إن النصارى و اليهود و اللادنين و الكفار كلهم يتفقون و يردون على السلفيين لماذا؟

[ناصرالدين الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayoub0587

لا يزال السؤال مطروحا
مع تأكيد أن النقل لا يخالف العقل عند أهل السنة والجماعة، فهل ممكن نجد شخصا ممن تعدونهم من السلفية
ولم يلتبس ببدعة كما تصفون طلبة العلم، ألف ولو كتابا في نقد الملاحدة والرد عليهم؟

أعتذر على التدخل
لكن .. ما الفائدة من الرد على منطق الملاحدة .. سورة الرحمان كلها رد على الملاحدة
كأنك تطلب من طبيب سرطان أن يدخن ليثبت أن التدخين يسبب السرطان
فكيف لعالم سلفي أن يخوض في علم الكلام و هو ينهى عنه

قد لم تفهم منهجنا في الدعوة .. فمنهجنا هو الدعوة بالقرآن و السنة لأننا نعتقد أن الله تعالى أنزل الحجة في كتابه و قد أخبرنا عن حالالكفار أنهم لا يُكذبون الرسول صلى الله عليه و سلم بل يُكابرون فهم يعلمون أنه الحق لكن يكفرون به .. فكذلك حال من يسمون أنفسهم ملحدين .. أعجبتهم كثرتهم فظنوا أنهم على شئ و ما هم على شئ ..
و خاض فيما مضى شيخ الاسلام ابن تيمية في علم الكلام للرد على الفلاسفة و المتكلمين مع أن أغلب كلامه كان يرد بكلام طائفة من المتكلمين على طائفة أخرى من المتفلسفين و يهدم حجة الأول بالثاني ثم يأتي بما قال الله تعالى في كتابه و بما قاله رسوله صلى الله عليه و سلم ليبين الحق من الباطل .. و قد عاتبه كثير من العلماء خوضه في علم الكلام و لو كان للرد على مخالفيه كما عابوا عليه كلامه في تسلسل الاحداث ...

و كما قال الإمام مالك : "كلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله"
وعن الإمام الشافعي – رحمه الله – قال: "إياكم والنظر في الكلام فإن الرجل لو سئل عن مسألة الفقه فأخطأ فيه كان أكثر شيء أن يضحك منه عليه، ولو سئل عن مسألة في الكلام فأخطأ فيها نسب إلى البدعة, لقد رأيت أهل الكلام يكفر بعضهم بعضاً، ورأيت أهل الحديث يخطئ بعضهم بعضاً، والتخطئة أهون من الكفر"

و هذا اقتباس لموقف السلف باختصار ..
موقف السلف الصالح من علم الكلام:
لقد كان موقف السلف الصالح من علم الكلام موقفاً حازماً هو المنع من تعاطي هذا العلم والاشتغال به ومجالسة أصحابه أو حتى الرد عليهم, وذلك أنهم نظروا إلى منهج الرسالة من الكتاب والسنة، فوجدوه قد انتهج منهجاً خاصاً في تقرير العقيدة الإسلامية، فاتجه إلى العقل الإنساني والفطرة البشرية يخاطب ما جبلت عليه من حقائق تجعل الإيمان بوجود الخالق وضرورة عبادته وحده أمراً بديهياً، لا حاجة فيه إلى الجدل والسفسطة، وأن الإسلام مبناه على الخضوع والاستسلام.
ثم نظروا إلى الأصول والمحاضن التي نشأ فيها علم الكلام، فوجدوا أن علم الكلام ترعرع في بيئة وثنية خالية من التوحيد، أساسه الفلسفة اليونانية، وبيئة المجتمع الإغريقي الإباحي المنحل، فأطلقوا صيحات الإنذار إشفاقاً على هذه الأمة من أن تأخذ مأخذ الأمم السابقة فكثرت أقوالهم في التحذير من علم الكلام .