![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() ظلال سيد قطب بين واقعنا المرير واقعه الكسير : ـ
قلت: هلا حدثتني عن ظلالك… في حلك وترحالك … وعن أفانينه ومناسبته .. وكيف خططت روائعه .. ومتى وأين وكيف؟ قال: طلب إلي الأستاذ سعيد رمضان أن أشارك بمقال دائم في مجلته "المسلمون" فاخترت أن أكتب تفسيراً للقرآن وكان ذلك سنة 1951 وبهذا استمرت حلقات التفسير وانتهيت حتى الآية (103) من سورة البقرة ثم عملت على إظهار أجزاء منه بعيداً عن المجلة وكان ذلك سنة 1952 حيث صدر منه ستة عشر جزءاً ثم أكملت باقيه في السجون حيث حكموا عليّ بخمسة عشر عاماً قلت: لعد عددناك عالماً مجدداً في التفسير لما أضفت إليه من أفكار حركية .. وتربوية على التفاسير السابقة بما يمكن أن نسميه "رائد مدرسة التفسير الحركي" إذ تناول فيه قضايا "العقيدة والدعوة والحركة والجهاد والتشريع والجاهلية". ـ الفكر الإسلامي الحديث ومستقبله القيادي عند سيد قطب يبدأ سيد قطب من إفلاس الديمقراطية الغربية ، ومن التنبؤ بإفلاس الاشتراكية الماركسية – وهو ما وقع بعد ذلك بثلاثة عقود من الزمان- -قلت: وما رأيك من قيادة الرجل الغربي للعالم بما فيه عالمنا الإسلامي؟ ـ -قال: إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال، لأنه لم يعد يملك رصيداً، من القيم يسمح له بالقيادة، والإسلام وحده هو الذي يملك مقومات هذه القيادة -قلت:وكيف إذن للبديل أن يقود البشرية؟ -قال: البديل عندي هو الإسلام وأن الإسلام لا يملك أن يؤدي دوره إلا في مجتمع، أي أمة –ويقرر سيد قطب- عند هذه النقطة أن "وجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة .. فالأمة المسلمة ليست "أرضاً" كان يعيش فيها الإسلام، وليست "قوماً" كان أجدادهم في عصر من العصور يعيشون بالنظام الإسلامي .. إنما "الأمة المسلمة" جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي.. وهذه الأمة –بهذه المواصفات- قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعاً… ولذلك فإنه لا بد –حسبما يقول سيد قطب- من بعث الأمة المسلمة التي واراها ركام التصورات وركام الأوضاع وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام قلت : وما هو ذلك المجتمع المبتغى والمرتجى عندك؟ -قال: الإسلام –من وجهة نظري – لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات، مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي، المجتمع الإسلامي: هو الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة، شريعة ونظاماً، وخلقاً وسلوكاً .. ـ والمجتمع الجاهلي: هو المجتمع الذي لا يطبق فيه الإسلام، ولا تحكمه تصوراته وقيمه وموازينه، ونظامه وشرائعه، وخلقه وسلوكه، ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناساً ممن يسمون أنفسهم "مسلمين"، ـ بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع، وإن صلى وحج البيت الحرام.. ـ -قلت: وماذا عن المجتمع الحر عندك؟ -قال: والتحرر الحقيقي هو أن تكون الحاكمية العليا في المجتمع لله وحده –متمثلة في سيادة الشريعة الإلهية- فتكون هذه هي الصورة الوحيدة التي يتحرر فيها البشر تحرراً كاملاً وحقيقياً من العبودية للبشر .. والمجتمع الإسلامي هو وحده المجتمع الذي يهيمن عليه إله واحد، ويخرج فيه الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده -قال معقب: وهاتان الفكرتان:"الجاهلية" التي أصابت المجتمعات الإسلامية –بل البشرية كافة- والتحرر منها والانعتاق من أسرها بتطبيق "الحاكمية"، هما الفكرتان الرئيستان في منهج سيد قطب الفكري، وهما الإضافة التي زود بها سيد قطب نهر الفكر السياسي الإسلامي وحول هاتين الفكرتين تدور كل الأفكار الأخرى التي تصادفنا في كتب سيد قطب، وفي مقالاته، بل في تفسيره للقرآن الكريم "في ظلال القرآن"، كلما تعلق الأمر بالفكر السياسي أو بالحياة الاجتماعية -قلت: وبم أنك فنان فماذا عن الفن الإسلامي من وجهة نظرك؟ -قال: الفنان المسلم رجل يعيش على الأرض بروح تحلق في السماء، فهو يتفاعل مع الواقع الاجتماعي بعقيدة ربانية ومنهج إلهي، ليسمو به إلى غاياته التي يتطلع بها إلى عالم الخلود الذي سوف يستقر به في نهاية المطاف، والذي يعنيه ما سبق أن الفن الإسلامي مذهب مستقل يتباين تماماً عن تلك المذاهب الفنية التي نشأـ عن تطور المفاهيم العلمانية في الغرب ولكن ذلك لا يعني في نفس الوقت أن الفن الإسلامي مدرسة فنية غير قابلة للتجدد، لأن التصور الإسلامي للوجود والذي نعبر عنه هنا بالمثالية العقائدية والقيمية للتصور الإسلامي، والجانب المتغير هو الفاعلية الإنسانية التي يتعامل بها هذا التصور مع الواقع المتغير قابل للتشكل الفني بحسب التوجهات البشرية المختلفة ومن المزج بين هذا وذاك يتسع المجال لأن تتوالد العديد من المدارس الفنية المتجددة ولكنه سيلاحظ دائماً أنها تختلف عن تلك المدارس الفنية الأخرى التي تتفاعل على أرضية أيديولوجية فنية مختلفة وإلى اللقاء في المقال القادم عن موقف سيد قطب من الصراع الإسلامي اليهودي وقضية القدس من خلال ظلال القرآن . |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
محطات, الذهبي, الشيخ, عبدالله |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc