تحياتي لأخي الفاضل الأستاذ عمر .
و بعد فإن الانتخاب و هو لغة الاختيار في العملية الديمقراطية ككل مجرد آلية
نجدها حتى في الأدبيات الإسلامية بصيغ أخرى كالبيعة و التأييد و الولاية مع وجود بعض
الزيادات تحت هذا المصطلح أو ذاك ...
و لكن من يحذر و يفتي بعدم الجواز فهو إنما يعني الأمر ككل و الفقه المجمل للديمقراطية و اللعبة عموما
التي تتخذ العملية الاصطفائية الانتخابية وسيلة بمواصفات معينة من أجل تحقيق أهدافها العامة ...
و من تلكم الأمور التي يظهر فيها عوار و عدم نجاعة الديمقراطية ما ألخصه في النقط الآتي بيانها مثالا لا حصرا :
ـ أن لعبة الديمقراطية تساوي ما بين صوت العالم الفزيائي الجليل و العالم القرآني الفاضل و صوت الفاجر المذنب
و ربما غلبت الكثرة المخطئة رأي الرجل الواحد الصواب من أجل ذلك كان الأمر في الإسلام ليس للكثرة
بل لأهل العقد و الحل أي أولو النهى و العلم و الفضل و الورع .
ـ أن جماعات الضغط في الدولة الواحدة كأرباب المال و الساسة و الجماعات العرقية و الحزبية الفكرية
بما أوتيت من قوة و نفوذ و مال و سطوة توظف الإعلام و التعليم و دور الثقافة و النقابات و الحركة الجمعوية
بشتى الطرق بالففضيحة تارة و المال تارة و الإغراء الجنسي أخرى و بالإرهاب و الاغتيال تارات من أجل إيصال
هذا المرشح أو ذاك و هو الحاصل الآن في جميع الدول الديمقراطية الكبرى مثل إنجلترا و فرنسا و أمريكا و إسرائيل
و سواها فلا يصل إلى سدة الحكم إلا من رضيت تلكم الجماعات عنه و إلا فالاغتيال و الفضيحة و أنتم تعلمون
جيدا عما أتحدث عنه .
ـ و من ناحية أخرى فإن مبدأ حكم الأغلبية قد تعطي الحق للنساء فيجورون أو للرجال فيجورون أو للحمقى
و سفلة القوم فيشرعون كما يحلوا لهم حتى صار في بعض الدول الغربية الديمقراطية يشرع زواج المثليين
و قريبا سوف يشرع الزواج من الحيوانات و الأسماك و الطيور و ما المانع فالحكم للأغلبية التي اشتطت
و نزح بها الشيطان إلى بره ...
و نحن يا أخ عمر لو تم الأمر عندنا كما يحب أحباب الديمقراطية لرأيت العجب العجاب ...
فسوف تؤول العصمة للنساء و سوف تتزوج البنات بلا إذن و لي عاقل و سوف تنتهك حرمات لله تعالى شتى
و سوف نندم عندها و لات حين مندم و نقول و الله إن كان إخوتنا السلفيون لعلى الحق ...
......
هدانا الله تعالى لما يحبه و يرضاه و لناعود بحسب شجون المحاورة لموضوع أخي
و السلام عليكم
أشكركم و أدعو لكم .