السلام عليكم ورحمة الله وبكاته إخواني الكرام
الله تعالى يخاطب نبيه الكريم "قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ".
ويخاطب نبيه نوحا "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" ويجيب النبي الكريم " قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
ويحكي عن يونس عليه السلام"وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"
انظروا هذه الصرامة الإلهية مع أوامره سبحانه ولا يحابي ربك أحدا، ويعلمنا أنه تعالى عزيز لا يمن عليه أحد ولا يعز إلا بعمله " قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
ويأتي الجماعة هنا ويتحدون المنهج الإلهي ويريدون أن يفرضوا معاوية علينا كإمام عادل وولي لله تعالى، وهو من هو في الظلم والطغيان، والآثار شاهدة على ذلك، فهو من بغى على الإمام الشرعي ومات بسببه عشرات الألوف من الصحابة الأطهار، وهو من بدل الخلافة إلى ملك عضوض وأورثها لابنه الفاسق السكير يزيد، وهو من رغب بالعطايا والرشاوى من بيت مال المسلمين وهو ...، وكتب أهل السنة الصادقين حافلة بجرائره، والله لا أدري كيف ستلقون ربكم وأنتم تفضلون معاوية على دين الله تعالى وأوامره ورسوله، ألم ينبهنا الله تعالى إلى أن من الصحابة من سينكث العهد، ألم ينبهنا رسول الله تعالى إلى ذلك كذلك في حديث الحوض.
والله إنه لا يهمني في أمر معاوية شيء، ولكن الذي يحزنني أن تبرر الجرائم والجرائر ويحابى في دين الله تعالى، ويفاضل على شرع الله تعالى البغاة والعصاة، لا لشيء إلا لأننا نعتقد أن معاوية هو رمز أهل السنة مقابل رمز الشيعة الإمام علي، فبالله عليكم وهل لنا من رمز سوى رسول الله تعالى وصحابته الأطهار الذين ثبتوا على العهد ولم يبدلوا، وأحمد الله تعالى أن سخر لنا الدكتور عدنان إبراهيم وبين لنا أن علماء السنة قد فضحوا جرائم معاوية وعظائمه، فشاهدوا سلسلة "معاوية في الميزان" وسلسلة "عدالة الصحابة" لتأخذوا العلم الصادق المثبت بالحجة ودعكم من تلفيقات علماء السلطان، الذين باعوا دينهم لأشباه معاوية في هذا العصر.
ويا "محب التواضع" أدعوك إلى أن تتواضع وتتابع سلسلة "معاوية في الميزان" للدكتور عدنان إبراهيم، لا لتسمع إلى ما يقوله هو ولكن لتسمع إلى نقولٍ عن كبار علماء أهل السنة عن معاوية، وعندها احكم، وأنا أنتظر جوابك بعد سماعها.
والسلام عليكم