هذه سلسلة سير اعلام السفهاء كتبها الاخ أبو الفداء القاهري سانقلها لكم في حلقات فتابعوها معي حتى نستفيد معا إن شاء الله
سِــيـَرُ أعْـلامِ السُّـفـَهـاءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ مقدمة ]
الحمد لله معلم آدم الأسماء وخالق الأرض والسماء، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الأنبياء والعلماء، وبعد:
فإن العلم يُرفع بقبض العلماء وبقاء السفهاء، حتى إذا لم يبقَ عالم اتخذ الناس شيوخًا شيخهم الجهل والهوى، لباسهم زور وعلمهم زور، لم يظهروا ويُتح لهم السيادة إلا في زمن كثر فيه الجهل وعم، فرفعهم الناس فوق الرءوس دون نقد أو ذم، وما هذا إلا لجهل منهم جم، وتبقى الحسرة في قلوب الربانيين من طلبة العلم والعلماء مع الغم والهم.
ابتلينا بقوم مدعين للعلم، متطفلين على موائد العلماء، يريدون أن يُنزلوا منازلهم من غير جهد بذلوه ولا سهر سهروه ولا أذى نالوه، فإلى الله وحده المشتكى من هؤلاء.
ودونك - رحمك الله وعافاك من ذاك - نفثات مصدور وآهات مكلوم؛ فاقبلها بصدر مشروح عسى الله أن يرزقك منها سطرًا ينفعك في دينك الذي هو عصمة أمرك، ولا تلم مسطرها قهو لم يدع يومًا أنه أهل لحمل هذا العلم الشريف.
أسأل الله الرحيم الرحمن ألا يجعل حظي من هذه السطور التعب والنصب، وأن ينفع بها عباده، وأن يستر عيبي وأن يغفر ذنبي ويرحمني ووالدي ومشايخي وإخواني.
[ تنبيه ]
لا تحسبن أن ذكري لتراجم السفهاء يقتضي عدم وجود علماء ربانيين؛ فالعلماء موجودون - بفضل الله - في كل زمان ومكان من أهل السنة والجماعة؛ فلا يخلو منهم عصر ولا مصر، ومن تمسك بعلمهم وجماعتهم فسينجو بإذن الله في الدنيا والآخرة.
ولهؤلاء العلماء الربانيين سمات كثيرة منها: اتباع الكتاب والسنة، والتزامهم الباطني والظاهري بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبفهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم لنصوص الوحييْن، ولا يتبعون قول أحد خالف الكتاب والسنة أيًا كان، وهم جنود يحرسون حدود الإسلام ويردعون المعتدين على مصادره الأصلية، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهم أهل الحديث والأثر، وهم أهل العناية بالقرآن وبسنة النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم أهل الخلق الحسن الجميل في مواقفهم كلها حتى في الرد على المخالفين إلا إذا لزم الأمر.
والخير موجود إلى أن تأتي الريح التي تقبض روح كل مؤمن بالله، وهذا الزمان المتمسك فيه بدينه كالقابض على جمرة من النار.
فاتبع ولا تبتدع؛ فالخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف وفي كل خير، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
يُتبع إن شاء الله