على القراءة الثانية {قِرن} يكون من الوَقَار، والوقار معروف، ووجه الارتباط بينهما على هذا المعنى أن الوقار ملازم للقرار، وكأنه أثرٌ عنه ونتيجة له، وذلك أن المرأة إذا قَرَّتْ في بيتها فإن ذلك مَظِنَّةٌ لوقارها، ومعلوم أن كثرة خروج المرأة الخرّاجة الولاجة لا شك أن ذلك يُذهِب وقارها، فإذا كانت تخالط الرجال فإن ذلك أعظم، ويكون لها من الجُرأة ما لا يكون للمرأة القارّة في بيتها التي لا تخرج، وهذا أدبٌ أدَّب الله -عز وجل- به أمهات المؤمنين، وهن قدوة لغيرهن من النساء، فلو كان في الخروج وكثرته خير للمرأة لما كان هذا التأديب لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما أدبهن بالأدب الكامل، ومن ثَمّ يقال: إن مكان المرأة هو بيتها، وليس الخروج منه، ولا يصح بحال من الأحوال أن تُسمَّى المرأة التي لا تعمل أن يقال: إنها امرأة عاطلة، تعاني من بطالة، هذا الكلام غير صحيح، هي ليست عاطلة، وإنما هي قائمة بوظيفتها الطبيعية من القيام على شؤون المنزل، القيام على شؤون الزوج والأولاد وما شابه ذلك، وأما المرأة التي تخرج فهي مَكفِيَّة بشرع الله -عز وجل- إذ أن وليها من أبٍ أو زوجٍ أو غيره ملزمٌ بالنفقة عليها والقيام بمصالحها دون أن تحتاج إلى خروج وعمل وكد فهذه قد كُفيت في الإسلام، وإن كانت محتاجة فإنها تعطى من بيت المال، ولا تحتاج إلى الخروج، تعطى من بيت مال المسلمين ما يكفيها، ويصلح لمثلها، وهذا من كمال الشريعة وعنايتها بالمرأة وإكرامها لها، لا أن يستعملها أجيرة تشقى وتعمل، لربما في أعمال لا تصلح إلا للرجال، أو تخالط الرجال
اجدت وأفدت
بارك الله فيك
موفق لكل خير