حياك الله أخي allamallamallam
بقولي أني أحب اللهجة العاصمية ليس معناه أني أحب الكلمات الفرنسية الدخيلة عليها ، بل قصدي أني أحب اللهجة في مجملها ، أما الكلمات الدخيلة تلك فلو كانت رجلا لذبحته بالسكين و تخلصت منه إلى الأبد .
و أيضا لو كان أمر التعليم بيدي لعربت كل المواد و كل التخصصات حتى الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الطب و الصيدلة وغيرها ، فما اللغات الاسكندنافية بأفضل من العربية ، فهم يدرسون ـ على حسب علمي ـ هذه العلوم بلغاتهم ، أما نحن فنقبر لغتنا .
ففي يوم من الأيام كان المسلمون متفوقين علميا و كانوا يدرسون و يؤلفون بالعربية ، و ما قامت النهضة الأوروبية الحديثة إلا على مخلفات أبحاث المسلمين التي كانت بالعربية ، اكتب في محرك البحث : أفضل ما صنع في الغرب عن الإسلام .
أما الآن فأصبح المسلمون و العرب يقولون عن لغة القرآن أنها فقيرة و غير قادرة على مواكبة العصر و المصطلحات العلمية الحديثة ، فما كان من اللغة العربية إلا أن تكلمت فندبت حضها معبرة عن واقعها ما تعانيه في هذا الزمان ، فقالت المسكينة :
رجعت لنفسي فاتهمت حصـاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتــي
ولدت فلما لم أجد لعرائســــــي رجالاً وأكفاءً وأدت بناتــــــــــي
وسعت كتاب الله لفظاً وغايــــة وما ضقت عن آيٍ به وعظـــــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماءٍ لمخترعــــــــــات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟!
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ومنكم وإن عز الدواء أساتــي
أيطربكم من جانب الغرب ناعــب ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟!
أرى كل يوم في الجرائد مزلقــــاً من القبر يدنيني بغير أنــــــاة!!
وأسمع للكتاب في مصر ضجـــةً فأعلم أن الصائحين نعاتــــــي!!
أيهجرني قومي عفا الله عنهـــــم إلى لغة لم تتصل بــــــــرواة؟!
سرت لوثة الافرنج فيها كما سرى لعاب الافاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعــــة مشكلة الالوان مختلفـــــــــات
الى معشر الكتاب والجمع حافل بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى وتبنت في تلك الرموس رفاتــي
وإما ممات لا قيامة بعــــــــــــده ممات لعمري لم يقس بممــات
بقلم حافظ إبراهيم ، اللغة العربية تنعي حظها .