والله قاربتم أن تجهروا بالدعوة إلى الخروج، وإذا نقلتم أقوال أهل العلم في المسألة وذكرتم بأنّها خلافية فليس معنى ذلك أنه يجوز الخروج، بل فيها دليل على أنها مسالة اختلف فيها العلماء من قديم، وأهل الحديث من قديم يقولون بعدم جواز الخروج للأحاديث الآمرة بالصبر على جور وظلم الأئمة والتي بلغت حدّ التواتر، ومع ذلك حتى أصحاب الرأي كأتباع ابي حنيفة والأشاعرة والماتردية وغيرهم رجعوا إلى القول بعدم جواز الخروج بسبب المفاسد التي حدثث من جرّاء ذلك واستقرّ الأمر عليه، ومن قال بالخروج من أهل العلم القدامة استدلّ بالنصوص العامة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يلتفت للنصوص الآمرة بالصبر مع أنّها خاصة واستثنت الخروج على الأئمة من عموم النهي عن المنكر بالسيف، كما بين ذلك الشوكاني والقنوجي وغيرهما، أنا كنت اطلعت على الموضوع في بدايته ونقلت بأنّ أهل العلم استقرّوا على عدم جواز الخروج لما رأوه أفضى فتن تجعل الحليم حيران،
والله أسألكم سؤال: الذين خرجوا في الجزائر على الحكام في سنوات التسعينيات ولا يقصدون من وراء ذلك إلا تحكيم شرع الله ومشروع الدولة الاسلامية خالفتموهم إلا القليل، فكيف الآن توافقون أو تدعون للخروج على هؤلاء الحكام لأجل الحرية أو الديمقراطية الكافرة، هل تريدون أن يكون الحكم لله أم للشعب، نحن نعيش مرحلة صعبة والخروج أيّ خروج إذا لم يكن لله تعالى بتحكيم شرعه وبقيادة العلماء المعتمدين ووضوح الراية التي يقاتل المسلمون تحتها، ولا يقولون نقاتل وبعدها ننظر ماذا سنفعل، في الحديث: من قاتل تحت راية عمية، فمات فميتته جاهلية أو كما قال، والراية العمية هي الراية الغير واضحة المعالم، لماذا يقاتلون آ لتحكيم شرع الله، أم للحرية، وقد يأتي للحكم أناس اخبث من هؤلاء الذين يحكموننا الآن، أضرب لكم مثال واضح على ذلك، لو حدثث ثورة هنا في الجزائر لا سمح الله، ثم انبرى للظهور ذلك العلماني السعيد سعدي وطلب الإعانة من الغرب وأعانوه، ووصل إلى الحكم من يكون الأفضل: هؤلاء الذين هم الآن يحكمون بلادنا أم ذلك العلماني الديمقراطي، والله أنا أكتب ولا أدري إلى ما ترمون بكلامكم، لقد استقر الأمر عند أهل السنة على عدم جوار الخروج على الحكام الظلمة، من أحب أحب ومن كره فاليكره، وأقول لهؤلاء الذين يرفعون عقيرتهم بذكر الخلاف: اذكروا لنا أقوال علماء سلفيين العقيدة والمنهج في مسألة الخروج، وأنا أعلم أنكم لن تجدوا إلأ اقوال الأشاعرة كالجويني والقرطبي وغيرهما، أما أهل السنة السلفيين فقد نصّوا في العقائد التي خططوها بانّه لا يجوز الخروج على الحاكم الذي يشمله حكم الإسلام. هداني الله وإياكم للحق، ونسأل الله أن يجلعكم مغالق للشر ومفاتيح للخير إنه على كلّ شيء قدير