنَا الرؤيا التي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، { والشجرة الملعونة فِي القرآن } شجرة الزقوم . { إِلاَّ فِتْنَةً } : أي اختباراً وامتحاناً . وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم . لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ، ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك ، حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله : هاتوا لنا تمراً وزبداً ، وجعل يأكل من هذا بهذا ويقول : تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا . وكل من قال إنها ليلة الإسراء فسره كذلك بشجرة الزقوم ، واختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي في الرؤيا والشجرة ، وقوله { وَنُخَوِّفُهُمْ } أي الكفار ، بالوعيد والعذاب والنكال ، { فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } : أي تمادياً فيما هم فيه من الكفر والضلال ، وذلك من خذلان الله لهم .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
لَأَحْتَنِكَنَّ
في قوله تعالى
((قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) )) الإسراء
{ لأحتنكن } : لأستولين عليهم فأقودهم الى الغواية كالدابة إذا جعل الرسن في حنكها ، تقاد حيث شاء راكبها! .
{ أأرايتك } أي أخبرني أهذا { الذي كرمت علي } ؟! قال هذا استصغار لآدم واستخفافا بشأنه ، ( لئن أخرتني ) أي وعزتك لئن أخرت موتي { إلى يوم يبعثون لأحتنكن ذريته } أي لأستولين عليهم وأسوقهم الى أودية الغواية والضلال حتى يهلكوا مثلي { إلا قليلاً } منهم ممن تستخلصهم لعبادتك.
أيسر التفاسير
أبو بكر الجزائري


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) )) الاسراء
فقوله تعالى : { واستفزز مَنِ استطعت مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } [ الإسراء : 64 ]
هذا كما تستنهض ولدك الذي تكاسل ، وتقول له : فِزّ يعني انهض ، وقُمْ من الأرض التي تلازمها كأنها مُمسكة بك ، وكما في قوله تعالى : { ياأيها الذين آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِي سَبِيلِ الله اثاقلتم إِلَى الأرض . . } [ التوبة : 38 ]
فتقول للمتثاقل عن القيام : فِزّ أي : قُمْ وخِفّ للحركة والقيام بإذعان . فالمعنى : استفزز مَنِ استطعت واستخفّهم واخدعهم { بِصَوْتِكَ } بوسوستك أو بصوتك الشرير ، سواء أكان هذا الصوت من جنودك من الأبالسة أمثالك ، أو من جنودك من شياطين الإنس الذين يعاونوك ويساندونك .
ثم يقول تعالى : { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ . . } [ الإسراء : 64 ]
أجْلَبَ عليهم : صاح به ، وأجلبَ على الجواد : صاح به راكبه ليسرع والجَلْبة هي : الصوت المزعج الشديد ، وما أشبه الجَلْبة بما نسمعه من صوت جنود الصاعقة مثلاً أثناء الهجوم ، أو من أبطال الكاراتيه .
وهذه الأصوات مقصودة لإرهاب الخصم وإزعاجه ، وأيضاً لأن هذه الصيحات تأخذ شيئاً من انتباه الخصم ، فيضعف تدبيره لحركة مضادة ، فيسل عليك التغلّب عليه .
وقوله تعالى : { بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ . . } [ الإسراء : 64 ]
أي : صَوِّتْ وصِحْ بهم راكباً الخيل لتفزعهم ، والعرب تطلق الخيل وتريد بها الفرسان ، كما في الحديث النبوي الشريف : « يا خيل الله اركبي » .
وما أشبه هذا بما كنا نُسمِّيهم : سلاح الفرسان { وَرَجِلِكَ } من قولهم : جاء راجلاً . يعني : ماشياً على رِجْلَيْه و ( رَجِل ) يعني على سبيل الاستمرار ، وكأن هذا عمله وديدنه ، فهي تدل على الصفة الملازمة ، تقول : فلانٌ رَجْل أي : دائماً يسير مُترجّلاً . مثل : حاذر وحَذِرْ ، وهؤلاء يمثلون الآن « سلاح المشاة » .
ثم يقول تعالى : { وَشَارِكْهُمْ فِي الأموال . . } [ الإسراء : 64 ] فكيف يشاركهم أموالهم؟ بأن يُزيِّن لهم المال الحرام ، فيكتسبوا من الحرام وينفقوا في الحرام ( والأولاد ) المفروض في الأولاد طهارة الأنساب ، فدَوْر الشيطان أنْ يُفْسِدَ على الناس أنسابهم ، ويُزيِّن لهم الزنا ، فيأتون بأولاد من الحرام . أو : يُزيِّن لهم تهويد الأولاد ، أو تنصيرهم ، أو يُغريهم بقتْلِ الأولاد مخافةَ الفقر أو غيره ، هذا من مشاركة الشيطان في الأولاد .
وقوله تعالى { وَعِدْهُمْ } أي : مَنيِّهم بأمانيك الكاذبة ، كما قال سبحانه في آية أخرى : { الشيطان يَعِدُكُمُ الفقر وَيَأْمُرُكُم بالفحشآء والله يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 268 ]
وقوله : { وَمَا يَعِدُهُمُ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً } [ الإسراء : 64 ] أي : لا يستطيع أن يَغُرَّ بوعوده إلا صاحب الغِرّة والغفلة ، ومنها الغرور : أي يُزيّن لك الباطل في صورة الحق فيقولون : غَرَّهُ . وأنت لا تستطيع أبداً أن تُصوّر لإنسان الباطل في صورة الحق إلا إذا كان عقله قاصراً غافلاً؛ لأنه لو عقل وانتبه لتبيَّن له الحق من الباطل ، إنما تأخذه على غِرَّة من فكره ، وعلى غَفْلة من عقله .لذلك كثيراً ما يُخاطبنا الحق سبحانه بقوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ . . } [ القصص : 60 ] { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } [ الأنعام : 50 ] { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ . . } [ النساء : 82 ] وينادينا بقوله : { ياأولي الألباب } [ الطلاق : 10 ]
وهذا كله دليل على أهمية العقل ، وحثٌّ على استعماله في كل أمورنا ، فإذا سمعتم شيئاً فمرِّروه على عقولكم أولاً ، فما معنى أن يطلب الله مِنَّا ذلك؟ ولماذا يُوقِظ فينا دائماً ملكة التفكير والتدبُّر في كل شيء؟
لا شكَّ أن الذي يُوقِظ فيك آلة الفكر والنقد التمييز ، ويدعوك إلى النظر والتدبر واثق من حُسْن بضاعته ، كالتاجر الصدوق الذي يبيع الجيد من القماش مثلاً ، فيعرض عليك بضاعة في ثقة ، ويدعوك إلى فحصها ، وقد يشعل النار لِيُريك جودتها وأصالتها .
ولو أراد الحق سبحانه أن يأخذنا هكذا على جهل وعمى ودون تبصُّر ما دعانا إلى التفكُّر والتدبُّر .
وهكذا الشيطان لا يُمنّيك ولا يُزيّن لك إلا إذا صادف منك غفلة ، إنما لو كنت متيقظاً له ومُسْتصحباً للعقل ، عارفاً بحيله ما استطاع إليك سبيلاً ، ومن حيله أن يُزيِّن الدنيا لأهل الغفلة ويقول لهم : إنها فرصة للمتعة فانتهزها وَخذْ حظك منها فلن تعيش مرتين ، وإياك أن تُصدّق بالبعث أو الحساب أو الجزاء .
وهذه وساوس لا يُصدّقها إلا مَنْ لديه استعداد للعصيان ، وينتظر الإشارة مجرد إشارة فيطيع ويقع فريسة لوعود كاذبة ، فإنْ كان يوم القيامة تبرّأ إبليس من هؤلاء الحمقى ، وقال : { إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ } [ إبراهيم : 22 ]
إذن : في الآيتين السابقتين خمسة أوامر لإبليس : اذهب ، استفزز ، وأَجْلب ، وشاركهم ، وعِدْهم . وهذه الأوامر ليست لتنفيذ مضمونها ، بل للتهديد ولإظهار عجزه عن الوقوف في وجه الدعوة ، أو صَدّ الناس عنها ، وكأن الحق سبحانه يقول له : إفعل ما تريد ودبِّر ما تشاء ، فلن توقِف دعوة الله؛ لذلك قال بعدها : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ . . . } .
تفسير الشعراوي
محمد متولي الشعراوي (المتوفى : 1418هـ)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا )) الإسراء (65)
وقوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه إياهم وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ، ولهذا قال تعالى : { وكفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً } أي حافظاً ومؤيداً ونصيراً . وفي الحديث : « إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر » ينضي أي يأخذ بناصيته ويقهره .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) )) الإسراء
يخبر تعالى عن لطفه بخلقه في تسخيره لعباده الفلك في البحر وتسهيله لمصالح عباده ، لابتغائهم من فضله في التجارة من إقليم إلى إقليم ، ولهذا قال : { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } أي إنما فعل هذا بكم من فضله عليكم ورحمته بكم .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
الربّ هو المتولّي تربيتك : خَلْقاً من عَدم ، وإمداداً من عُدم ، وقيُّوميته تعالى عطاء ينتظم المؤمن والكافر { يُزْجِي } الإزجاء : الإرسال بهوادة شيئاً فشيئاً . و { الفلك } هي السفن وتُطلَق على المفرد وعلى الجمع ، وعلى المذكّر والمؤنث .
ومنها قوله تعالى : { والفلك التي تَجْرِي فِي البحر بِمَا يَنفَعُ الناس } [ البقرة : 164 ]
ومنها قوله تعالى : { هُوَ الذي يُسَيِّرُكُمْ فِي البر والبحر حتى إِذَا كُنتُمْ فِي الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ . . } [ يونس : 22 ]
ثم يقول تعالى : { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ . . } [ الإسراء : 66 ]
الابتغاء هو القصد إلى نافع يطلب من البحر كالقوت أو غيره ، كما قال تعالى في آية أخرى : { وَهُوَ الذي سَخَّرَ البحر لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا . . } [ النحل : 14 ]
فالبحر مصدر من مصادر الرزق والقُوت ، ومُسْتودع لثروة عظيمة من فضل الله تعالى؛ لذلك قال بعدها : { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [ الإسراء : 66 ]
والرحمة اتساع مَدَد الفضل من الله ، فالذي أعطاكم البَرَّ بما فيه من خيرات أعطاكم البحر أيضاً بما فيه من خيرات .
والأرض التي نعيش عليها إما بَرَّ يسمى يابسة ، أو بحر ، وإنْ كانت نسبة اليابس من الأرض الرُّبْع أو الخُمْس ، فالباقي بحر شاسع واسع يَزْخَر من خَيْرات الله بالكثير .
وطُرُق السير في اليابسة كثيرة متعددة ، تستطيع أن تمشي أو تركب ، وكُلُّ وسيلة من وسائل الركوب حَسْب قدرة الراكب ، فهذا يركب حماراً ، وهذا يركب سيارة ، وتستطيع أن تنتقل فيها من مكان إلى آخر . أما البحر فلا يمكن الانتقال فيه إلا أنْ تُحملَ على شيء ، فمن رحمة الله بنا أنْ جعل لنا السفن آية من آياته تسير بنا على لُجَّة الماء ، ويمسكها بقدرته تعالى فنأمَن الغرق .
وأول مَنْ صنع السفن بوحي من الله نوح عليه السلام ، فلم تكُنْ معروفة قِبله ، بدليل قوله تعالى : { وَيَصْنَعُ الفلك وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } [ هود : 38 ] .
فلم يكُنْ للناس عهد بالسفن ، وكانت سفينة نوح بدائية من ألواح الخشب والحبال ، ولولا أن الله تعالى دَلَّه على طريقة بنائها ، وهداه إلى تنظيمها ما كان له عِلْم بهذه المسألة ، فكَوْنُ الحق سبحانه يهدينا بواسطة نبي من أنبيائه إلى مركب من المراكب التي تيسّر لنا الانتفاع بثلاثة أرباع الأرض ، لا شكَّ أنها رحمة بالإنسان وتوسيع عليه .
وكذلك من رحمته بنا أنْ يسّر لنا تطوير هذا المركب على مر العصور ، فبعد أن كان يتحرك على سطح الماء بقوة الهواء باستخدام ما يسمى بالقلع ، والذي يتحكم في المركب من خلاله ، ويستطيع الربان الماهر تسفيح القلع ، يعني توجيهه إلى الناحية التي يريدها .
فكان الريح هو الأصل في سَيْر السفن ، ثم أتى التقدم العلمي الذي اكتشف البخار والآلات ثم الكهرباء ، وبذلك سهّل على الإنسان تحريك السفن على سطح الماء بسهولة ويُسْر ، كما تطورتْ صناعة السفن كذلك على مَرَّ العصور ، حتى أصبحنا نرى الآن البوارج الكبيرة متعددة الأدوار ، والتي تشبه فعلاً الجبال ، مِصْداقاً لقوله الحق سبحانه وتعالى :{ وَمِنْ آيَاتِهِ الجوار فِي البحر كالأعلام } [ الشورى : 32 ]
يعني : كالجبال ، وكأن الحق سبحانه وتعالى يُعطينا الدليل على عِلْمه تعالى بما سيصل إليه العالم من تقدم ، وما ستصل إليه صناعة السفن من رقيّ يصل بها إلى أنْ تكونَ كالجبال ، وإلاّ ففي زمن نزول القرآن لم يكُنْ هناك بوارج عالية كهذه ، إنها لم توجد إلا بعد قانون أرشميدس الذي تُبْنَى على أساسه هذه البوارج .
لكن مع كل هذا التقدم في مجال الملاحة البحرية لا نغفل أن القدرة الإلهية هي التي تُسيِّر هذه السفن ، وتحملها بأمان على صفحة الماء ، ويجب أَلاّ يغتَرّ الإنسان بما توصّل إليه من العلوم ، ويظن أنه أصبح مالكاً لزمام الأمور في الكون؛ لأن الحق سبحانه يقول : { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الريح فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ على ظَهْرِهِ } [ الشورى : 33 ]
والريح هي الأصل في تسيير السفن .
فإنْ قال قائل الآن : إنْ توقف الريح استخدمنا القوى الأخرى مثل البخار أو الكهرباء . نقول : لقد أخذت الريح على أنه الهواء فقط ، إنما لو نظرتَ إلى كلمة الريح ، وماذا تعني لوجدتَ أن معنى الريح القوة المطلقة أيّاً كان نوعها ، بدليل قَوْل الحق سبحانه وتعالى : { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ . . } [ الأنفال : 46 ] إذن : الريح هو القوة المطلقة .
فمعنى : { يُسْكِنِ الريح . . } [ الشورى : 33 ] يُسكِن القوة المحرّكة للسفن أيّاً كانت هذه القوة : قوة الريح أو البخار أو الكهرباء أو غيرها من القوى ، فإنْ شاء سبحانه تعطَّلَتْ كُلُّ هذه القوى .
ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِي البحر ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ . . . } .
تفسير الشعراوي
محمد متولي الشعراوي (المتوفى : 1418هـ)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) )) الإسراء
يخبر تبارك وتعالى أن الناس إذا مسهم ضر دعوة منيبين إليه مخلصين له الدين ، ولهذا قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِي البحر ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ } أي ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير الله تعالى ، كما اتفق لعكرمة بن أبي جهل لما ذهب فاراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة ، فذهب هارباً فركب في البحر ليدخل الحبشة فيجاءتهم ريح عاصف فقال القوم بعضهم لبعض : إنه لا يغني عنكم إلاّ أن تدعو الله وحده ، فقال عكرمة في نفسه ، والله إن كان لا ينفع في البحر غيره فإنه لا ينفع في البر غيره ، اللهم لك عليّ عهد لئن أخرجتني منه لأذهبن فلأضعن يدي في يد محد فلأجدنه رؤوفاً رحيماً ، فخرجوا من البحر فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه ، وقوله تعالى : { فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى البر أَعْرَضْتُمْ } أي نسيتم ما عرفتم من توحيده في البحر ، وأعرضتم عن دعائه وحده لا شريك له { وَكَانَ الإنسان كَفُوراً } أي سجيته هذا ، ينسى النعم ويجحدها إلاّ من عصم الله .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69) )) الإسراء
يقول تعالى أفحسبتم بخروجكم إلى البر ، أمنتم من انتقامه وعذابه أن يخسف بكم جانب البر ، أو يرسل عليكم حاصباً ، وهو المطر الذي فيه حجارة ، كما قال تعالى : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } [ القمر : 34 ] ، وقال : { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } [ الذاريات : 33 ] ، وقوله : { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } أي ناصراً يرد ذلك عنكم وينقذكم منه .
يقول تبارك وتعالى : أم أمنتم أيها المعرضون عنا ، بعدما اعترفوا بتوحيدنا في البحر ، وخرجوا إلى البر ، أن يعيدكم في البحر مرة ثانية ، { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ الريح } أي يقصف الصواري ويغرق المراكب ، قال ابن عباس وغيره : القاصف ريح البحار التي تكسر المراكب وتغرقها ، وقوله : { فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ } : أي بسبب كفركم وإعراضكم عن الله تعالى ، وقوله : { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } ، قال ابن عباس : نصيراً ، وقال مجاهد : نصيراً ثائراً ، أي يأخذ بثأركم بعدكم . وقال قتادة : ولا تخاف أحداً يتعبنا بشيء من ذلك .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
(( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) )) الإسراء
يخبر تبارك وتعالى عن يوم القيامة أنه يحاسب كل أمة بإمامهم ، وقد اختلفوا في ذلك ، فقال مجاهد وقتادة : أي بنبيهم ، وهذا كقوله تعالى : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط } [ يونس : 47 ] الآية ، وقال بعض السلف : هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث ، لأن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن زيد : بكتابهم الذي أنزل على نبيهم واختاره ابن جرير ، وروي عن مجاهد أنه قال : بكتبهم ، فيحتمل أن يكون أراد ما روي عن ابن عباس في قوله : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } أي بكتاب أعمالهم ، وهذا القول هو الأرجح ، لقوله تعالى : { وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ في إِمَامٍ مُّبِينٍ } [ يس : 12 ] ، وقال تعالى : { وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ } [ الكهف : 49 ] الآية ، ويحتمل أن المراد { بِإِمَامِهِمْ } أي كل قوم بمن يأتمون به ، فأهل الإيمان ائتموا بالأنبياء عليهم السلام ، وأهل الكفر ائتموا بأئمتهم ، كما قال : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار } [ القصص : 41 ] وفي « الصحيحين » : « التَّتبعْ كل أمة ما كانت تعبد ، فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت » الحديث ، وقال تعالى : { هذا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بالحق إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجاثية : 29 ] . وهذا لا ينافي أن يجاء بالنبي إذا حكم الله بين أمته ، فإنه لا بدّ أن يكون شاهداً على أمته بأعمالها ، كقوله تعالى : { وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكتاب وَجِيءَ بالنبيين والشهدآء } [ الزمر : 69 ] .
وقوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] ، ولكن المراد هاهنا بالإمام هو كتاب الأعمال ، ولهذا قال تعالى : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فأولئك يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ } أي من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح يقرؤه ويحب قراءته ، كقوله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقرؤا كِتَابيَهْ } [ الحاقة : 19 ] الآيات ، وقوله تعالى : { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } الفتيل : هو الخيط المستطيل في شق النواة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } ، قال : « يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له في جسمه ، ويبيض وجهه ، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤة يتلألأ ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون : اللهم أتنا بهذا ، وبارك لنا في هذا ، فيأتيهم فيقول لهم : أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا ، وأما الكافرون فيسود وجهه ويمد له في جسمه ، ويراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من هذا أو من شر هذا ، اللهم لا تأتنا به ، فيأتيهم فيقولون : اللهم اخزه ، فيقول : أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا ».
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى
قوله تعالى
((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )) الإسراء (72)
وقوله تعالى : { وَمَن كَانَ فِي هذه أعمى } أي في الحياة الدنيا { أعمى } أي عن حجة الله وآياته وبيناته ، { فَهُوَ فِي الآخرة أعمى } أي كذلك يكون { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } أي وأضل منه كما كان في الدنيا ، عياذاً بالله من ذلك .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc