الحمد لله وكفى والصلاة على الحبيب المصطفى ....
جميل ان تجد في أيامنا هذه أنواعا من البشر لا يزالون يحافظون على الطيبة وسلامة القلب وخفة الروح ....وانا اقرا لأم عبد العظيم عظم الله شانها ورفع قدرها وهي تتكرم علي بجملة من الحلول اليوسفية .لانني لا اشك في قوتها وايمانها وصدقها ..اعجبني بصدق ذكاؤها وبيانها وفضاؤها الادبي الرحب ... وفضلت من الحلول ان اضرب لي بخيمة في تخوم صحرائنا .... واصطحب معي من هذا الشمال المقرف المترف قطيعا من الماعز اشغل به نفسي ولي فيه مآرب لا أعرفها إلا انا أو من اكتوى بمهنة الرعي في حياته صغيرا في الوديان والجبال متحديا الطبيعة لا يخيفه برق ولا رعد ولا يرهبه ذئب بعنزاته يترصد ..... اترك من ورائي صخب التعليم وهمومه واشجانه واتعابه .... احرق كتبي ومذكراتي وكل ما يذكرني ب 24 سنة ....وكل عزائي في هذا ما قد وفقني الله اليه وهو رؤياي من علمت وفهمت نساء صوالح ورجالا كوادح ..... قد اخذوا للحياة سبيلها وسلاحها في ايمان وثبات واستقامة .... وحتى التي اوصاني الرسول بها خيرا وامرني باكرامها ام ابنائي ورفيقة دربي هي الأخرى ملت صخب الحياة في المدينة قررت الاخذ بالحل الأمثل الذي استقريت عليه انا – طبعا بعد اجتماع طارئ وعاجل لكل افراد الاسرة مع تسجيل الحضور على ورقة مزدوجة -- لقد جلبت حمارا -- اكرمك الله ام عبد العظيم – وانا بصدد تجهيزه للرحلة – لكن بعد انتهاء العهدة الرابعة لبوتفليقة – لان الذي ابتعت منه الحمار قيد هذا الشرط في عقد البيع وقبلت به انا عن تراض ....
الحمد لله على ما اغدق علي من نعم لا تعد ولا تحصى فله الحمد عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون وكما قال عائض القرني حفظه الله اسال نفسي أحيانا وانا ذلك الرجل الرويبضة الحقير راعي الماعز في جبال التيتري من أكون ؟ حتى اجد نفسي انعم بنعم الله الواسعة من صحة وعافية وهناء وغيري يشقى ويكد ويعاني ...وعندها اناجي حبيبي وخالقي ورازفي شاكرا انعمه .... مهنة التعليم مهنة شريفة هي مهنة الأنبياء والرسل ...لكن ويا أسفي على ولاة امرنا الذين افسدوا البلاد وافقروا العباد .... لا الكناباست يا ام عبد العظيم أضر بالبلاد حين أراد ان يجعل مني ومنك من الفضلاء الاسياد لأننا ننشئ العقولا ..... وهم ينهبون اموالنا بغير حق .... امنيتي ان أرى المربي في بلادي مثل المربي في تونس والمغرب .... وبلادي خير حالا من الجارتين .... رأس واحد من هؤلاء نهب ما يكفي لتحسين وضع المربي واقصد هنا كل الاطوار من الابتدائي الى الجامعة وربما يتسع لغيرنا مانهب من ملايير الدولارات ....هؤلاء هم الذين هلكوا الزرع والنسل والضرع ... وليس ام عبد العظيم وصويحباتها من المربيات الصالحات حين يضربن عن الدراسة لان مبلغ 40000 دج هو مصروف الجيب لأبناء المسؤولين في بلادي منهوب من ريع البترول ..... وربما هذا هو السبب الوجيه الذي جعلني اشد الرحال ممتطيا ظهر حماري الى البراري بحثا عن الآبار والتخييم حولها وعندها اشدد الرقابة ليلا ونهارا -- طبعا بالتناوب مع رفيقة دربي – فلا يستطيعون سرقة قالون واحد مما يستخرج من باطن صحرائنا التي قال فيها مفدي زكريا قصيدته المشهورة .... لاداعي لذكرها لانها أصبحت منتهية الصلاحية ومستهلكة .... وعندها يا ام عبد العظيم سيزورني عبد العظيم وهو يتخذ مروحية خاصة مطية ومركبا له ليرى بأم عينه العدالة الاجتماعية التي ضحيت من اجلها حين تركت العاصمة وفضلت الصحراء .... والفضل كله يعود للمصون أمه التي تكرمت علي بجملة من الحلول لتحسين حالي ...... لكن بعد انقضاء العهدة الرابعة هذا ان لم يغفل البائع هفوة قانونية في عقد البيع وقعت عمدا من طرفه ألا وهي : في حال عدم ترشح صاحب العهدة الرابعة لخامسة ..... اكثري من الدعاء .... وإلا .... لا مروحية ولا سفرية .... وراني خايف المواعين لي جمعتهم كلهم اتكسرهم المدام علي .....