وقال سماحة العلامة ابن باز –رحمه الله تعالى- في فتاويه: (ومن زعم فصل الدين عن الدولة وأن الدين محله المساجد والبيوت وأن للدولة أن تفعل ما تشاء وتحكم بما تشاء فقد أعظم على الله الفرية , وكذب على الله ورسوله وغلط أقبح الغلط , بل هذا كفر وضلال بعيد عياذا بالله من ذلك , بل جميع العباد مأمورون بالخضوع لأحكام الشريعة وتشريعاتها في العبادات وغيرها , ويجب على الدولة أن تكون منفذة لحكم الشريعة سائرة تحت سلطانها في جميع تصرفاتها , وعلى هذا سار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسار أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , وسار عليه أئمة الإسلام بعد ذلك في كل شيء وقد جعل الله هذه الشريعة روحا ونورا وحياة للناس , وبهذا تعرف أنك في أشد الضرورة إلى هذه الشريعة , وأن البشر كلهم في ضرورة إليها , لأنها الحياة , ولأنها النور , ولأنها الصراط المستقيم المفضي إلى النجاة وما عداها فظلمة وموت وشقاء , قال الله جل وعلا في كتابه العظيم : { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } (2) فجعل من خرج عن الشريعة ميتا , وجعل من هدي إليها حيا , وجعل من أبى الشريعة في ظلمة وجعل من وفق لها في فوز وهدى , وقال جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } (1) فجعل الاستجابة لله ولرسوله حياة , وجعل عدم الاستجابة موتا , فعلم أن هذه الشريعة حياة للأمة وهي سعادة للأمة ولا حياة لهم ولا سعادة بدون ذلك ن وقال عز وجل : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (2) فجعل سبحانه ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام روحا للعباد تحصل به حياتهم ونورا تحصل به بصيرتهم ونجاتهم وسيرهم على الصراط المستقيم , فهذه الشريعة روح للأمة , بها حياتها وقيامها ونصرها , وهي أيضا نور لها تدرك به أسباب نجاتها وتهتدي به إلى الصراط المستقيم , والصراط المستقيم هو : الطريق الواضح الذي من سار عليه وصل إلى النجاة ومن حاد عنه هلك . وقال سبحانه وتعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (3) فبين سبحانه أن من عمل العمل الصالح عن إيمان أحياه الله حياة طيبة سعيدة , وفي هذا إشارة إلى أن حياة الكفار الذين حادوا عن الشريعة ليست حياة طيبة بل حياة خبيثة , حياة مملوءة بالهموم والغموم والأحزان والمشاكل العظيمة والفتن الكثيرة فهي حياة تشبه حياة البهائم ليس لأهلها هم إلا شهواتهم وحظهم العاجل , فهي حياة من جنس حياة البهائم بل أسوا وأضل , لكونهم لم ينتفعوا بعقولهم التي ميزوا بها عن البهائم , كما قال جل وعلا : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } (1) وقال جل وعلا : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } (2) هذه حياة من حاد عن الشريعة حياة في الحقيقة هي شبيهة بالموت لعدم إحساسهم بالواجب وعدم شعورهم بما خلقوا له , وهي حياه في ذاتها تشبه حياة البهائم لكون البهيمة لا هم لها إلا شهواتها وحظها العاجل , فهكذا الكافر المعرض عن الشريعة ليس له هم إلا شهواته وحظه العاجل , ولهذا شبه الله أهل الإيمان والهدى بالمبصرين والسامعين , وشبه من حاد عن الشريعة بالأعمى والأصم , وشبه من وفق إلى الشريعة بالحي وشبه من خالف الشريعة بالميت وبهذا نعرف أيها الإخوة أن هذه الشريعة , حياة البشر وسعادة البشر ونجاة البشر في الدنيا والآخرة , وأنهم في أشد الضرورة إلى اعتناقها والتزامها والتمسك بها لأن بها حياتهم ونصرتهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة , ولأن فيها الحكم بينهم بالحق وإنصاف مظلومهم من ظالمهم , ولهذا كانت هذه الشريعة العظيمة أعظم شريعة وأكمل شريعة , وكان البشر في أشد الضرورة إلى أن يعتنقوها ويلتزموها , ولا حل لمشاكلهم ولا سعادة لهم أبدا ولا نجاة للمسلمين مما وقعوا فيه اليوم من التفرق والاختلاف والضعف والذل إلا بالرجوع إليها والتمسك بها والسير على تعاليمها ومنهاجها . وأسال الله عز وجل أن يوفقنا جميعا للفقه فيها والعمل بها , وأن يهدينا جميعا وسائر عباده للأخذ بها والسير على ضوئها والاهتداء بنورها إنه جواد كريم , كما أسأله عز وجل أن يصلح ولاة المسلمين جميعا , وأن يوفقهم للتمسك بهذه الشريعة والعمل بها والتحاكم إليها والحكم بها في كل شيء , وأن يعيذنا وإياهم من بطانة السوء ومن دعاة الضلال إنه على كل شيء , قدير وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)اهـ .
"لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع" قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة" رواه ابن ماجه وأحمد، وله رواية بلفظ: "السفيه يتكلم في أمر العامة".
الأخ الكريم :
أوّلا :
هل تنكر أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا فيما بينهم حول
الحكم حتى تقاتلوا فيما بينهم ؟؟
ثانيا :
هل نجد في السلفية وفتاويها قوانين المرور والسكان والتنمية والاقتصاد والعمران و طرق تسيير الدولة داخليا وخارجيا وتسيير المؤسسات والادارات والأعمال وقوانين محاسبة الحاكم والمسؤولين ؟؟ النظام الديمقراطي يُؤَمِّنُ لنا كلّ هذا فهل تُؤَمِّنُ لنا السلفية هذا ؟؟
ثالثا :
من تسميهم بالبهائم هم الذين يقودون العالم اليوم ويتحكمون بزمام
أموره وهم الذين يخترعون لنا ما يسهل لنا أمور حياتنا وهم من
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية