![]() |
|
الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها *** |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الرقاة والدجالين بين الحقيقة والخيال
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
الاخت المحترمة Isyami شخصيا كلامك لا يغضبني على الإطلاق لكنني اختلف معك في الرؤية و سأخالف نصيحتك و سأخوض في الموضوع ... قد تبدو رؤيتي ككثير من الحالات متطرفة . لكنني دائما اعبر هنا عن أرائي بوضوح و بصراحة ... المهم : سبق أن حضرت جلسات رقية و ما يحدث في بعضها يمكن تفسيره تفسيرا موضوعيا "على الاقل ما شاهدته شخصيا" ... و لقد سبق ايضا أن استجوبت عدة حالات لأشخاص كانوا يعانون مما يعتقدون انها اعراض سحر أو مس , و لم اصل إلى اجابات مقنعة تثبت أنها فعلا حالات مس أو سحر . و كوننا لا نملك تفسيرا محددا لبعض الحالات فهذا لا يعني انها تحدث بسبب كائنات ماورائية شريرة أو طيبة . كثير من الحالات التي أعرفها لجأت للمارسات التقليدية كالرقية و الزردة (الوعدة) لكن الظاهر أن هذا الممارسات لها تاثير سيكولوجي مؤقت أشبه بال placebo لكن في معظم الحالات كان العلاج الطبي اكثر فعالية و في حالة التوقف على متابعته تعود نفس الاعراض الذي كان يعتقد انها اعراض سحر أو مس .... هذا باختصارعن تجربتي الشخصية تبقى الحقيقة التي لا جدال فيها ان هناك حالات مستعصية التفسير . لكن في نفس الوقت نحن ايضا لا زلنا بعيدين عن معرفة كل اسرار الدماغ البشري . لذا القبول بالتفسير التقليدي لا يعني بالضرورة انه التفسير الصحيح . حتى و لو كانت بعض الحالات غريبة (لكنها مهما يكن لا تصل حدا إعجازيا من الغرابة كأن يطير المريض أو يمشي فوق الماء أو يختفي عن الانظار) ... صحيح ان هناك حالات عجز الطب عن تفسيرها و صادف ان عالجها الراقي أو المشعوذ او القسيس أو كاهن القبيلة . لكن هل هذا يعني بالضرورة انها حالات ماوراء طبيعية . أم انها حالات طبيعية لكننا لا نملك المعارف الكافية لتفسيرها... بالنسبة لي كلا الامرين محتملين , لكنني لا أحب الميل السريع إلى التفسيرات الماورائية . خاصة و انه لم يثبت "لدي" صدقها ... في اثناء ذلك لدينا ظاهرة اجتماعية في العشرين سنة الاخيرة , حيث تزايد عدد الرقاة و ارتفعت الحالات التي تعرض عليهم و في غالب الحالات يكون تشخيص الراقي إما سحر أو مس او عين . في حين أنه منذ ما يقارب العقدين لم تكن هذه الحالات منتشرة بكثرة . بل تزامن ظهورها مع بداية المد السلفي و انتشارالقنوات الفضائية و معها بدأت تدريجيا تتطور و تنتشر حالة من الوسواس الجماعي في المجتمع ... هذا أحد الامثلة : https://www.safeshare.tv/w/fvcGuhkiso هذه الثقافة و إقبال الناس على الرقاة و المعالجين الطبيعيين ادت إلى العديد من المآسي . كما بدات تظهر معها نزعة للشك في إمكانيات الطب الحديث . بالرغم من معرفتنا ان العلاج التقليدي و الرقية كانا موجودين منذ قرون لكن وحده الطب الحديث قلص معدلات الوفيات و رفع معدل الاعمار و حسن الحالة الصحية العامة للبشر . مستقبل الصحة النفسية و العضوية للبشر مرهون بالثقة بالطب الحديث و العمل على تطويره و لكن عندما يعجز هذا الاخير يتشبث الناس بأي قشة و يميلون لتصديق المعجزات . و هذا الامر موجود في كل الثقافات حتى الغربية منها ... و هذا مثال عن واحدة من اشهر الحالات في المجتمع الغربي https://www.safeshare.tv/w/MMVowYgKnT https://www.safeshare.tv/w/kKhONwcrET تعتبر مدينة لورد ثاني اكبر محج للمسيحيين في العالم بعد الفاتيكان . و يعتبر كثير من المسيحيين ان حالات الشفاء من الامراص المستعصية و الحالات الميؤوس منها لبعض ممن زار لورد كدليل على معجزات العذراء التي يعتقد انها تجلت في قرب المدينة . لكن هذا الإدعاء لا يصمد امام النقد الموضوعي , ذلك انه من المعروف لدى الاطباء ما يسمى بالشفاء التلقائيguérison spontanée . و انه يحدث في كل مكان , عند البوذيين و الهندوس و الملاحدة و المسلمين و المسيحيين و غيرهم . لكننا نجد كل طائفة تستدل بهذه الحالات لتأكيد بعض المعتقدات لديها . إن عدد حالات الشفاء في لورد لا تتجاوز ال100 حالة في ازيد من قرن و نصف في حين ان المدينة يحج إليها سنويا اكثر من 5 ملايين شخص . لكن عائلات الاشخاص الذين شفوا او لم يشفوا لديهم إيمان عميق بقدسية المكان و قدرته على شفاء الامراض و أي محاولة جدال معهم فيها نوع من التنغيص و قلة الاحترام , فهي تبقى أيضا تجارب واقعية عاشوها . و نحن ايضا لدينا من يعيش مثل هذه التجارب و انا لا اريد التشكيك في التجارب الشخصية و لكنني ضد ان تتحول التجارب الشخصية وسائل لنشر تصورات معينة و فرض حقائق لا دليل عليها في نظري , المشاهدات و التجارب الفردية تكفي لإقناع أصحابها بقناعات ذاتية (قد تكون صحيحة و قد لا تكون) , لكنها لا تصلح لتؤسس لحقائق . أما المشاهدات الموثقة في هذا الموضوع فهي فلا تعطي أي نتائج حاسمة . اما مسألة أن نترك الموضوع لاهل الإختصاص . فالسؤال هو من هم هؤلاء ؟؟؟ هل هم هؤلاء : https://www.jinnsc.com/vb/ أو هم امثال الدكتور محمد الهاشمي صاحب قناة الحقيقة من هم بالضبط , هل هناك معاهد و كليات خاصة يتخرجون منها , أم هم كل من يدعي انه راق و كم هم كثيرون ما اعرفه أن كبار علماء الإسلام قديما و حديثا لم يشتهر انهم اشتغلوا بمثل هذه الممارسات او كتبوا عنها . بل الغالب انه يشتهر بها قوم مغمورون في مجال العلوم الدينية , و جلهم يسترزقون منها إن لم يكن جميعهم ... ما يهمني اكثر هو خطورة هذه المعتقدات لكونها تكسر الإيمان بمنطق العلل ... المسلمين بسبب الخوف من العين و الحسد و السحر و كثير من التصورات المقلوبة للعقائد أصبحوا يعتقدون انهم لا يملكون امرهم و لذا فهم لا يتطورون و لا يحولون مجرد المحاولة لانهم يعتقدون سلفا انه لا شيء مضمون ... و هذا المبدا مترسخ في العقل الباطن لأغلب المسلمين و جزء من ثقافتهم ... المجتمعات الغربية بدأت بالتطور عندما تحلق عن فكرة التفسير الماورائي للظواهر و الإيمان بقدرة العقل على فهمها و هكذا فهم يحاولون فهم علل الاشياء و لهذا السبب تطور الطب و بقية العلوم عندهم . قد اكون مخطئا و لكنني ارى أن هذه المعتقدات تبرمج الفشل و تيرره و تعيد إنتاج التخلف . و ان على الإنسان ان يرشد و يستقل بنفسه في فهم الظواهر و الامراض و معالجتها عبر فهم اسبابها المادية و الوقاية منها عن طريقة التنشئة الصحية و النفسية الصحيحة , فالمشكلة ليست في نجاح و فشل الرقاة في شفاء الحالات التي تعرض عليهم بل المشكلة في أعدادها المهولة أصلا مقارنة بالدول التي لا تؤمن بهذه الامور . و كان الجن مسلط على اكثر الشعوب تعوذا منه و هذه مفارقة غريبة ... هذه الاعداد المهولة و الوسواس الجماعي كما توضحه حالات الثانوية المسكونة بالجن اعلاه هي المشكلة . المشكلة ثقافية اصلا و تحتاج لعلاج ثقافي . ربما قد تكلمت سابقا عن مشكلة ثقافية تتعلق بنظرتنا للزمان و مشكلة الثقافات الماضوية past-oriented cultures . هنا اجدني امام مرض أخر يصيب العقل الإسلامي و هو نظرتنا لطبيعة الاشياء و الظواهر و عللها ... في نظري هناك تصورين, تصور اول يجعل العالم يبدو غامضا و غير قابل للتحكم , هو عالم مليء بالجن و اللامتوقع . حيث ان جل ما سصيب الناس من مشاكل سببه ظواهر ما ورائية كالعين مثلا . و هذا نموذج من اكبر موقع إسلامي هذا التصور يقوض مبدأ عقلي يؤمن بالقوانين و السنن و هو عين التصور الثاني الذي ينتشر في المجتمعات المتطورة علميا . عندما نؤمن ان العالم له قوانين و سنن ثابتة و عندما نؤمن اننا نستطيع كشف تلك القوانين و تسخيرها و نبرمج عقولها على مبدأ السببية , عندئذ يمكن أن نتطور علميا و حضاريا بأن نكون بشر فعالين نبحث عن الحلول لاننا نؤمن بقدرة العقل على إيجاد الحلول , لكن عندما تنتشر بيننا و يترسخ في لاوعينا الخوف من العالم اللامتوقع و الغامض , و تسكننا الوساوس و المخاوف و نلجأ للتعويذات و نتوهم علاقات سببية بين قراءة آيات معينة عددا محددا من المرات مع المشكلة س أو ع , و يصبح للراقي مكانة اهم من مكانة الطبيب , فسوف نظل ندور في حلقة مفرغة . إي انها ثقافة تنتج شعوب مصابة بالوسواس و لا تؤمن إيمانا جديا بالسببية و هذا يخلق طلبا على الرقاة و المشعوذين و الطلب المرتقع على خدمات الرقية سيعزز فكرة نجاعة الرقية حتى و لو لم تكن ناجعة (لانه شعب موسوس في الاصل) و هذا يعزز التصور الاول و يعيد إنتاجه . و سنبقى ندور في حلقة مفرغة مع حقيقة ان الصحة النفسية للجماهير في تدهور مع غياب أي ارضية لنهضة علمية ...
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحقيقة, الرقاة, والخيال, والدجالين |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc