روى أبو نُعيم (6/30) والبيهقي في شعب الإيمان (7389) وأبو عمرو الداني في (السنن الواردة في الفتن) بسندٍ صحيح عن كعب الأحبار أنّه قال: "إن لكلّ زمان ملكاً يبعثه الله على قلوب أهله [أي حسب قلوب أهله] فإذا أراد الله بقومٍ صلاحاً بعث فيهم مُصلحاً، وإذا أراد بقوم هَلَكَةً بعث فيهم مُترفاً، ثمّ قرأ: ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ [الكهف59]، قال المُناوي في فيض القدير (1/265): "والتقدير: بقومٍ أهلِ سوءٍ سوءًا، فإنّه تعالى إنما يُولّي عليهم مُترَفيهم لعدَم استقامتهم"
فالحكام عادة ما يكونون من جنس أقوامهم، ومن الغباء والجهل والعجلة أن يسارع الغيورون على الدين إلى الإصلاح من أعلى الهرم، زاعمين بأنهم إن تسنى لهم ذلك غيّروا الحياة وحكموا بما أنزل الله،
إن المتأمل في النصوص الشرعية ليظهر له أن تسلّط الحكام ليس راجعا إلى فجورهم بادئ ذي بدء وإنما إلى ذنوب الرعية واقترافهم المعاصي، قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "ولم ينقُصوا المكيالَ والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدّةِ المُؤنةِ وجَوْر السلطانِ عليهم"، الحديث أخرجه ابنُ ماجه(4019) وصحّحهُ الألباني في تعليقه.الألباني الذي يرميه صعلوك قناة النهار بأنه حشوي
وفيما يلي إن شاء الله تعالى أقوال لشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم كأن الناظر فيها يتوهّم أنها قيلت في زماننا هذا سبحان ربي، أرجئها رغبة في تفقّد أخينا الناقد المتألق وما يمكن أن يكون قد رشقنا به من تهم وأوصاف نقبلها منه على اية، لكن من باب الصبر على الأذى، والله على كل شيء شهيد