المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمازيغي المناضل
زميلنا السعودي....
أولا: أنا تونسي شمال إفريقي, ومن حقي أن أدافع عن الهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا, ولست في حاجة لأخذ إذنك في السعودية.لماذا أذكر العرب الهلاليين دون غيرهم ممن قدموا إلى شمال إفريقيا قبلهم؟ لسبب بسيط يا جهبذ الزمان, وهو أنه ليس هناك من يدعي أن شمال إفريقيا وندالية أو رومانية أو نرمانية, إنما هناك من يدعي أن بني هلال هم يشكلون معظم سكان شمال إفريقيا, لذلك طبيعي أن نرد عليهم هم فقط دون غيرهم! وأن نبين أن الهلاليين أقلية ضئيلة في الجزائر وشمال إفريقيا. يعني ما الذي سأستفيده لو كتبت موضوعا أبين فيه أن الوندال مثلا أقلية في شمال إفريقيا؟
على العموم, من حسن حظ الهلاليين أن الأمازيغ لم يتعاملوا معهم مثلما تعاملوا مع الوندال أو النرمان, وإلا لكانوا طردوهم شر طردة عن بكرة أبيهم من شمال إفريقيا.
ثانيا: بني هلال لم يأتوا إلى شمال إفريقيا كمجاهدين, بل أرسلهم الخليفة الفاطمي الإسماعيلي الباطني الزنديق لتخريب شمال إفريقيا عقابا للأمازيغ على انفصالهم عن الدولة الفاطمية, وما قاموا به في حق الأمازيغ هو اعتداء وظلم وإجرام. والأمازيغ كانوا مظلومين معتدى عليهم. ابن خلدون رحمه الله قال أن الوازع كان مفقودا عند الهلاليين, وابن حزم رحمه الله قال أن بني رياح قد أفسدوا في إفريقية. أخبرني, كيف تعتبر اعتداء وظلم وإجرام الهلاليين في حق الأمازيغ جهادا في سبيل الله؟ فأمر بديهي تقر به كل الشرائع السماوية والأرضية أن من يعمل على سرقة أراضي غيره واغتصابها وطرده منها هو مجرم ظالم معتدي, في حين من يدافع عن أرضه هو مظلوم معتدي عليه.
والهلاليين حاولوا وعملوا على سرقة أراضي الأمازيغ واغتصابها وطردهم منها, فكيف تعتبر هذا الأمر جهادا في سبيل الله؟ ومن ثم لما أرد على ترهاته يتهمني بإثارة الفتن!
طبعا, الهلاليين بعد ذلك أجبرهم عبد المؤمن الموحدي بعد أن هزمهم في سطيف على أن يجاهدوا معه في الأندلس, وأجبرهم الأمازيغ على اعتناق مذهب الإمام مالك رحمه الله الذي لم يكن الهلاليين يعتنقونه قبل مقدمهم إلى شمال إفريقيا, بل كان الوازع منعدما لديهم كما ذكر ابن خلدون, لكن ما يهمني في الأمر, هو أنهم جاؤوا إلى شمال إفريقيا كظلمة معتدين مجرمين, وليس كمجاهدين.
ثالثا: حضرتك قلت أنه لا يوجد إنسان يصدق أن الأمازيغ قد عربهم الإسلام, فهل تعتبر شيخ الإسلام عبد الحميد بن باديس رحمه الله إنسانا؟ فهو قد قال: "نحن أمازيغ عربنا الإسلام".
طبعا, شيخنا الفاضل هو أكثر علما منك بما لا يقاس, وهو يعلم تمام العلم أن أكثر من 80 بالمائة من المسلمين لم يعربهم الإسلام, وهو يعلم تمام العلم أن بني هلال هم من عربوا الأمازيغ, فلماذا قال أن الأمازيغ قد عربهم الإسلام؟
لسبب بسيط, وهو أن بني هلال لم يكونوا لينجحوا في تعريب الأمازيغ لولا الإسلام, ولو جاءنا بني هلال قبل الإسلام لكانوا هم الذين تأمزغوا وذابوا في الشعب الأمازيغي, هذا طبعا إذا سمحنا لهم بالبقاء في شمال إفريقيا ولم نتعامل معهم مثلما تعاملنا مع الوندال والنرمان!!
اعتناق الإسلام وحده لا يكفي لتعريب الشعوب, إنما لا بد من الاختلاط بالعرب, فمثلا, لو لم يقم أبو مسلم الخراساني بإبادة العرب في خراسان لكان الفرس تعربوا.
وكوننا في شمال إفريقيا أمازيغ هي حقيقة لا يشكك فيها إنسان عاقل...
فمثلا, لا أحد يشكك أن ذوي الأصول الأمازيغية يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان المغرب الأقصى (أكثر من 80 بالمائة على أقل تقدير), في حين لا أحد يشكك أن السعوديين من أصول عربية.
فهل نحن في تونس والجزائر نشبه المغاربة أم السعوديين؟
لو جئنا بتونسي وجزائري ومغربي وسعودي, فبإمكاننا أن نلاحظ أن التونسي والجزائري والمغربي متشابهين في حين السعودي مختلف عنهم. وذلك لسبب بسيط, هو أن التونسي والجزائري والمغربي أمازيغ, في حين السعودي عربي.
رابعا: بدلا من الكلام الإنشائي, فأتحداك أن تثبت أن الأمازيغ سبق لهم الاستعانة بالكفار ضد المسلمين, ما قمتهم به يا سعوديين لما استغثتم بأسيادكم الأمريكان لكي ينقذوكم من بطش صدام هو منتهى العار.
لماذا لم تحاربوا صدام حسين بأنفسكم؟ أليس هناك رجال في السعودية؟ الإيرانيين الفرس تبين أنهم أشجع من العرب لما حاربوا صدام حسين لوحدهم ولم يستغيثوا بقوات أجنبية مثلما فعل العرب, والإيرانيين الفرس أشجع من العرب لأن أمريكا هي من تحمي العرب من الفرس, وهذا والله منتهى العار.
|