اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكم البركة أخي أبو إبراهيم
وبعد :
صدقا صدقا لا نختلف كثيرا فيما وعلى ما أوردته في ردك الطيب والثري ...
ولكن أخي حسب ما اطلعت عليه من تفاسير وتأويلات لمضمون تلك الآية الكريمة، وكذا السياق الذي جاءت فيه، يبين ما قلته سابقا من أن هذا ليس فطرة (فطرة وليس طبعا) في المرأة، لأن الفطرة غير الطبع أخي، بل هو حبها للتزين ولبس الحلي والذهب والحرير (الذي حرم على الرجال) وكذا منشأها ذاك على كل ذلك، وهذا لسبب واحد، هو من أسباب دورها و وظيفتها التي خلقها الله لها لتأديتها، وهي استمالة الرجل نحوها وكذا دفعه لممارسة دوره و وظيفته وغريزته التي فطر عليها، طبعا في سياقها وبمقتضياتها، فيحدث التناسل وتستمر حياتهما، وكذا هو لسد بعض النقص الظاهر فيها، ألاّ وهو عدم قدرتها على القيام بحجتها وابانتها مثل الرجل، وأنظر معي في هاته التفاسير لنفهم أكثر :
ففي تفسير ابن كثير بعد ذكره السياق الذي نزلت فيه فيقول :" ... أي المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي، منذ تكون طفلة، وإذا خاصمت فهي عاجزة عَييِّة، أو من يكون هكذا ينسب إلى جناب اللّه العظيم؟ فالأنثى ناقصة الظاهر والباطن في الصورة والمعنى، فيكمل نقص مظاهرها وصورتها بلبس الحلي، ليجبر ما فيها من نقص، كما قال بعض شعراء العرب : وما الحلي إلا زينة من نقيصة * يتمِّم من حسن إذا الحسن قَصَّرا وأما إذا كان الجمال مُوَفَّراً * كحسنك لم يحتج إلى أن يُزَوّرا وأما نقص معناها فإنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار، كما قال بعض العرب وقد بشر ببنت : (ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة) "
وفي تفسير الجلالين : " { أو } همزة الإنكار وواو العطف بجملة، أي يجعلون لله { من يُنشأ في الحلية } الزينة { وهو في الخصام غير مبين } مظهر الحجة لضعفه عنها بالأنوثة "
وفي تفسير الطبريبعد أن فقد أتى بقولين في الأمر وأردف بعدهما بقوله :" ... وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : عَنَى بِذَلِكَ الْجَوَارِي وَالنِّسَاء , لِأَنَّ ذَلِكَ عَقِيب خَبَر اللَّه عَنْ إِضَافَة الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهِ مَا يَكْرَهُونَهُ لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْبَنَات , وَقِلَّة مَعْرِفَتهمْ بِحَقِّهِ , وَتَحْلِيَتهمْ إِيَّاهُ مِنْ الصِّفَات وَالْبُخْل , وَهُوَ خَالِقهمْ وَمَالِكهمْ وَرَازِقهمْ , وَالْمُنْعِم عَلَيْهِمْ النِّعَم الَّتِي عَدَّدَهَا فِي أَوَّل هَذِهِ السُّورَة مَا لَا يَرْضَوْنَهُ لِأَنْفُسِهِمْ , فَاتِّبَاع ذَلِكَ مِنَ الْكَلَام مَا كَانَ نَظِيرًا لَهُ أَشْبَه وَأَوْلَى مِنْ اتِّبَاعه مَا لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر "
ثمّ يواصل تفسيره معقبا على بعض القراءات وكذا الوجه النحوي الإعرابي للآيات فقال :" ... وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا أَنْ يُقَال : إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى ; لِأَنَّ الْمَنْشَأ مِنَ الْإِنْشَاء نَاشِئ , وَالنَّاشِئ مُنَشَّأ , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب . وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه " أَوَمَنْ لَا يُنَشَّأ إِلَّا فِي الْحِلْيَة " , وَفِي " مَنْ " وُجُوه مِنْ الْإِعْرَاب الرَّفْع عَلَى الِاسْتِئْنَاف وَالنَّصْب عَلَى إِضْمَار يَجْعَلُونَ كَأَنَّهُ قِيلَ : أَوَمَنْ يُنَشَّأ فِي الْحِلْيَة يَجْعَلُونَ بَنَات اللَّه , وَقَدْ يَجُوز النَّصْب فِيهِ أَيْضًا عَلَى الرَّدّ عَلَى قَوْله : أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُق بَنَات أَوَمَنْ يُنَشَّأ فِي الْحِلْيَة , فَيَرُدّ " مَنْ " عَلَى الْبَنَات , وَالْخَفْض عَلَى الرَّدّ عَلَى " مَا " الَّتِي فِي قَوْله : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدهمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا } "
وفي تفسير القرطبي فيقول :" فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : { أومن ينشأ } أي يربى ويشب . والنشوء : التربية؛ يقال : نشأت في بني فلان نشأ ونشوءا إذا شببت فيهم. ونشئ وأنشئ بمعنى... "
ثمّ يقول كذلك في أصل كلمة ينشأ :" واختاره أبو حاتم، أي يرسخ وينبت، وأصله من نشأ أي ارتفع "
ثمّ يواصل تفسيره بقوله :" الثانية : قوله تعالى : { في الحلية } أي في الزينة. قال ابن عباس وغيره : هن الجواري زيهن غير زي الرجال. قال مجاهد : رخص للنساء في الذهب والحرير؛ وقرأ هذه الآية. قال الكيا : فيه دلالة على إباحة الحلي للنساء، والإجماع منعقد عليه والأخبار فيه لا تحصى. قلت : روي عن أبي هريرة أنه كان يقول لابنته : يا بنية، إياك والتحلي بالذهب ! فإني أخاف عليك اللهب "
ويقول في ختام تفسيره للآية الكريمة :" الهمزة هنا أيضاً للاستفهام، يقول سبحانه : أتستوي عندكم البنت التي تُنشَّأ في الحلية بالولد. ومعنى { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ظ±لْحِلْيَةِ } [الزخرف: 18] يعني : تُربِّي في الزينة والرفاهية، فالبنت عندنا مثلاً نهتم بها وبملبسها ومظهرها، نُلبسها الحَلَق والأسوْرة والثياب الجميلة على خلاف الولد.
{ وَهُوَ فِي ظ±لْخِصَامِ } [الزخرف: 18] أي : في مواقف الجدل والدفاع { غَيْرُ مُبِينٍ } [الزخرف: 18] يعني : ليس له قوة في إظهار الحجة "
وفي تفسير خواطر الشعراوي :" إذن : البنت التي نسبوها لله تُربَّى على الرفاهية والنعمة، ولبس الحرير والذهب والزينة، لأنها خُلقَتْ للاستمالة، ونحن نحرص على مظهر البنت وشكلها ونُزيِّنها أولاً وأخيراً لتتزوج.
وفي الغالب نلجأ للزينة وللجمال الصناعي حينما لا يتوفر للبنت الجمال الطبيعي، بدليل أن العرب كانت تسمى المرأة الجميلة غانية.يعني: استغنت بجمالها الطبيعي عن أيِّ زينة.
أما الذكر فعلى خلاف ذلك، الذكر مع أبيه في الحقل وفي المصنع، وفي الخصام والجدال، وفي كل عمل شاقّ، فهل يستويان؟ "
فأين جاءت كلمة فطرة الله التي فطر عليها المرأة، لتكون تلك صورتها الظاهرية إنما هي فطرتها الكامنة فيها؟
ولاحظ أخي أن الفرق بائن بين كلمتي "الفطرة" و " الطبع" ...
فالفطرة ما جُبِلت عليه النفس تكوينا وتركيبا مؤسسا فيها، وهو فيها حاصل لها بالعموم لجميع الجنس دون تخصيص ... أما الطبع فهو ما درجت عليه العادة والتكرار ولزوم الأمر بشكله الدائم والمستمر ... فأصبح طبعا مكتسبا مستمرا دائما في النفس ... ويمكن أن نقول بأن الزينة وحبها طبع في المرأة ...
ثمّ الأمر الآخر كيف يُقام الأمر هنا بين ما أوردته من ضعف إظهار الحجة في المخاصمة، مع كون نشأتها وحبها وشغفها لزينتها واظهارها كونه فطرة أو حتى طبعا فيها؟
ولاحظ أننا قلنا ضعفها في المخاصمة وبيان حجتها مقابل نشأتها تلك .
ولو أننا اتخذنا سياق ذلك لقلنا أنها (أي المرأة) اتخذت من نشأتها تلك وحبها للزينة والحليّ وسيلة لإثبات وجودها أمام الرجل، وتغطية منها على ضعف اقامتها لحجتها، وتأثيرا منها في محاججها هكذا بهذا المنطق ...
أما جوابك في الأمر الثاني الذي قلت فيه " الجواب : أخي الكريم ، هذا لم يحدث إلا بعد أن إنتشر العري و التبرج والسفور ،وإلا فمن قبل كان العفاف طاغيا على المجتمع ، ويا أخي الكريم ليس كل الناس سواء ، ربما أنت وفقك الله وكتب لك أن تنشأ في أسرة محافظة أو كتب الله لك تعلم القرآن والجلوس مع أهل الفضل والتقوى ، هناك من لم يتلق علما ولم يجد من يعمله ولم يجد الكثير من الشباب من يجمعهم ، فمن البديهي أن يكون هؤلاء ضعاف الإيمان يتأثرون عندما يرون فتاة تتمايل في الطريق مبرزة كل مفاتنها وكأنها تستعد لإستقبال زوجها في الفراش
طبعا هنا الرجل سيضيع عقله وتفكيره وسيعيش بنمط آخر ولن يعيش في سواء نفسي
ويا أخي الكريم ، المرأة قد تكون مستورة وتفتن إن لم يتق الرجل ذلك بغض البصر وصرف الجوارح ، فما بالك بنساء كثيرات يمشين شبه عاريات في الطرقات !! كيف سيفكر الشاب في رأيك !!
هو بشر أخي الكريم !! والله سبحانه وتعالى أنزل شريعته لحفظ وصيانة الأعراض وتحقيق السكن النفسي
ففي القديم قبل عصرنا هذا لم يكن الرجل يرى المرأة أبدا ، فلم يكن يعرف إمرأة إلا زوجته ولهذا كانوا متزنين نفسيا وأقوياء فكريا وكانوا رجالا بمعنى الكلمة ؛ لأن نفسهم كانت مستقرة وكانت حياتهم الزوجية في الغالب هادئة لأنه لا يرى محاسن إمرأة غير زوجته
أما اليوم ففي كل لحظة يرى الشاب عضوا من أعضاء جسد المرأة ، وهذه المشاهد تتكرر معه يوميا ، فأي إستقرار سيجده وأي تفكير سليم سينشأ عند هذا الرجل الذي من المفترض أن يكون أمل الأمة لأن الأمة لا تقوم إلا برجالها
أكيد أخي أن هذا سيفجر شهوته الكامنة وتجعله يرغب في محاسن المرأة وجسدها "
هنا أخي أتفق معك نقاط واختلف نقاط أخرى ...
فأما الاتفاق فهو ما أشرت فيه لانتشار العري والتبرج والسفور، فزاد الطين بلةّ على بلّته الأولى، فأضحت المجاهرة مجاهرة والمظاهرة مجاهرة بسبب ودون سبب، والأسماء أصبحت تقال بمسمياتها دون حجب أو تحجب وهذا سواء كانوا رجالا أو نساء ... وهذا لأن الانحراف كفعل والمنحرف كفاعل، يقابله ما يقابله من مثله في فعله وقوله، هكذا بمنطق المقابلة، فمن سولت لها نفسها وهواها أن تكون على تلك الهيئة، فهناك حتما من يعجبه ذاك وتتوقه نفسه، فيقع بهيئته على تلك الهيئة، فيصبح انحرافهما مكتمل الهيئة، والأمر كذلك بالنسبة للرجل الفاسد خُلُقًا مقابل المرأة الفاسدة التي تصبو إلى ذلك الفهم والعقلية والهيئة، فمسخت طبيعتها فلم تصبح من ضمن معاشر النساء، لأنها قد تنازلت عن دورها و وظيفتها وحياتها ... ثمّ صحيح أن الناس والمجتمعات ليسوا على صعيد واحد في حيواتهم وأحوالهم وظروفهم، ولكن هذا ليس دليلا على عدم إدراكهم وعلمهم، مقابل جهلهم لهذا الأمر، فقد قيل " الممسك فيهنّ كالممسك على الجمر"، فأما الجهل إلاّ من ارتضاه لنفسه، وجعله حجة له، وهو في الحقيقة حجة قائمة عليه، أما العلم، فلا أعلم زمنا كان خفيا فيه مثلما سبق، ولا أعلم زمنا كان ظاهرا فيه مثل زمننا هذا، فهل يعقل أن يكون خفيا في زمن كثرت فيه المنابر والمعابر وتكنولوجيات التواصل والاتصال، فلم يعد العَالِم بعلمه أو الطالب بطلبه أو السائل بسؤاله محجوبا عن العَالَمْ، والعلم الآن محمول على كل ضامر وظاهر ... فكيف يقال بهزيمة هاته النفس لصاحبها، هكذا لعدم علمه وبُعده وجهله وضعفه أمام سياطها، وهو المأمور بجهادها لأن جهادها أكبر الجهاد وألزمه لصاحبه ... ألم نقرأ قول الإمام الحسن البصري عندما سأله أحد السائلين، وقال له أن نساء المشركين كذا وكذا ... وهو يقصد المفاتن والفتن الظاهرة منهم وفيهم ... فقال له اصرف نظرك، فهنا قد أمره بما يستطيعه هو، والمأمور به هو، والواجب عليه هو ... دون إماطته للثام أو مسكه للحجام أو تركة للجام ...
ثمّ يا أخي أبو إبراهيم، ويا أخي واوي ...
أدرك الواقع وأدرك الحقيقة التي تقولان بها، ولم أشأ أن أتحدث بتلك الحقيقة وذلك الواقع، لأنني لا أريد أن أتحدث بها، ولأنها لا تصلح لأن نتحدث بها، فهي معلومة غير مجهولة للجميع، ويراها الجميع، ويسمعها الجميع، ويألفها الجميع، ويوقنها الجميع، فكما قلنا أصبحنا في قرية صغيرة نعلم فيها كل صغيرة، فإنما نحن نريد هنا على الأقل في هذه الفضاءات التواصلية الجادة والمهمة وغيرها، والتي تجمع عقولنا وأفهامنا، أردنا إبراز بوادر الاصلاح والتنظير له، لا وصف الحقيقة والواقع على ما هو عليه، فكفانا تشخيصا و وصفا للداء، فإنما نريد الدواء، بل إن ما نريده هو ما يجب أن يكون عليه الأمر، لا ما هو عليه الأمر ... على الأقل نظريا بيننا وفي مفاهيمنا ومداركنا وقناعاتنا ومبادئنا ومنطلقاتنا، فنبدأ بأنفسنا ومن هنا، لننتهي إن شاء الله هناك، حيث نريد أن نكون، على أتم وأكمل وأشمل وصف، بين ما يجب أن يكون عليه الأمر، وما هو عليه الأمر فعلا وحقيقة و واقعا ...
ثمّ كان الأجدر وضع السؤال التالي في سياق حديثنا هذا عن مجاهدة النفس بين الرجل والمرأة ... أيهما أولى بالمجاهدة غضّ البصر أم ستر المرأة؟
ثمّ لعلنا ندرك أيضا ذلك المنطق القائم في هاته الثنائية، فالمرأة مثلا تستطيع أن تفتن 100 رجل بقصد ودون قصد منها، بينما الرجل لا يستطيع فتنة ذلك العدد إلاّ البِضعَ القليل منهنّ، ومن كانت أقرب إليه سببا وتسببا، وهذا بقصده وسعيه وإمعانه في ذلك ... ولاحظوا إخوتي هنا أن المرأة ودون قصد منها تفتن الرجال، والرجل وبقصده وسعيه لا يستطيع أن يفتن إلاّ ذاك النزر القليل ممن تواصل وتوصل إليه واقعه، أو من سقطت في شباكه ... إذن هذا حديث الواقع، ولم أشأ أن أتحدث به لأنني أريد أن تنتزع هاته المفاهيم من مداركنا، ونلزم أنفسنا بما يجب أن نلزمها به، وبما يجب يكون عليه الأمر في واقعنا، فليس الهدف من إلقائنا للدروس الدعوية والمواعظ الدينية ضرر في كل ذلك، أو أننا نخرج من دعوناهم بإخوتنا في كل بادئة لحديثنا نخرجهم من دائرة المسلمين، لمجرد أنهم خالفونا أو خالفناهم فهما أو رأيا أو فكرة، وإنما هو التذكير والتحفيز والتنظير والقبض بيننا على تلك الجمرة في أنفسنا جميعا المسماة (شهوة) وتعاوننا على كبح جماحها وإزالة أسبابها ومسبباتها بنظرتنا الإصلاحية لمجتمعاتنا ...
أما لأمر الثالث والأخير فأتفق معك فيه وأزيد وأوكد على قولي فيه، بقولي أنّ الأمر نفسه بالنسبة للرجل مثلما هو على المرأة ... والله المستعان
|
خي الكريم أولا باراك الله فيك على ردك الطيب والنافع
بالنسبة للتفاسير فقد قرأتها ولا أعتقد أني اوردت خلافا لذلك ، فالنقطة الذي وضحتها في كون أن المرأة تحب الزينة لنقصها
السؤال : ألم تخلق هي ناقصة ؟ !!
يعني الأمر فطري وليس مكتسب ، أخي أنت قلت لي أن هناك فرق بين الفطرة والطبع ،
الأمور تكون إما فطرية أو مكتسبة ، فقولك أن الطبع ليس الفطرة فأكيد أنك تعني بذلك الأمور المكتسبة ، ومن المؤكد أخي الكريم أن حب المرأة للزينة ليس مكتسب أبدا
لأن الأمور المكتسبة تختلف من أشخاص إلى آخرين فقد تجدها في البعض ولا تجدها في البعض الآخر وفي نفس الوقت لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في الأمور المكتسبة
فمثلا لو قلنا رجل طبعه عصبي ، فالعصبية ليست فطرة في الرجال بل هي مكتسبة ، فتجد الكثير من الرجال غير عصبيين ، وفي نفس الوقت لا يختص بها الرجل وحده فتجد المرأة عصبية كذلك
هذه هي الأمور المكتسبة أخي ، ولكن عندما نتكلم عن الفطرة فإنه أمر يولد مع الإنسان وطبعا حب التزين من أهم صفات الأنثى والتي يختلف فيها الرجل عنها إختلافا بينا
أما بالنسبة للجزء الثاني : كلامك معقول أخي الكريم ، ولكن لا تقل كل الناس يعلمون ؛ لأن هؤلاء الشباب يحتاجون لمن يمد لهم يد العون ، أما قولك عن وجود المنابر ووسائل الإعلام ،
يا أخي الكريم هل المنابر تؤدي واجبها إلا من رحم ربي ؟
يا أخي الكريم اليوم نحن مع دعاة على أبواب جهنم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، هم من يزينون للناس المنكر ، تسمع واحد يبيح الغناء والآخر يبيح الإختلاط والآخر يبيح تهنئة النصارى بأعيادهم !! ما هذا !!
هؤلاء هم من يحتاجون للدعوة لا أن يكونوا هم دعاة ، أما المنابر التي تتكلم عنها فللأسف الشديد ، أنا شخصيا طيلة حياتي لم أسمع الإمام التحت أحضر عنده الجمعة تكلم ذات يوم عن التبرج وعن الدياثة ونبه على مسؤولية الاباء وكأنهم ليسوا في هذا المجتمع
وهناك نقطة أخرى مهمة أخي الكريم لا أوافقك فيها أبدا وهي إلقاء اللوم على الرجل ، عندما تنحرف المرأة يجب تقويم المرأة دون أي مبررات أو اعتبارات أخرى وإذا إنحرف الرجل يجب تقويم الرجل دون مبررات أو اعتبارات أخرى ، فمثلما لا تقبل عذر الرجل في كون المرأة سببه في الوقوع في الذنب ، فكذلك لا يجب أن نبحث عن أعذار للمرأة بتحميل المسؤلية للرجل ، ذنب المرأة هي مسؤولة عنه وإذا مشينا على هذا المنهج فإننا نعينها ونطمئنها على منكرها وفسادها الذي أكلت به الأخضر واليابس
و ختاما لدي ملاحظتين :
الأولى : المقارنة بين غض البصر والتبرج مقارنة غير مستقيمة أبدا وسأكتب فيها موضوعا خاصا إن شاء الله
الثانية : قول حسن البصري رحمه الله يحتاج إلى إثبات نسبته إليه ، لأن في زمانهم كان الإسلام هو الحاكم ، والحاكم المسلم يلزم النساء بالحجاب فلا يمكن أن يكون هناك متبرجات في أرض الإسلام ولو كن غير مسلمات
تحياتي