وأما ردي فهذا هو
بروتوكولات حكماء صهيون بين الحقيقة والتزييف
د. "جلاء إدريس" أستاذ الدراسات العبرية: بروتوكولات حكماء صهيون وثيقة حقيقية وضعها صهاينـة ماسونيـون، الصهاينة استهدفوا منها السيطرة على العالم المسيحي، ثم العالم الإسلامي.
أ.د. "جمال عبد الهادي: "من يصرف نظر الأمة عن مواجهة الأعداء يعتبر عميلاً لهم".
"الأنبــا بسنتي": "شارون" هو .. مسيح اليهود المنتظر.
أ.د. "جابر قميحة": بروتوكولات حكماء صهيون موجودة واقعاً عملياً.
في محاولة من اللجنة الشعبية المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني التابعة لاتحاد الأطباء العرب لإجلاء الحقيقة في قضية بروتوكولات حكماء صهيون وإزالة اللبس الذي غلفها نتيجة للرؤى التي طرحت من باحثين، وكتاب متخصصين في الدراسات الإسرائيلية والعبرية، استضافت اللجنة الدكتور "محمد جلاء إدريس" أستاذ ورئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة طنطا في ندوة مؤخراً بعنوان: "بروتوكولات حكماء صهيون .. بين الحقيقة والتزييف".
وأكد أ.د. "جلاء إدريس" في الندوة أنه بعد دراسات عميقة طوال 30 عاماً، لديه يقين بأن بروتوكولات حكماء صهيون وثيقة حقيقية وضعها بعض زعماء الصهيونية من أجل السيطرة على العالم، وتسخيره لخدمة مصالح اليهود وأهدافهم، وأن الاعتراف بصحة هذه البرتوكولات ليس دعوة لليأس والاستسلام، ولكنه جرس إنذار لاتخاذ وسائل المقاومة الكفيلة بمنع تنفيذ الصهاينة لما تبقى من مخططات هذه البروتوكولات.
وفي تقديمه للندوة أوضح د. "أحمد عمر" - أمين عام اللجنة - أن اللجنة تتحرك وتعقد الندوات والمؤتمرات؛ لتوقظ الفكر، وتصحح المعلومة ولتعيد الوعي إلى ذاكرة الأمة؛ لتكون عارفة بأصدقائها وعارفة بأعدائها، إيماناً منها بأن المعرفة هي بداية أي عمل جاد وناجح.
في البداية أوضح أ.د. "جلاء إدريس" أنه لا يتهم من ينكر صحة بروتوكولات حكماء صهيون، واعتبارها وثيقة ملفقة بالخيانة أو العمالة لأنه لكل إنسان أن يعرض وجهة نظره، وأكد أن هذه البروتوكولات عبارة عن مخطط وضعه رجال المال والاقتصاد من الصهاينة وهم بعض اليهود "حتى لا نتهم سائر اليهود"، وأن اليهودية بريئة مما جاء في هذه البروتوكولات التي وضعها الصهاينة للسيطرة على العالم المسيحي ثم العالم الإسلامي، وأنه عبر دراسته طوال 30 عاماً تأكد من صحة هذه، وأضاف: ويقال إن هذه البرتوكولات كتبت أول ما كتبت باللغة الروسية، وشاع النص الروسي عندما نشره رجل كنسي فاضل يدعى "سرجي لينوس" لأول مرة عام 1901، ولكن لا يعرف أحد إذا كانت هذه النسخة هي النص الأصلي للبروتوكولات أم لا، ثم توالت طبعاتها بداية من عام 1905 بعدة لغات حتى عام 1921 عندما اختفت، ثم ظهرت أول طبعة لها باللغة العربية عام 1950، وتوالت ترجماتها بعد ذلك.
ردود على المطاعن:
وأخذ أ.د. جلاء إدريس يفند بعد ذلك المطاعن التي تساق للتشكيك في صحة هذه البرتوكولات كوثيقة فأوضح أنه بالنسبة للقول بأنها لو كان اليهود هم الذين كتبوها لكانت باللغة العبرية وليست الروسية، فإن هذا المطعن يعتبر جاهلاً فاضحًا؛ لأن يهود أوروبا لا يعرفون العبرية، كما أنها لغة ليست واردة عند يهود الشتات والغرب عموماً، كما أن يهود روسيا ليسوا متدينين، واللغة العبرية في أصلها لغة يقتصر استخدامها على الموضوعات الدينية، بل إن كتابة قصة باللغة العبرية قد يكون مدخلاً لتكفير صاحبها، كما أن معظم اليهود يرددون عبارات باللغة العبرية في صلواتهم ولا يعرفون معناها، و"تيودور هرتزل" أبو الصهيونية كان ملحداً فكيف يعرف اللغة العبرية.
وأشار إلى أن البروتوكولات جاءت من فرنسا لأول مرة دون أن يعرف أحد لغتها الأصلية، ورداً على المطعن الخاص بالقول بأن أسلوبها ركيك أوضح د. "جلاء إدريس" أن الذين يطرحون هذا المطعن للتشكيك في صحة البروتوكولات نسوا أنها ترجمة عن ترجمة، وطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الأساليب.
أما مطعن عدم وجود مصطلحات دينية في البروتوكولات فقد رد عليه أستاذ الدراسات الإسرائيلية الشرقية والعبرية، مؤكداً أن البرتوكولات بها العديد من المصطلحات الدينية، ومنها على سبيل المثال كلمة "الجوييم" التي تعنى غير اليهودي وهي مصطلح ورد أكثر من 250 مرة في العهد القديم وكذلك عبارة (الملك المخلص) وهو مصطلح صهيوني وغيرها من المصطلحات، والتعبيرات الدينية مثل ملك إسرائيل، ملك اليهود، نسل داود، سلالة الملك داود، الأمة اليهودية، دين موسى.
العرب لا يقرأون:
وبالنسبة لمطعن سذاجة الاعتراف بخطة تخريب العالم الواردة في البروتوكولات فقد رد عليه د. جلاء إدريس مشيراً إلى أن مؤلفًا إسرائيلياً قد وضع كتاباً من 25 عاماً عرض فيه تفاصيل خطة غزو لبنان قبل وقوع الغزو بأكثر من خمس سنوات، كما أن شارون أعلن في مقالات، وخطب خطط أمريكا تجاه العراق اليوم منذ عام 1991 ... فهل يكون ساذجاً، وأضاف أن اليهود يطبقون مقولة "موشيه ديان" بأن العرب لا يقرأون وأن معظمهم إذا قرأوا لا يفهمون . أما عن مطعن أن البروتوكولات تحدثت عن حكومة عالمية لليهود، وهذا لم يعرفه اليهود طوال تاريخهم، قال عنه أستاذ الدراسات الشرقية والعبرية إن هذا صحيح من حيث إنه لم يحدث حتى الآن، ولكنه معتقد وارد في عقيدة اليهود بأنهم سيسيطرون يوماً ما على العالم كله.
وعلق د. جلاء إدريس على هذه المطاعن بأنها غريبة فهي تتحدث عن حقوق الأقليات، ونحن لا نهاجم اليهود أو اليهودية كديانة أو عقيدة، ولم نقل بأن حاخامات اليهود الذين كتبوا هذه البرتوكولات ولكن بعض زعماء الصهيونية وهم من الدرجة الثالثة والثلاثين في المحفل الماسوني كما أن هذه المطاعن صدرت عن كتاب، وباحثين غير متخصصين وأنه فوجئ بأن قضية البروتوكولات فردت لها مساحات كثيرة في الصحف لم تفرد لقضايا أخرى مع العدو الصهيوني، كما تم طرح القضية دون أن تعرض الرأي والرأي الآخر، ولكن الطرح يأخذ جانب نفي صحة هذه البروتوكولات وأن كل ما طرح على صفحات الصحف المصرية لا يختلف عما نشر عامي 1967 في جنوب إفريقيا و 1986 في مصر.
اعتراف أمريكي:
وأشار أ.د. جلاء إدريس إلى أن كلمة بروتوكول تعنى محاضر أو مسودات مؤتمر سياسي، وأن برتوكولات حكماء صهيون يبلغ عددها 24 برتوكولاً، وهى جزء من الوثائق الأصلية للزعماء الصهاينة، وأن هذه المحاضر عرضت في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 في مدينة "بازل" بسويسرا، والذي توالت بعده المؤتمرات الصهيونية كان آخرها عام 1951 في مدينة القدس المحتلة.
وأكد أستاذ الدراسات الشرقية والعبرية أن الأمريكي "هنرى فورد" قد ألف كتاباً عام 1927 أكد فيه صحة هذه البرتوكولات كوثيقة صهيونية وقسم موضوعاتها إلى أربعة أقسام، أما بالنسبة للمحاور والقضايا التي تتناولها البرتوكولات فقال أ.د. جلاء إدريس: إن أول قضية تعالجها هي استفادة اليهود من الثورة الفرنسية ثم الآثار المدمرة لنظريات دارون وماركس واينشتين، ثم تتحدث عن السيطرة على الصحافة ودور النشر ووكالات الأنباء، وغرس بذور الخلافات بين غير اليهود واحتكار الصناعة والتجارة، ونزع سلاح الأمم (كما يحدث اليوم في العراق) وتشجيع العمال على المسكرات والمخدرات، وفي قلب هذه البروتوكولات نجد الحديث عن عودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة بنى إسرائيل، وإشعال الحروب العالمية، كما أن البرتوكولات تركز على الأديان، وتتحدث عن الكنائس الكاثولوكية وكيفية تدميرها، وهذه الكنائس موجودة في الغرب وليس في روسيا.
وأكد أ.د. جلاء إدريس أن عمليات تخريب التعليم والسخرية من المشايخ والعلماء في الأفلام والمسلسلات جزء من مخطط بروتوكولات حكماء صهيون، وأن تشويه الحقيقة وتزييفها يعود جزء من أسبابها إلى عدم إتاحة الفرصة للعلماء الحقيقيين الأكفاء وإنتاجهم الفكري لتنوير العقل العربي، والمسلم فلدينا العلماء، ولكن المشكلة في النشر.
وفي ختام حديثه أوضح أستاذ الدراسات العبرية أن الاعتراف بصحة بروتوكولات حكماء صهيون لا يعنى أنه دعوة إلى اليأس والتسليم، ولكن المطلوب هو الاحتراس واتخاذ وسائل المقاومة لمنع تنفيذ الجزء المتبقي من هذا المخطط.
مسيح اليهود المنتظر!!
الأنبا "بسنتي" أسقف حلوان والمعصرة بدأ حديثه قائلاً: لا أستبعد أن اليهود يعتبرون "شارون" هو المسيح المنتظر، وأن جميع المخططات الصهيونية التي تنفذ في فلسطين اليوم وخارجها هي نفس ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون، وأننا لذلك لن نجامل الصهاينة الذين يحتقرون أتباع الديانات السماوية الأخرى سواء الإسلام أو المسيحية، مؤكداً أن مصطلح "الشعب المختار" كان صحيحاً في وصف اليهود لمرحلة معينة وانتهت.
وأكد الأنباء "بسنتى" أن الغرب لا يعرف المسيحية الحقيقية، ولكنه يعرف لغة الاقتصاد والمصالح، ولذلك فهو لم يتصدى للصهاينة، وهم يعربدون، ويحاصرون كنيسة المهد في بيت لحم.
أما د. "جمال عبد الهادي" – أستاذ التاريخ الإسلامى، وعضو أمانة اللجنة الشعبية لمقاومة المشروع الصهيوني فأوضح أن يهود اليوم جعلوا اليهودية والصهيونية وجهان لعملة واحدة بعد أن قال "هرتزل" كلمته أن الصهيونية هي عودة اليهود إلى اليهودية قبل عودتهم إلى فلسطين، وأن مقارنة النصوص الواردة في التلمود والتوراة تؤكد صحة بروتوكولات حكماء صهيون، وأنها وثيقة وضعها بعض اليهود.
وساق أ.د. "جمال عبد الهادي" عدة شهادات لعلماء وباحثين أكدوا صحة البروتوكولات مثل أ.د. "عبد الستار فتح الله سعيد" في كتابه " معركة الوجود بين القرآن والتلمود " واللواء د. "فوزي طايل" في عدة كتب منها "النظام السياسي في إسرائيل" و "الجولة العربية الإسرائيلية السادسة " وأ.د. "حامد ربيع" في كتاب "مصر والحرب القادمة" وكيف تفكر إسرائيل ، وكذلك أ.د. "جمال حمدان" والمفكر الفرنسي المسلم "روجيه جارودي"، والسفير "عبد الفتاح عاشور".
وأكد أ.د. "جمال عبد الهادي" أن الفتنة لم تتسلل إلى مصر إلا بعد اتفاقيات "كامب ديفيد"، وأن من يصرف نظر الأمة عن مواجهة الأعداء يعتبر عميلاً لهم.
أما د. "جابر قميحه" - أستاذ الأدب العربي، فقد أكد أن بروتوكولات حكام صهيون موجودة بالفعل وعملياً في واقع العالم اليوم، وأن ممارسات الصهاينة تؤكد إيمانهم بما في هذه البروتوكولات، وسعيهم لتحقيقه، وطالب باستخدام المنهج العلمي في إثبات وتوثيق صحة هذه البرتوكولات.
أ.د. "مجدي قرقر" - أستاذ التخطيط العمراني، وعضو الأمانة العامة للجنة الشعبية المصرية لمقاومة المشروع الصهيونى - ذهب إلى أن بذل الجهد في إثبات صحة هذه البرتوكولات أو عدم صحتها لا يفيد، ولا يضر كثيراً وأن المشكلة في القول بصحة هذه البرتوكولات يصور الأهداف والمخططات الصهوينية على أنها قدر حتمي لا فكاك منه، وأن التفسير التآمري يجعلنا ندفن رؤوسنا في الرمال.
وأضاف: أن الصهاينة ليسوا قوة خارقة تضع البرتوكولات لعشرات السنين ويتحقق كل ما كتبوه، وأنهم ليسوا أغبياء؛ حتى يكتبوا هذه المخططات دون مراعاة الاستراتيجيات المتغيرة، وأن الحظر المعاش أكثر مرارة، ويتجاوز ما جاء في هذه البرتوكولات.
وأشار د. "طارق عبد اللطيف - عضو الأمانة العامة للجنة - إلى أن الواقع يقيم ألف دليل على صحة هذه البرتوكولات، فالصهاينة وضعوا خطة منذ سنوات لما سيكون عليه الكيان الصهيوني عام 2020، وطالب باستخدام منهج المقاومة الشعبية في التصدي لهذه المخططات، ووضع كل العراقيل والمعوقات التي تفشلها.
ودعا المهندس "أحمد حلمي" - عضو الأمانة العامة بحزب العمل - إلى ضرورة عدم التفرقة بين الصهيونية وممارسات اليهود، مؤكداً أن الحاخامات هم أشد الفئات تطرفاً، وتعصباً في وضع المخططات ضد العالم والمسلمين بصفة خاصة.
6 من ذي القعدة 1423هـ
8 من يناير 2003م