موضوع صعب لو أُخِذ بالذهن الخالي ويتعب أعتى عقل،ولو أردنا النظر فيه من منظور فلسفي مجرد قد لا تصل إلى نتيجة يبرد لها الانسان خصوصا لو كانت المنطلقات(أو المبادئ بتعبيرهم) على غير قدم راسخ؛ذلك أن الانسان مخلوق مركب،وهو يصدر عن ثقافة ما،وفي الثقافة هنا يدخل الموروث والدين وهو وصف سابق،ويدخل التعلم وطريقة التفكير وهو وصف لاحق،كل ذلك ينصهر في نار المحيط والبيئة وما تعارف عليه هذا الانسان مع مجموعه؛أيا كان هذا المجموع أكان شرقيا أو غربيا أو مجموعا عنوانه dz..
ولو أُخِذ بوجدان مجرد من كل معيار عقلي أو منطقي قد يُذهِب لذة الحياة؛والألم من لذة الحياة ،وهو هو الذي يبني الشخصية ويراكم الخبرةوهل يصلح الذهب على غير اللهب ؟
وبعد :
فبما أنني مسلم (لفظا لا معنى) فمنطلقاتي كالتالي : عقيدة التسيير والتخيير كيف أراها،وما مدى أثر العقل في الحكم،وهو عندي نسبي وهو مجرد وسيلة قد تنكسر عند حدود كما البصر والسمع لا يجاوزان مداهُما،وعليه فأنا رجل أكسب الفعل (وهو تعبير قرآني) والفعل على الحقيقة من الله عز وجل بمعنى : الفعل والسعي مني والنتيجة على رب العالمين.
وأحيانا تكون الخيارات مزية وأحياناأخرى مضلِلة محيرة،ومن هنا تظهر فائدة الاستخارة([COLOR="rgb(0, 100, 0)"]والاستخارة لغة ترجع إلى معنى التعطف؛فأنت بهاتستنزل عطف ربك عليك) وصلى الله على سيدنامحمد الذي كان من دعائه : اللهم خري لي فإني لاأحسن الاختيار والتدبير..وقوله : اللهم اكلأني كلاءة الوليد الذي لا يدري ما يفعل به ولا ما يريد...أو كما قال عليه أفضل صلاة وأتم تسليم،وفائدة الاستشارة أيضا كبير عند "مفترق الطرق"،وقد لا أجد أبلغ في الوصف من هذه الكلمة الراقية؛التي هي أمتن وأبلغ كلمة قرأتها في التفاؤل وفصل النزاع بين الوجدان والعقل :
الإيمان هو أكبر علوم الحياة، يبصرك إن عميت في الحادثة ويهديك إن ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسك تكون وإياها على المصيبة، لا عدوها تكون المصيبة وإياها عليك... فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفس ويضاعف من قوتها، ويرد قدر الله إلى حكمة الله، فلا يلبث ما جاء أن يرجع، وتعود النفس من الرضا بالقدر والإيمان به كأنما تشهد ما يقع أمامها لا ما يقع لها.
[/COLOR]