" الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة " للشيخ سليم الهلالي ص (278 – 279)
وعلى ما تتقدم من مقدمات ، قال الشيخ سليم الهلالي " إن تاريخ الإخوان يمثل الفشل السياسي بكل أنواعه وصوره وأبعاده ، فقد استطاع الضباط الأحرار أن يمتطوا هذه الجماعة حتى وصلوا إلى الحكم . بل قالوا : إن سيد قطب كان ميرابو – الرجل الذي مهد للثورة وانظر " سيد قطب الشهيد الحي " ص (138–142) للثورة … ثم كان ما كان " " الجماعات الإسلامية " ص (283) .
أن الإسلام الحقّ: هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ محجة بيضاء -كالورقة البيضاء- جاء الخوارج قطعوا قطعة ولوّنوها، وجاء الروافض، وقطعوا قطعة ولونوها بلون آخر، وجاء الصوفية ولوّنوها بلون ثالث . . . و . . . وهكذا، فبقيت في الوسط دائرة بيضاء؛ فمن ينظر إلى هذه الدائرة البيضاء فإنه يقول: هذه فرقة مثل الفرق؛ لأنه لا يعرف حقائق الأشياء، وأما الذي ينفذ نظره إلى ما بعد الألوان، فإنه يعرف أن الأصل هو البياض؛ وأنّ ما حوله منحرف عنه!
فنقول: إنَّ جميع الفرق انحرفت، وبقيت هذه الجماعة على الأصل، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فهل السَّلفيَّة عندئذٍ تفرق الأمَّة؟!
أم أنها هي الباقية على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها، لا يزيغُ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال؟!ال الإمام اللالكائي المتوفى سنة 418هـ -رحمه الله- في كتابه الفذ: «شرح أصولاعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/32- 25):
«ثم كل من اعتقد مذهباً فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب، وإلى رأيه يستند إلا أصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر، ويباهيهمفي ساحة الفخر، وعلو الاسم؟!))وأعمال الحزبيين أكثرها غير صحيح فهذا دليل على فساد عقيدتهم , لأن صلاح الظاهر دليل على صلاح المعتقد والعكس صحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم(ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) حديث متفق عليه.
فالحزبية دليل على فساد معتقد صاحبها فتأمل؟!
و الحقيقة أن حصر السلفية (=الإسلام الحق) في العقيدة يشبه قاعدة الحزبيين الذين يقولون (سلفية العقيدة وعصرية المواجهة)) وغيرها من القواعد الباطلة الآثمة.
وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.
بارك الله فيك اخي عبد النور