و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته...
إذا افترضنا أن صديقا لك خرج من سباق الألف متر بالرتبة الثالثة و كان مطلوبا منه المشاركة في دورة لاحقة في نفس السباق و مع نفس المتسابقِـين... هل تنصحه بالتدريب و الاستعداد الجيد للحصول على نتيجة أفضل... أم تقترح عليه خطة لحذف المتسابقين الأول و الثاني حتى تتاح له فرصة الحصول على الميدالية بكل بساطة !!
إذا أخذنا نتائج البكالوريا كمثال... فهي تحمل في قوائمها غالبية أنثوية، لذلك من غير المنطقي أن تعترف بوضوحِ هذه النقطة عندك ثم تعقب بأنهن ناقصات ذكاء ... و إذا سألت أي أستاذ عن السبب الرئيسي للمشهد فالإجابة التلقائية ستكون أن الغالبية الأنثوية مُجِدّة و الغالبية الذكورية متقاسعة في بذل المجهود... هكذا بكل بساطة و بعيدا عن مستوى الذكاء و العبقرية... تنحصر المشكلة في الإرادة و فقط.
ربما تثار هذه النقطة عند غالبية الشباب كحل نهائي و سهل و (واجد) للبطالة... لكن المشاكل لا تُحلّ بالعواطف و الأنصاف حلول و الشكليات... فإذا كان هذا الرجل يرفض التحاق ابنته بكلية الطب من باب عدم الاحتكاك بالرجال.. فكيف له أن يأخذها مستقبلا إلى طبيب توليد مثلا ؟!! ... طبعا هذا مع مراعاة وجود مهن محددة و أعمال خاصة بالنساء و فيها مما يجمع لهن بين الكرامة و التواجد في وسط المجتمع الكثير...
باختصار المشكلة الرئيسية تكمن في زاوية النظر التي يرقب البعض منها المشهد و ليست في المشهد بكامل أركانه... و لو أنك فقط تعيد قراءة موضوعك بوضع نفسك خارج أطراف المشكلة فستفهم ما أقصده...
و كحلٍّ وسط كافٍ للتوضيح... لو أننا في يوم أصدرنا قانونا بمنع البنات من الالتحاق بكليات الطب و الهندسة و المدارس العليا مع الإبقاء على معدل القبول ذاته.. هل ستحل مشكلة البطالة هنا؟ و هل سيتغير عدد الذكور الملتحقين بهذه الكليات السابقة _باعتبارها الأكثر ضمانا لمهن مستقبلية_ ؟؟
لو أن كل واحد نظر إلى نفسه على أنها أساس المشكلة و سعى بإخلاص إلى إصلاحها و تحسينها بدلا من إلقاء التهم على الآخرين و تنصيل نفسه من المسؤولية لما كنا مجتمعات بهذا الحجم المؤسف من التخلف...
و الله أعلم